لا تقلقي وتعرفي على المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية

الكثير من الفتيات والنساء عمومًا يتعرضن لتأخر الدورة الشهرية مما يزيد من قلقهن والخوف من أي اضطرابات في جسمهن، ولكن عند معرفة المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية والأسباب التي لها دور في هذا التأخير يزول القلق.

تعالي معنا وتعرفي على المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية والأسباب التي تلعب دورًا كبيرًا في هذا التأخير مع التعرف على آلية الدورة الشهرية وطرق علاج عدم انتظامها:

آلية الدورة الشهرية أو الحيض

تاخر الدورة الشهرية

الدورة الشهرية أو (الحيض) والي تبدأ مع فترة بلوغ الفتاة هي حالة صحية تحدث عند نزول الدم من الرحم بشكل شهري وهي تحدث في المتوسط كل 28 يومًا حتى انقطاع الطمث أو بلوغ المرأة سن اليأس.

ومن المعروف أن كل امرأة في فترة الإنجاب يكون لها فترة دورة شهرية أو (حيض) منتظمة لذلك حتى تتم هذه العملية في فترات منتظمة وكل شهر يجب أن تكون أعضاء جسم المرأة بكامل الصحة وتعمل بالشكل الصحيح حيث تحفز منطقة ما تحت المهاد في الدماغ الغدة النخامية على إفراز هرمونات FSH و LH. ومع اختلاط مستوى الهرمون المتزايد في الدم يتم تحفيز بصيلات البويضات الموجودة في احتياطي المبيض (هذه هي الطريقة التي تبدأ بها عملية نضج البويضات وتكسيرها)، والجريب الذي يوجد فيه البيض مع تكسير البويضة يفرز هرمون الاستروجين، وحين يتم إطلاق هرمون الاستروجين تبدأ بطانة الرحم (المعروفة باسم جدار داخل الرحم) في التكاثف من أجل الحمل المحتمل. 

يزيد إنتاج البروجسترون فيتسبب هذا التغيير في الترتيب الهرموني في إراقة الأنسجة داخل الرحم المعدة للحمل المحتمل. ثم يتم طرد الأنسجة المتسربة من الرحم من المسار المهبلي وبالتالي يحدث نزيف الحيض (او الدورة الشهرية أو نزول الدم)، ولكي تحدث الدورة الشهرية بانتظام تتكرر هذه العملية كل 28 يومًا في المتوسط.

المعدل الطبيعي للدورة الشهرية

تاخر الحيض

الدورة الشهرية المنتظمة هي التي تحدث وتتكرر كل شهر خلال فترة زمنية محددة حيث أن المعدل الطبيعي لحدوثها كل من 21 إلى 35 يومًا حيث تختلف من امرأة لأخرى، بما يعادل 28 يوم في المتوسط لمدة تتراوح من 5 إلى 7 أيام.

وإن أي خلل في هذه الفترة الزمنية للدورة الشهرية يعتبر عدم انتظام في الدورة الشهرية حيث تسمى حالة حدوث الدورة الشهرية في وقت أبكر أو متأخرة عن الدورة الطبيعية (عدم انتظام الدورة الشهرية).

وظيفة ما تحت المهاد والغدة النخامية والمبيض والرحم تلعب في انسجام تام دورًا مهمًا في تكوين الدورة الشهرية، ومن أجل الكشف عن عدم انتظام الدورة الشهرية يجب حساب عدد الأيام بين اليوم الأول لنزيف الدورة الشهرية وأول يوم لنزول الدم في الحيض أو الدورة الشهرية التالية:

  • في حالة حدوث نزول دم الدورة الشهرية في فترة تقل عن 21 يومًا وأكثر من 35 يومًا فهنا لا يمكن اعتبارها عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • ولكن عدم حدوث الدورة الشهرية لـ 3 فترات متتالية أو أكثر، أو حدوث نزول دم الدورة الشهرية أقل أو أكثر من المعتاد، أو حدوث نزول الدم في غير موعد الدورة الشهرية فإننا في هذه الحالة نعتبرها عدم انتظام في الدورة الشهرية.

المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية

كما قلنا سابقًا فإن الدورة الشهرية تبدأ من أول يوم ينزل فيه الدم على المرأة حتى أول يوم للدورة التي تليها في الشهر التالي.

كيف يمكن حساب المعدل الطبيعي لتأخر الدورة الشهرية؟

متوسط الحساب بين الدورتين الشهريتين هو 28 يوم وإذا كانت الفترة الزمنية بين الدورتين هي 45 يوم فهذا لا يعتبر تأخر في الدورة الشهرية بل هو أمر طبيعي وليس هناك أي مشكلة تستدعي اللجوء إلى الطبيب أو القلق.

كما أن تقدم موعد الدورة الشهرية بين الدورتين لـ 21 يوم يعتبر أمرًا طبيعيًا أيضًا لا يحتاج للقلق أيضًا.

ملاحظة هامة:

في الفترة الأولى من قدوم الدورة الشهرية للفتيات المراهقات (فترة بلوغ الفتاة) يمكن أن يتأخر أو يتقدم موعد فترة الدورة الشهرية وهو أمر غير مقلق خلال أول سنتين من حدوث الدورة في سن البلوغ لأنه مع مرور الزمن تنتظم الدورة لديهن فلا داعي أيضًا للقلق.

لماذا تتأخر الدورة الشهرية؟

هناك أسباب عديدة لعدم انتظام الدورة الشهرية وتأخرها بشكل غير طبيعي ومن بين هذه الأسباب:

  • تتأخر الدورة الشهرية عند وصول المرأة لسن اليأس في عمر 50 عامًا أو أكثر حسب طبيعة الجسم وفي هذه المرحلة تتأخر الدورة الشهرية عدة أشهر ثم تعود أو قد تتأخر عن موعدها لعدة أيام تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا وهذا يعود للاضطرابات في مستوى هرمون الإستروجين في جسمها.
  • السمنة الزائدة لها دور كبير في تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
  • استخدام وسائل منع الحمل التي تعمل على تأخر الدورة الشهرية.
  • فقدان وزن المرأة الشديد لأي سبب كان يمكن أن يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.
  • التوتر والضغوطات النفسية تلعب دور كبير في تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المنتظم ويمكن أن تقدم الموعد أو حتى تساهم في عدم قدوم الدورة فترة طويلة مما يزيد من آلام وتقلصات البطن المترافقة مع الدورة الشهرية.
  • الاضطرابات الهرمونية في جسم المرأة مثل اضطرابات هرمون البرولاكتين أو (هرمون الحليب) واضرابات هرمون الغدة الدرقية مثل (قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها).
  • مشكلة تكيس المبيض تساعد في تأخر الدورة الشهرية.
  • حدوث الحمل يسبب تأخر الدورة الشهرية.

كيف يتم تشخيص تأخر الدورة الشهرية عن موعدها الطبيعي؟

عندما تتقدم المريضة بالشكوى للطبيب المتخصص بعدم انتظام دورتها الشهرية أو تأخرها يقوم الطبيب بالطلب من المريضة:

  • بيان الفاصل الزمني بين حدوث الدورة الشهرية الأخيرة والدورة التي تليها وبيان مدتها وكمية الدم وغزارته بالتفصيل.
  • كما يسأل عن التاريخ العائلي فيما إن كانت إحدى النساء من عائلتها تعاني من نفس المشكلة (الأم أو الجدة).
  • السؤال عن الأدوية التي تتناولها المريضة.

ومن خلال الفحص السريري يتم تحديد العوامل التي تسببت في تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها وإيجاد العلاج اللازم.

كيف يتم علاج تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها؟

على الرغم من أن عدم انتظام الدورة الشهرية الذي يُلاحظ مرة أو مرتين في نفس السنة التقويمية يعتبر أمرًا طبيعيًا فإن تأخرها عن موعدها الطبيعي والذي قد يحدث تتطلب التشخيص والعلاج لذلك:

  • من المهم على كل سيدة أو امرأة متابعة مواعيد الحيض (أو الدورة الشهرية) بانتظام ابتداء من فترة المراهقة وعند رؤية أول دورة شهرية دون أن تستهين بهذا الموضوع وفي كل شهر.
  • أن تنتبه خلال فترة الدورة الشهرية لكمية الدم الذي ينزل وغزارته ومدة الدورة وكم يوم استمرت والأعراض التي تترافق مع الدورة من ألم في البطن أو في الصدر وغيرها من الأعراض لتحديد طريقة العلاج المناسبة.
  • كما يجب عليها أن تسجل أيام تأخيرها أو تقديمها حتى تبين للطبيب المعالج كل تفاصيل حدثت خلال فترة الدورة ومن خلالها يمكن تشخيص أي طارئ لحالتها في حال تأخرت الدورة عن موعدها الطبيعي أو تقدمها عن موعدها.

ومن خلال الفحص السريري والاشعاعي وإجراء الاختبارات المناسبة يمكن للطبيب المتخصص تحديد العامل أو العوامل المسببة لتأخر الدورة الشهرية أو لعدم انتظامها وتحديد طريقة العلاج اللازم والذي يمكن أن يكون:

  • إما العلاج الدوائي (والذي يكون أغلب حالاته بسبب عدم انتظام الهرمونات) حيث يتم ملاحظة الرحم بالتفصيل باستخدام الموجات فوق الصوتية وتنظير الرحم إذا لزم الأمر، في مثل هذه الحالات يتم استخدام العلاج لإعادة التوازن الهرموني والقضاء على عدم انتظام الدورة الشهرية عن طريق استخدام الأدوية.
  • أو العلاج الجراحي المناسب إن لزم الأمر (خاصة في حال وجود كيس على المبيض أو وجود الأورام الحميدة أو الأورام الليفية في عنق الرحم أو داخل الرحم) حيث يتم إجراء تنظير الرحم بالمنظار، والذي يُعرف غالبًا بالجراحة المغلقة.

أخيرًا ….

سيدتي من أجل حياة صحية لا تنسي إجراء فحوصات منتظمة لجسمك وتابعي مراقبة موعد دورتك الشهرية بانتظام.

لا تأخذي بكلام غيرك من السيدات فيما لو تأخرت الدورة الشهرية عن موعدها أو كان هناك عدم انتظام في فترات الدورة الشهرية لديك وعليك باستشارة الطبيب المتخصص الذي يقوم بالإجراءات الصحيحة التي تساعدك في علاج حالتك.

لا تهملي ممارسة الرياضة بانتظام فهي تساعدك على الاسترخاء والتخلص من الإرهاق والتوتر، ومن بين الرياضات التي لها دور كبير في تقليل التوتر رياضة اليوغا والتأمل كما أن رياضة المشي بمعدل 30 دقيقة يوميًا تساعدك في تخفيف الضغوطات النفسية التي لها الدور الكبير في تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله