صداع التوتر … عندما يرد رأسك على كل ما تمر به وكل ما تتعرض له من توتر

صداع التوتر ... عندما يرد رأسك عليك وعلى كل ما تتعرض له، عندها يكون عليك الاستماع إليه وتحديد المشكلة والتعامل معه والتخلص منه نهائيًا

ألم كما لو كان هناك شريط حول رأسك، ألم دون أسباب صحية أو مشاكل خطيرة ولكنه قد يكون شديد ومتكرر ومزمن، ألم يبدأ في وسط العمل المتراكم عليك أو بعد المرور بمشكلة ما أو عندما لا تعتني بنفسك كما يجب، إنه صداع التوتر … هل تعاني منه؟

ما هو صداع التوتر والتفاصيل التي تتعلق به؟ ماذا عن الأعراض التي تترافق معه وكيف يمكن تشخصيه ومتى عليك زيارة الطبيب؟ ما هي الأسباب التي تكمن خلفه وكيف يتم تشخيصه؟ إليك كل ذلك مع استراتيجيات العلاج الـ 4 التي ستروض صداعك هذا.

ما هو صداع التوتر ؟

صداع التوتر ..

هو نوع من أنواع الصداع التي تعتبر الأكثر شيوعًا فيعاني منه معظم سكان العالم ولا ينتج عن أمراض أو حالات صحية خطيرة، يتراوح بين الصداع الخفيف الذي يستمر لفترات قصيرة حتى الصداع الشديد أو الصداع المزمن، عادة ما يأخذ هذا الصداع شكل ألم يشبه ألم الضغط على الرأس أو شريط ضيق يحيط بالرأس ويمكن أن يمتد الألم إلى خلف العينين والوجه والرقبة.

أما عن المدة التي تميز نوبة الصداع فهي تتراوح بين 30 دقيقة وقد تستمر لبضع أيام، وفي معظم الأحيان يبدأ الألم بشكل تدريجي ومن ثم يزداد وينتشر، أما بالنسبة للألم المزمن فيمكن ملاحظة تغير في وتيرته بين الانخفاض والشدة ولكنه يبقى موجود.

بشكل عام إن أغلب الحالات تكون حالات صداع عرضي يحدث مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر يتراوح بين الخفيف والمتوسط والشديد ولكن مع هذا فإنه من أهم الأنواع التي تأخذ طابع مستديم ومستمر، ومن هنا يمكن التميز بين أنواع ثلاثة لصداع التوتر:

  • الصداع العرضي النادر: يحدث أقل من 12 مرة في السنة أي بمعدل مرة شهريًا ويمكن أن تستمر نوبة الصداع من نصف ساعة حتى 7 أيام.
  • الصداع العرضي المتكرر: يحدث بين مرة إلى 14 مرة في الشهر الواحد وتستمر فترة الصداع من 30 دقيقة إلى 7 أيام بالمتوسط.
  • الصداع المزمن المستمر: يحدث أكثر من 15 يوم في الشهر وتستمر فترات الصداع لساعات أو أيام ويمكن أن يترافق مع غثيان خفيف في بعض الأحيان.

على الرغم من أن الصداع الناتج عن التوتر يعتبر صداع مؤلم ومزعج إلا أنه لا يملك تأثير سلبي كبير على نشاطاتك اليومية ولا يسبب أي من عدم وضوح الرؤية أو فقدان التوازن أو التشويش، ولكن في حالات نادرة يمكن أن يكون الألم حاد لدرجة تمنعك من القيام بالمهام اليومية المعتادة وتفقدتك قوتك.

يملك هذا الصداع أسماء كثيرة: صداع التوتر \ صداع التوتر العضلي أو انكماش العضلات \ الصداع ذو المنشأ النفسي \ الصداع النفسي \ الصداع الأساسي \ الصداع ذو الأسباب المجهولة \ الصداع العادي…

قد يهمك: الصداع المستمر … ما هو؟ وما هي أعراضه وأسبابه وبماذا بخبرك؟ وكيف تتعامل معه؟

أعراض صداع التوتر

أعراض صداع التوتر

بشكل عام تختلف أعراض الصداع من حالة لأخرى ولكن هناك مجموعة من الأعراض المشتركة والتي تميز الصداع الناتج عن التوتر وهي:

  • يبدأ الصداع خفيف ومن ثم يأخذ بالتزايد بشكل تدريجي.
  • عادةً ما يكون الألم في كلا جانبي الرأس وليس في جهة واحدة.
  • ألم يشبه وجود شريط مشدود حول الرأس.
  • يتركز الألم في الجزء الأمامي من الجبهة في معظم الحالات.
  • يمكن أن يصل ويمتد الألم إلى الجزء الخلفي من الرأس وصولًا إلى الرقبة.
  • في معظم الحالات يكون الألم خفيف إلى متوسط أو شديد ولكنه لا يؤثر على حياتك أو على قدرتك على القيام بالنشاطات اليومية.
  • يمكن أن يأخذ صداع التوتر شكل نبضات أو خفقان.
  • يمكن أن يترافق الصداع مع مشاكل واضطرابات في النوم.
  • الشعور بالإرهاق والتعب بشكل عام.
  • العصبية والمزاج المتقلب.
  • تشتت الانتباه والتركيز.
  • في بعض الحالات يلاحظ حساسية خفيفة اتجاه الأصوات والأضواء.
  • يمكن أن يترافق مع غثيان خفيف ولكنه عادةً لا يلاحظ ذلك ولا يترافق مع قيء.

متى تزور الطبيب؟

عادة لا يكون هناك حاجة لزيارة الطبيب عند التعرض لصداع التوتر العرضي وبشكل خاص النادر، ولكن يكون من الضروري استشارة الطبيب في حال كنت تعاني منه عدة مرات في الأسبوع الواحد أو في حال كان شديد، وبشكل عام يكون من الضروري الحصول على الرعية الطبيبة في الحالات التالي:

  • الإصابة بالصداع بشكل مفاجئ بحيث يكون مختلف عن أي نوبة صداع أخرى قد سبق وعانيت منها.
  • يترافق الصداع مع ألم شديد في الرقبة أو يترافق مع الغثيان والقيء وارتفاع في درجة الحرارة والارتباك.
  • حدوث الصداع بعد التعرض لحادث معين وبشكل خاص في حال كان الحادث يتضمن التعرض لضربة في الرأس.
  • في حال كان الصداع مترافق مع خدر في أجزاء معينة من الجسم أو الضعف أو التشوش والكلام الخاطئ غير المفهوم.
  • ترافق الصداع مع فقدان الوعي.
  • الصداع الذي يحتاج إلى الاستخدام المستمر للمسكنات.

فمثل هذه العلامات تشير إلى وجود مشكلة أكثر خطورة وقد تتطلب المزيد من الفحوصات والتحقيق من السبب الكامن خلفها.

تشخيص الصداع الناتج عن التوتر

لا يوجد اختبار يمكن من خلاله تشخيص الإصابة بصداع التوتر ولكن يتم التشخيص من خلال مراجعة التاريخ الطبي للمريض والعائلة والتاريخ الدوائي للمريض، بالإضافة إلى دراسة الأعراض.

ونظرًا لأن صداع التوتر من حيث الأعراض يشبه أنواع أخرى من الصداع يمكن أن تنتج عن حالات صحية معينة أو تكون من أعراضها يكون من الضروري للطبيب التأكد منها، وخاصة في حال كان الصداع جديد أو مختلف أو مترافق مع دواء معين أو تدريجي يزداد من حيث الحدة والمدة بشكل سريع.

في بعض الحالات لا يكون من السهل التفريق بين الصداع النصفي وصداع التوتر ولكن بشكل عام فإن الصداع الناتج عن التوتر لا يزداد نتيجة القيام بالأنشطة البدنية ولا يكون مترافق مع غثيان شديد أو مع قيء، في المقابل من أهم الأعراض المرافقة للصداع النصفي هي الحساسية اتجاه الضوء والصوت، ومع هذا فيمكن لصداع التوتر أن يحفز نوبة من الصداع النصفي.

قد يهمك: الصداع النصفي العيني … تراجع أو فقدان مؤقت في الرؤية ولكنه قد لا يترافق مع ألم رأس

أسباب الإصابة بصداع التوتر

أسباب الإصابة

لا يوجد سب محدد يكمن خلف صداع التوتر ولكن بشكل عام فهو ينتج عن التعرض لحالات من التوتر والضغوط النفسية والعصبية والعضلية، وبالتالي يمكن تمييز المحفزات التي يمكن أن تكون مسؤولة عن إصابتك بهذا الصداع وأهمها:

  • تناول أطعمة غير صحية أو غير مناسبة أو تسبب لك نوع من أنواع الحساسية وغيرها أو أن تشكل ضغط على الجهاز الهضمي (ساخنة أو باردة جدًا \ تحتوي كميات كبيرة من البهارات \ دسمة….).
  • المبالغة في القيام بالأعمال والأنشطة المختلفة دون الحصول على القدر الكافي من الراحة والهدوء.
  • عدم الحصول على ما يحتاجه الجسم من النوم أو المعاناة من مشاكل النوم وأهمها الأرق أو متلازمة انقطاع التنفس خلال النوم، أو أن يكون النوم غير مريح.
  • عدم تناول الكمية التي يحتاجها الجسم من الماء ومعاناته من الجفاف.
  • قضاء فترات طويلة في العمل والتركيز بدون آخذ فترات راحة وخاصة عندما يعتمد العمل على التحديق لفترات طويلة في شاشة الكومبيوتر أو الهاتف.
  • الانتقال بين درجات حرارة مختلفة جدًا، كالخروج من مكان دافئ إلى مكان بارد بشكل مفاجئ.
  • التدخين وإدمان المخدرات والكحول وغيرها من العادات غير الصحية.
  • مشاكل الرؤية وإجهاد العين.
  • جفاف العيون.
  • الإرهاق والشعور بالضغط على المستوى العملي والاجتماعي والعاطفي والمادي.
  • تناول كميات كبيرة من الكافيين.
  • تخطي الوجبات أو نقص في بعض المغذيات التي يحتاجها الجسم من الفيتامينات والمعادن وينتج ذلك عن سوء عاداتك الغذائية.
  • اضطرابات نفسية والمعاناة من الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب وغيرها.

قد يعجبك: 15 نصيحة لحماية عينيك من شاشة الكمبيوتر والجوال

من هم الأشخاص الأكثر تعرض لـ صداع التوتر ؟

بشكل عام فإن معظم الأشخاص هم عرضة للإصابة بصداع التوتر فيمكن أن يحدث ويتطور في أي مرحلة عمرية، ولكن بشكل عام يمكن اعتبار ما يلي:

  • احتمال التعرض له مرتفع بالنسبة للمراهقين والبالغين بالمقارنة مع الأطفال وكبار السن.
  • النساء أكثر تعرض لهذا الصداع بالمقارنة مع الرجال بنسبة انتشار 42% عند النساء في مقابل 36% عند الرجال.
  • 60% من الأشخاص الذين يعانون من الصداع يعانون منه بالتزامن مع ضغوط العمل والعلاقات الاجتماعية.
  • 15% من الأشخاص الذين يعانون منه هم تحت سن العاشرة، وبعضهم في سن الـ 50.
  • 40% من الأشخاص كان لديهم أعراض قريبة جدًا من الصداع المزمن المستمر.
  • 10%من المصابين بصداع التوتر يعانون من الصداع النصفي.
  • 50% من الذين يعانون منه يعانون بشكل يومي وقد يستمر على مدى سنوات.

علاج صداع التوتر والتعامل معه

علاج

على الرغم من أنه لا يشكل مشكلة خطيرة ولكنه ألم مزعج يمكن أن يكون شديد، وبالطبع لا يمكن تحمله والاستمرار معه لذا إليك 4 استراتيجيات يمكن من خلالها التعامل مع هذا الألم وترويض صداع التوتر المزعج:

4 – التعامل مع السبب خلف هذا الصداع

من الضروري تحديد السبب والمحفز الذي يكمن خلف حالة الصداع لديك والتعامل معه وإلا مهما كان الحل والعلاج الذي تعتمد عليه لن يتعامل مع الأساس ولكنه سوف يخفف من الأعراض، وبشكل عام هناك أمور في غاية الأهمية تأكد منها:

يمكن لهذه الأمور أن تكون الطريقة الأهم فيما يخص الوقاية من التعرض لصداع التوتر.

3 – تقنيات الاسترخاء والتأمل والتنفس

الاسترخاء والتأمل يعمل على تصفية الذهن ومدك بالكثير من الطاقة الإيجابية التي تؤدي إلى تخليصك من الإجهاد والتوتر في المقابل التنفس العميق يعزز من الأوكسجين الذي يصل إلى أنحاء الجسم وكل ذلك يلعب دور أساسي وفي غاية الفعالية في علاج كل أنواع الصداع، لذا خصص وقت في كل يوم لتجلس فيه بهدوء وتتنفس بعمق.

قد يهمك: تعلم كيفية التأمل والاسترخاء لتتغلب على الإكتئاب والقلق النفسي

2 – تعامل مع الصداع بالأعشاب الطبيعية

توجد بعض العلاجات الطبيعية والأعشاب التي تعتبر مهدئة يمكنها التخفيف من صداعك وأهمها: شاي البابونج – شاي الزهورات – شاي اليانسون – الليمون الدافئ، ويمكن زيادة فعاليتها من خلال إضافة العسل.

1 – علاج صداع التوتر طبيًا

استشارة الطبيب بالدرجة الأولى والالتزام بالتعليمات التي تتلقاها منه حول الأدوية والمسكنات التي يمكن تناولها والطريقة والجرعة التي يجب التأكد منها وعدم الإفراط في آخذها، كما يمكن للحصول على المساعدة من الخبير النفسي أن تكون ذات فاعلية عالية اتجاه التخلص من الصداع.


صداع التوتر هو الطريقة التي يرد بها رأسك على كل ما تمر به لذا استمع إليه جيدًا وانتبه إلى ما عليك القيام به لأجل هذا الصداع.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله