التجارة عبر الإنترنت .. كيف تبدأ تجارتك الخاصة؟

سواء كنت عزمت بشكل جدي على دخول مجال التجارة عبر الإنترنت واستثمار أموالك بشكل إلكتروني أو ما زالت غير واثق من نواياك تجاه هذا الأمر، فأنه دائمًا ما يتوافر العديد من الخيارات أمام أصحاب رؤوس الأموال لاستثمار أموالهم بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم، سواء كانت تلك الطرق التي يسلكونها استثمار إلكتروني عبر الإنترنت، أو المتاجرة في الواقع على الأرض.

ولكن بغض النظر عن الخيارات المتاحة أما الراغبين بدخول ميدان التجارة بأشكالها المختلفة، فأن التجارة عبر الإنترنت محور حديثنا هنا أمر مختلف، ليس فقط لأنها شكل جديد من الاستثمار والعمل بالنسبة للغالبية وتعتمد على الإنترنت دون الحاجة إلى النزول للأسواق، ولكن لأسباب أخرى كثيرة سنتعرف عليها في السطور التالية.

ما الذي يميز التجارة الإلكترونية عن غيرها من أشكال التجارة؟

التجارة عبر الإنترنت .. كيف تبدأ تجارتك الخاصة؟

  • من أهم ما تتميز به التجارة عبر الإنترنت عن غيرها من أشكال التجارة التقليدية هي إمكانية المتاجرة بمبالغ بسيطة وقليلة، دون الحاجة إلى رؤوس أموال ومبالغ طائلة.
  • في التجارة الإلكترونية لن تكون بحاجة إلى مستودعات وعمال نقل وتخزين ولا متاجر لعرض بضاعة فيها، مما يعني هذا تكاليف أقل ومرونة أكثر في عمليات البيع والشراء التي تتم.
  • كل العمليات تتم بشكل إلكتروني بما فيها عمليات البيع والشراء والتعامل مع العملاء، مما يعطي هذه إمكانية لاستخدام الكثير من الأدوات والتقنيات المساعدة مثل تحليل بيانات العملاء والزبائن وتحديد احتياجاتهم وما يرغبونه منك، بالإضافة إلى إمكانية استهداف الفئة المحددة تمامًا من العملاء.
  • لا حاجة للكثير من الضرائب والعمولات الجمركية والسمسرة، خاصة إنه معظم مراحل العميلة التجارية سيقوم بها الشخص بنفسه.
  • إمكانية التجارة بشتى أصناف المنتجات والبضائع والسلع وحتى الخدمات التقنية والإلكترونية، على عكس التجارة التقليدية التي لا تتجاوز المتاجرة فيها البضائع والمنتجات المتواجدة في السوق المحلي.
  • يمكن للتاجر في التجارة الإلكترونية استهداف أسواق عالمية وعملاء وزبائن في بلدان مختلفة والبيع لهم، على عكس التجارة التقليدية المحصورة في السوق المحلي فقط.

ما هي متطلبات التجارة عبر الإنترنت والاستثمار إلكترونيًا؟

هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه فيما يخص متطلبات هذا النوع من التجارة، يظن الكثيرين إن توفر رأس المال هو أهم ما يحتاجه لدخول مجال التجارة عبر الإنترنت في حين أن الصحيح غير ذلك. الخبرة والدراية والمعرفة الكافية بهذا المجال وكافة تفاصيله أهم بكثير من توفر رأس المال والمبالغ الكبيرة.

وأكثر من ذلك يمكنك النجاح في هذا المجال وتحقيق حتى مبالغ طائلة إن كنت تمتلك الأدوات المعرفية الكافية التي تمكنك من اللعب في هذا الميدان وحتى دون رأس مال، ويتوافر الكثير من الأمثلة التي يمكنك البحث عنها إن شئت لأشخاص بدءوا العمل بهذا المجال بمبالغ طائلة ومن ثم انتهى الأمر بهم مفلسين دون أي مكاسب؛ لعدم خبرتهم بهذا المجال وعدم تعلمهم لخفاياه وتفاصيله قبل الانطلاق فيه.

بالإضافة إلى الخبرة والدراية الكافية بهذا المجال، فأن المتطلبات الأخرى تشمل المهارات التقنية التي تمكنك من استخدام الأدوات المتاحة لمساعدتك في مراحل العملية التجارية كافة، منها استخدام الإنترنت وتوفره واستخدام البرامج التحليلية والإحصائية والقدرة على التواصل الجيد مع الزبائن والعملاء وكذلك مع المصنعين وأصحاب المتاجر على الجهة الأخرى، والذين قد يكونون من بلدان وثقافات مختلفة ويلزم التواصل معهم بلغة مختلفة.

كيف تبدأ التجارة عبر الإنترنت؟

بعد أن تعرفت إلى متطلبات هذا الشكل من التجارة، تعرف هنا إلى الخطوات التي عليك البدء بها إن كنت راغب بدء تجارتك الخاصة عبر الإنترنت

التجارة عبر الإنترنت .. كيف تبدأ تجارتك الخاصة؟

 1 – تعلم المبادئ

ربما صرت تعرف الآن وبعد الذي قرأته في السطور السابقة إن تعلم هذا المجال واتقان مبادئه على الأقل هو أولى الخطوات لبدء التجارة عبر الإنترنت والاستثمار، تختلف طريقة تعلمك لهذا المجال وفقًا للعديد من العوامل منها نوع التجارة التي تريد العمل فيها، فهل تفكر في المتاجرة بالخدمات الإلكترونية التي لا تتطلب أي حاجة للتعامل مع السلع والحاجات المادية، مثل تجارة العملات أو الأسهم والبورصة مثلًا، أم تفكر في المتاجرة في البضائع والسلع المادية مثل المواد الأولية أو التجارة في الأقمشة والملابس على سبيل المثال.

وبالتالي كل مجال من هذه المجالات يحتاج إلى تعلم مهارات وتقنيات معينة يتطلبها هذا النوع من المتاجرة، بالإضافة إلى بعض المهارات الأخرى التي تحتاجها كل أشكال التجارة.

2 – حدد وجهتك

تشمل هذه الخطوة تحديد المبلغ الذي تريد المتاجرة فيه، والمكان الذي ستقدم خدماتك فيه أو العملاء المحتملين الذي سيشترون منك، وآلية الوصول لهم، بالإضافة إلى نوع الخدمات أو السلع التي سوف تتاجر فيها. كما قلنا من البداية فأنه يمكن في التجارة الإلكترونية استثمار مبالغ صغيرة أو كبيرة وذلك على قدر الإمكانيات والمتاح، إذ يمكنك البدء باستيراد بعض المنتجات الرخيصة من الأسواق الرخيصة مثل الأسواق الصينية. كذلك بالنسبة للعملاء المحتملين وتحديدهم وتحديد طرق الوصول إليهم فهل يمكنك الوصول لهم عبر الفيسبوك مثلًا أو يلزم تأسيس متجر إلكتروني خاص بك.

باختصار تشمل هذه الخطوة التخطيط وتحليل البيانات لتعرف إلى أين ستسير الأمور معك وما هو المتوقع، على الأقل في المرحلة الأولى من عملك.

3 – حدد أهدافك

يجب أن تكون الأهداف واقعية ومنسجمة مع ما كنت قد خططت له مسبقًا، فمن غير المعقول أن تتوقع أرباح طائلة من البداية وأنت لم تستثمر إلا مبلغ بسيط، كذلك في حال لم تعطي مرحلة التخطيط والإعداد والتعلم لمبادئ هذا المجال ما يكفيه من وقت وجهد فلا تتوقع الكثير، بل ومن الضروري أن تكون احتمالية الخسارة والفشل من ضمن التوقعات في المرحلة الأولى.

هذه المرحلة تساعدك في معرفة إن كنت تسير في الوجهة الصحيحة أم لا، وحتى لو لم تصل لاحقًا إلى الأهداف التي حددتها ولكن ستعرف منها هل أنت تسير في الطريق الصحيح وتستطيع لاحقًا تحديد المشاكل وأسبابها والعمل حلها أيضًا.

4 – مرحلة التنفيذ

هذه المرحلة تتضمن بدء تنفيذ كل ما كنت قد خططت له في الخطوات السابقة والبدء بالعمل الفعلي، سواء كنت قد قررت التجارة بالأسهم والبورصة أو الفوركس أو بالسلع والمواد المختلفة من بضائع وغيرها، أو حتى كنت قد قررت شراء بعض الأدوات الإلكترونية من إحدى المتاجر الصينية بأسعار رخيصة لإعادة بيعها في السوق القريب منك، أو إعادة بيعها في سوق آخر بعد شحنها إلى ذلك السوق.

أخيرًا، تكون بذلك قد بدأت العمل فعليًا في مجال التجارة عبر الإنترنت والاستثمار بشكل إلكتروني. من الجدير بالذكر إن مجال التجارة الإلكترونية ليس من السهل الخوض فيه، وغالبًا ما يشتمل على العديد من المخاطر ليس أولها كثرة عمليات الخداع والاحتيال التي تستهدف عمليات الدفع الإلكتروني. إلى جانب ذلك فأنه يحتاج للكثير من الوقت والجهد حتى يتمكن الشخص من تحقيق مكاسب جيدة فيه ولن يتم الأمر بين ليلة وضحاها بل يحتاج الأمر للكثير من الصبر والتعلم فيه.

كنا قد تحدثنا في موضوع سابق عن ميزات ومساوئ التجارة الإلكترونية يمكن الاطلاع على الموضوع إن كنت ترغب بمعرفة المزيد من عن هذا المجال، وعن سوق الفوركس إن كنت تفكر بالعمل بهذا المجال.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله