علاج العقم بالخلايا الجذعية بارقة أمل وحلم بعيد

الكثير من الناس محرومون من نعمة الأطفال، محرومون من عاطفة الأبوة والأمومة وهذا الحرمان لا يعرفه إلّا من يعاني منه بسبب أو لآخر، ومن أهم أسبابه العقم، وللعقم أسباب كثيرة سندخل إلى تفاصيلها بعد قليل، لمعت ومضة أمل عند هؤلاء وذلك من خلال علاج العقم بالخلايا الجذعية مما أدى لانتعاش الأمل عند المحرومون من نعمة الأطفال، بتحقيق ذلك الحلم والأمل البعيد.

ما هي الخلايا الجذعية

يتم علاج العقم بالخلايا الجذعية حيث يتكون الجنين بداية من البويضة والحيوان المنوي وفي اجتماعهما تتكون الخلية الملقحة، التي لها القدرة على الانقسام وتشكيل خلايا جديدة لها القدرة على الانقسام أيضًا لتتمايز فيما بعد وتشكل كل خلايا الجنين المختلفة وهذه الخلايا هي التي تعرف بأنها (الخلايا الجذعية كاملة القدرة).

بينما الخلايا التي انقسمت وشكلت (الخلايا الجذعية الكاملة القدرة) فتسمى (الخلايا الجذعية وافرة القدرة)، والفرق بينهما أن الثانية قد شكلت المرحلة الأولى من الجنين إلّا أنها لا تستطيع التمايز لتشكل الجنين الكامل لوحدها مثل (الخلايا الجذعية الكاملة القدرة)، وبعد عدة انقسامات متوالية تصبح (خلايا جذعية متعددة القدرات)، التي تنقسم بدورها وتتمايز لتشكل الخلايا العظمية، أو الخلايا الدموية وتعتبر هذه الخلايا أكثر تمايزًا من الخلايا الجذعية الأخرى.

ما هي الخلايا الجذعية

وقسم العلماء الخلايا الجذعية إلى قسمين رئيسيين الأول هو (الخلايا الجذعية البالغة) Adult Stem Cells وهي توجد في أجساد البالغين والصغار، والقسم الثاني (الخلايا الجذعية الجنينية) Embryonic Stem Cells)) ومصدرها من الحبال السرية للأجنة الميتة أو الحية، وتتميز هذه الخلايا بقدرتها على التطور لكل خلايا الجسم المختلفة، على العكس من الخلايا البالغة.

 وتلك (الخلايا الجذعية الجنينية) هي الأمل الواعد في استخدامها لكثير من مجالات العلاج الطبي، والتي تجرى الأبحاث عليها للاستفادة منها بعلاج الحالات المستعصية من الأمراض المختلفة، ومن هذه الأمراض التي تعالج حاليًا باستخدام هذه الخلايا أمراض الشرايين والقلب ونخاع العظام فقد بينت الدراسات أن معدل قدرة ضخ الدم قد ارتفع بعد إجراء عملية زرع هذه الخلايا بشكل واضح، وتستخدم أيضًا في علاج العقم وهذا ما سنتوسع في بحثه كي نقدم الفائدة لمن يرغب في التعرف على هذا النوع من علاج العقم بالخلايا الجذعية.

فوائد الخلايا الجذعية

لها فوائد متعددة للإنسان إضافة إلى علاج العقم بالخلايا الجذعية منها:

  1. قدرتها على المساعدة في علاج أغلب الأنواع السرطانية التي تصيب الإنسان، وذلك باستخدامها للقضاء على الخلايا السرطانية.
  2. تستطيع علاج أمراض القلب المختلفة فهي تعيد الحالة المستقرة للأوردة والشرايين الدموية، وذلك بزرع هذه الخلايا في تلك الأماكن المريضة الأمر الذي يؤدي إلى شفاء المرض.
  3. لقد بينت الأبحاث التي أجريت على قدرة هذه الخلايا الجذعية على معالجة مرض الداء السكري من خلال زرعها في البنكرياس مما أدى لتنظيم مستويات السكر في الدم وعلاج مرض السكري نهائيًا.
  4. قدرتها على علاج العقم عند الجال والنساء على حد سواء وذلك بزرع هذه الخلايا في المبيض عند المرأة أو الخصيتين هند الرجال.

ما هو العقم عند الرجال

ما هو العقم عند الرجال

هو اختفاء الحيوانات المنوية من السائل المنوي نهائيًا (الأزوسبرميا)، أما ّإذا تواجد حيوان منوي واحد على الأقل قيل أن هناك نقص في هذه الحيوانات ولا يقال عنها أنها معدومة وبالتالي لا يقال أنّ هناك عقمًا.

ولانعدام الحيوانات المنوية عند الرجال أسباب كثيرة أهمها:

  1. إذا ما حدث التهاب في القنوات الناقلة للنطاف أو البربخ وتم الشفاء فقد يحدث انسداد وتليف في هذه القنوات مما يؤدي للعقم.
  2. التشوه الخلقي للقنوات الناقلة للنطاف.
  3. الخلل عند انتاج الحيوانات المنوية أو النطاف في الخصيتين مثل صغر الخصيتين وقساوتها وتليفها الشديد.
  4. العقم بسبب الخصية الهاجرة حيث أنه من الضروري أت تتواجد الخصيتان في كيس الصفن خرج الجسم ولسبب ما تغادر الخصيتان الكيس فلا تستطيع انتاج الحيوانات المنوية أو النطاف لأن إنتاجها يتطلب حرارة أقل من الحرارة الموجود داخل الجسم فيؤدي للعقم.
  5. استعمال المرممات عند الرياضيين لمعالجة إصابات الملاعب مما يؤدي إلى تثبيط هرمون L H

علاج العقم عند الرحال بالخلايا الجذعية

إن الأهمية للخلايا الجذعية في قدرتها على التمايز لأي شكل من أشكال الخلايا في الجسم، وبالتالي هي أمل واعد لعلاج العقم عند الرجال والنساء، حيث يوجد الملايين من البشر يعانون من العقم بسبب ضمور في الخصيتين أو ضعف الحيوانات المنوية أو النطاف،

وبالرغم من أن هذه الحالة من العقم تعتبر من أشد انواع العقم أو أنها مستحيل معها العلاج، ولكن بفضل التقدم الطبي والعلمي على حد سواء وبتوفيق من الله عز وجل، أدهشنا العلم عن إحدى الطرق لعلاج هذا العقم وهي العلاج بالخلايا الجذعية.

يصيب ضمور الخصية 2% من الرجال وعند فشل العلاج بالطرق الكلاسيكية المعروفة، يتبادر إلى الذهن التساؤل هل هناك امل في حدوث الحمل وبالتالي الإنجاب؟ هنا يكون الأمل المستقبلي بالعلاج بالخلايا الجذعية، هذه بعض الدراسات والأبحاث التي أجريت حول طريقة العلاج هذه:

دراسة أولى

دراسة اولى

في العام 2006 أثبت العلماء والباحثون أن استعمال حيوانات منوية تزرع من الخلايا الجذعية التي مصدرها الأجنة تملك القدرة على التناسل، وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث والدراسات في مجلة (دراسة التطور الخليوي) في الجامعة الألمانية (جورج أوغست) في مدينة غوتينغن،

حيث أخذوا خلايا جذعية من أحد أجنة الفئران وهو بعمر عدة أيام فقط، وزرعوا تلك الخلايا في المختبر واستطاعوا عزل عدد من الخلايا الجذعية التي أخذت في التطور لتشكل حيوانات منوية، ومن ثم قاموا بتلقيح بويضات لفئران أخرى وبتوفير عناية خاصة لها نمت هذه البويضات الملقحة وقاموا بزرعها في رحم فأرة مما نتج عنها ولادة سبعة فئران،

واستطاعت هذه الفئران العيش حتى وصلت حد البلوغ ولكنها أبدت أنماطًا غير طبيعية أثناء النمو مثل صعوبة في التنفس ومشاكل طبية أخرى.

دراسة ثانية

واتبعت هذه التجارب بتجارب أخرى قامت بها جامعة (UCLA) فأنتجت حيوانات منوية من بعض الخلايا الجذعية مصدرها نخاع العظام، وقام العلماء يزرعها في خصية أحد حيوانات التجارب التي كانت تعاني من ضعف الحيوانات المنوية لديها، فتمكنت من انتاج نطاف أو حيوانات منوية لكنها ليست مكتملة النمو.

دراسة ثالثة

دراسة ثالثة

بينت دراسة تمت في عام 2014 ميلادي أجراها علماء معهد البيولوجيا للخلايا الجذعية والطب الحديث من جامعة (ستانفورد)، ونشرت في مجلة (Cell Report) وكانت عن تكنيك جديد يمكن أن يحقق أمل الرجال الذين لديهم ضعف في الحيوانات المنوية وبالتالي لا يمكن تحقيق إخصاب البويضات الأنثوية،

بحيث بتم العمل للحصول على الخلايا المنوية من جلد الأشخاص الذين لديهم خلل جيني في انتاج النطاف، وذلك بعد عزل الخلايا الجذعية وزراعتها في خصية الشخص المريض، واستطاع العلماء انتاج نطاف في مراحلها الأولى بعد زراعتها في الخصية،

وهذا البحث أو الدراسة هي الأولى التي تمكّن العلماء فيها من انتاج العدد الوفير من النطاف ومن النوع الجيد في المختبرات، وبالتالي تتيح الفرصة لتطوير هذه النطاف ومعالجة العقم عند الرجال، وذلك بتحقيق الشروط المناسبة من تركيز الهرمونات والتحكم بدرجة الحرارة المطلوبة، لكي نحصل علة نطفة أو حيوان منوي قادر على اتمام عملية إخصاب البويضة الأنثوية وبالتالي حدوث الحمل.

رأي في موضوع علاج العقم بالخلايا الجذعية

هل تعلم أن المبالغ التي تم رصدها لأبحاث الخلايا الجذعية أكثر من ميزانية بعض البلدان، وتوجد أعداد كثيرة من المختبرات ومراكز الأبحاث التي تحاول الوصول إلى نتائج صحيحة وأكيدة قبل غيرها للاستفادة من سوق هذه الأبحاث لكثرة الطلب عليها،

مع ذلك مازال الطريق طويلًا ولم يزل في بداياته لان التقدم في تطبيق الأبحاث على الأشخاص لعلاج هذه الحالات في بداياتها وهي بطيئة جدًا، بسبب أن الباحثين لم يعرفوا كنه عملية نمو وتطور الخلية التناسلية بشكل كامل بعد، ويسودها غموض كبير، من النواحي البيئة الكيميائية والبيولوجية المحيطة بالعملية برمتها،

ولا بد في النهاية من لفت انتباه جميع المرضى إلى أن استغلال العلاج بالخلايا الجذعية للكثير من المسائل المرضية المستحيلة أو شبه المستحيلة تجرى دون أي رادع من ضمير أو أخلاق، فالكثير يتاجرون بأحلام الناس وآمالهم ويبيعونهم الهواء أو باللهجة المصرية (يبيعونهم الترامواي)، ونحن أمام أعوام طويلة من الجد والجهد والعمل والصبر حتى تحقيق نتائج مضمونة وأكيدة في هذا المجال من علاج العقم بالخلايا الجذعية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله