بحث حول العين والضوء والرؤية … لننظر إلى العين وعملية الرؤية عن قرب وبشكل أوضح

بحث حول العين والضوء والرؤية: التعريف بالعين وبنيتها وتركيبها – عملية الرؤية بالتفصيل وكيف تتم – عيوب وأمراض الرؤية – الضوء وعلاقته بالرؤية والعين.

بحث حول العين والرؤية – آلية الروية

نرى الأجسام والأشياء من حولنا من خلال سقوط الأشعة الضوئية عليها ومن ثم انعكاسها إلى العين فيفهمها الدماغ، فمثلًا تسقط أشعة الشمس على الشجرة وتمتص الشجرة جزء من هذه الأشعة وتعكس جزء إلى العين ومن ثم إلى الدماغ وعندها نرى الشجرة، ولكن ما هي التفاصيل؟ وكيف تحدث الرؤية؟ هذا ما سنتعرف إليه في القسم الثاني من بحث حول العين والرؤية

ما هي الرؤية؟

الرؤية تمثل قدرة العين على استقبال المعلومات الحسية البصرية ومن ثم قدرة المراكز الحسية على إدراك هذه المعلومات.

كيف تتم عملية الرؤية؟

كيف تتم عملية الرؤية؟

تتم الرؤية أو عملية الرؤية بالاعتماد على نوعين من الآليات: الألية الضوئية – الآلية العصبية، لنتعرف إلى خطوات كل منهما.

الآلية الضوئية

تتعلق الآلية الضوئية بالأشعة الضوئية، وتتألف من المراحل التالية:

1 – تكون الخيالات

يتم تكوين الخيال على الشبكية عن طريق مرور الأشعة الضوئية عبر الجسم البلوري الذي يقوم بتجميع الأشعة على الشبكية، ولكنها ونتيجة لتحدب وجهيه سوف ينطبع الخيال بشكل مقلوب.

2 – المطابقة

تتم المطابقة من خلال الفعل اللا إرادي الانعكاسي لكل من الجسم البلوري (عدسة العين) والجسم الهدبي.

فحتى نتمكن من رؤية الأشياء لا بد من أن يقع الخيال (انعكاس الأشعة الضوئية) على الشبكية تمامًا ليس قبلها (في الخلط البلوري) ولا بعدها (عند مستوى المشيمية أو الصلبة)، وهنا يأتي دور الجسم البلوري بفضل مرونته فمن خلال تغير تحدب وجهه تحت تأثير الجسم الهدبي يتم إحكام وضبط وضع الخيال في مكانه على الشبكية حتى تتمكن الخلايا الحسية البصرية من استقبال المعلومات.

ما يحكم عملية المطابقة هو بعد الأجسام عن العين فيزداد تحدب الوجه الأمامي للجسم البلوري كلما كانت الأجسام المرئية أقرب إلى العين، وبناءً على ذلك نميز بين حدود المطابقة التالية:

  • الوضع الطبيعي للجسم البلوري (من حيث تحدب وجهه الأمامي):

عندما تكون الأجسام المرئية على مسافة تمتد من 15 سنتي متر عن العين وحتى 6 أمتار منها.

  • نقطة المدى: النقطة الأبعد عن العين وعند هذه النقطة وما بعدها تبدأ عملية المطابقة (تغير في تحدب الجسم البلوري):

عندما تكون الأجسام المرئية على مسافة 6 متر وأكثر من العين.

  • نقطة الكثب: أقرب نقطة من العين تتوقف عندها المطابقة (تكون عملية المطابقة موجودة حتى هذه النقطة حيث يعود الجسم البلوري إلى وضعه الطبيعي).

عندما تكون الأجسام المرئية على مسافة بداية من العين وحتى 15 سنتي متر.

يمكن تلخيص حدود المطابقة في النقاط التالية:

  • من العين وحتى 15 سنتي متر: رؤية غير واضحة مع مطابقة.
  • من مسافة تبعد 15 سنتي متر من العين وحتى 6 أمتار منها: رؤية واضحة بدون مطابقة.
  • من مسافة 6 أمتار عن العين وما بعد: رؤية غير واضحة مع مطابقة.
3 – التحكم بالضوء

والمقصود به التحكم بكمية الضوء التي تدخل إلى العين، ويتم ذلك عن طريق الحدقة التي تغير قطر فتحتها فتحدد كمية الأشعة الضوئية المارة من خلالها، ويمكن تميز الحالات التالية:

  • في الضوء القوي: تضيق الحدقة حتى تقلل من كمية الضوء المارة.
  • في الضوء الضعيف: تتسع الحدقة حتى تزيد من كمية الضوء المار.

الآلية العصبي

وصلنا إلى الآلية العصبية من عملية الرؤية في الـ بحث حول العين والضوء والرؤية، وفي هذه الآلية فإن كل من المخ والشبكية يلعب دور مهم جدًا، لنتعرف إلى كل منهما:

1 – دور الشبكية

كما سبق وذكرنا في ” بحث حول العين وأجزائها ” فإن الشبكية تحتوي على عدد هائل من الخلايا الحسية البصرية (العصي والمخاريط) وبهذا يكون دور الشبكية هو استقبال المعلومات الحسية البصرية (أي تقوم الشبكية باستقبال الضوء من طريق الخلايا الحساسة له).

2 – دور المخ

تنتقل السيالة العصبية من الشبكية إلى المخ عن طريق العصب البصري حاملة معها المعلومات البصرية، وهنا يأتي دور المخ فالخيال على الشبكية مقلوب وثنائي البعد ومن العينين من زاوية رؤية مختلفة لكل عين، فيعمل على تجميع كل هذه المعلومات وإدراكها وفهمها بوضعها الصحيح بالإضافة إلى توحيد وتراكب الخيالين المتناظرين من كل عين فتتولد الرؤية المجسمة للأشياء، وهكذا تتم عملية الرؤية.

إذن كيف تتم عملية الرؤية؟

يمكن الآن تلخيص مراحل الرؤية بالأمور بما يلي:

  1. تسقط الأشعة الضوئية على الأجسام.
  2. تنعكس الأشعة الضوئية عن الأجسام إلى العين.
  3. يتم التحكم بكمية الضوء المار والأشعة الداخلة إلى العين عن طريق الحدقة.
  4. يتم ضبط وإحكام توضع خيال الأجسام المرئية على الشبكية في اللطخة الصفراء (الخيال مقلوب وأصغر من الحجم الحقيقي للجسم) ويتم ذلك عن طريق الجسم البلوري بزيادة أو إنقاص تحدب وجهه الأمامي.
  5. تستقبل الخلايا الحسية البصرية الموجودة في الشبكية (العصي والمخاريط) هذه المعلومات البصرية.
  6. وتنقلها بشكل سيالة عصبية عن طريق العصب البصري إلى المخ (الباحة البصرية) ويتم ذلك من كل عين إلى الباحة البصرية في نصف المخ المعاكس لها.
  7. يقوم المخ بإدراك المعلومات البصرية ومطابقة الخيالين من العينين حتى تتم عملية الرؤية ونرى الأجسام بوضعها الصحيح وحجمها وبشكلها المجسم.

عيوب الرؤية وأمراض العين

بعد التعرف إلى الطريقة التي تتم بها عملية الرؤية نصل إلى الجزء الأكثر حساسية في بحث حول العين والرؤية وهو المشاكل التي تصيب العين والخلل الذي يمكن أن يهدد الرؤية.

عيوب الرؤية

عيوب الرؤية

حتى نتمكن من رؤية الأشياء في أتم وضوح فمن الضروري أن يقع خيال الأجسام المرئية على الشبكية تمامًا في اللطخة الصفراء ويتم ذلك عن طريق عملية ضبط وإحكام تموضع الخيال هذه المهمة التي يقوم بها الجسم البلوري، ولكن عندما يفشل الأمر ولا يقع الخيال على الشبكية هنا نكون أمام عيوب الرؤية، وهي 3 عيوب:

1 – الطمس – مد البصر

مد البصر وهو عيب الرؤية الذي يتكون خيال الأجسام فيه خلف الشبكية وليس عليها، أي يحتاج تجميع الحزم الضوئية مسافة أكبر من المسافة الطبيعية، وبالتالي تصل إلى الخلايا الحسية البصرية الحزم الضوئية مع وجود اختلال (وهي متباعدة)، هذا يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.

ويحدث مد البصر – الطمس نتيجة لـ:

  • قلة تحدب الوجه الأمامي للجسم البلوري (العدسة) وبالتالي يكون الجسم البلوري غير قادر على ضبط وإحكام مكان تموضع خيال الأجسام على الشبكية تمامًا.
  • قصر طول المحور الخلفي الأمامي لكرة العين بحيث لا يكفي حتى تتم عملية المطابقة على الشبكية.

وأما عن العلاج فيكون من خلال تحقيق المطابقة بتركيز وتجميع الأشعة الضوئية على الشبكية، ويتم ذلك عن طريق الاعتماد على العدسات المقربة (العدسات المحدبة).

2 – الحسر – قصر البصر

قصر البصر وهو عيب الرؤية الذي يتكون خيال الأجسام فيه أمام الشبكية وليس عليها، أي يحتاج تجميع الحزم الضوئية مسافة أقل من المسافة الطبيعية، وبالتالي تصل إلى الخلايا الحسية البصرية الحزم الضوئية مع وجود اختلال وتكون نقطة تركز الأشعة واقعة في الخلط الزجاجي، هذا يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.

ويحدث قصر البصر – الحسر نتيجة لـ:

  • زيادة تحدب الوجه الأمامي للجسم البلوري (العدسة) وبالتالي يكون الجسم البلوري غير قادر على ضبط وإحكام مكان تموضع خيال الأجسام على الشبكية تمامًا.
  • زيادة طول المحور الخلفي الأمامي لكرة العين بحيث يحقق مسافة تزيد عن المسافة اللازمة حتى تتم عملية المطابقة على الشبكية.

وأما عن العلاج فيكون من خلال تحقيق المطابقة بتركيز وتجميع الأشعة الضوئية على الشبكية تمامًا، ويتم ذلك عن طريق الاعتماد على العدسات المباعدة (العدسات المقعرة) بحيث تعمل على تفريق الأشعة الضوئية وإيصالها إلى الشبكية.

3 – القدع – مد البصر الشيخي

نقصان في قدرة العين والذي يتمثل في عدم وضوح رؤية الأجسام القريبة (عدم وضوح الرؤية عند القراءة على سبيل المثال)، ولكن رية الأجسام البعيدة لا تتأثر، يحدث القدع أو مد البصر الشيخي بعد سن الأربعين ويأخذ بالتطور مع التقدم في السن.

ويحدث مد البصر الشيخي – القدع نتيجة لـ:

  • تناقص في مرونة الجسم البلوري (العدسة) وبالتالي ضعف في قدرته على التحكم بتحدب الوجه الأمامي له ما يؤدي إلى خلل في المطابقة عندما تكون الأجسام قريبة من العين.
  • يبقى قطر العين (المحور الأمامي الخلفي للعين) طبيعي بينما تقل قدرة الجسم البلوري.

وأما عن العلاج فيكون من خلال تحقيق المطابقة عند رؤية الأجسام القريبة بتركيز وتجميع الأشعة الضوئية على الشبكية، ويتم ذلك عن طريق الاعتماد على العدسات المقربة (العدسات المحدبة) خلال النظر إلى الأشياء القريبة (خلال القراءة مثلًا).

أمراض العين

إلى جانب عيوب الرؤية توجد الأمراض التي تصيب العين والتي تؤثر بشكل مباشر على الرؤية وسنذكر في بحث حول العين أهم تلك الأمراض وهي:

1 – مرض دالتون – عمى الألوان

مرض وراثي، وهو عبارة عن عدم قدرة الشخص على التميز بين الألوان (الأزرق – الأخضر – الأحمر).

السبب في عمى الألوان هو فقدان في الخلايا الحسية البصرية التي تعمل على تميز الألوان وهي المخاريط الموجودة في الشبكية كما سبق وذكر.

2 – رمد العين – الرمد

وهو يحدث نتيجة عدد من العوامل منها فيروسي ومنها جرثومي ومنها موسمي (ربيعي) وكل منها يأخذ اسمه من العامل المسبب.

فالرمد الربيعي عبارة عن حالة من الحساسية التي تصيب الملتحمة نتيجة العوامل الخارجي من غبار الطلع والحرارة خلال فصل الربيع.

قد يهمك: حساسية العين في الربيع عند الأطفال أسبابها وطرق الوقاية منها

حماية العين

حماية العين

العين تحتاج منا الكثير من الاهتمام والحماية للحفاظ عليها وعلى قدرتنا على الرؤية بشكل واضح، لذا لا بد من التأكد من الأمور التالية التي تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة صحة العين:

  • تأمين الإضاءة الجيدة معتدلة فالإضاءة الضعيفة تتعب الحدقة والجسم البلوري، بينما الإضاءة القوية تتلف الشبكية.
  • تجنب النظر إلى الشمس بشكل مباشر لحماية الشبكية من التلف الأمر الذي قد يهدد الرؤية ويسبب العمى.
  • الحفاظ على نظافة العين كعدم فركها بالأيدي المتسخة وعدم تعريضها للغبار وغيرها من العوامل.
  • حماية العين من الأجسام الغريبة من خلال الانتباه عند العمل بالأجسام الحادة أو عند التواجد بالقرب منها.
  • إجراء الفحوص الطبية للعين بشكل منتظم للتأكد من سلامتها وسلامة الرؤية وللتعامل مع أي مشكلة أو مرض بشكل مبكر.
  • حماية العين من شاشة الكومبيوتر أو الهاتف الذكي عن طريق آخذ فترات استراحة وتجنب العمل المستمر، ووضع الشاشة على مسافة مناسبة من العين، والتحكم بالإضاءة.

قد يهمك: 15 نصيحة لحماية عينيك من شاشة الكمبيوتر والجوال

 (يمكنك متابعة بحث حول العين والضوء والرؤية من خلال الضغط على 3)

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله