أعراض البكتريا الحلزونية التي تصيب المعدة وكيفية حدوثها وتشخيصها

هناك الكثير من الأمراض التي تصيب المعدة والأمعاء الدقيقة عند الإنسان، منها ما هو التهابي وتحدث بعد الأكل مسببة صعوبة في الهضم ورغبة بالتقيؤ، ومنها ما يحدث بسبب خلل عصبي هرموني ينتج عنه صعوبة في الهضم أيضًا، ومن الأمراض ما يكون على شكل تقرحات يعاني منها الكثيرون.

من أهم هذه التقرحات هي ما تسببه أحد أنواع البكتريا الحلزونية المعروفة بأنها من أكثر أنواع البكتريا انتشارًا وتنوعًا، ولأمراض المعدة والأمعاء أعراضًا متنوعة تميزها عن بعضها، فمثلًا أعراض البكتريا الحلزونية التي تسبب التقرح مختلفة عن أعراض غيرها من الأمراض التي تصيب المعدة والأمعاء.

ماهي البكتريا الحلزونية التي تسبب تقرح في المعدة؟

البكتريا Helicobacter Pylori هي النوع البكتيري الحلزوني القادر على تحمل العصارة المعدية بواسطة التخفيف من آثارها الحامضية عن طريق إفراز اليورياز، ويتم من اليورياز إنتاج الأمونيوم الذي تعمل البكتريا على تغليف نفسها به، وبدوره يحميها من الأثر الحامضي لعصارة المعدة، بالإضافة إلى ذلك تعمل هذه البكتريا أيضًا على الاستفادة من تجاعيد غلاف المعدة الداخلي لتفادي الأثر الحامضي للعصارة المعدية، وبالتالي فهي تمتلك القدرة على البقاء والاستمرار في معدة الإنسان وإحداث الإصابة المرضية، تنتشر هذه البكتريا في البلدان الفقيرة.

كيف تحدث الإصابة بالبكتريا الحلزونية؟

الإصابة بالبكتريا الحلزونية

سبب حدوث الإصابة بالبكتريا الحلزونية يعود لأمرين مهمين يجب أخذ الحذر منهما وهما:

الإصابة بسبب عدم النظافة:

يُعتبر تناول الطعام والشراب بالأيادي المتسخة أو بالأطباق والأكواب الغير نظيفة من أكثر مصادر الإصابة بالبكتريا الحلزونية، فعند تناول الأطعمة بهذا الشكل يؤدي ذلك إلى دخول المسبب المرضي عن طريق الفم ليصل إلى المعدة، وللوقاية من هذه البكتريا لا بد من غسل الأيدي والأطباق والأكواب قبل تناول الطعام أو العصائر المختلفة.

الإصابة بسبب الحشرات المنزلية:

تُعتبر حشرات الصحة العامة الموجودة في المنازل كالصراصير والبراغيث والذباب والبعوض وأنواع البق المختلفة من أكثر مصادر العدوى بهذه البكتريا، ولا بد من اتخاذ إجراءات المكافحة الصحية المختلفة من هذه الحشرات للتخلص من آثارها الضارة كونها مصدر هام للعدوى بهذه البكتريا.

كيفية تشخيص الإصابة بهذه البكتريا

يتم تشخيص الإصابة بالبكتريا الحلزونية بعدة طرق وهي:

التشخيص عن طريق الفحص البطني:

حيث يعمل الطبيب على اللمس بالبطن ليستشعر حجم المعدة والنظر فيما إذا كان يوجد زيادة عن الحجم الطبيعي بسبب امتلاؤها بالغازات.

اللجوء إلى التحاليل الطبية:

 فمن الممكن إجراء تحليل للفضلات الهضمية وملاحظة كم تبلغ نسبة البكتريا الحلزونية فيها، وبناًء على هذه النسبة يتم تقرير إمكانية حدوث مرض أم لا، ومن الممكن إجراء تحليل للدم فإذا كانت نسبة الأجسام المضادة البلازمية الموجودة فيه أكثر من الحد المسموح به يكون المرض بالبكتريا الحلزونية موجود.

إجراء عملية التنظير العلوي:

فإن قيام الطبيب بهذه العملية تمكنه من مشاهدة الأعراض والحالات الموجودة على السطح الداخلي لجدار المعدة، وبناًء على هذه المشاهدة والأعراض يقرر الطبيب أن سببها البكتريا الحلزونية أم لا.

أعراض البكتريا الحلزونية الأساسية التي يعاني منها المريض

أعراض البكتريا الحلزونية

– آلام معدية شديدة مترافقة مع الشعور بالانتفاخ المعدي وكثرة التجشؤ وطرد الغازات، ويرافق ذلك روائح كريهة تنبعث من فم المريض سببها البكتريا الحلزونية وعملياتها الحيوية داخل معدة المريض المصاب.

– كما يشعر المريض بآلام عضلية مصحوبة بارتخاء جسمي وشعورًا بالإرهاق.

– يعاني مريض البكتريا الحلزونية من حالات إقياء وإسهالات شديدة مترافقة مع الشعور بالدوار وعدم الرغبة في تناول الطعام والوجبات الرئيسية، ويحدث تغير لوني في القيء أو البراز الناتج، ومن أهم هذه التغيرات ظهور ألوانًا سوداء أو آثارًا دموية، وفي بعض الحالات يعاني فيها المريض بنقصان في الوزن.

– ومن الأعراض أيضًا ما يؤثر على الجهاز التنفسي، حيث يحدث صعوبة في أخذ الشهيق بسبب انتفاخ حجم المعدة الذي بدوره يؤثر على اتساع الرئتان لأخذ الأوكسجين الكافي الذي يحتاجه الجسم وبالتالي ضيق التنفس.

– إن لم يتخذ المريض التدابير والإجراءات المناسبة قد يتسبب ذلك بحدوث نزيف بالجدران الداخلية للمعدة وهذا ما يُعرف باسم القرحة الهضمية أو المعدية، وقد تتراكم نواتج هذه الإصابة البكتيرية في الأمعاء مُحدثًة إغلاقها وبالتالي توقف عملية الهضم، وهذا مايستدعي تدخلًا طبيًا مباشرًا.

– في حالات أخرى أكثر خطورة قد تؤدي إلى فتحة في جدار المعدة، الأمر الذي يلزم المريض بإجراء العمل الجراحي لتدارك الموقف.

– وفي بعض الحالات الخطيرة جدًا قد يتطور الأمر لحدوث مرض السرطان.

الإجراءات المُتخذة للعلاج من البكتريا الحلزونية

– من الممكن أخذ الأدوية العامة التي تعالج الأمراض المعدية، وليست التي تعالج المرض بالبكتريا الحلزونية بشكل خاص، ومن هذه الأدوية مضادات الهيستامين والأدوية المُتخذة لوقاية السطح الداخلي لجدار المعدة من الأمراض المختلفة عن طريق تخفيض الدرجة الحامضية للسطح الداخلي للمعدة.

– اتباع الحمية الغذائية أمر مهم للمساعدة في العلاج من البكتريا الحلزونية، وأهمها تجنب التدخين بأنواعه المختلفة والابتعاد عن المأكولات الدسمة والبقولية والبهارات والمشروبات الغازية والروحية.

– يجب اتخاذ العلاج المناسب من قبل الطبيب وعدم الاستهتار في ذلك لكي لا يتطور المرض ويصبح أكثر خطورة كما تكلمنا سابقًا.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله