ما أسباب العناد عند الأطفال وما أشكاله وكيف يمكن التعامل معه؟

الطفل العنيد هو الطفل الذي يسبب مشاكل سلوكية ذات طابع عاطفي وتعليمي (في الأسرة وروضة الأطفال والمدرسة)، ويرفض سماع وجهة نظر شخص آخر. وتصبح تربية الطفل العنيد اختبارًا للجهاز العصبي عند الوالدين، حيث يبدأ عناد الطفل في عمر السنتين، ويزيد في عمر الثلاث سنوات. خلال هذه الفترة غالبًا تزيد الاحتجاجات السلبية لدى الطفل.

ويرتبط هذا السلوك باكتشافه لحدوده واختلافه، مقارنة بالعالم الخارجي الذي يولد له الرغبة في تجربة قوة هذه الحدود وترسيخ فرديتها، من خلال المعارضة والعصيان. فيحاول الطفل أن يثبت نفسه من خلال التأكيد على موقعه وقيمته في العالم.

العناد عند الطفل

أشكال العناد عند الأطفال

للعناد عند الأطفال عدة أشكال منها:

عناد الإرادة والتصميم

وهذا العناد يجب أن يلقى تشجيعًا ودعمًا لأنه من أنواع الاجتهاد والمثابرة، إي أن الطفل يصر على تكرار محاولته، مثل إصراره على تكرار إصلاح لعبه.

العناد المفتقد للوعي

وهو عناد أرعن، حيث يصمم الطفل على رغبته دون النظر للعواقب المترتبة على هذا العناد، مثل أن يصر الطفل على مشاهدة فلم بالرغم من محاولة أهله بإقناعه بالنوم، حتى يستيقظ باكرًا للذهاب إلى مدرسته.

العناد مع النفس

فبعض الأطفال يعاندون أنفسهم ويعذبونها، فيصبح الطفل في صراع داخلي مع نفسه، فمثلًا إذا غضب الطفل من أمه، بقوم برفض الطعام حتى وأن كان جائع.

العناد اضطراب سلوكي

يكون الطفل معتاد على العناد كوسيلة ونمط ثابت في شخصيته، ويصبح مشاكس ومعارض للآخرين، وهنا يجب استشارة شخص متخصص.

عناد فسيولوجي

وهو من أنواع التخلف العقلي، بسبب بعض الإصابات العضوية في الدماغ، فيمكن أن يظهر الطفل بمظهر المعاند السلبي.

أسباب العناد عند الأطفال

العناد صفة إيجابية في المواقف المناسب وعندما لا يكون مبالغًا فيه. لأنه يؤكد على الثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن أسبابه:

أوامر الكبار:

إن أوامر الكبار الغير مناسبة، تؤدي إلى عواقب سلبية، وذلك رد فعل على قمع الأهل، مما يؤدي إلى عناد الطفل، مثل أن تصر الأم على أن يلبس طفلها معطف ثقيل لا يستطيع الحركة به أثناء اللعب، أو يكون لونه مخالف للزي المدرسي، لذلك يرفض لبسه، والأهل لا يعرفوا ذلك.

التشبه بالكبار:

يصبح الطفل عنيدًا عند تقليد أهله عند تصميمهم وإصرارهم على رأيهم، متشبهًا بأمه وأبيه، عندما يطلبان منه أن ينفذ أمرًا أو شيء ما دون إخباره بالسبب.

رغبة الطفل في تأكيد ذاته:

مراحل النمو النفسي التي يمر بها الطفل، تظهر عليه علامات عناد غير مبالغ فيها، وهذه العلامات تشير إلى مرحلة النمو وتساعد الطفل على اكتشاف نفسه والاستقرار، ومع مرور الوقت يصبح الطفل أكثر عنادًا ليحقق مطالبه.

عدم المرونة في التعامل مع الطفل:

يعتبر التدخل في شؤون الطفل بصفة مستمرة من قبل أهله سببًا في جعل الطفل لا يتقبل المعاملة بقسوة ويرفض اللهجة الجافة، ويفضل الطفل أن تترجاه، وعند محاولة الأهل لتقييد حركة الطفل لمنعه من فعل ما يريد، يلجأ للعناد.

الاتكالية:

إن اعتماد الطفل الزائد على الأم يزيد عنده العناد كرد فعل إذا لم يحصل على ما يريد من أمه.

الشعور بالعجز:

قد يكون عناد الطفل كرد فعل منه على إعاقة مزمنة أو مواجهته لصدمة، وذلك وسيلة لمواجهة شعوره بالقصور والمعاناة.

الدعم والاستجابة لسلوك العناد:

تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة لعناده، ذلك يدعم سلوك العناد عنده للحصول على ما يريد، ويصبح العناد أحد الأساليب لتحقيق رغباته.

كيفية تعليم الطفل العنيد

العناد عند الطفل
  • التقليل من التصرف الديكتاتوري للأهل والتشاور مع الطفل في اتخاذ القرار حتى لا يشعر بالضيق.
  • من الضروري الأخذ بعين الاعتبار رأي الطفل وتخصيص له وقت كافي للاستماع إلى كل ما يقوله. على سبيل المثال، إذا أخبرك طفلك أنه لا يريد اللعب مع أصدقائه، فاستمع إلى أسبابه. ولا تجبر طفلك على فعل شيء لا يريد القيام به. ففي بعض الأحيان يكون مجرد التفاوض كافيًا لتحقيق نتيجة جيدة.
  • اتخاذ موقف ايجابي واستخدام طريقة إيجابية ومشجعة للتواصل مع الطفل، بدلًا من دعم الطلب أو التعامل معه بشكل سلبي، مثلًا بدل أن تقول للطفل “إذا لم تنظف غرفتك فلن تشاهد الفيلم”، فمن الأفضل أن تقول عبارة إيجابية بنفس المعنى مثل: “بمجرد تنظيف غرفتك، يمكنك الذهاب لمشاهدة الفيلم”.
  • تقديم الخيارات للطفل، فمن المهم أن تشتت انتباه الطفل بالخيارات. لأن الأطفال يحبون أن يختاروا ويشعروا أنهم يتحكمون. مثلًا بدلًا من إجبار الطفل بالقيلولة، يمكن تقديم خيار للقيام بذلك. يمكنك أن تجرب خيارات مثل: “هل تفضل النوم الآن أم تلعب خمسة دقائق قبل القيلولة؟ فلن تناقش الخيار، ومن ثم سيقوم بتنفيذ الطلب بكل سرور.
  • أشرك طفلك في صنع القرار يجب أن تشرك طفلك في صنع القرار حتى يشعر بالسيطرة مرة أخرى، فعندما يشعر الطفل أن لديه بعض السيطرة على حياته، فقد يكون أقل استعدادًا للجدل ضد الطلبات التي تقدمها.
  • من المهم التركيز على عواطف الطفل، وليس من الضروري مواجهة العناد، ولكن من الأفضل أن تركز على السبب الذي تسبب في ذلك. لكي يشعر الطفل بالرضا، فمن المهم أن تعتني بالمشكلة من الأساس.
  • اطلب من الطفل التحدث عن مشاعره، ليخبرك لماذا هو مستاء، فمن المهم أن تساعد الطفل على فهم تلك المشاعر وإعطائها اسمًا. وبهذه الطريقة ستشعر بقدرة أكبر بكثير على إيجاد الحلول الضرورية للمشكلة دون الحاجة إلى اختيار سلوك عنيد جدًا.

بعض النصائح للتقليل من عناد الأطفال الصغار والرضع

تعد السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل فترة حرجة في النمو، حيث ينمو دماغ الطفل ويتعلم باستمرار، ويخزن المعلومات التي سيستخدمها لبقية حياته.

عندما يبدو الأطفال عنيدين أو مؤذين

فإن هذا السلوك هو جزء من عملية التعلم الطبيعية للسبب والنتيجة. مثالًا، إذا كنت تقول لا أو يكون شكل وجهك غاضب في كل مرة يقوم فيها طفلك بشيء غير مرغوب فيه، فقد يستمر في تكرار هذا السلوك لمعرفة ما إذا كان رد فعلك هو نفسه دائمًا. ومن خلال تغيير ردك، سوف يدرك الطفل أنه لن يتلقى دائمًا ما يريد وسيختبر سلوكيات جديدة.

تعديل البيئة

إذا أصر الطفل على لمس نفس الشيء القابل للكسر كل يوم أو رفض الابتعاد عن خزائن المطبخ، بدلًا من معاقبته وتأديبه، يجب إعادة ترتيب المنزل وإزالة الأشياء القابلة للكسر لجعل المنزل آمنًا. وبهذه الطريقة سيتولى الطفل مسؤولية تعلمه وسيكون قادرًا على استكشاف الأشياء التي تثير اهتمامه.

السماح للطفل بقضاء وقت خارج المنزل

استثمار وقت الطفل والقيام ببعض الأنشطة الإبداعية والبدنية التي تساعد على استهلاك طاقة الطفل، وبالتالي يمكنه النوم بشكل أفضل. ونتيجة لذلك يكون أكثر طاعة وأقل عنادًا.

إعادة توجيه انتباه الطفل

في حال كان الطفل مستعد لفعل شيء خاطئ، ناديه باسمه وأعد توجيه انتباه إلى لعبة.  مثالًا عندما تغادر المنزل، اصطحب معك وجبة خفيفة أو لعبة صغيرة، وإذا كنت أنت وطفلك في منزل صديق أو عند الأقارب، ورأيت الطفل يتجه إلى سلك كهربائي، ناديه بالاسم واسأله عما إذا كان يريد اللعب بالكرة. فذلك قد يلفت انتباهه ويغير سلوكه.

تعليمه أن يكون حذرًا

من أكثر السلوكيات سوءًا للرضع والأطفال الصغار هو العض والضرب والركل. وغالبًا ما يفعلون ذلك لمراقبة رد فعل الآخرين، وليس إيذائهم. لذلك من المهم أن تعلمهم كيفية التفاعل مع الناس بأمان. فعندما يضربك الطفل، خذ اليد التي استخدمها، وانظر في عينه وقل نحن لا نضرب، ثم استخدم يده للمس حيث ضربك (سواء كان ذراعك أو وجهك.. الخ) لتريه الفرق بين الضرب واللمس اللطيف.

في النهاية …

قد تعتقد أن الطفل عنيد وأنك غير قادر على التعامل معه وتوجيهه، لكن يمكن النظر إلى العناد عند الأطفال على أنه مثابرة على الأشياء التي تهمهم. فكلمة عنيد يمكن أن يكون لها دلالات سلبية، إذا لم يتم التعامل مع الطفل بالشكل الصحيح.

فهو بكل بساطة لديه فكره خاصة به وطريقة تفكير. وهذا الشيء إيجابي ومميز، ويجب علينا أن نفهم تمرد الأطفال وعنادهم كعلامات إيجابية وأن نكون متفهمين لهم. فإذا لم يعط الطفل أي إشارة على معارضة أو عناد، وكان راضيًا عن كل شيء، فسوف نكون أمام طفل لديه خوف كبير من فضح رغباته وعالمه الداخلي.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله