كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

الحديث أمام الجمهور مهارة يتمنى الجميع امتلاكها، ولكن المشكلة تكمن في الأمور التي تمنع امتلاك تلك المهارة، ومن أخطر تلك الموانع قلق المسرح تلك الحالة من القلق والذعر والخوف التي تنشأ لدى الشخص عندما يتحدث أمام مجموعة من الناس.

وقلق المسرح theatre anxiety من الاضطرابات التي اعتنى بها المتخصصون كثيرًا تحديدًا لدى فئة رجال الأعمال والقادة والسياسيين هذا بالإضافة للمعلمين والمدربين والإعلاميين والكثير من الناس الذين تتطلب مهنتهم الاحتكاك بالجمهور، ومن أهم من درسوا تلك المشكلة العلامة ديل كارنيجي في كتابه فن الخطابة.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

ما هو قلق المسرح

لا يرتبط قلق المسرح باعتلاء المسرح فقط ولكنه عرض أو اضطراب عام يظهر لدى أي شخص يُطلب منه أن يقدم حوارًا أو توضيحًا، وقلق المسرح هو نوع من القلق يسميه المتخصصون “قلق الحالة” وفيه يضطرب الشخص اضطرابا شديدًا وتحدث له نوبة من الخوف وضيق التنفس والتعرق بمجرد وقوفه على المسرح.

والحقيقة أنه هناك درجة من القلق مطلوبة جدًا لدى من يقفون على المسرح تلك الدرجة المتوسطة أو التي يسميها المتخصصون القلق الصحي والذي يجعل الشخص سواء كان إعلاميًا أو مدربًا أو سياسيًا أن ينتبه للجمهور ويحاول مخاطبة اهتماماته، ويسعى جاهدًا لأن يؤثر فيهم.

لذلك ليس كل أنواع قلق المسرح تعد اضطراب في الشخصية، كما يوجد قلق يعتري بعض الممثلين والمحاضرين لثواني معدودة فور اعتلائهم المسرح أيضًا هذا القلق ليس مشكلة، فقلق المسرح الذي نقصده ذلك القلق الذي يمنع الشخص من الكلام ويجعله ينسى المحاضرة التي جاء من أجل إلقاءها.

لماذا ينبغي أن أتغلب على قلق المسرح

قد تكون موهوبًا

للأسف كثير ممن يمتلكون الموهبة في التأثير ولديهم في نفس الوقت رسالة جيدة وقوية يريدون أن يوصلوها للجميع ولكن للأسف تجدهم متخاذلون بسبب تلك العقدة الخاصة بقلق المسرح وبمجرد أن تحل تلك العقدة ستجدهم على أكبر مسارح العالم إن شاء الله.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

لتكوين علاقات أفضل

من لديه قلق المسرح هو أيضًا في الغالب لديه مشكلة في التعامل الاجتماعي عمومًا، لذلك هو لا يستطيع تكوين علاقات اجتماعية جيدة فيها من الأخذ والعطاء وقد يضيع بعض من حقه نتيجة لخجله وخوفه من تجربة الجديد، والجديد هذا قد يكون محاضرة بسيطة لمدة خمس دقائق على أحد المسارح.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

النجاح المهني

وبالطبع النجاح المهني الحقيقي لن يحدث إلا بمهارات العرض والتقديم والتي هي ضد قلق المسرح، تحديدًا وأن أغلب الشركات العالمية تتطلب أن يكون لدى موظفيها مهارات العرض والتقديم بدرجة عالية تحسبًا لزيارة لمدير الشركة أو طلبه الاجتماع بموظفيه وفي الغالب يطلب عرضًا تقديمًا من أحد موظفي الشركة.

أعراض قلق المسرح

النسيان

فمن يعاني من قلق المسرح ينسى كل المادة العلمية التي سهر عليها الليالي ليحضرها وذلك لعدة أسباب، فالعلماء يصنفون الذاكرة لنوعين ذاكرة المعلومات وذاكرة انفعالية، فعندما تحدث مشكلة في العقل الانفعالي أو العاطفي ففي الغالب تتلاشى المعلومات، بالضبط مثلما ينسى الطالب ما ذاكره من معلومات أثناء الامتحان بسبب قلق الامتحان.

صعوبة في النطق

بالطبع فمخارج الحروف تتجمد بسبب نسيان المعلومات فهو ليس لديه ما يقوله وهو بذلك كما يقولون بين نارين، هل يرتجل كلام على المسرح أم ينسحب، لذلك يتجمد ولا يستطيع النطق بأي حرف، وفي الغالب ينسحب الشخص في تلك الحالات وهو في حالة يُرثى لها.

تشنج تعبيرات الوجه

فيُفترض أن المدرب أو الإعلامي أو المدرس أو السياسي يستطيع التعبير عما في رأسه من قضايا ومن ضمن تلك التعبيرات تلك الإيماءات وتعبيرات الوجه، ولكننا مازلنا في نفس المشكلة فتعبيرات الوجه هي في النهاية تابعة للكلام والمحتوى العلمي الذي لم يعد موجودًا في دماغ الشخص الذي يعاني من قلق المسرح.

التعرق والخجل الشديد واحمرار الوجه

وتلك من جملة الأعراض الانفعالية التي تصيب من يعاني من قلق المسرح، فبعضهم يتعرق لدرجة كبيرة جدًا والبعض الآخر تأتيه حمرة الخجل من هول نظرات من ينظرون إليه من جمهوره الذي كان ينتظر خطبة قوية من القائد السياسي الفلاني، ولكن للأسف بفعل قلق المسرح تبخرت أحلامهم مع تبخر خطبته.

بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى والتي عبر عنها من لديهم قلق المسرح، فبعضهم قال إنه يشعر وكأن فمه مليء بالقطن فور ظهروه أمام الجمهور، والبعض قال أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني بسبب ما يعانيه، والبعض قال إنه يتمنى لو عاد لبطن امه بدلًا من تلك الحالة من قلق المسرح.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

كيف أتغلب على قلق المسرح

حدد هدفك أولًا

لا بد وقبل أن تتكلم على الملأ أن تسأل نفسك سؤالًا مهمًا للغاية، ماذا أريد من حديثي هذا؟، لو كان هدفك هو الاستعراض بما لديك من معلومات فصدقني ستأتي معلوماتك استعراضية وهزيلة، كما أن جمهور اليوم لن يقبل منك هذا، لذلك عليك أولًا أن تحد أهدافك وتكتبها على ورقة.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

اعرف إلى من تتحدث

عليك أن تعرف قدر المستطاع أغلب خصال الجمهور الذي أنت ذاهب لتلاقيه، هذا سيزيل ما لديك من قلق المسرح، وبالطبع سيجعلك تُعد إعدادًا جيدًا للخطاب أو المحاضرة التي سوف تلقيها، فما هو مناسب للأطفال غير مناسب للبالغين، وما هو مناسب للعرب قد يكون غير مناسب للغرب.

قم بالإعداد الجيد

بعض المتخصصون منهم طارق السويدان المدرب والمحاضر المعروف، قال إن التدريب يمكن تلخيصه في كلمة واحدة وهي التحضير لما تقول، والتحضير ليس محض قراءة كتاب ولكنه قد يشمل فكرة حائرة في دماغك أو مقطع فيديو أو صورة مُلهِمة أو بيت شعر ملقى من زمن في ذاكرتك.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

نوع نبرات صوتك

دومًا راقب صوتك وقد تستعين بجهاز تسجيل خفي تضعه في جيبك لكي تعلم ما هو لون صوتك وما درجته وما نوعه هل هو رخيم أم رفيع حاد كالصافرة أم به طنين شديد، ولا تقلق فكل تلك الأصوات يمكن التحكم فيها، ويمكن تدريبها لتصبح مألوفة، وقد تحتاج للتدريب على يد متخصص.

تدرب تدرب تدرب

لا تجلس حائرًا أو قلقًا ولكن فورًا تدرب، قد تتدرب أمام مجموعة من أصدقائك الذين في البداية سيكونون نواه لنقدك وتنقيح أسلوبك وهم بالنسبة لك كالمرآة، وقد تنفض يديك من هذا وتستعين بالمرآة نفسها لكي تتدرب أمامها ولا تقلق فأغلب الناجحون فعلوا هذا والبعض نعتهم بالخبل.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

استخدم لغة جسدك

فقط حاول أن تعبر بوجهك عما تقول والنصيحة الأهم في لغة الجسد ألا تقلد أحدًا من المشاهير لكي تصبح قادر على التحكم في جسدك، للأسف هذا لا يجعلك تتقدم ولكن الأفضل أن تحاول أن تكتشف ما هي أفضل الحركات النابعة منك وتطورها بشكل مُستمر.

خالط الناس أولًا

بالطبع فمخالطتك للناس في المقام الأول تزيل بعض من القلق الذي لديك والذي هو أعم وأشمل من قلق المسرح، ولكن عليك أن تتدرج في تلك العلاقات تحديدًا لو كنت غير اجتماعي أصلًا.

كن كالطفل

ليس عليك سوى أن تتذكر طفولتك، فالطفل لا يعرف معنى الخوف من الأساس ولكن تربية أهله له هي التي إما أن تزرع فيه الخوف أو قلق المسرح أو القوة والشجاعة، لذلك حاول أن تتكلم كالطفل بمعنى ألا تحمل للناس وللموقف قدرًا.

تحدث مثلما تتحدث لأهلك

حاول أن تصل لتلك الحالة من الأريحية التي تأتيك عندما تتحدث لوالدتك في غرفتها الخاصة، بالطبع لو كنت تعاني من قلق المسرح الموجود في الدنيا بالطبع سيتلاشى في هذه اللحظة، لذلك تذكر تلك الروح وحاول أن تأخذها معك وأنت ذاهب للمحاضرة أو المسرح.

لا تلتفت لقلقك فسوف ينتهي

لو انتابك بعض قلق المسرح في بداية حديثك فهذا أمر طبيعي ولا تلتفت له فقط أتركه وأكمل حوارك وحاول أن تبدأ مهما كان، وستجد القلق إن وجد قد تلاشى سريعًا فور الدخول في الحوار وفي موضوع المحاضرة، وبالطبع لو إنك أعددت جيدًا لن تصل لتلك الحالة من القلق في البداية.

داعب اهتمامات من أمامك

بالطبع عندما تتحدث عن صحراء نيفادا القلوية لجمهور من الأسكيمو لن يفهموك وعندما تتحدث عن قيمة التعاون والمساعدة لجمهور من الشعب الألماني فلن ينصت إليك أحدًا، لذلك عليك أن تعلم أولًا ما هي أغلب الاهتمامات التي تسيطر على جمهورك.

وإذا لم تستطيع أن تعلم بدقة تلك الاهتمامات فأعلم أنه هناك أربع موضوعات حاول أن تتحدث فيهم بصدق، تلك الموضوعات مهمة للجميع مهما كانت ديانتهم أو جنسيتهم، وهي الدين والمال والسلطة والغريزة.

اهتم بمظهرك وهِندامك

بالطبع البعض يظن أن المظهر غير مهم، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالهندام عنوانك بين الناس، فقط عليك أن ترتدي ملابس نظيفة ومكوية ومناسبة الثمن والأهم أن تكون غير مُلفته، لكي لا تلفت نظر جمهورك بعيدًا عن الهدف من الحوار.

كيف تتغلب على قلق المسرح بخطوات بسيطة

اجعل كلامك قليلًا ومركزًا ومنظمًا

لا تحاول الإكثار من الكلام، حاول ان تتحدث باختصار إلا أن يطلب منك أحد ان تفصح وتوضح بالكلام ما لا يفهمه وفي هذه الحالة يجب عليك التوضيح، فالكلام الكثير يذهب بعضه بعضًا ويجعل الناس لا تركز مع حديثك، لذلك اجعل حوارك مركزًا ومنظمًا في بنود قدر المستطاع.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله