الزمن والوقت والتقويم .. دراسات ونظريات حول الزمن والفيزياء

الزمن هو كثير الوقت وقليله، وهو البعد الرابع للمكان بحسب (النظرية النسبية الخاصة) لاينشاين، وهو طريقة لترتيب توالي وقوع الأحداث بالنسبة لأغلب البشر.

إن الزمن والوقت من أعصى المصطلحات على التعريف، حيث يمكننا قياسه أو الإحساس به ويختلف حسب وجهة النظر، فنتحدث عن زمن نفسي أو تخيلي أو فيزيائي معًا.

الزمن والوقت

إن الإحساس الجماعي للناس بالزمن والوقت هو عبارة عن توالي وتتابع الأحداث باتجاه واحد وبشكل لا عودة فيه، ونرى ذلك بتعاقب النهار والليل وتوالي الأيام، الأمر الذي أجبر الناس على أن يتخيلوا الزمن بشكل النهر الذي يسير بجهة واحدة، ولا رجوع له.

ولاحظ الناس أن الكثير من المظاهر الفيزيائية مثل حركة سقوط الرمل في إناء زجاجي وحركة النواس المهتز بالإضافة لحركة الشمس، إن هذه الحركات تأخذ أوقاتًا متساوية فيما بينها، مما دفعهم لاختراع أجهزة وأدوات لقياس الزمن، وذلك باستخدام تلك الظواهر الفيزيائية، فتم اختراع ما يسمى (بالمزولة) الشمسية ثم تم اختراع الساعات الرملية وبعد ذلك الساعات ذات البندول أو النواس.

وكان يعتقد بأن الزمن هو مطلق الثبات أي أن الفترة الزمنية بين وقوع حدثين هي فترة ثابتة بالنسبة لجميع المراقبين، وهذا ما كان يعتقد فيه (نيوتن) مكتشف قوانين الجاذبية الأرضية، إلّا أن نظريات الفيزياء الحديثة قوضت ذلك المفهوم الثابت، وأثبتت أن الزمن خاص لكل جملة فيزيائية ويختلف عن زمن أي جملة أخرى وذلك حسب (النظرية النسبية العامة) التي وضعها أينشتاين.

ما هو الزمن والوقت؟

الزمن كما رأينا هو الاحساس بتتابع الأحداث، والوقت هو الفترة الزمنية التي تفصل بين وقوع الحدث وحدث آخر، أو هو نقطة على خط محور الزمن، ومن واحدات الزمن والوقت (الثانية – الدقيقة – الساعة – اليوم) وكسور هذه الواحدات أيضًا، والشهر والسنة فهي تعبير عن الوقت والزمن لكن ليس بالدقة الكافية، وذلك بسب أن طول الأشهر والسنة ليس ثابتًا.

الثانية

من واحدات قياس الزمن والوقت، وهي معتمدة في جملة المقاييس الدولية التي هي الثانية للزمن والمتر للطول والكيلو غرام للوزن.

يرمز للثانية بالرمز S)) وبالعربية (ث) ولها أجزاء هي الميللي ثانية ويعادل 1/1000 من الثانية، ولها مضاعفات هي:

  • الدقيقة وتعادل 60 ثانية.
  • الساعة وتعادل 60 دقيقة بالتالي فالساعة تعادل 3600 ثانية.
  • اليوم يعادل 24 ساعة بالتالي فاليوم يعادل 1440 دقيقة ويعادل 86400 ثانية.
  • الأسبوع يعادل سبعة ايام.
  • الشهر يعادل أربعة أسابيع ويعادل 30 يومًا.

أما الفيزيائيون فيحتاجون إلى قياس الزمن بدقة بالغة فعرفوا الثانية بأنها 9192631770 من زمن تردد شعاع يصدر عندما ينتقل الالكترون بين مستويين طاقيين لذرة عنصر السيزيوم133

واعتمد هذا التعريف في جملة نطام الواحدات الدولي للقياس (The International System of Units SI).

التقويم

التقويم

للتقويم علاقة صميمة مع الزمن والوقت فالتقويم عبارة عن نظام لعد وحساب التاريخ وعد الأيام والأشهر والسنوات، وهناك عدة تقاويم مختلفة عن بعضها، ويعطي التقويم اسماء للفترات الزمنية، وبالغالب الأعم ما تكون هذه الفترات مرتبطة مع دوران الشمس أو بموقع الأرض في المدار الخاص بها المحيط بالشمس، وهي كذلك مرتبطة حركة القمر حول الأرض وحول نفسه، أي نهاية وميلاد القمر.

وقد قدمت الحضارات الإنساني المختلفة تقاويم مقتبسة من تقاويم أخرى، من هنا يبرز مفهوم التقويم أو (الروزنامة) والروزنامة هي جهاز فيزيائي أي مادي يمكن استخدامه لتدوين التواريخ التي تحدث فيها الأحداث بشكل عام، أي تسجيل زمن والوقت الذي وقعت فيه حادثة ما.

الزمن والوقت والتقاويم المختلفة

التعابير التي تعبر عن الزمن والوقت مثل التقويم أو الروزنامة فالكلمة المرادفة لها بالانكليزية هي (Caleder) وهي مقتبسة من الكلمة اللاتينية (Kalendae) وكانت اسم اليوم الأول الذي به كل شهر، أما كلمة روزنامة باللغة الفارسية فهي مركبة من مقطعين الأول هو (روز) ويعني اليوم والمقطع الثاني (نامة) ويعني الكتاب أو الصحيفة، أما كلمة الشهر فهي مشتقة من الكلمة السريانية (السهرو) وتعني اكتمال القمر،

أنواع تقاويم الزمن والوقت

إن التقويم هو مقياس الزمن والوقت وهناك تقويم شمسي وتقويم قمري:

1 – التقويم الشمسي

إن المصريين القدماء كانوا اول من اعتمدوا في تقويمهم لقياس الزمن والوقت على الشمس ودرتها التي تستغرق في دورتها ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا مؤلفة من اثنا عش شهرًا الشهر يتكون من ثلاثين يومًا، مما جعلهم يضيفون خمسة أيام آخر كل سنة وكانت تعتبر هذه الأيام الخمسة المضافة أيام أعياد (عيد الحصاد).

وكان أقدم تقويم معروف حيث تم اعتماده من قبل المصريين القدماء في العام 4236 قبل الميلاد، وفيما بعد اكتشف أن السنة في الواقع تتكون من ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا وربع اليوم، وكان هذا الربع يوم هو السبب في التغيير في الفصول وقد استطاعوا في العام مائتين وثمانية وثلاثين قبل الميلاد من أن يصححوا هذا الخطأ وذلك بأن أضافوا يومًا آخر إلى أيام السنة وذلك كل أربع سنوات.

وإليكم جدولًا بالشهور الشمسية

وهي الشهور التي تتكون منها السنة الشمسية لقياس الزمن والتوقيت:

ترتيب الشهر الشهور السريانية الشهور المصرية الشهور المغاربية الشهور الغربية
01 كانون الثاني طوبة يناير جانفي
02 شباط أمشير فبراير فيفري
03 آذار برمهات مارس مارس
04 نيسان برمودة ابريل افريل
05 أيار بشنس ماي مايو أو ماي
06 حزيران بؤونة يونيو جوان
07 تموز أبيب يوليو يوليو أو جوييه
08 آب مسرى غشت أوغسطس أو أوت
09 أيلول نسيء وتوت شتنبر سبتمبر
10 تشرين الأول بابة اكتوبر اكتوبر
11 تشرين الثاني هاتور نونبر نوفمبر
12 كانون الأول كياهيك دجنبر ديسمبر

2 – التقويم اليولياني

التقويم اليولياني

كان التقويم المصري القديم المعتمد لقياس الزمن والوقت متفوقًا ومحروس بعناية فائقة من قبل الكهنة، وظل مجهولًا لمدة ثلاثة آلاف عام ولم يسمع به الامبراطور الروماني يوليوس قيصر إلّا عندما زار مصر وأقام فيها، ووجده متفوقًا وبشكل كبير على التقويم البولياني المعتمد في روما.

حيث كان لدى الرومان تقويم قمري معقد حيث كانت السنة تتألف من اثنا عشر شهرًا ويضاف شهرًا آخر وبشكل غير مدروس هو شهر مرسيدونيوس (Mercedonius وكانت الأشهر الرومانية تتألف من سبعة أشهر تتكون من تسعة وعشرين يومًا وأربعة أشهر تتكون من واحد وثلاثين يومًا ويوجد شهر واحد فيه ثمانية وعشرين يومًا يدعى فيبوريوس (Fibruarius)الأمر الذي يجعل السنة الرومانية مكونة من ثلاثمائة وخمسة وخمسين يومًا، وهي على الشكل التالي:

اسم الشهر وترتيبه الاسم باللغة الانكليزية أصل اسم الشهر
1 – مارتيوس Martius من اسم إله الحرب عند الرومان
2 – ابريليس Aprilis من تفتح الأرض وإثمار الفواكه
3 – مايوس Maius اسم كبير الالهة عند الرومان
4 – جونيوس Junius على اسم قبيلة رومانية
5 – كوينتيليس Quintilis بمعنى الشهر الخامس
6 – سيكستيليس Sextilis بمعنى الشهر السادس
7 – سبتمبر September بمعنى الشهر السابع
8 – اكتوبر October بمعنى الشهر الثامن
9 – نوفمبر November بمعنى الشهر التاسع
10 – ديسمبر Decemer بمعنى الشهر العاشر
11 – جانواريوس Januarius على اسم إله التحولات والبدايات الروماني
12 – فبروريوس Februarius عيد النقاء والصفاء الروماني

3 – تقويم المايا

تقويم المايا

هو أحد التقويمات الشمسية لقياس الزمن والوقت ويعود زمن اعتماد شعب المايا على هذا التقويم إلى العام خمسمائة وثمانين قبل الميلاد، ويعد أول تقويم ظهر في أمريكا، وقد كانت السنة عندهم تتكون من ثمانية عشر شهرًا في كل شهر عشرين يومًا وبذلك تصبح السنة مؤلفة من 360 يومًا إضافة إلى خمسة أيام مشؤومة تضاف في نهاية السنة لتصبح أيام السنة 365 يومًا، وكانت ترقم أيام الشهر من الصفر حتى التسعة عشر.

وكان يوجد تقويم ديني مترافق مع التقويم الشمسي عند شعب المايا والسنة فيه تتكون من ثلاثة عشر شهرًا وكل شهر مكون من عشرين يومًا مما يجعل السنة لديهم تتكون من 260 يومًا ويسمى هذا التقويم تزولكين (Tzolkin).

التقويم القمري

هو أداة لقياس الزمن والوقت بطريقة مرتبطة بحركة القمر من خلال دورة القمر الفلكية (ميلاد القمر ونهايته)، والسنة القمرية هي الزمن والوقت الذي يحتاجه القمر كي يدور اثنا عشر مرة حول الأرض، وتؤلف كل دورة واحدة ما يسمى بالشهر القمري، ويكون طول الشهر القمري تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثون يومًا لأن الدورة الواحدة للقمر حول الأرض يلزمه 29,530588 يومًا، أما السنة أو الاثنا عشر دورة حول الأرض يلزمها 354و367056 يوم وبالتالي فهي أقصر من السنة الشمسية بحوالي 11 يومًا:

التقويم الهجري

 التقويم الهجري

تعتمد بعض الدول والبلدان لحساب الزمن والوقت على التقويم الهجري، وذلك لتوثيق المعاملات والمراسلات إلّا أنه وفي أغلب البلدان تراجع التقويم الهجري لصالح التقويم الشمسي.

 وتتألف السنة في التقويم الهجري من اثنا عشر شهرًا قمريًا، وتعادل ثلاثمائة وأربعة وخمسين يومًا، وبسبب الفارق بعدد الأيام بين السنة القمرية والسنة الشمسية البالغ أحد عشر يومًا فالتحويل بين التقويمين أكثر تعقيد صعوبة، والأشهر الهجرية هي:

  1. محرم أول أشهر السنة الهجرية وسمي كذلك لأن القتال فيه كان محرمًا قبل مجيء الاسلام.
  2. صفر هو ثاني الأشهر في السنة الهجرية وسمي كذلك لأن الديار كانت تخلو من ساكنيها أثناء الحروب.
  3. ربيع الأول سمي كذلك لأن التسمية للشهر كانت في الربيع فسمي كذلك.
  4. ربيع الآخر ويسمى ايضًا (ربيع الثاني) لأنه تلا شهر الربيع الأول.
  5. جمادى الأولى كان اسمه فيما مضى جمادى خمسة وسمي بهذا الاسم مصادفة لأن التسمية كانت في الزمن والوقت الشتاء.
  6. جمادى الآخرة وسمي كذلك لأنه يتبع الشهر السابق جمادى الأولى.
  7. رجب هو أحد الأشهر الحرم وسمي كذلك لأنهم كانوا ينتزعون الأسنّة من الرماح فلا يقاتلون بها.
  8. شعبان ودعي بهذا الاسم لأنه شعب كائن بين شهر رمضان وشهر رجب، وقيل سمي كذلك لأن الناس كانوا يتفرقون بحثًا عن المياه.
  9. رمضان هو شهر الصيام عند المسلمين وسمي كذلك لشدة الحر وقت تسميته، حيث يعبر العرب عن شدة الحرارة بقولهم (رمضت الحجارة) إذا سخنت من تأثير أشعة الشمس.
  10. شوال يصادف فيه العيد عيد الفطر عند المسلمين، وسمي بهذا الاسم لأن الإبل تجف ألبانها إذا حملت.
  11. ذو القعدة وهو من الأشهر الحرم التي يحرم القتال فيها، فيقعدون عن الغزو والقتال وعن الترحال أيضًا فلا يطلبون ميرة ولا كلأ.
  12. ذو الحجة هو شهر الحج وفيه عيد الأضحى عند المسلمين وسمي كذلك لأن الناس كانت تذهب للحج في هذا الشهر وهو من الشهر الحرم التي لا قتال فيها.

التحويل بين التقويم الهجري والميلادي

عند تفسير الآية التي وردت في سورة الكهف في القرآن الكريم: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾، فإن أصحاب الكهف بقوا ثلاثمائة سنة شمسية وذكر في القرآن ثلاثمائة سنة قمرية والفارق بين كل سنة شمسيي وقمرية خلال المئة سنة هو ثلاثة سنوات فيكون الفرق تسعة سنوات خلال الثلاثمائة سنة من هنا قال القرآن الكريم ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾، وعلى العموم فإن العرب لم يكونوا يعرفون التحويل بين السنوات الميلادية والهجرية فأخبرهم الله عز وجل بذلك.

الزمن والوقت الضائع دراسة حول الزمن والفيزياء

منذ ما يقرب السبعين عامًا أخذ علم الكون بالتحول من الفرضيات والنظريات إلى واقع ملموس ومنظور بعد أن تم فك أسراره وتطوره، فقد كان الزمن والوقت صفرًا وبدأ مع الانفجار الكبير، وبالتالي لا بد أن هناك زمنًا منسيًا قبل لحظة الانفجار الكبير ذاك، أي قبل الوجود ولكن الزمن والوقت يضمان الوجود والعدم، أي أن القوانين الفيزيائية الطبيعية كانت موجودة قبل الانفجار الكبير (Big bang) أي أن عمر الكون بلايين البلايين من السنين وليس عمره فقط خمسة عشر بليونًا من السنين.

لو تصورنا أن البداية كانت ذرة مضغوطة بشكل كبير هذا يعني أن الكتلة تعادل كتلة الكون العظيم لأن الكتلة ثابتة والذي يتغير هو الكثافة حيث تقل كلما ازداد الحجم أو تمدد الجسم، فلو تصورنا أن حجم الأرض تعادل حجم البيضة لكانت كثافتها تعادل مليون مرة من كثافتها الحالية، والكثافة الحرجة تساوي مائة ضعف فقط من كثافة الأجسام كالنجوم، لهذا السبب فإن الضوء لا يسير بشكل مستقيم في الفضاء، فلا بد من أن يكون هناك زمن ووقت قبل وجود كوننا أي قبل الانفجار الكبير.

بهذا الشك نكون قد أوضحنا الزمن والوقت وغلقته بالفيزياء وكيف أن الزمن والوقت هما احساس وليسا شيئًا ملموسًا فتعريف الزمن والوقت من أصعب الأشياء التي يمكن لأي عالم مواجهتها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله