كل ما يلزمك معرفته عن الأوراق المالية

يقصد بالأوراق المالية تلك الأوراق والسندات والصكوك التي تصدر عن أي من الجهات الرسمية، من شركات ومؤسسات وهيئات وتكون ذات قيمة مالية من ذات القيمة الاقتصادية للشركة أو المؤسسة التي تصدرها، وبالتالي كل من يملك أوراق مالية يكون له ملكية لدى الشركة أو المؤسسة التي أصدرت الأوراق المالية التي يملكها الشخص.

عادة ما يتم التعامل مع الأوراق المالية فيما يعرف بسوق الأوراق المالية أو البورصة، وكنا تحدثنا في مقال سابق عن هذا الأمر يمكنك الرجوع للمقال من هذا الرابط لتعرف أكثر عن البورصة أو سوق التبادل للأوراق المالية. أما في هذا المقال سنتعرف إلى مفهوم الأوراق المالية وآلية التعامل فيها وأنواعها وأهمية وجودة هكذا أسواق في البلاد.

كيف يتم التعامل مع الأوراق المالية؟

كل ما يلزمك معرفته عن الأوراق المالية

قد يعرف البعض إن أسواق الأوراق المالية فيها العديد من التعقيدات التي يصعب على الكثيرين من غير المختصين بهذا النوع من الأعمال الاقتصادية فهمها والإحاطة بها، وفي هذا شيء من الصحة. ولكن إن كنت تود التعرف عن قرب على هذا المجال من غير الضروري أن تخوض في الكثير من التفاصيل والتعقيدات والتي لا تلزم غير العاملين فيه، وإنما يكفيك ما سنقوله في السطور التالية.

يعتمد التداول أو التعامل في سوق الأوراق المالية على تواجد هيئة أو جهة منظمة لعملية التبادل هذه، وعادة ما تسمى تلك الهيئة أو الجهة سوق الأوراق المالية والذي يلتقي فيه العاملون في مجال الأوراق المالية من مشترون وبائعون ومستثمرون وسماسرة ووكلاء لجهات وشركات مختلفة ليتم فيما بينهم عمليات التبادل في الأوراق المالية.

وهذه العملية تتم وفق قوانين تحددها إدارة السوق المالي والتي في الغالب تتبع لوزارة الاقتصاد أو المالية في البلاد، وتختلف قوانينها من بلد لأخر بل من مدينة لأخرى ضمن البلد الواحد، إذ لكل سوق مالي قوانينه وأنظمته الخاصة التي يفرض على المتعاملون الخضوع لها في تعاملاتهم.

عادة ما يكون هناك قسمين من سوق الأوراق المالية بناءً على العرض والطلب، السوق الأولي وهو الذي يتم فيه طرح الأوراق المالية المعروضة للبيع ويسمى سوق الإصدار وفيه تطرح الأوراق المالية للبيع في المرة الأولى، والسوق الثاني يتم فيه تبادل الأوراق المالية التي كانت سبق وصدرت في السوق الأول سوق الإصدار.

أما عن أسعار الأوراق المالية فهنا تكمن التعقيدات التي تحدثنا عنها آنفًا، إذ هناك الكثير من الأمور التي تسهم في تحديد أسعار الأوراق المالية التي تطرح للبيع، سواء عند إصدارها لأول مرة، أو عند تداولها بين المستثمرين لاحقًا. من هذه العوامل القيمة المالية للشركة صاحبة الأوراق، القيمة التي تريدها الشركة لأوراقها، مدى الطلب على أوراق شركة أو مؤسسة ما بالتحديد، وغير ذلك من الأمور والتفاصيل التي تسهم التأثير على الأسعار.

أشكال الأوراق المالية

واحد من أبرز أغراض وجود الأوراق المالية هو تأمين أداة تمويلية للشركة أو الجهة صاحبة الأوراق المالية تمكنها من الحصول على تمويل طويل الأجل عبر بيع أنواع مختلفة من الأوراق المالية، والتي تشمل أنواع أهمها

  • الأسهم العادية: وهي شكل من الأوراق المالية ذات القيمة الأسمية التي تصدرها الشركة لبيع جزء من ملكيتها، وبالتالي حامل هذا النوع من الأسهم يكون له ملكية في الشركة أو المنشأة، وما يترتب على ذلك من عمليات ربح أو خسارة، بالإضافة إلى حقوق أخرى لمالكي الأسهم في الشركة.
  • السندات: وهي شكل من الأوراق المالية الذي تلجأ له المؤسسات للحصول على التمويل، وتحمل قيمة أسمية أيضًا، وتكون على عدة أنواع مثل سندات بفائدة ثابتة وسندات بفائدة متغيرة، وسندات مضمونة وسندات غير مضمونة وغير ذلك من الأنواع، يذكر إنه هناك قوانين تخضع لها السندات وعملية التعامل معها وتختلف بحسب نوع السند.
  • الأسهم الممتازة وهي شيء شبيه بالسندات وتعني إن حاملها له ملكية في الشركة المصدرة للأسهم، ولكن تختلف عن السندات في الكثير من التفاصيل الأخرى مثل توزيع الأرباح والديون وحقوق حامل الأسهم في الشركة.

هذه أهم أنواع الأوراق المالية التي عادة ما يتم تداولها في أسواق الأوراق المالية والبورصات المختلفة، ولكل نوع من هذه الأنواع وأي أنواع أخرى قوانين خاصة يتم التعامل فيها بموجب هذه القوانين والأنظمة.

من أين تكتسب الأوراق المالية أهميتها الاقتصادية؟

الكل يعرف إن أسواق الأوراق المالية لها الكثير من الأهمية فيما يتعلق بالحركة الاقتصادية في البلاد واقتصاد الشركات، وما تلعبه هذه الأسواق من دور في تأمين مصادر تمويل للشركات سواء الموجودة أو المؤسسات الجديدة.

كذلك فأن أسواق الأوراق المالية تتيح للاقتصادين من شركات ومستثمرين وأصحاب مشاريع الحصول على مصادر تمويل جديدة، غير المصادر التقليدية المتمثلة بقروض المصارف. لتكون الأسواق المالية مصادر متاحة ومضمونة للكثيرين للحصول على تمويل لمشاريعهم ومؤسساتهم.

كل ما يلزمك معرفته عن الأوراق المالية

أما بالنسبة للأفراد وأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة فأن هذه الأسواق تمكنهم من استثمار أموالهم بطريقة آمنة ومضمونة، عبر تجميع رؤوس الأموال من مصادر مختلفة وإتاحتها للجهات التي تبحث عن تمويل. فضلًا عن إنها تشجع الناس على الادخار بغرض الاستثمار في الأوراق المالية لاحقًا.

كذلك تكتسب الأسواق المالية أهمية من عوامل أخرى مثل حجم السوق والذي يعتمد على مقدار الشركات المدرجة فيه ومجموع قيمة الأسهم التي يتم تداولها والذي تزيد أهمية السوق من خلالها كلما كانت القيمة أكبر.

ولا ننسى عوامل أخرى مثل السيولة والقدرة على تحويل الأوراق المالية إلى نقود ومقدار ما يتمتع فيه السوق من شفافية في إتاحة المعلومات للمستثمرين وغياب التلاعب، بالإضافة إلى الاستقرار وعدم حصول الكثير من التقلبات في الأسعار أو المضاربات الغير المسؤولة.

من هم العاملون في أسواق الأوراق المالية؟

بالدرجة الأولى فأن هيئة الأوراق المالية بالإضافة إلى وزارة الاقتصاد أو المالية هي المسؤولة عن سن القوانين المتعلقة بالسوق وعمليات التبادل وتنظيم العملية كاملة فيه، بالإضافة إلى مراقبة سير العمل والتأكد من عدم حدوث أي شكل من التلاعبات أو الخرق للقوانين والأنظمة النافذة.

أما العاملون في السوق من حيث البيع والشراء، فأنه يشمل الأفراد أصحاب رؤوس الأموال على اختلافها، والشركات الخاصة والعامة الحكومية والصناديق الاستثمارية والسيادية والمؤسسات ذات الطابع المالي والاقتصادي عمومًا.

وأخيرًا شركات الوساطة (السمسرة) والتي تكون شركات مرخصة رسميًا من هيئة الأوراق المالية لمزاولة أنشطة الوساطة في السوق المالية بين البائعين والمشترين لمختلف أشكال الأوراق المالية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله