التخاطر الروحي … قدرة خارقة جميعنا نمتلكها ولكنها تحتاج لبعض الخطوات والتدريب

هل سمعت من قبل عن التخاطر الروحي؟ هل سبق لك واختبرته؟ هل مررت بتجربة وشعرت بأن ما حصل ليس أمر طبيعي؟ هل فكرت بشخص ما واتصل بك بعد ذلك مباشرة؟ هل رأيت شخص في منامك وشعرت كما لو أنك التقيت به حقًا؟ والكثير من التساؤلات التي تتمحور حول قدرتك على التخاطر…

فما هو التخاطر عن بعد؟ وما هي هذه القدرة الخارقة التي يمكن لنا جميعنا امتلاكها؟ كيف يمكن التدرب عليها؟ ما هي الخطوات التي يجب أن تقوم بها؟

ما هو التخاطر الروحي؟

ما هو التخاطر الروحي؟

الإنسان يتمتع بقدرات أكثر بكثير مما تعتقد، وبالطبع أنت اختبرت التخاطر الذهني على الأقل مرة في حياتك وبالطبع سوف تختبره مرات كثيرة ويمكن أن تكون بشكل واعي منك!

فهل سبق لك وفكرت في أحد الأشخاص وإذ هو يتصل بك عبر الهاتف في الوقت نفسه أو سمعت عن أخباره أو رأيته؟ هل سبق أن شعرت بالضيق فجأة ومن ثم تلقيت خبر سيء؟ هل استيقظت في يوم ما سعيد وإذ حصل أمر رائع في ذلك اليوم تحديدًا؟ هل رأيت شخص أو شيء في منامك وكان ذلك واقعي للغاية؟

التخاطر الروحي هو القدرة على التواصل من خلال انتقال المشاعر والأفكار والعاطفة والرسائل… بين شخصين بطريقة غير مادية، وهو أشبه بتقنية البلوتوث، كأن يشعر المتخاطر بالطرف الثاني ويفهم ما يريد إيصاله له بغض النظر عن المسافة بينهما أو الوقت، ويمكن أن يتمثل في:

  • قراءة أفكار الناس وما يدور في أذهانهم.
  • التواصل المباشر مع الطرف الآخر بدون التحدث.
  • غرس فكرة أو كلمة أو صورة في أذهان البشر.
  • التأثير على التصرفات والأفكار والأفعال وردود الفعل التي تصدر عن ذلك الشخص.

التخاطر الروحي شائع أكثر بكثير مما نعتقد وبشكل خاص بين:

  • الحبيبين (الحب يخلق حالة خاصة من الاتصال الطاقي).
  • الأشخاص المقربين الذين تربطنا بهم علاقة قوية.

فأحد أهم الأمثلة التي يظهر بها التخاطر بشكل واضح هو حالة الأم التي تشعر بأولادها وتفهم تمامًا ما يمرون به حتى وإن كانوا في مكان بعيد جدًا، أيضًا التخاطر بين التوائم بحيث يكون التوأم قادر على الشعور والتواصل فيما بينهم بدون التحدث، فيعرفون فيما إذا كان الآخر يعاني من أمر ما أو مريض أو حزين…

التخاطر الذهني يمكن للجميع أن يستخدمه ويختبره ويعتمد عليه، ولكنه يحتاج إلى من يتمتع بالروح الشفافة والصافية والهدوء النفسي الكبير بالإضافة إلى الطاقة القوية والتركيز العالي، ويمكنك تحقيق كل ذلك وتفعيل التخاطر من خلال ممارسة مجموعة تمارين وتقنيات تنفس وطاقة معينة.

قد يهمك: كيف تجعل شخص يفكر فيك ؟ سأحقق لك هذه الأمنية إن كنت تود ذلك

التخاطر عن بعد والعلم

الدراسات الحديثة تشير إلى إمكانية الانتقال المباشر لموجات الدماغ من كائن لآخر، فالدماغ عبارة عن جزء مهم من الجهاز العصبي والذي يضم جميع الخلايا العصبية في الجسم، ومكان التقاء الخلايا العصبية يسمى “المشابك”.

هذه المشابك تحمل الإشارات الكهربائية والكيميائية وذلك في جميع أنحاء الجسم والدماغ ويتم ذلك في غضون أجزاء من الثانية بدون أن يدرك الشخص، أي أنك عندما تحرك ذراعك فالدماغ يرسل الإشارات إلى عضلات الذراع حتى تتحرك وهذه الإشارات تنتقل عبر المشابك العصبية بدون أن تفكر أنت في نقل تلك الإشارات أو وصولها…

هذه الإشارات لا تنتقل فقط عبر الخلايا الحسية وإنما يمكن أن تنتقل من الشخص نفسه إلى أي كائن أو شيء (أي يمكن أن يحصل التخاطر مع الحيوانات والأشياء)، وفي حال انتقالها بطريقة واضحة من شخص لآخر يحصل التخاطر، في المقابل فهي تملك تأثيرها الكبير.

وهذا ما يفسر سبب حصول الكثير من المشاكل والمواقف المزعجة بمجرد التركيز على الأفكار والمشاعر السلبية فهذه الترددات تنتقل إلى الوسط المحيط بك فيمكن أن يتعطل الجهاز الذي تعمل عليه وأنت تظن أن ذلك سوء حظ ولكنه الإشارات التي في دماغك، في المقابل التفكير بشكل إيجابي يجلب لك الأحداث والأشخاص والأشياء الإيجابية.

قد يهمك: تمارين الخيال وقانون الجذب … تعلم جذب ما تتخيله!


التدريب على التخاطر الروحي

التدريب على التخاطر الروحي

1 – تحتاج إلى طرف آخر

التخاطر يحتاج إلى شخصين المرسل والمستقبل، وبشكل عام يمكن أن تشعر بأنك تملك القدرات للقيام بأحد الدورين أكبر من الدور الآخر وذلك في البداية لذا يمكنك اختيار هذا الدور لتبدأ بالتدرب، ومن ثم يمكنك تبديل دورك بين المرسل والمستقبل.

2 – تدرب باستمرار لأجل تخاطر روحي أفضل

التخاطر مثل أي مهارة أخرى، فإن التركيز على التدريب المستمر يجعلك أفضل، في البداية قد لا تحقق الكثير من النتائج الضخمة ولكن تأكد أنه ومع الوقت والتدريب والمحاولة سوف تبدأ بالتقدم إلى أن تصل إلى حالة قوية من التخاطر الناجح سواء كان على مستوى الإرسال أو الاستقبال.

3 – لا تشكك في أمر التخاطر

هناك أمر عليك التأكد منه ألا وهو أنه لا يوجد احتمال لنجاح التخاطر الروحي معك إن كنت شخص متشكك فيه ولو حتى كان شكك في عدم نجاحه لا يتجاوز الـ 5%، لذا وكشرط أساسي في نجاح التخاطر هو أن يكون لديك يقين تام بقدرتك على إرسال ما تريد من مشاعر وأفكار وعلى الاستقبال أيضًا.

4 – عليك أن تكون قادر على الاستقبال

يجب أن تفتح عقلك يجب أن تتخطى الحدود الخاصة بك والمعتقدات التي تقيدك، يجب أن تكون قادر على تلقي الجواب أو الرد على ما أرسلت بالإضافة إلى استقبال ما تود، قد تكون هذه الردود غير واضحة بالكلمات، قد تكون عاطفة أو أفكار أو طاقة لذا عليك أن تكون واعي بها.

قد يهمك: التخاطر .. إذا صرت تحلم في شخص يعني أنه يفكر فيك

5 – يجب أن يكون العقل في هدوء تام

حتى تتمكن من تحقيق التخاطر الواعي يجب أن تكون في حالة عميقة من الاسترخاء وصفاء الذهن، يجب أن تكون مرتاح بعيدًا عن كل الأمور التي قد تشغلك وتسيطر على أفكارك، يمكن أن يكون هذا الأمر في البداية صعب ولكن حاول طرد كل الأفكار التي تمنعك من الاسترخاء.

6 – أيضًا جسدك يجب أن يسترخي

بمجرد أن يكون عقلك في حالة من الاسترخاء فإن جسمك سوف يصل إليه سريعًا، ومع هذا فإنه وفي حال كان جسدك متوتر أو مرهق أو متعب فإن التخاطر ليس وحده ما سوف يتوقف ويتعرقل بل هناك الكثير من الوظائف الفكرية والجسدية التي ستتراجع.

7 – عليك أن ترسم الفكرة في عقلك

عليك أن تطور قدرتك على التخيل وذلك لأن التخاطر عن بعد يقوم بشكل أساسي على تصور ورسم الأفكار والمشاعر والأشخاص في العقل.

بعض الأشخاص يتمتعون بشكل طبيعي بخيال خصب وقدرة مذهلة على التصوّر، ولكن حتى ولو لم تكن منهم يمكنك تدريب عقلك من خلال البدء بتخيل أشياء سهلة وموجودة أمامك ومن ثم الانتقال إلى الأصعب.

8 – يجب أن تتواجد في مكان وزمان مناسب

يجب أن تختار الزمان والمكان بما يدعم التخاطر الروحي فالتخاطر ما هو إلا انتقال طاقة ومشاعر وأفكار وبالتالي لا بد من أن يتم ذلك بدون عقبات، لذا يجب على المكان الذي تتواجد فيه أن يكون هادئ بعيد عن المقاطعات أو الإزعاج، أما عن الوقت فلك حرية اختيار ما يناسبك ولكن ساعات الليل تعتبر الأفضل.

قد يهمك: التواصل الروحي في المنام … تواصل يفوق الحواس والمسافات والماديات

9 – تدرب على فهم الآخرين والشعور بهم

ليس التدرب على التخاطر أو قراءة أفكار الآخرين، بل ما عليك القيام به هو التدرب على فهم من حولك تنمية قدرتك على معرفة ما يشعرون به وتوقع ردود فعلهم عليك أن تُنمي التواصل وقدرتك على التعامل مع الطرف الآخر.

قد يهمك: تفسير تكرار الحلم بشخص معين دون التفكير فيه … إليك 20 تفسير

10 – تدرب على بناء ممر طاقي

ظاهرة التخاطر تقوم على أساس نقل الطاقة والإشارات والترددات والأفكار ولا بد من أن تتمكن من تخيل ذلك لذا أفضل طريقة هي أن تتدرب على بناء ممر طاقي أو حبل أثيري في ذهنك يصل بينك وبين الشخص الآخر وتنتقل خلاله تلك الطاقة والأفكار.

يمكن أن تتخيل هذا الممر أو الطريق بين شاكرتي العين الثلاثة (شاكرة العين الثالثة موجودة بين الحاجبين أو بين العينين وأعلى قليلًا) لكل منكما أو شاكرتي القلب (وسط الصدر).

11 – على رسالتك أن تكون مناسبة

هناك شروط يجب أن تتمتع بها الرسالة لتحقق قانون التخاطر وهي:

  • أن تكون واضحة بسيطة ومفهومة.
  • رسالة مختصرة غير معقدة.
  • أن تكون في حالة التأكيد بدون نفي.
  • إن كان سؤال يجب أن يكون مباشر.
  • بمعنى أن تكون واضحة مفهومة ومختصرة.

خطوات القيام بـ التخاطر الروحي

خطوات القيام بـ التخاطر الروحي

1 – تحديد المستقبل والرسالة

الخطوة الأولى تبدأ بتحديد ذلك الشخص الذي ستقوم بالتخاطر معه، ولكن ليس أي شخص فيجب أن يكون شخص تعرفه وأن يسبق لك ولتقيت به ولو مرة واحدة، كما أنك تحتاج أن تركز عليه على ملامحه وتفاصيله وتتذكر صوته وما يخصه… إلى جانب تحديد الرسالة التي ستقوم بإرسالها إليه، بحيث تحقق شروط التخاطر.

2 – الاسترخاء والتأمل

اجلس في مكان هادئ واعمل على تصفية ذهنك من كل الأفكار التي تشغله، اجلس بطريقة مريحة وابدأ بالتنفس العميق: الشهيق عميقًا وببطء حتى العد للرقم 4 ومن ثم عليك حبس أنفاسك والعد حتى الرقم 4 ومن ثم زفير طويل مع العد حتى الرقم 8، وكرر الأمر حتى تتمكن من الوصول إلى مرحلة عميقة من الاسترخاء.

3 – تخيل ذلك الشخص

الآن عليك إغماض عينيك وتخيل شاشة كبيرة أمامك، ثم استحضر فيها ذلك الشخص وتخيل أنه يأتي من بعيد ويقترب منك تخيله بملامح وتفاصيله بصوته وابتسامته ومشاعره كما لو كان أمامك حقًا، وعليك الترحيب به والابتسام له بالإضافة إلى شكره ومسامحته على كل شيء.

4 – إرسال رسالة التخاطر

يجب أن تكون الرسالة محددة قبل البدء بخطوات التخاطر الروحي ومن الضروري أن تكون محققة للشروط أي واضحة ومختصرة ومفهومة.

عندما تتمكن من تخيل ذلك الشخص بشكل كامل أمامك عليك إخباره الرسالة وطلب الرد عليها، بعدها يمكنك تخيله وهو يودعك ويدير ظهره ويبتعد إلى أن يختفي.

5 – نسيان أمر التخاطر

بعد إنهاء تمرين التخاطر ليس عليك شغل نفسك به والتفكير والتشكيك فيما إذا قمت بالخطوات كما يجب أو إن وصلت الرسالة بالفعل أم لا، وإنما عليك نسيان التمرين تمامًا، وهذا كفيل بضمان نجاح التخاطر.

6 – استقبال الرد

عليك أن تفتح عقلك وقلبك ومشاعرك لاستقبال الرد عن رسالتك تلك التي قمت بإرسالها، فقد يكون الجواب عنها بشكل طاقة أو شعور أو منام أو حتى تغيير في الإحساس…

إن التخاطر قدرة من القدرات المذهلة التي نمتلكها، قدرة سبق واختبرناها بدون وعي منّا، قدرة يمكن لها أن تغيّر طريقتنا في فهم هذا العالم من حولنا وأسلوب تواصلنا مع الآخرين وبشكل خاص المقربين.

قد يهمك: علامات نجاح التخاطر الـ 20 … كيف أعرف أن رسالة التخاطر وصلت؟

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله