من أجل تقوية الشخصية الحساسة.. اتبع هذه النصائح

بعلم النفس يتم إطلاق مصطلح الشخصية الحساسة للأشخاص الذين يتأثرون بالتنبيهات الخارجية بشكل كبير كالأصوات، الألوان، الحركة، كما أنهم يملكون الكثير من الردود العاطفية القوية، وفي أغلب الأحيان لا تقوم الشخصية الحساسة بالتعبير على مشاعرها وتحاول إخفائها.

من السهل جدا أن يتم تحفيز الشخصية الحساسة كما من الممكن أن تتعرق للإرهاق وعدم القدرة على التأقلم من البيئات الجديدة، ولكن تتميز الشخصية الحساسة بالقدرة القوية على الملاحظة الدقيقة بشكل مختلف عن الأخرين، وحوالي 20% من الناس يملكون شخصية حساسة، وهذه الشخصية تعتبر من الصفات الوراثية وتبدأ تظهر منذ الطفولة.

تعتبر الشخصية الحساسة من أكثر الشخصيات انتشارا، وهي تكون عادة لدى الإناث أكثر من الذكور، حيث تمتلك هذه الشخصية حس مرهف، مشاعر جياشة، كما أنها تميل للعاطفة أكثر من العقل بشك كبير جادا.

أفضل الطرق والخطوات لتقوية الشخصية الحساسة

يتساءل الكثير من الأشخاص الذي يملكون شخصية حساسة عن أفضل الطرق والخطوات التي تساعدهم على تقوية شخصيتهم، ويمكننا تقويتها من خلال:

معرفة نقاط القوة والضعف بالشخصية:

في البداية من الضروري والمهم معرفة نقاط القوة والضعف بالشخصية، وذلك بهدف تقويتها، كما يجب معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشاكل التي يعاني منها الشخص، وذلك كله يساعد في دعم نقاط القوة الموجودة بالشخصية، حيث أن من أول الخطوات التي يتم استخدامها للعلاج هو معرفة الداء بشكل دقيق، ومن ثم وصف العلاج المناسب له.

الأخذ بالنصائح ومن ثم محاولة معالجة المشكلة:

بعد أن قمنا بالتعرف على نقاط الضعف، والسبب المؤدي لحدوث المشاكل التي يعاني منها الشخص تأتي مرحلة العلاج، بالإضافة للتخلص من الأسباب المؤدية للشعور بالضعف كالخوف، فوبيا من شيء معين، وغيرها الكثير من الأمور التي يراها الشخص بشكل أكبر من حجمها الطبيعي بكثير.

في محاولة تقوية الشخصية الحساسة من الضروري توفر الرغبة في تقوية الشخصية ومساعدة النفس على تجاوز هذه العقبات والتغير من حيث نمط التصرف والتفكير وغيرها الكثير من الأمور، وفي غالب الأحيان يتم حصد هذه النتائج بفترة قصيرة بعد المحاولات الجادة والحثيثة.

تقوية الشخصية والإدراك للشخص:

من المهم جدا إقناع الشخص بقوته الحقيقة الداخلية، وأنه يستطيع التحكم بحياته بالطريقة التي تناسبه، والتخلص من كل العقبات والمشاكل التي تواجه، وأن هذا الشخص يملك القوة لمساعدة نفسه والتغير بشكل فعال، حيث أن مجرد التفكير بهذا الأمر يقوي من الشخص، ويجعله يسعى جاهدا للتغير وتقوية شخصيته، حيث يسعى جاهدا للتغير من شخصيته وجعلها شخصية رائعة، حيث تكون تجمع ما بين حسن التصرف والحكمة والقوة بذات الوقت، بالإضافة للرضى والحساسية بالنسب الطبيعية التي لا تسبب أي ألم في الحياة.

تجنب المبالغة في تقدير حجم الأمور:

يساعد التقدير المناسب للأمور وحجمها التخفيف والراحة من كل ما قد تعاني منه نتيجة الشخصية الحساسة التي تمتلكها، وهي من أولى الخطوات المناسبة للعلاج، حيث يجب الا نعيش الكثير من الحزن والألم لأمور لا تستحق سوى أن نقوم بالتعلم منها، وفي حال أن هذه الأمور قد أحزنت الشخص أو أثرت عليه يجب أن يكون هذا الحزن لعدة دقائق أو ساعات، حيث أن هذا يساهم بشكل كبير وفعال في التخفيف من المعاناة.

زيادة الثقة بالنفس ودعمها:

تساهم الثقة بالنفس بشكل كبير وفعال على تقوية الشخصية الحساسة، حيث أن هذه الخطوة هي سبب أي نجاح بالحياة، وسبب رئيسي للتقدم للأمام، حيث لا يمكن تجاوز أي أمر او إنجاز أي مهمة أن كانت صغيرة أو كبيرة دون الثقة بالنفس، وبغيابها يظل الشخص حبيس التردد والضعف والخوف، حيث أن عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية ذات الشيء.

ولذلك يجب التعرف بشكل مفصل على جميع الخطوات والطرق التي تساعد على دعم الثقة بالنفس واتباعها، كتجاهل التفكير بالأخرين وبنظراتهم، ورأي الأخرين، والخوف من عدم النجاح وعدم القدرة على الإنجاز وراي الأخرين في ذلك، حيث يساعد ذلك بتقوية الشخصية الحساسة وغيرها الكثير من المشاكل.

التعامل مع النفس بطريقة إيجابية:

التعامل مع النفس بشكل إيجابي من أهم العوامل التي تساهم في تقوية الشخصية الحساسة، حيث أن ذلك ينعكس على التصرفات والروح بشكل إيجابي، ففي حال تم التعامل بشكل سلبي واشعرت النفس بعدم القدرة والضعف.

فالتحدث للنفس بشكل إيجابي وبقوة على المدى البعيد يساعد المرء على تحقيق ذاته وهو الخطوة الأولى بطريق النجاح وتحقيق الأهداف.

تصالح الفرد مع الأفكار:

من الأمور المهمة لتقوية الشخصية الحساسة هي تصالح الفرد مع الأفكار والعواطف، وهذا المرء يحتاج في كثير من الأوقات للاستعانة بطبيب نفسي، وذلك بهدف تعديل السلوك الإدراكي، وتخليص الفرد من تأرجح الشخصية بين الانفتاح والانطواء، بالإضافة لتغير نظرة الفرد لذاته وتحويلها لنظرة إيجابية.

تحديد الأهداف بشكل واضح وتدريجي:

الثقة بالنفس تشكل الداعم الأساسي لتقوية الشخصية الحساسة التي نراها غالبا ما تأتي من القيام بتحقيق الأهداف، ولذلك يجب من البداية تحديد الأهداف بشكل واضح وتدريجي، والتخطيط لها بشكل مسبق ودقيق، ويجب أن تكون هذه الأهداف مناسبة بشكل كامل للتنفيذ وليست أهداف صعبة التحقيق، حيث أن تحقيق هذه الأهداف بشكل تدريجي يرفع من الثقة بالنفس، ويقوي الشخصية، ويعطي الروح الإيجابية.

تنظيم الأوقات:

تقسيم الوقت وتنظيمه لإنجاز المهام المراد القيام بها خلال اليوم من أهم الخطوات التي تساهم في تحقيق وإنجاز الأهداف، ويساعد على دفع الفرد نحو الأمام، وتقوية الشخصية الحساسة.

وذلك لأن تراكم الأمور والأعمال والفشل في تحقيق الأهداف المرسومة يؤثر بشكل سلبي على الشخص ونفسيته، ويحبطه في طريقه لإثبات نفسه وتحقيق أهدافه المرسومة، وذلك يسبب ضعف بالشخصية، وبشكل خاص للأشخاص اللذين يملكون شخصية حساسة بسبب تأثرها المضاعف بما يدور حولها، والشعور بالفشل والإحباط والتقصير.

القيام بمكافأة النفس بعد إنجاز المهام:

 أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت بعلم النفس أن قيام الشخص بمكافأة نفسه بعد تحقيق هدف معين له أثر إيجابي على النفس، وهو من الأمور التي تساعد على تقوية الشخصية الحساسة ودعمها، ومن الطرق الإيجابية لمتابعة النجاح بالحياة، ولكن من الضروري أن تتناسب المكافأة المعطاة مع الهدف الذي تم تحقيقه بكل مرة.

تجنب التوتر والإزعاج:

أن الابتعاد عن كل ما يسبب الإزعاج والتوتر مهم جدا لتقوية ودعم الشخصية الحساسة، وذلك لأن من السهل جدا نقل التوتر والانزعاج للأشخاص أصحاب الشخصية الحساسة، حيث البعد عن كل ما يسبب التوتر والقلق كالأصوات العالية، الأجواء الصاخبة، الأضواء القوية، مهم جدا لمنح النفس الراحة، وهذا يساهم بشكل فعال على تقوية الشخصية الحساسة، ودعمها بطريقة إيجابية.

 التحدث عن المشاكل ومسببات الإزعاج:

 الكتمان وعدم التحدث عن كل ما يسبب القلق والإزعاج من الأمور التي تزيد من سوء حالة الشخصية الحساسة، ولذلك من الضروري التحدث بشكل منطلق عن كل ما يسبب عدم الراحة، وتدريب النفس على التعبير عن كل المشاعر، وتجنب المبالغة بالتأثر، حيث يساعد ذلك كله على تقوية الشخصية الحساسة، وتهيأتها لمواجهة أي موقف أو مشكلة قد تواجهها.

تقوية الشخصية الحساسة عند الأطفال

تعتبر النشأة السليمة للطفل خير من الإصلاح بعد النضج، وهكذا تربينا منذ الصغر وحتى الكبر وترسخ بالأذهان، ولذلك فأن تقوية الشخصية عند الأطفال أسهل بكثير، حيث أن تجاوب الطفل يكون أسرع وأقوى، ويمكنك القيام بذلك من خلال تطبيق عدة نقاط، وهي تعتبر بمثابة وصفة سحرية لتقوية الشخصية الحساسة عند الأطفال، ومن أبرز هذه النقاط:

الترابط القوي ما بين الآباء والأبناء:

يبدأ الرابط ما بين الطفل والوالدين منذ السنوات الثلاث الأولى للطفل، ويستمر هذا الرابط عام بعد عام، وهذا ما يساعد الطفل على امتلاك شخصية قوية ومميزة، من خلال استمداد هذه القوة من الرابط ما بينه وبين والديه، وذلك يصبح الطفل ذو شخصية قوية وناجحة بكل شيء.

الرابط الأسري والتقليل من التوتر ما بين الواليدين:

يعتبر الهدوء والتماسك الأسري من أهم العوامل التي تساهم بتقوية الشخصية عند الأطفال، قلا يوجد مقارنة ما بين طفل قد نشأ بين أبوين متفاهمين، وبين طفل قد نشأ بمنزل ابوين منفصلين، أو منزل يوجد به خلاف وشجار، حيث ان ذلك يسبب بدمار شخصية الطفل، ويحاصره الخوف خلال حياته، وعدم القدرة على الاستقرار.

لذلك من الضروري خفض حدة التوتر بالمنزل، وتجنب تحميل الأطفال ضغط نفسي، حيث يساعد ذك على استقرار الأطفال النفسي، ورفع قدرتهم على التحصيل، وتقوية شخصيتهم، كما يفسح المجال أمام الأبوين لزيادة الاهتمام والرعاية.

العمل على تحسين الوضع المادي والاجتماعي:

يساهم الوضع المادي والاجتماعي الجيد على منح الطفل شخصية قوية، وذلك بسبب حصول الطفل على أساسيات الحياة بشكل سهل وكريم، وينتج عنه منح الطفل تعليم مناسب وجيد، ونيل الطفل درجات التميز، ومن الممكن ان يحقق الطفل هذه النجاحات في حال توفرت له بعض هذه الاحتياجات وليس جميعها.

دور الأم العاملة بتقوية شخصية الطفل ودعمها:

بغالب الأحيان قد ينشأ الأطفال لدى أمهات عاملات نشأة قوية، حيث أن ذلك يساعد الطفل على النظر للمستقبل بنظرة مسؤولية، ويسعى الطفل جاهدا لإنجاز المهمات التي أوكلت له، ونيله أعلى المراتب، حيث أن عمل الأم يعطي الطفل مسؤولية أكبر، ويجعله يعتمد على نفسه، ويرفع من ثقته بنفسه.

توقع تقديم الطفل الأفضل بشكل دائم:

سعي الطفل لتحقيق أحلامه، وانتظار الوالدين أن هذا الطفل سوف يقدم أفضل ما عنده له دور مهم بتقوية ودعم الشخصية، حيث أن الطفل الذي نشأ نشأة قوية يسعى جاهدا للاجتهاد والتفوق، وهو واثق من نفسه بأنه سوف يحقق أهدافه، وذلك لكي يجنب والديه طعم الخذلان.

مساعدة الطفل الوالدين بأعمال المنزل:

تساعد مشاركة الطفل لوالديه في أعمال المنزل على تقوية شخصية الطفل، حيث تجعله يتحمل مسؤولية، وتهياه لإنجاز المهام التي توكل إليه في المستقبل، وليس فقط ضمن نطاق البيت، بل خلال العمل، ومع الزملاء، وتساعده على القدرة على العمل ضمن الفرق، وهذه جميعها خطوات بسيطة تؤثر بشكل إيجابي على شخصية الطفل وتطورها لتجعل منه في المستقبل شخص ذو شخصية صلبة.

تعزيز وتقوي المهارات الاجتماعية لدى الطفل:

هناك رابط كبير ما بين تعليم المهارات الاجتماعية للطفل وتقوية شخصيته، وبحسب دراسة تم أجراءها على ما يقارب 700 طالب خلال عشرين عام، ابتداء من الحضانة وحتى السن الجامعي، وجدت أن لتعليم المهارات الاجتماعية دور مهم وكبير بتقوية الشخصية الحساسة عند الطفل، ورفع ثقته بنفسه بشكل يجعل منهم قادة ناجحين بالمستقبل.

بعض النصائح لتقوية الشخصية الحساسة

بالإضافة لكل النقاط الهامة والضرورية التي قمنا بذكرها في الأعلى، هناك العديد من الأمور والنصائح التي تساعد على تقوية الشخصية الحساسة، والتخفيف من سلبياتها، وتقديم الدعم لها، والتي هي:

  • التقليل من استهلاك المشروبات التي تحوي على مادة الكافيين كالشاي والقهوة، وذلك بسبب زيادة هذه المشروبات للقلق والتوتر، وسرعة الانفعال.
  • القيام بممارسة الرياضة المناسبة للشخص بشكل منتظم ودوري، حيث تساهم بتحسين المزاج، والتخلص من الطاقات السلبية.
  • الالتزام بتناول طعام صحي، الطعام الغني بالمعادن والفيتامينات، كالخضار والفاكهة.
  • تدريب الشخص على كيفية التحكم بالمشاعر، وتجنب الإفراط، كالحب والكره، الحزن والخوف، الفرح، الغضب.
  • عدم اهتمام الفرد بشكل مبالغ به بآراء الأشخاص الأخرين، وبشكل خاص إذا كانت هذه الآراء مخالفة للمبادئ والقيم والعادات.
  • تجنب التفكير السلبي، وتحلي الفرد بالصبر الهدوء للوصول إلى أهدافه.
  • وضع حدود للعلاقات مع الأخرين، وتحديد هذه الحدود منذ البداية، وذلك لتسهيل عملية التواصل مع الأشخاص وتقبل العيوب.
  • فهم العواطف بشكل صحيح، كالحب وضرورة مبادلته بين الطرفين، لتجنب المشاكل والصدمات العاطفية.
  • تذكير الفرد لنفسيه بشكل دائم للشخصية التي يرغب أن يكون عليها، والاستعانة بالملصقات والمنبه للتذكير بهذا الشيء.
  • عدم القيام بتفضيل الأخرين على حساب النفس، مع المحافظة على المواجهة الهادئة مع الأشخاص المخطئين.
  • الابتعاد عن التدقيق بالأحداث والتفاصيل، وفصل العاطفة عن القرارات والمواقف.

وفي النهاية، يتمتع الأفراد الذين يمتلكون شخصية حساسة بحس مرهف وعاطفة جياشة، بالإضافة إلى أن المبالغة بالمشاعر له العديد من المساوئ، التي تلحق الضرر بهم وتسبب لهم الألم والمعاناة، ولذلك قمنا بمقالنا هذا بإضاءة أفضل الطرق لتقوية الشخصية الحساسة، بالإضافة للعديد من النصائح، لتخطي هذه المشكلة بشكل سليم ودون أي ضرر.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله