سوريا مهد الحضارات وجوهرة الهلال الخصيب

سوريا واحدة من أكثر البلدان تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا في الشرق الأوسط، كما أنها مهد الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، وحاضنة أعظم وأعرق الحضارات التي سادت العالم القديم، وأحد ثروات الهلال الخصيب الغنية بالثروة الزراعية والحيوانية، ومحط أطماع العديد من الإمبراطوريات والغزاة على مر السنين.

لذلك لا بد والإبحار أكثر في تاريخ هذا البلد العريق بالإضافة إلى اكتشاف أهم الحقائق والمعلومات التي تخصه، كل ذلك وأكثر في هذا المقال.

أصل تسمية سوريا وبلاد الشام

هنالك العديد من الفرضيات التي تفسر اسم سوريا منها:

  • نسبة إلى الإمبراطورية الآشورية التي أسست حضارة وثقافة واسعة في الهلال الخصيب، مع إبدال حرف الشين بالسين، وهو أمر مألوف في اللغات السامية، وقد كان ثيودور نولدكه أول من اقترح وجود علاقة بين الاسمين، وتلقى هذه الفرضية انتشارا واسعا بين الباحثين.
  • أنها سميت نسبة إلى صور الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وقد عرفها الإغريق بهذا الاسم نتيجة العلاقات التجارية المزدهرة بين الطرفين فأصبحت بعدها سوريا.
  • أما ما سمّى به العرب البلاد فهو الشام، ولا يزال هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى بلاد الشام كما يستخدم في اللهجات المحكية في سوريا للإشارة إلى مدينة دمشق، وقد تعددت النظريات حول أصل تسمية شام أيضًا أبرزها:
    1. أن الشام منسوبة إلى سام بن نوح، كما نسبت لغة البلاد القديمة وهي الآرامية إلى ابنه آرام، مع إبدال حرف السين بالشين وهو أمر مألوف في اللغات السامية.
    2. أن الشام في العربية تعني اليسار وبالتالي وانطلاقًا من الموقع الجغرافي للحجاز سميت اليمن نسبة إلى اليمين والشام نسبة إلى اليسار والمعروف أيضًا بالشمال.

لفظ سوريا “بالألف” مقابل سورية “بالتاء المربوطة”:

سورْيا (بتسكين الراء وتخفيف الياء) هو اسم يستخدمه معظم العرب اليوم بدلا من مصطلح سوريّة التقليدي (بكسر الراء وتشديد الياء) والذي لا زال استخدامه باقيا عند أهل الشام.

ولفظ سورية منذ القدم عرف في اللغة العربية منذ القديم، أما مصطلح سوريا فهو بالألف بدل التاء المربوطة ليس له أثر في اللغة العربية قبل العصر الحديث.

ويبدو أن نشوء هذا اللفظ ترافق مع القاعدة النحوية التي قالت بوجوب كتابة أسماء الأعلام الأجنبية بألف ممدودة في أواخرها، رغم أن هذه الفتوى ليس لها أصل في تاريخ اللغة العربية حيث أن كتابة أسماء الأعلام بتاء مربوطة في أواخرها هو من عادة العرب منذ القدم، بينما الكتابة بالألف المدودة هي من شيم الآراميين واليونان والرومان وغيرها من الحضارات التي مرت بسوريا عبر تاريخها الطويل.

ومن الجدير بالذكر أن الدستور السوري حاليًا يستخدم لفظة سورية بدلًا من سوريا.

بعض الحقائق والمعلومات عن سوريا

  1. دمشق والتي تبلغ مساحتها 105 كيلومترات مربعة هي عاصمة سوريا، وفي عام 2012 كان عدد سكانها يقدر بنحو 1.7 مليون نسمة.
  2. دمشق هي أقدم مدينة مأهولة في العالم! كشفت الحفريات الأثرية عن أدلة تثبت أن الآثار البشرية في مدينة دمشق تعود لأكثر من 9000 عام.
  3. حلب في الشمال الشرقي هي أكبر مدينة في سوريا وبلغ عدد سكانها 2.1 مليون نسمة في عام 2012.
  4. العملة في سوريا تسمى بالليرة السورية.
  5. أعلى نقطة في سوريا هي جبل حرمون الذي يبلغ ارتفاعه 2814 متراً.
  6. حوالي 25% من أراضي سوريا صالحة للزراعة.
  7. يقع الجامع الأموي في دمشق وهو من أكبر وأقدم المساجد في العالم.
  8. تصدر سوريا مجموعة واسعة من المنتجات بما في ذلك المنتجات البترولية والنفط الخام والمعادن وألياف القطن والملابس والمنسوجات والقمح والفواكه والخضروات والحيوانات الحية واللحوم.
  9. رمز الاتصال الدولي +963 في سوريا.

تاريخ موجز لسوريا

سوريا في العصور القديمة

يعتقد معظم علماء الآثار أن الحضارات التي نشأت في سوريا تعتبر من أقدم الحضارات على وجه الأرض نظرًا لكونها جزء من الهلال الخصيب، حيث يتمثل الهلال الخصيب بكل من بلاد الشام وتركيا والعراق وأجزاء من مصر، وقد سمي بالهلال الخصيب لازدهار الزراعة فيه، حيث مارس الأجداد الأوائل على أرض سوريا تربية الماشية والزراعة، ويمكن العثور على آثار محسوسة للعديد من الحضارات القديمة في سوريا، كما أن الأرض مليئة بالآثار التي تعود للعصر الحجري الحديث.

فسوريا هي موطن لواحدة من أقدم المدن التي تم التنقيب عنها على الإطلاق – إبيلا – التي يعتقد أنها قد بنيت حوالي 3000 قبل الميلاد، حيث تحدث الناس واحدة من أقدم اللغات المكتوبة المعروفة.

إن سوريا وبسبب ازدهار الزراعة وتربية المواشي فيها وبسبب موقعها الاستراتيجي الهام، تعرضت للاحتلال من قبل العديد من الإمبراطوريات القديمة كالمصريين والحثيين والسومريين والميتانيين والآشوريين والبابليين والكنعانيين والفينيقيين والآراميين والأموريين وحتى الفرس، وفي النهاية تمكن اليونانيون بقيادة الإسكندر الأكبر من غزو سوريا وضمها لأراضي اليونان، ولكن بعد عدة مئات من السنين استولى بومبي الكبير على العاصمة اليونانية أنطاكية “والتي تعد الآن جزءًا من تركيا، لكن تعتبر جزءًا من سوريا” وبعدها سيطر على سوريا، وحولها إلى مقاطعة رومانية.

وعندما انهارت الإمبراطورية الرومانية أصبحت سوريا جزءًا من النصف الشرقي للإمبراطورية والمعروف باسم الإمبراطورية البيزنطية حوالي 395 م.

وبعد عدة مئات من السنين فتحها العرب المسلمون ونقلوا السلطة إلى الدولة الإسلامية، حيث كانت دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية في وقتها، وتسببت الفتوحات الإسلامية في زيادة مساحة الدولة على نطاق واسع مما جعل دمشق مزدهرة، ولا تزال القصور القديمة والمساجد قائمة منذ ذلك الحين في العاصمة دمشق، والجدير بالذكر أن المسيحيين عاشوا في سوريا بسلام خلال السنوات حكم العرب المسلمين وشغل العديد منهم مناصب حكومية رفيعة.

سوريا في العصور الوسطى

في عام 750 تم نقل عاصمة الخلافة الإسلامية إلى بغداد وتعرصت الأراضي السورية للإهمال أثناء حكم العباسيين، وفي نهاية المطاف أصبحت سوريا في حالة اضطراب وحرب بين الحمدانيين والبيزنطيين والفاطميين فكلًا منهم أراد حكم المنطقة، وفي النهاية تم حكم سوريا من قبل السلاجقة الأتراك ثم السلالة الأيوبية في مصر عام 1185.

وبعدها تنقل الحكم في سوريا بين كل من الصليبيين والمغول والمماليك، وفي عام 1400 استولى تيمور لينك وهو جنرال تركي منغولي من آسيا الوسطى على مدينة دمشق، حيث تم ذبح العديد من الناس.

وفي عام 1516 احتلت الإمبراطورية العثمانية سوريا، وبقيت تحت الاحتلال حتى انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1918.

سوريا في القرن العشرين والعصر الحديث

في عام 1916 تم تقسيم المناطق التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية بواسطة اتفاقية سرية هي اتفاقية سايكس بيكو وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1918 عندما استولت القوات العربية والبريطانية على دمشق وحلب أصبحت سوريا تحت انتداب عصبة الأمم وانتقلت بعدها إلى السيطرة الفرنسية في عام 1920.

في هذه الأثناء لم يكن عدد كبير من المواطنين السوريين متحمسين لفكرة الانتداب الفرنسي المفاجئ، وفي عام 1925 اندلعت ثورة في كامل سوريا وانتشرت في لبنان “حيث كانت لبنان جزءًا من سورية الحديثة وقتها” ولكن تم قمعها بالعنف في عام 1926.

وفي عام 1928 أجريت انتخابات لمجلس تأسيسي تضمن دستورًا سوريًا، ولكن رفضت فرنسا الفكرة مما أدى إلى مزيد من الاحتجاجات في سوريا.

وفي نهاية المطاف في عام 1936 تفاوضت فرنسا والحكومة السورية على معاهدة الاستقلال مما سمح لسوريا بالحفاظ على الاستقلال نظريًا على الرغم من سيطرة فرنسا العسكرية والاقتصادية، لكن الفرنسيين لم يصادقوا أبدًا على هذه المعاهدة.

وعندما تم غزو فرنسا في عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الألمان، احتلت فرنسا الفاشية “وهي الحكومة الفرنسية التي تشكلت أثناء حكم الفاشيين الألمان لفرنسا” سوريا لفترة وجيزة حتى عادت سوريا لسيطرة الفرنسيين في عام 1941.

وأخيرًا وفي عام 1944م

تم الاعتراف بسوريا كجمهورية مستقلة، وغادر الجيش الفرنسي في نهاية المطاف بحلول عام 1946، وأصبحت سورية مستقلة رسميًا في 17 أبريل 1946، ولكن بين ذلك الحين وحتى أواخر الخمسينيات كان لديها ما يقارب 20 حكومة مختلفة وأربعة دساتير، أي لم تتشكل في سوريا حكومة مستقرة بعد نهاية الانتداب.

وفي عام 1948 شاركت سوريا في الحرب العربية – الإسرائيلية احتجاجًا على قيام دولة إسرائيل، وبمجرد إنشاء المنطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة أصبحت المفاوضات السورية الإسرائيلية متقلبة وظلت منذ ذلك الحين هكذا، حيث غادر العديد من اليهود السوريين البلاد.

وخلال معظم القرن العشرين بقي الحكم في سوريا تحت سيطرة الجيش وليس البرلمان السوري “مجلس الشعب”.

وبسبب أزمة السويس في عام 1956 وقعت سوريا على اتفاق مع الاتحاد السوفيتي، تقدم فيه الحكومة السورية تنازلات تسمح للشيوعيين بأخذ موطئ قدم في الحكومة مقابل الحصول على المعدات العسكرية، وقد أثار هذا غضب تركيا، لكنه جعل سوريا أقرب إلى مصر بسبب ميولها الاشتراكية في ذلك الوقت.

بعدها قررت مصر وسوريا الاندماج لتصبحا الجمهورية العربية المتحدة، لكن الاتحاد استمر بضع سنوات فقط بسبب هيمنة مصر والإجحاف بحق الحكومة والبرلمان السوري، ونتيجة لذلك قطعت سوريا العلاقات مع مصر وأصبحت تدعى بالجمهورية العربية السورية.

بعض المعلومات الجغرافية عن سوريا

يبلغ طول الساحل السوري 183 كيلومتر، وتمتد الحدود البرية لسوريا مسافة 2253 كيلومترًا.

ويبلغ طول حدودها مع تركيا شمالًا بـ 822 كم، ومع العراق شرقًا بـ 605 كيلومترات، ومع كل من الأردن ولبنان 375 كيلومتر، بينما يبلغ طول حدودها مع إسرائيل والتي لا تزال رسميًا في حالة حرب معها 76 كيلومترًا فقط.

وتبلغ مساحة سوريا 185 ألف كيلومتر مربع بما في ذلك 1295 كيلومترًا مربعًا من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهي بذلك أكبر بسبع عشرة مرة من جارتها لبنان، ومساحتها تقارب ثمانية أضعاف مساحة فلسطين وضعفي مساحة الأردن.

المنطقة الساحلية والغربية في سوريا

على طول البحر الأبيض المتوسط يمتد سهل ساحلي ضيق من الحدود التركية إلى لبنان، سطح هذا الساحل المغطى بالكثبان الرملية، وتشوبه بعض النتوءات الجبلية الممتدة إلى البحر، حيث تملك سوريا مياهًا إقليمية تمتد مسافة 35 ميلاً بحريًا قبالة سواحلها على المتوسط.

يبلغ متوسط ارتفاع ​​جبال النصيرية وهي سلسلة موازية للسهل الساحلي ما يقارب 1212 متر، وأعلى قمة فيها هي قمة النبي يونس يبلغ ارتفاعها حوالي 1575 متراً.

تلتقط المنحدرات الغربية لجبال النصيرية رياح البحر المحملة بالرطوبة وبالتالي فهي أكثر خصوبة وأكثر كثافة سكانية من المنحدرات الشرقية التي لا تتلقى سوى رياح حارة وجافة تهب عبر الصحراء.

وقبل الوصول إلى الحدود اللبنانية وجبال لبنان الشرقية ينتهي نطاق جبال النصيرية تاركًا ممرًا يسمى بفجوة حمص يمر عبره الطريق السريع والسكك الحديدية من حمص إلى ميناء طرابلس اللبناني، وقد كانت فجوة حمص طريق التجارة المفضل من الساحل إلى داخل البلاد وإلى أجزاء أخرى من آسيا.

أما شرقًا يفصل خط جبل النصيرية عن سلسلة جبال الزاوية منحدر الغاب وهو خندق خصب مروي يقطعه نهر العاصي المتعرج.

المنطقة الجنوبية في سوريا

في الداخل وفي أقصى الجنوب ترتفع جبال لبنان الشرقية على الحدود السورية اللبنانية ويصل ارتفاعها إلى 2700 متر، وتنتشر شرقاً لتشكل المنحدرات الشرقية والتي تتميز بالقليل من الأمطار والغطاء النباتي الخفيف وتندمج في النهاية مع الصحراء السورية.

في الجنوب الغربي يوجد جبل الشيخ الشاهق الواقع أيضًا على الحدود بين سوريا ولبنان ويستمر ليشكل هضبة حوران التي يشار إليها كثيرًا باسم حوران التي تتلقى رياحًا محملة بالأمطار من البحر الأبيض المتوسط.

إن المخاريط البركانية التي يصل بعضها إلى ارتفاع 900 متر تتقاطع مع هضبة حوران المفتوحة والمتدحرجة التي كانت خصبة ذات يوم والتي تقع جنوب دمشق وشرق جبال لبنان الشرقية.

ويقع جنوب غرب حوران في المنطقة البركانية العالية سلسلة جبل الدروز (التي أعيدت تسميتها لاحقًا إلى جبل العرب) موطن السكان الدروز في البلاد.

المنطقة الشرقية

تتقاطع منطقة الهضبة الشرقية بأكملها مع سلسلة جبال منخفضة هي جبل الرواق وجبل أبو رجمين وجبل بشري وتمتد شمالًا من جبل العرب إلى نهر الفرات، وتقع جنوب هذه الجبال منطقة صحراوية قاحلة تعرف باسم صحراء حمد.

والجدير بالذكر أنه يوجد في شمال جبل الرواق وشرق مدينة حمص منطقة قاحلة أخرى تُعرف بصحراء حمص وهي ذات سطح ترابي صلب.

ويقع في شمال شرق نهر الفرات الذي ينبع من جبال تركيا ويتدفق عبر سوريا إلى العراق، منطقة الجزيرة الخصبة التي ترويها روافد نهر الفرات، وقد خضعت المنطقة لتحسينات في الري خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وتوفر محاصيل كبيرة من الحبوب والقطن، وقد عززت اكتشافات النفط والغاز الطبيعي في أقصى الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة الإمكانات الاقتصادية للمنطقة بشكل كبير.

بعض الثروات المائية في سوريا

الممرات المائية في البلاد ذات أهمية حيوية لأهميتها في تنمية الزراعة، حيث يعد نهر الفرات أطول وأهم نهر في سورية ويمثل أكثر من 80% من موارد المياه في البلاد، والروافد الرئيسية لنهر الفرات الواقعة على الضفة اليسرى هي البليخ والخابور، وروافد الضفة اليمنى لنهر الفرات عبارة عن تيارات موسمية صغيرة تسمى الوديان.

في عام 1973 أكملت سوريا بناء سد الطبقة على نهر الفرات عند المنبع من مدينة الرقة، وقد خلق السد خزاناً مائيًا يدعى ببحيرة الأسد وهي مسطح مائي يبلغ طوله حوالي 80 كيلومتراً ويبلغ عرضه ثماني كيلومترات في المتوسط.

وفي شرق دمشق توفر بعض الواحات والجداول وبعض الأنهار الداخلية التي تصب في مستنقعات وبحيرات صغيرة المياه اللازمة للسكان في المدينة.

وأهم هذه الممرات المائية نهر بردى الذي ينبع من جبال لبنان الشرقية ويختفي في الصحراء، والذي ينتج عنه الغوطة وهي منطقة خضراء تبلغ مساحتها حوالي 370 كيلومترًا مربعًا، وقد مكنت الغوطة دمشق من الازدهار في العصور القديمة، لكن في منتصف الثمانينيات كان حجم الغوطة يتقلص تدريجيًا نتيجة الزحف السكاني.

المناطق الأثرية في سوريا

قلعة الحصن

تعد قلعة الحصن مثالًا مذهلاً على العمارة العسكرية أثناء الغزو الصليبي لسوريا، وقد كانت المقر الرئيسي لفرسان الهيكل خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وقد تم بناء قلعة الحصن لتحمل حصار قد يصل لمدة خمس سنوات، حيث تقع القلعة على قمة تل يبلغ ارتفاعه 650 مترًا ويهيمن على الطريق من أنطاكية إلى بيروت. كان هيكل القلعة الرئيسي محاطًا بخندق مائي تم نحته من الصخور الصلبة في مثال مثير على هندسة عصر الحروب الصليبية.

وقد استولى عليها السلطان المملوكي بيبرس عام 1271، واستخدمت بعدها قلعة الحصن كقاعدة عسكرية للتوسع المملوكي، وقد تم تصنيف قلعة الحصن كموقع للتراث العالمي في عام 2006.

قلعة صلاح الدين

قلعة صلاح الدين هي قلعة محفوظة جزئيًا في سوريا وهي مثال مثير للاهتمام على تحصينات العسكرية أثناء الغزو الصليبي، ويُعتقد أن الموقع احتل أولاً من قبل الفينيقيين وبعد ذلك احتله الإسكندر الأكبر.

تم بناء القلعة من قبل البيزنطيين وأصبح معقلًا للصليبيين حتى استولى عليها صلاح الدين في عام 1188، وتم تصنيف قلعة صلاح الدين كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2006.

مدينة تدمر

كانت تدمر مدينة مزدهرة في العالم وهي إحدى المدن المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكانت في السابق مركزًا تجاريًا على طول طريق تجاري مزدحم.

وتعود معظم الآثار في مدينة تدمر اليوم إلى الحكم الروماني ولا سيما القرنين الثاني والثالث الميلادي.

حديقة قطنا الأثرية

تضم حديقة قطنا الأثرية في تل مشرفة في سوريا أطلال مدينة قطنا القديمة المزدهرة في بلاد ما بين النهرين، وقد سمح لها موقعها على مفترق طرق تجاري وسياسي هام بالازدهار.

أفاميا

أفاميا هي مدينة قديمة في سوريا تضم 1800 متر من الأعمدة الرومانية مع مجموعة من الآثار الأخرى، قيل إنها كانت واحدة من أكبر المدن السلوقية وقتها، وقد تم بناؤها في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد، وقد ازدهرت أفاميا كمركز تجاري في العالم القديم.

أما اليوم أفاميا هي موقع سياحي، معظم أثارها من العصر الروماني ولكن هناك بعض الاكتشافات التي دلت على آثار من عهد السلوقيين التي تم ترميم الكثير منها.

دورا أوروبوس

كانت دورا أوروبوس مدينة قديمة مزدهرة في شرق سوريا احتلتها سلسلة من الحضارات، وما جعل الاكتشافات الأثرية في دورا أوروبوس مثيرة للإعجاب لم يكن فقط حالة حفظها الجيدة ولكن زخارفها المعقدة بما في ذلك اللوحات الجدارية الرائعة.

اليوم توضح بقايا دورا أوروبوس الرائعة تنوعها الثقافي والتاريخي، بالإضافة إلى الآثار اليونانية والرومانية بما في ذلك المعابد، وتعد دورا أوروبوس موطنًا لأطلال أحد أقدم المعابد اليهودية المعروفة في العالم.

البصرى القديمة

تعد أنقاض بصرى القديمة من بين الآثار التاريخية الأكثر روعة في سوريا، ومن بين الأبنية التي يمكن رؤيتها في بصرى مسرح بصرى المذهل الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، ومجموعة من الهياكل النبطية والرومانية والبيزنطية والمسلمة المبكرة.

اليوم لا تزال بصرى مدينة صغيرة بجانب مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية الرائعة، ومن بين الآثار الرئيسية في بصرى المسرح الروماني الذي بني في القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، وكان من المفترض أن يستوعب المسرح ما يصل إلى 15000 شخص، وخلال الفترة الإسلامية المبكرة تم تحويل المسرح إلى قلعة مما ساعد على ضمان بقائه، ويحتوي الموقع أيضًا على أطلال سيرك روماني قديم لا يزال من الممكن رؤيته.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله