ما هي مهام منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)؟

منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) هي إحدى منظمات الأمم المتحدة العاملة في دول عديدة حول العالم والتي تعنى بشؤون اللاجئين والنازحين داخليًا حول العالم، وتقدم لهم مختلف أنواع الدعم والمساعدة للحصول على حياة كريمة وآمنة.

خلفت الحروب والكوارث الطبيعية والبشرية الكثير من الآثار المدمرة لحياة البشرية، وقد كان أبرزها فرار الأشخاص من بيوتهم أو أوطانهم مسببين بذلك أزمة لجوء ونزوح عالمية، كان لا بد للأمم المتحدة حيالها من إيجاد حل، وتمثل هذا الحل بإنشاء منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).

فما هي المهام التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟ وما هي أماكن عملها؟ هذا ما سوف تتعرف عليه عند قراءتك للمقال الآتي.

ما هي منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟

منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

وتسمى أيضًا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو تختصر ب (مفوضية اللاجئين)، وهي واحدة من منظمات الأمم المتحدة، ومقرها الرئيسي في مدينة جنيف في سويسرا. تم تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية في 14 ديسمبر 1950م، وقد حازت أكثر من مرة على جائزة نوبل للسلام في عامي 1954، 1981م.

وتصل ميزانية منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حوالي 3.32 مليار دولار أمريكي في عام 2011م، حيث تقدم خدماتها لحوالي 60 مليون لاجئ ونازح في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى الأفراد عديمي الجنسية وطالبي اللجوء. يرأس حاليًا المفوضية السامية فيليبو جراندي بعد أن تم انتخابه لهذا المنصب في 1 كانون الثاني عام 2016م، ويبلغ عدد موظفيها حوالي 9 آلاف موظف تعمل النسبة الكبيرة منهم في الميدان.

ما هي مناطق عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟

يبلغ عدد الدول التي تنتشر وتعمل على أراضيها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حوالي 125 دولة حول العالم، في المدن الرئيسية والمناطق النائية فيها، وأكثر ما تكون هذه الدول في قارتي آسيا وإفريقيا وهما القارتان اللتان تضمان أكبر عدد من اللاجئين والنازحين داخليًا حول العالم، وهما اللتان ينطلق منهما اللاجئون إلى الدول الأخرى.

ومن هذه الدول نذكر كلًا من سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان، وباكستان، وتركيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغيرها الكثير.

المهمات الرئيسية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

تقديم الأمن والحماية

تعمل منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على توفير الحماية للاجئين حيثما كانوا، وتشمل هذه الحماية، الحماية من العنف والاعتداء الجسدي، والحماية من الاستغلال، والحماية القانونية، وتعمل على توفير الأمن الغذائي لهم، والأمن والرعاية الصحية، وتقديم الاحتياجات الضرورية لهم، وتعنى بشكل خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، والنساء والأطفال.

الاستجابة الفورية للطوارئ وتلبية النداء

عندما تحدث كارثة طبيعية أو بشرية أو حرب بشكل مفاجئ، فإن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تكون على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة الفورية للأشخاص الفارين من هذه المناطق التي تتعرض للكوارث.

ولأجل ذلك تقوم المفوضية بتجهيز مجموعة من الفرق من موظفيها المدربين مسبقًا على الاستجابة للطوارئ، حيث تستطيع تجهيز حوالي 300 موظف في مدة 72 ساعة، كما تقوم المفوضية بإخضاع موظفيها ومتطوعيها لبرامج تدريبية بشكل مستمر ومنتظم، وذلك لإدارة حالات الطوارئ، بواقع 4 أسابيع موزعة على مدار السنة، يخضع لها 40 شخصًا.

أما عن مواضيع ومهارات الدورات التدريبية فهي مهارات التواصل والتنسيق وتبادل الملعومات، ومهارات الاتصال والحماية، والإدارة المالية، وإدارة الفريق.

وقد قامت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أيضًا بتجهيز مستودعات للحالات الطارئة تحتوي على مواد غير غذائية في كل من كوبنهاغن ودبي، وقامت بعقد مجموعة من الاتفاقيات مع شركات لوجستية وشركات شحن لأجل هذا الغرض.

تقديم المساعدة

عندما يخرج الأشخاص من منازلهم أو بلادهم، فهم غالبًا يخرجون بأشياء قليلة، أو بدون أي شيء، فتتولى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتقديم مختلف أشكال المساعدة والدعم، من مأوى ورعاية صحية، وغذاء، ومياه نظيفة، والمواد الإغاثية من فرش وبطانيات ومستلزمات منزلية، بالإضافة إلى خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي والارشاد.

كما تقدم المفوضية خدماتها للأشخاص اللاجئين والراغبين بالعودة إلى بلادهم، وذلك من خلال تأمين النقل البري أو البحري أو الجوي لهم، وتعمل على إلحاق اللاجئين في دول اللجوء ببرامج إدماج لمساعدتهم على الاندماج في البلدان التي لجؤوا إليها.

حل مشكلة اللجوء

تقدم منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ثلاثة حلول أمام اللاجئين ليعيشوا حياة كريمة، وهي: إما العودة الطوعية لموطنهم الأصلي، أو الاندماج المحلي في بلد اللجوء، أو إعادة التوطين في بلد جديد غير بلد اللجوء.

تقييم الاحتياجات العالمية

بدأت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2008م بإطلاق فكرة جديدة، وهي إجراء تقييم عالمي لاحتياجات اللاجئين والنازحين، يهدف إلى تحديد التكاليف اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات، وتحديد النقص الموجود في تقديم هذه الاحتياجات، وقد تم تطبيق هذه الفكرة في البداية على 8 دول، هي: اليمن والكاميرون والاكوادور وجورجيا وتنزانيا وتايلاند وزامبيا ورواندا.

وقد أصبح هذا التقييم العالمي للاحتياجات جزءًا ضروريًا ومهمًا في عمل المفوضية لوضع الخطط وبرامج العمل بناءً على نتائجه.

جمع التبرعات

تقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتأمين ميزانيتها من التبرعات المباشرة من الدول المانحة، بالإضافة إلى تبرعات المنظمات غير الحكومية والمستثمرين الأفراد والقطاع الخاص، كما أنها تحصل على إعانة بسيطة من ميزانية الأمم المتحدة. وبالتالي فالمفوضية بحاجة إلى فريق للعلاقات يتولى مهمة التنسيق مع الحكومات والجهات الاستثمارية للحصول على المبالغ التي تحتاجها المفوضية للقيام بعملها، وهذا الفريق المدرب لديها هو الذي يمكنها بشكل دائم من الحصول على المساعدات والتبرعات التي تحتاجها.

ويساعد برنامج تقييم الاحتياجات العالمية على تحديد المفوضية للميزانية والمبالغ التي تحتاجها فتطلق من أجل ذلك نداءات التبرعات على مدار العام.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله