طرق الاستفادة من الفشل وتخطي ما هو سلبي في الحياة

الخوف من الفشل هو أحد أكبر عائق أمام النجاح إنه أسوأ من الفشل نفسه لأنه يحكم عليك أن تعيش مع إمكاناتك غير المكتشفة.

لتكون قادرًا على الاستجابة بشكل جيد للفشل والاستفادة من هذه التجربة الصعبة يجب عليك التفكير بعناية في كيفية التعامل معها، وفيما يلي سنسلط الضوء على بعض الطرق لتغيير وجهة نظرك حول الفشل حتى تتمكن من استخدامه والاستفادة منه:

الاستفادة من الفشل

هناك عدة حقائق لا بد أن نعرفها قبل الشروع في تعلم الاستفادة من الفشل فتعال معنا لنتعرف عليها سوية:

لماذا نفشل؟

ربما يكون هذا السؤال هو أهم سؤال نطرحه على أنفسنا ونحن على طريق النجاح.

أحد أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث لأي شخص هو أنه في اللحظة التي يعتقد فيها أنه في القمة وأنه وصل إلى نهاية طريق النجاح يدرك فجأة أنه ارتكب خطأ كبير ووصل بالفعل إلى نقطة الانهيار.

حياتنا مليئة بالصعود والهبوط التي قد نكون قادرين على التغلب عليها بنجاح أو على العكس من ذلك، ولكن المهم في هذه المواقف هو معرفة سبب فشلنا وإيجاد نقطة أمل مرة أخرى والوقوف مرة أخرى على أقدامنا والمضي قدمًا وبقوة.

هل تعلم ما هي صفات الأشخاص الناجحين؟

الأشخاص الناجحون هم الذين لديهم القدرة على السيطرة على كل موقف تقريبًا مهما كان.

هل تساءلت يومًا لماذا نصل إلى هذه النقطة ولماذا نفشل؟

الجواب واضح وهو لأن عقولنا ليست مستعدة لمواجهة الصعوبات ولا نفكر أبداً في العقبات والمشاكل في طريقنا، لهذا السبب حتى في بعض الأحيان ومع أصغر العقبات فإن الشعور بالإحباط أو بتعبير أوضح “الفشل” يسيطر على كياننا ويحول مزاجنا الجيد إلى أسوأ شعور في العالم.

ما هو الفشل؟

هناك عدة تعريفات للفشل:

  • الفشل هو مفتاح النجاح.
  • الفشل هو أنه بمجرد أن يكون لديك هدف ولكن لم تتمكن من تحقيقه فأنت فاشل.
  • النجاح هو رحلة وربما يكون الفشل هو الخطوة الأولى في هذه الرحلة لهذا السبب لا ينبغي النظر إلى الفشل بالخوف منه وأنه النهاية بل ينبغي أن ينظر إليه من خلال عيون المعلم من خلال تطوير المواقف الإيجابية التي تظهر مع المواقف السلبية لأن أفضل طريقة للتعلم هي قراءة الحياة والتجربة من الإخفاقات.
  • والفشل هو تجربة الشخص وهي ليست ما حدث بل كيف استفاد مما حدث، كما أن الشيء المهم ليس لماذا وقعنا على الأرض بل كيف ننهض مرة أخرى وبقوة أكبر.

كيف أستفيد من الفشل؟

من هنا ننطلق إلى حقائق هامة أكثر من هذه التساؤلات السابقة وهي أنه يجب علينا أن نركز على السؤال التالي: “كيف نحول الفشل إلى نجاح؟” أو بعبارة أخرى “كيف أستفيد من الفشل”:

  • في دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي وجد الباحثون أن النجاح مقابل الفشل يتعلق بالتركيز على النتائج المرجوة أكثر من التركيز على تجنب الفشل.

على الرغم من أن الإغراء لتجنب الفشل أمر صعب جدًا، إلا أن الأشخاص الذين يركزون على الفشل هم أكثر عرضة للفشل من أولئك الذين يركزون بتفاؤل على تحقيق أهدافهم.

قال وينستون تشرشل: “النجاح يعني السقوط من فشل إلى آخر دون فقدان أي شغف”.

يبدو هذا سهلاً وواضحًا ولكن من الصعب جدًا القيام به عندما تحدث عواقب الفشل الخطيرة.

  • وقد وجد الباحثون أيضًا أن تلقي ردود فعل إيجابية يزيد من احتمال نجاح الفرد لأنه يغذي التفاؤل لدى الشخص الذي يتم إنشاؤه عند التركيز حصريًا على الأهداف.

الأشخاص الذين كانوا مؤرخين (على سبيل المثال) مبتكرون حقيقيون لأنهم يذهبون أبعد من ذلك ويشيرون إلى الفشل كوسيلة لتحقيق النصر.

وقد يكون المخترعون العظماء قد فشلوا ألف مرة عند ابتكار اختراع ما، لكنهم يعتقدون أنفسهم أن الاختراع يجب أن يُجرب فيه ألف خطوة، والفشل لهؤلاء الناس هو السبيل الوحيد للنجاح.

هذا هو الموقف الذي يميز النجاح عن الفشل، وإن المخترعين ليسوا وحدهم الذين نجحوا بهذه الطريقة.

من بين الأمثلة على ذلك كاتبة قصة هاري بوتر (جوان رولينغ) التي خطت القصة بيدها لم يقبل أحد من الناشرين بهذه القصة وقد رفضت أربعة من شركات النشر المنتشرة آنذاك نشر القصة حتى قبلت إحدى دور النشر بنشر القصة ولم تُمنح سوى رسوم رمزية على قصتها.

ومن الأمثلة الأخرى قصة المذيعة العالمية أوبرا وينفري التي فقدت وظيفتها كمراسلة إخبارية في أخبار بالتيمور لأنها كانت متورطة عاطفيًا وهي ميزة أصبحت فيما بعد علامة تجارية لها.

طرق الاستفادة من الفشل

وجود رؤية لإدارة الفشل

الأشخاص الذين هُزموا بسبب الفشل فإنهم يربطون الفشل أنه حصل بسبب الكسل أو ضعف الذكاء أو لبعض السمات الشخصية الأخرى ويفقدون القدرة على السيطرة على أنفسهم وهناك احتمال ضئيل في المستقبل لتحمل المخاطر.

لذلك يجب أن يكون لديك رؤية جيدة في كيفية الاستفادة من الفشل في المرات التالية لتجنب التعرض للفشل وربطه بسلسلة من الأفعال أو بالإهمال.

التفاؤل

ميزة أخرى لأولئك الذين يريدون تخطي الفشل هي التفاؤل.

تظهر الأبحاث التي أجريت على رجال الأعمال أنهم يتوقعون نجاحًا أكبر عندما استمروا في مسار ريادة الأعمال بعد الفشل الأول.

وهذا الإحساس بالتفاؤل يمنع المرء من التفكير في أن الفشل هو وضع دائم، وبدلاً من ذلك ينظرون إلى كل فشل باعتباره لبنة لبناء نجاحهم النهائي بسبب التعلم الذي يوفره الفشل.

الاستمرار رغم الفشل

التفاؤل هو شعور إيجابي والاستمرار رغم الفشل هو ما تفعله بالاعتماد على هذا الشعور الإيجابي.

وهذا ما يسمى (الاستدامة) هي التفاؤل في العمل، عندما يقول الجميع أن الوقت قد حان للتوقف عن العمل وأنه من الأفضل العودة إلى المنزل فإن الأشخاص المرنين يحررون أنفسهم من أخطائهم ويستمرون في طريقهم دون التوقف أو الشعور بالاحباط.

الناس الذين يستمرون رغم الفشل مميزون لأن تفاؤلهم لا يموت أبدًا لأن هذه الخاصية تمنحهم القوة للوقوف بعد السقوط.

ملاحظة:

باختصار الفشل هو نتيجة زاوية المشاهدة لأنه ما يبدو أنه فشل كبير لشخص يعني فقط تراجع صغير للآخر، وجمال القصة هو أنه يمكنك تغيير مظهرك تجاه الفشل حتى تتمكن من استخدامه للأفضل.

الفشل يتطلب النجاح

الفشل يعني التجربة أي تبني العمل لمنع الخطأ.

يقول وينستون تشرشل “إن الفشل ليس قاتلاً والنجاح ليس هو النهاية”.

القصة كلها تعتمد على شجاعتنا للمتابعة والنجاح الذي يتبعه.

احتضان إخفاقاتك

احتضن إخفاقاتك لكن لا تلوم نفسك أبدًا.

الفشل يتطلب النضج للوصول إلى النجاح، لذلك تقبل إخفاقاتك ولا تهرب منها ولا تبحث عن الجاني ولا تعتقد أن هذه هي هزيمتك الأخيرة.

اعترف بالخطأ الذي أدى إلى الفشل وتعلم منه.

لا تدع الإخفاقات من الفشل تهزمك

لا تدع أخطائك تؤدي إلى هزيمة داخلية في نفسك.

ألقِ نظرة على كل من إخفاقاتك في الماضي والأشياء التي قمت بها وحدد كم عدد النجاحات التي حصلت عليها بغض النظر عن صغر حجمها، وكن ممتنًا وركز عليها حتى لا تقع في فخ الفشل.

قم دائمًا بتسجيل نجاحاتك واستعراضها مرة واحدة كل فترة حتى تعطيك جرعة من التفاؤل بأن الفشل ليس هو النهاية.

الفشل هو دليل جيد للمواصلة من جديد

يقول الفيزيائي الألماني الشهير ألبرت أينشتاين: “الرجل الذي لم يرتكب خطأ يعني أنه لم يفعل شيئًا جديدًا أبدًا”.

كلما كان هناك المزيد من الإخفاقات لديك كان ذلك أفضل في حياتك المهنية.

وكلما زادت الخبرة لديك كلما تمكنت من التحكم في خريطة الطريق لتحقيق النجاح، والشيء المهم هو عدم تكرار الخطأ مرتين ولكن البحث عن نقاط الضعف فيه.

كن مغامرًا

نجاحات كبيرة تأتي من نجاحات صغيرة.

إذا تخليت عن أشياء كبيرة لا يمكنك القيام بها فسوف تفشل بالتأكيد لأنك تفشل باستمرار وتصبح في النهاية معزولة ومكتئبًا.

كن مغامرًا وافعل الأشياء التي تشعر أنها محتملة الحدوث، فنحن في بعض الأحيان نشعر بالقلق إزاء تحقيق الهدف الذي نسعى لتحقيقه، لذلك قم بتغذية أفكارك لأن عالمنا كبير جدًا وفشلنا صغير جدًا.

تخيل القيام بأي شيء في العالم دون خوف أو أفكار سلبية، فقد انغرس الخوف من الفشل في طفولتنا مما جعلنا نتردد ونكون حذرين جدًا للتصرف بمفردنا عند اتخاذ قرار ما، ونبدأ في طلب الإذن والموافقة والمساعدة.

ومع التقدم في العمر ينفذ هذا الاعتقاد تلقائيًا وبدون وعي إلى شخصيتنا حتى لو لم نكن على دراية لأن معظم سلوكياتنا تبدأ في التبلور من خلال الشعور بالخوف.

ليس من السهل التغلب على الخوف من الفشل، ولا يمكنك أن تكون شخصًا لا يعرف الخوف، ولكن يمكنك أن تتعرف على مخاوفك وتواجهها.

لذلك عندما تشعر بالخوف من الفشل اجلس بهدوء واسأل نفسك لماذا أنت خائف من الفشل ثم لاحظ مشاعرك لأنه عندما ترى ما الذي يسبب خوفك فإنك ترى أيضًا أن تفسير عقلك غير صحيح.

ومن المهم للغاية أن تراجع تجاربك ومعتقداتك السلبية لأنها كلها تؤثر على كيفية عيش حياتك.

اعلم أن الفشل أمر لا مفر منه، والفشل هو تجربة لا مفر منها لحياة رائعة.

الجميع يتمنى أن يكون سعيدًا وناجحًا في نفس الوقت، ولكن لن يكون هناك نجاح كبير دون فشل، فالفشل يفتح الطريق إلى النجاح.

إذا أردت الاستفادة من الفشل فاقرأ الموضوعات بعمق

حتى تنجح في دروسك وتجتاز الامتحانات بسهولة عليك بدراسة المواضيع دون تخطي الخطوط والفقرات والجمل الكبيرة والصغيرة منها وتهتم بها دون تجاهلها مهما كانت، لا أن تقوم بتفحصها بشكل عشوائي وعلى أن هذه ضرورية وهذه غير ضرورية لأن القراءة السطحية تضر بك أثناء عملية التعلم.

لذلك في أي أمر تقوم به وحتى لا تفشل عليك التركيز أولاً على حل هذه المشكلة لتزداد دوافعك الداخلية وينشأ النجاح.

لا تعتمد على مساعدة الآخرين

حتى تستفيد من فشلك تخطى مرحلة الاعتماد على الآخرين في أمورك لأنك ستصبح سعيدًا وكسولًا ومدمنًا على هذه الطريقة.

إذا كنت تريد أن تؤذي شخصًا آخر ساعده كثيرًا وفي كل شيء فأنت مع هذه الخطوة تقضي على عزيمته في التعلم، والسعي، والنضال.

حاول زيادة كفاءتك بنفسك، واطلب بعض النصائح حول الأشياء التي تتعثر فيها أو تجد صعوبة في استخدامها فقط.

إليك بعض النصائح حول كيفية تخطي الفشل

  • سوف تفشل طالما أنك غير مستعد وغير صبور ولديك قلق شديد.
  • إذا بدأت في تأجيل العمل الذي يتعين عليك القيام به اليوم ستفشل.
  • سوف تفشل ما لم تتخلص من تحيزاتك.
  • سوف تفشل ما لم تتحمل مسؤولية قراراتك.
  • إذا لم يكن لديك هدف في المستقبل ستفشل.
  • إذا لم يكن لديك نية لعمل معين ستفشل.
  • إذا لم تتمكن من تقييم الوقت أو لا تعرف كيفية تقييمه واستغلاله فسوف تفشل.
  • في الوقت المناسب سوف تفشل ما لم تتخذ القرارات الصحيحة.

اعترف بخطأك بنفسك:

إذا قمت بخطأ ما فلا تصلي لئلا يلاحظه أحد لأن الآخرين سيدركون ذلك في النهاية وهذا أمر لا مفر منه.

وإذا انتظرت شخصًا يشير إلى خطأك فهذا يعني أنك تعاني من خطأين الأول التزامك الصمت عن خطأك والثاني أن الناس سيعرفون بهذا الخطأ وهذا لا مفر منه وسيصفونك بالجبان أمام خطأك.

قبول الخطأ:

قبول مسؤوليتك عن الخطأ سيعزز صورتك بالفعل، إنها علامة على ثقتك بنفسك ومسؤوليتك الشخصية وصلابتك الداخلية.

فكر بخطة للتعويض عن الخطأ وتخطيه:

تحمل المسؤولية عن خطأ لا ينهي العمل، ما تفعله بعد هذه الخطوة مهم أيضًا لأنه بدلًا من انتظار شخص يتقدم ويصحح خطأك ابحث عن الحلول الخاصة بك.

والأفضل من ذلك من الأفضل إبلاغ الرئيس أو أي شخص آخر بالخطوات التي اتخذتها لإعادة الأمور إلى طبيعتها وتخطي الخطأ.

ضع خطة لتجنب الوقوع بخطأ من جديد:

بالرغم من وجود خطة ولكن الخطأ حصل لكنك تحتاج أيضًا إلى وضع خطة لتجنب نفس الخطأ والوقوع به.

عد إلى المسار الصحيح:

من المهم ألا تدع الفشل يفسد ثقتك بنفسك وشجاعتك لأنه إذا نظرت إلى الفشل في كل مرة تنزلق فيه تنهار روحك وتتفتت من الداخل.

لذلك امنح نفسك الوقت الكافي لاستيعاب الدرس الذي تعلمته من هذا الفشل، وبمجرد الانتهاء من ذلك عد إلى الأمر مرة أخرى وحاول مرة أخرى، والانتظار يغذي المشاعر السيئة ويدمر الشجاعة.

موقفك مهم مثل العمل الذي تقوم به ضد الفشل ولكي تكون قادرًا على الاستفادة من الهزيمة لمصلحتك الخاصة يجب أن تكون قويًا وقويًا ذهنيًا وكلاهما رمزان للذكاء العاطفي.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله