ما هي المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة؟

الزواج خطوة مقدسة في حياة البشر، لذا يجب أن نمنحها أقصى أهمية في حياتنا، وذلك ابتداءً من اختيار الزوج ومروراً بفترة الخطوبة إلى عقد القران.

شُرِعت فترة الخطوبة لأنَّها أهم خطوة في رحلة الزواج فهي ليست مجرد تعارف وتقبل فقط، بل هي أساس لتكوين حياة زوجية مستقبلية.

يجب أن تشمل مرحلة الخطوبة دراسة عميقة لمعرفة كل مزايا وعيوب الشريكين، ويجب عدم التغافل عن أي صفة أو موقف سيء قد يحدث أمامنا، فيمكن أن يكون اختصار كبير لمستقبل مرير، حيث يوجد خلف الكلام والمواقف إشارات كبيرة تلّوح لنا لنراها فيجب عدم التغافل عنها.

كما يجب في فترة الخطوبة مناقشة جميع المواضيع المستقبلية، والاتفاق على كل الأمور دون تأجيل، لتلافي مشاكل قد تحدث في فترة الزواج.

ما هي أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة؟

هنالك بعض المواضيع التي يجب على كلا الطرفين مناقشتها وتحديدها، لتجنب حصول أي مشاكل قد تحدث في فترة الزواج، لكن يجب أخذ العلم أنَّ جميع ما ذكر أدناه ما هو إلا بعض الاقتراحات التي تحاول مساعدة الشريكين على منع حدوث المشاكل المستقبلية. إليك أهمها:

التحدث في المهر

قد يتعجب البعض ويتجاهل أهمية هذا الموضوع الذي يعدّه البعض موضوع مادي بحت أو إهانة للفتيات، فهي ليست سلعة للبيع، وهذا صحيح، لكنه قد شُرِع في الدين، ومن المحتمل أنْ يؤدي إلى الانفصال.

ربّما يصعب على الفتيات التحدث في هذا الموضوع، لذا يجب طرحه من قبل الأهل، وبالأخص إذا كان ذلك مهم بالنسبة لهم ولابنتهم، فلا يجوز الخجل من طرحه، وذلك لتجنب حدوث أي خلاف أثناء عقد القران، فربّما لا يتناسب مطلبهم مع إمكانيات الرجل المادية أو الفكرية.

أمور تخص العمل والدراسة

من أكثر الأمور الهامة التي يجب من البداية الاتفاق عليها ومناقشتها، حيث يجب أن يعبر الشريك عن موقفه تجاه العمل، إنْ كان للشريكة رغبة في العمل أو اتمام دراستها.

كما يجب الاتفاق على تنسيق واجبات المنزل والمشاركة وتحديد دور كل من الطرفين، والاتفاق على ما يتعلق حول العمل خارج أو داخل المنزل.

الاتفاق على موضوع الأطفال والإنجاب

الهبة العظيمة التي يمنحها الزواج هي الإنجاب واستمرار النسل في الحلال، قد يتجاهل البعض التحدث في مواضيع تخصه، لكن مرحلة الخطوبة هي تهيئة الشريكين للاتفاق على مرحلة الزواج.

ربّما الشريك قد يرغب في أنْ يكون الإنجاب مباشرةً بعد الزواج وربّما الشريكة ترغب في أنْ يكون بعد سنتين من الزواج أو العكس.

يجب الاتفاق على عدد الأولاد المراد إنجابها وطريقة تربيتهم وتحديد دور كل من الشريكين في التربية وتسمية الأولاد، وطريقة الولادة طبيعية أم قيصرية.

جميع ما سبق قد يسبب خلافات، ومن المحتمل أيضًا أنْ يراها البعض سطحية بعض الشيء، لكن يوجد العديد من الناس انفصلوا لأمور مثل هذه.

الإدارة المالية في المنزل

الأمور المالية من الأمور الهامة، فيجب تحديد من البداية من هو القادر على إدارة هذه الأموال وكيفية التصرف بها وتنظيم الميزانية وعدم التبزير بصرف الأموال أو الشح، ففي فترة الخطوبة يمكن معرفة الشخص البخيل من خلال المواقف، وأيضًا من خلال حديثه وحواره، فلابد من أخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار.

معرفة أطباع وشخصية كل من الطرفين

الاحترام والتفاهم هما حجر الأساس لاستمرار العلاقة، فيجب على كل طرف معرفة طبع الآخر، وماهي ميول ورغبات كل من الطرفين، وماذا يحب أو يكره وماهي الخطوط الحمراء عند كل من الطرفين.

قد يكون أحد الأطراف يتصف بغضب شديد، فيجب معرفة كيفية حل مشاكله من خلال المواقف التي تحدث، فإذا كان أحد الطرفين عدائي، فهذا أمر يجب استكشافه خلال فترة الخطوبة.

المصداقية والصراحة وعدم كتم الأسرار

أفضل ما يميز العلاقة، عدم التمثيل والكذب، مهما كانت الكذبة جميلة أو قبيحة، لكن تبقى الحقيقة رغم مرارتها أجمل، فيجب طرح جميع المواضيع الغامضة لمعرفة إنْ كان الطرف الآخر يتقبلها أو لا.

يعد موضوع الصراحة والمصداقية موضوع مهم للغاية، فلا يجب أن تُبنى مملكة الزواج على حجر ممزوج بالكذب والأسرار، ولا يوجد أحد يحب أن يعيش تجربة المغدور.

يجب أن تكون الصورة واضحة فلا وجود للأريحية مع الغموض، فنحن نرغب بالزواج وليس مهمتنا كشف الأسرار والاستمتاع بالغموض.

حل مشاكل تتعلق بالأهل

يجب الانتباه لهذا الموضوع، فيجب على كل شريك احترام أهل الطرف الآخر وعدم التقصير بالزيارات والواجبات، فلا يجب تفضيل أهل أحدهما عن الآخر، كما يجب حل المشاكل بالتفاهم والاحترام وعدم التجريح بحق الآخر حتى لو كان أحد أفراد العائلة على خطأ.

الاتفاق على مكان السكن

الحياة الزوجية يجب أن تكون تشاركية ويجب على كلا الطرفين تقديم تضحيات، فلا يجوز لطرف أن يضحي ويستهلك كل طاقته والآخر لا يضحي بأبسط الأمور، يجب أن يكون هنالك تكافؤ.

إن أحد أهم المواضيع التي يجب طرحها بفترة الخطوبة موضوع السكن، وفي أي بلد أو مدينة، لذا يجب على الشريك أن يُطلع شريكته على ذلك.

إذا كان أحد الطرفين ينوي السفر أو أنَّه يرغب في السكن مع عائلته (الأهل)، فقد يسبب ذلك بعض المشاكل المستقبلية، فبعض الفتيات لا تستطعن أن تسكن في منزل عائلة شريكها، وبعض الفتيات لا يستطعن مغادرة البلاد، فقد لا يكون لديهنَّ أي رغبة في ذلك، فمن المهم جدًا طرح هذه المواضيع وعدم تجاهلها.

مواضيع تخص الأصدقاء والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي

من الأمور الهامة جداً في عصرنا الحالي، فقد يسبب العديد من المشاكل بسبب الغيرة والشك، حيث هنالك زيادة كبيرة في نسبة الطلاق وكان سببها الرئيسي مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يكون لدى أحد الطرفين إدمان على التواصل الاجتماعي، أو أنَّه يسمح لنفسه بامتلاك حساب خاص على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يسمح لشريكه في ذلك، وهذا يكون بعيدًا عن الانصاف الذي يعد من الأساسيات لنجاح العلاقة الزوجية.

يجب مناقشة كل ما يتعلق حول ذلك في فترة الخطوبة، وحل جميع المشاكل قبل حدوثها وتبلورها في المستقبل، والالتزام بأي اتفاق ينشأ بين الطرفين.

بالنسبة لموضوع الأصدقاء، قد يكون للرجل صديقات، لكن شريكته لا تتقبل هذا الأمر أو ربّما العكس، لذا يجب الاتفاق على ذلك، ويعتمد الاتفاق على طبيعية كل فرد في المجتمع وما يفضله، فمن المهم جدًا مناقشة ذلك والوصول إلى حل يلائم كلا الطرفين.

المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي

قد يكون هنالك اختلاف في المستوى الفكري، فمن المحتمل أنْ يكون أحد الشريكين حاصل على دراسات عليا والآخر لا يعرف القراءة والكتابة، وهذا قد يسبب صعوبة في الاندماج والتفاهم.

يمكن أيضًا أنْ يكون الاختلاف في طريقة النقاش، أي اختلاف فكر أو اختلاف بيئة، ولا يمكن معرفة الاختلاف إلا عن طريق الحوار والمعاشرة.

مهما كان سبب الاختلاف يجب التماسه واكتشافه ومحاولة كلا الطرفين على التأقلم والاتفاق، فإذا لم يفلح الأمر، حينها يجب أنْ تعلم أنَّ ذلك قد يسبب العديد من المشاكل في المرحلة الزوجية، لذلك يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار.

ماهي أهم المواضيع التي لا يجب التحدث عنها في فترة الخطوبة؟

من الأفضل تجنب التحدث في الأمور التي قد تؤذي العلاقة وتسبب الخلل، ومن أبرزها:

  • عدم التحدث بشكل مفصَّل عن علاقات الماضي، لأنَّها ستقطع حبل الثقة والود.
  • عدم التطرق في المواضيع الحميمية التي قد تزعج الفتيات وتزيد من إثارة الغرائز لديها، ما يؤدي ذلك إلى حدوث أمور سيئة، لذا من الأفضل تجنبها بشكل تام.

ختام الكلام

الخطوبة هي فترة يتحدد من خلالها إمَّا الاستمرار أو الانفصال، فلا يجب الاستهانة والتغافل بها، ويجب عدم التنازل عن الأمور الجوهرية والأساسية.

البعض قد يصاب بالقلق والرهاب من الانفصال، وذلك لأسباب عديدة من أهمها: غضب الأهل أو حديث الناس، لكن تذكر أنَّ الانفصال في مرحلة الخطوبة أهون بكثير من الطلاق بعد الزواج.

يجب على الأهل عدم إجبار أولادهم على الخطوبة، وتكرار المواضيع المتعلقة في الزواج أو ما شابه بشكل مستمر، فلا يتم الزواج بالإكراه أو بالإجبار.

فترة الخطوبة هي الفرصة الأنسب لمعرفة كل خفايا الشريك المستقبلي، ويجب أخذ العلم بأنَّه لا يمكن اكتشاف ما يخفيه الشريك إلا من خلال المعاشرة العميقة والمستمرة لوقت طويل بعض الشيء، وأيضًا من خلال التركيز على الحوار ونبرة الصوت والمواقف أيضًا، وطرح الأسئلة، والانتباه إلى ردود الأفعال، لذا من المهم جدًا أن تكون متيقظًا دائمًا.

الزواج ليس رحلة يمكن الذهاب إليها والعودة متى شئت. تذكر دائمًا أنَّ الزواج تكوين أسرة ومسؤولية كبيرة، فلا يمكن الاستهانة باتخاذ القرار المناسب لها.

الزواج الناجح لا يحتاج سوى الثقة وعدم تجاهل المواقف الجوهرية وعدم الخوف.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله