العشرة المبشرون بالجنة … هل هم عشرة أم أكثر؟

عن أبي داوود عن سعيد بن زيد قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنى سمعته يقول: عشرة في الجنة، النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر، فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد.

فمن هم العشرة المبشرون بالجنة الذين اجتمعت الروايات أنهم ذكروا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما الذي يميزهم عن غيرهم من الصحابة، وهل هناك أشخاص غيرهم؟

من هم العشرة المبشرون بالجنة؟

العشرة المبشرون بالجنة هم من أكثر الصحابة تقوى وورع سنتحدث عنهم بالتفصيل:

1 – أبو بكر الصديق أول المبشرين

50 ق هـ – 13 ق هـ / 573 م – 634 م

هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي. من أوائل العشرة المبشرون بالجنة.

 كان من المساهمين الأوائل والأكثر تأثيرًا في نشر الدعوة الإسلامية، فهو أول من آمن بالنبي ودخل الإسلام، لقب بالصديق وعرف بأنه صديق الرسول الكريم حتى قال فيه: لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا.

هاجر معه من مكة إلى المدينة المنورة، وشاركه الكثير من المعارك ضد المشركين، حرر العبيد من الكفار، حفظ القرآن وحماه من التحريف والضياع.

تمت مبايعته خليفة للرسول بعد وفاته ليكون أول الخلفاء المسلمين الذين حكموا البلاد والجيش للمحافظة على الدعوة الإسلامية، استمر في الخلافة لمدة سنتين وأربعة أشهر حتى وفاته سنة 13 هجري ليتم دفنه بجانب الرسول الكريم في المدينة المنورة.

2 – عمر بن الخطاب (الفاروق)

40 ق هـ – 23 ق هـ / 586 م – 644 م

هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي. أعلن إسلامه في السنة الخامسة للدعوة ليكون من أتقى المسلمين المؤمنين بالدعوة الإسلامية.

تمت مبايعته ليكون ثاني الخلفاء الراشدين، لقب بأمير المؤمنين، اتصف بالعدل والشجاعة والزهد، لقبه الناس بالفاروق لعدله بينهم بالحق وتفقده لأحوالهم بشكل مستمر ومعالجته لمشاكلهم.

عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا الله عز وجل، أن يعزّ الدعوة الإسلامية بأحد العمرين عمرو بن هشام، أو عمرو بن الخطاب، فلبى الله تعالى طلبه واستجاب عمر بن الخطاب للدعوة الإسلامية، عندما إصغاءه لآيات القرآن الكريم، فذهب إلى الرسول الكريم وطلب الدخول إلى الإسلام والمساهمة في نشر الدعوة.

من العشرة المبشرون بالجنة، في عهده اتسعت رقعة الدعوة الإسلامية بشكل كبير لتصل العراق والقدس ومصر وليبيا والشام حتى سجستان.

هو من اتخذ من الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، إلى أن قتل عمر بن الخطاب أثناء أداءه الصلاة على يد أبي لؤلؤة المجوسي طعنًا بسكين مسموم.

3 – عثمان بن عفان (ذو النورين)

47 ق هـ – 35 هـ / 576 م– 656 م

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي القرشي، من أوائل الداخلين بالإسلام ومن العشرة المبشرون بالجنة.

كان ثالث الخلفاء الراشدين ولقب بذي النورين لزواجه من بنتي الرسول رقية وبعد مماتها تزوج من أم كلثوم.

كان من أوائل المهاجرين إلى الحبشة وبعدها إلى المدينة المنورة إلى أن بايعه المسلمين كخليفة ثالث بعد عمر بن الخطاب.

اتصف عثمان بالكرم والسخاء وكان محبوبًا بين المسلمين، شارك الكثير من المعارك منها غزوة تبوك.

شيد المساجد، ودعم الجيش، أنشأ أسطول بحري، جمع القرآن، وكان له الدور الكبير في نشر الدعوة الإسلامية إلى الكثير من المناطق الجديدة.

استمرت خلافته إلى أن بدأت الفتنة بين المسلمين فدخل عليه مجموعة من المتطرفين قتلوه وهو يقرأ القرآن الكريم في شهر رمضان وهو صائم، تم دفنه في البقيع في المدينة المنورة سنة 35 هجري.

ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي رفيق، ورفيقي في الجنة عثمان.

4 – علي بن أبي طالب (أبو الريحانتين)

23 ق هـ – 40 هـ / 599 م – 661 م

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو الحسن الهاشمي القرشي، ابن عم الرسول الكريم وزوج ابنته فاطمة وأبو الحسن والحسين.

من العشرة المبشرون بالجنة، أول من آمن وأسلم برسالة الإسلام من الصبية، كان عمره عشرة أعوام.

عندما أراد المشركين قتل الرسول الكريم فداه بنفسه ونام مكانه لتضليلهم عنه عند هجرته إلى المدينة المنورة.

خاض الكثير من المعارك والغزوات في سبيل نشر الدعوة الإسلامية ومحاربة الكفار، اشتهر بالشجاعة والحكمة والتواضع.

لقبه رسول الله بأبي الريحانتين، لأنه أبو الحسن والحسين.

تمت مبايعته بالخلافة فكان الخليفة الرابع بعد عثمان بن عفان رضي الله عنه، حتى وفاته عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم بخنجر وهو خارج من صلاة الفجر في رمضان عام 40 هجري.

5 – الزبير بن العوام (حواري الرسول)

28 ق هـ – 36 هـ / 594 م – 656 م

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ابن صفية بنت عبد المطلب ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.

يعتبر من العشرة المبشرون بالجنة من أوائل من دخلوا الإسلام، تزوج أسماء بنت أبي بكر، لقب بحواري رسول الله، قال رسول الله: لكل نبي حواري وحواري الزبير، ذلك لإخلاصه للرسول وقربه منه وتفانيه في نشر وحماية الدعوة الإسلامية.

بعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى مدينة البصرة ليأخذ بالثأر فقتله عمرو بن جرموز في معركة الجمل.

6 – طلحة بن عبيد الله (طلحة الخير)

28 ق هـ – 36 هـ / 594 م – 656 م

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد التيمي القرشي. لقب بطلحة الخير لشدة كرمه.

يعتبر من العشرة المبشرون بالجنة ومن أوائل من دخلوا الإسلام، ومن الستة الذين تم اختيارهم للخلافة، تزوج بنت الرسول أم كلثوم، وشارك في العديد من المعارك والغزوات ليكون الدرع الحامي للرسول الكريم تلقى بحسده الرماح والسهام عنه، كان من أحسن صحابه وأصدقهم.

روى عن الرسول العديد من الأحاديث الشريفة، إلى أن استشهد في معركة الجمل بعد أن أصابه رمح مروان ابن الحكم عام 36 هجري.

7– عبد الرحمن بن عوف القرشي

43 ق هـ – 32 هـ / 580 م – 656 م

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو محمد القرشي الزهري. كان يسمى قبل الإسلام عبد الكعبة إلى أن سماه رسول الله بعد إسلامه عبد الرحمن.

تم اختياره للخلافة ولكنه عزل نفسه عن ذلك واهتم بتوحيد أمر المسلمين، كان كريمًا وشجاعًا وضحى كثيرًا في سبيل الدعوة الإسلامية، شارك في الكثير من الغزوات والمعارك واشتهر بحكمته وعقله الراجح إلى أن وافته المنية عام 32 هجري.

8 – سعيد بن زيد القرشي

22 ق هـ – 51 هـ / 600 م – 671 م

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب أبو الأعور القريشي العدوي.

يعتبر من العشرة المبشرون بالجنة، كان ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب، أخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر.

من السباقين إلى الإسلام، خاض الكثير من المعارك والغزوات الإسلامية، ولاه والده عبيدة الجراح واليًا على الشام، حتى توفي عام 51 هجري.

9– سعد بن أبي وقاص

23 ق هـ – 55 هـ / 595 م – 674م

هو سعد بن أبي وقاص الزهري بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لأي الأمير أبو إسحاق القريشي الزهري المكي.

يعتبر من أخوال رسول الله ومن أوائل الداخلين في الإسلام، كان من المرشحين للخلافة.

يعتبر من العشرة المبشرون بالجنة، شارك في الكثير من المعارك والغزوات لنشر الدعوة الإسلامية، وكان من أشهر رماة السهام، فهو أول من رمى سهمًا في سبيل الله.

تمت توليته على الكوفة وفتح بلاد الفرس ومدينة القادسية، كان شديد البكاء خشوعًا لله، ابتعد عن الفتنة التي دبت بين المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان.

وافته المنية عام 55 هجري وتم دفنه بالبقيع.

10 – أبو عبيدة بن الجراح

40 ق هـ – 18 هـ / 584 م – 639 م

هو أبو عبيدة بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي الفهري المكي.

أطلق عليه الرسول الكريم لقب أمين الأمة، خاض الكثير من المعارك وفتح الكثير من البلاد منها بلاد الشام.

يعتبر من العشرة المبشرون بالجنة وعرف بتواضعه وكرمه وشجاعته، أصيب بالطاعون وهو في الأردن إلى أن توفي هناك ودفن.

هل يوجد غير العشرة المبشرون بالجنة؟

قال الله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)، وهم الصحابة الذين بايعوا الرسول الكريم في بيعة الرضوان في الحديبية لقتال الكفار بعد توقعهم أن المشركين قد قتلوا عثمان بن عفان.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لن يدخل النار رجل شهد بدرًا والحديبية).

هل ذكر العشرة المبشرون بالجنة في القرآن الكريم؟

لا لم يذكر أسماء الصحابة المبشرون بالجنة في القرآن الكريم بشكل صريح إنما ذكروا في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

هل كل الصحابة من أهل الجنة؟

قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار.

من هو آخر من توفي من المبشرين بالجنة؟

آخر من توفي من المبشرين بالجنة هو الصحابي سعد بن أبي وقاص عن عمر ناهز 77 عام، ودفن في البقيع سنة 55 هجري.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله