حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل

الحساسية الغذائية هي نوع من الحساسية الشائعة جدًا عند الأطفال، وخاصة عند الأطفال الأصغر سنًا، تحدث حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل نتيجة تفاعل الجهاز المناعي (الذي يدافع عن الجسم من الأمراض) للطفل مع بعض المواد الموجودة في بعض الأطعمة، مما يولد سلسلة من الأعراض التي يمكن أن تتراوح شدتها من معتدلة إلى خطيرة جدًا.

من الصعب تحديد المادة الغذائية التي تسبب حساسية الجلد عند الأطفال. حيث يمكن أن تكون الأعراض متنوعة للغاية، وبالتالي فإن التشخيص ليس سهلًا دائمًا. لهذه الأسباب، من المهم أن يكون لدى الآباء فهم جيد وإلمام بهذا الموضوع.

حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل

متى تظهر حساسية الطعام عند الأطفال؟

يمكن أن يعاني أي طفل في أي مرحلة عمرية من حساسية الطعام، لكن أكثر حالات الحساسية التي تعرض على الأطباء تكون في السنة الأولى من عمر الطفل.

أما بالنسبة للأعراض الناتجة عن هذه الحساسية فإنها تظهر عادة بعد تناول المادة المسببة للحساسية بعدة دقائق.

سبب حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل

قلنا سابقًا أن الحساسية الناتجة عن تناول مادة غذائية تكون بسبب رد فعل الجهاز المناعي على دخول هذه المادة أو أحد مكوناتها إلى الجسم، لكن السبب وراء رد فعل الجهاز المناعي هذا غير معروف حتى الآن، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى دور العامل الوراثي، حيث يعتقد أن الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه أي نوع من الطعام لديهم استعداد جيني لتطوير رد الفعل هذا.

يمكن أن تسبب الأطعمة أيضًا حساسية إذا كانت ملامسة للجلد أو بعد التعرض لها عن طريق الجهاز التنفسي. في الحالة الأولى يمكن أن تسبب التهاب الجلد والشرى، بينما في الثانية يمكنها أن تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو التهاب الأنف.

هل غذاء الحامل يمكن أن يجعل الطفل أكثر عرضة للحساسية الغذائية؟

ليس هناك دراسات علمية مثبتة تشير إلى ذلك، لكن وفي جميع الحالات تنصح النساء الحوامل والمرضعات بتجنب المواد التي تسبب الحساسية الغذائية، فهذه المواد يمكن أن تنتقل إلى الجنين في الرحم أو الطفل الرضيع عن طريق حليب الثدي وتسبب الحساسية لديه.

الأطعمة الأكثر شيوعًا التي تسبب حساسية الجلد عند الأطفال

على الرغم من وجود أكثر من 160 نوعًا من الأطعمة التي يمكن أن تسبب الحساسية لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية، فإن القانون يحدد المواد الثمانية الأكثر شيوعًا للحساسية الغذائية. هذه المواد تمثل 90 في المئة من مسببات ردود الفعل التحسسية وهي الحليب والبيض والمأكولات البحرية والمكسرات والقمح والبقوليات وفول الصويا والفواكه.

هذه الأطعمة الثمانية وأي مكون يحتوي على عناصر مأخوذة من واحد أو أكثر منها يتم تصنيفها ضمن هذه القائمة باعتبارها مسببات رئيسية للحساسية الغذائية.

أعراض حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل

  • يصبح الجلد جافًا ومحمّرًا في بعض الأحيان.
  • يعاني الطفل من حكة في الجلد تتراوح من معتدلة إلى كثيفة.
  • تقشر الجلد.
  • ظهور بثور صغيرة أو كبيرة حسب شدة الحساسية.
  • في حالة التهاب الجلد، يصبح الجلد سميكًا.

هل الحساسية عند الأطفال بسبب الطعام خطيرة؟

عندما يعاني طفل من الحساسية تجاه أي مادة فإن ذلك يعني أن جسمه لا يتقبل هذه المادة لذلك ينبغي تجنبها قدر الإمكان، في معظم الحالات، تكون الحساسية الجلدية غير خطيرة لكنها غالبًا ما تترافق مع ظهور أعراض أخرى وقد تكون هذه الأعراض شديدة في حال تناول كمية كبيرة من المادة المسببة للحساسية، وقد تكون حياة الطفل معرضة للخطر في هذه الحالة خاصة في حالة الطفل الرضيع.

فبعد تناول المواد المسببة للحساسية الغذائية، يمكن للطفل المصاب بالحساسية أن يعاني من حساسية شديدة تهدد الحياة تسمى الحساسية المفرطة.

هذا يمكن أن يؤدي إلى:

ما هي كمية الطعام التي تسبب ظهور أعراض الحساسية؟

لا يمكن تقدير ذلك بدقة، لأن كل حالة مختلفة عن الأخرى في الأعراض وتأثيراتها على الجسم، لكن في كثير من الأحيان ينصح الآباء أن يقدموا جرعات خفيفة جدًا من المادة المسببة للحساسية وزيادة الكمية تدريجيًا حتى ملاحظة ظهور أعراض الحساسية الخفيفة، عندها يمكن تقدير كمية الطعام التي يمكن أن يتناولها الطفل دون أن يكون في خطر ظهور الأعراض الخطيرة للحساسية.

ملاحظة: تحديد كمية الطعام التي يستطيع الطفل تناولها دون ظهور أعراض الحساسية هي إجراء صعب ويجب أن يتم بدقة كبيرة بعد استشارة الطبيب أو تحد إشرافه، ولا يجب أن تجرى هذه التجربة على الأطفال الرضع.

طريقة تحديد المادة الغذائية المسببة للحساسية الجلدية عند الأطفال

الطريقة العامة لمعرفة سبب الحساسية عند الطفل هي عندما يسأل الطبيب الأبوين عن المواد التي تناولها الطفل قبل ظهور الحساسية، لكنها ليست دائمًا طريقة دقيقة.

لكن عندما يعاني المريض من رد فعل عند تناول أي طعام، فإنني أوصي باستشارة الطبيب. في هذه الحالة، سيقوم طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال بالنظر في أعراض المريض، وعند تأكيد الحساسية، قد يحيلهم إلى طبيب الحساسية.

تكون الطريقة الموثوقة التي يقوم بها طبيب الحساسية بتحديد المسبب هي أن يقوم الطبيب المختص بإجراء اختبار الحساسية على الطفل، يتم ذلك عن طريق تحديد عدة مناطق من الجلد (غالبًا على اليد) ثم يتم تعريض هذه كل منطقة لكمية قليلة جدًا من إحدى مسببات الحساسية، ويتم تحديد المادة المسببة للحساسية عند ظهور رد فعل تحسسي على الجلد.

في اختبارات الجلد لتشخيص حساسية الطعام. النتيجة الإيجابية لا تعني بالضرورة أن الشخص يعاني من حساسية تجاه طعام معين، ولكن النتيجة السلبية تشير إلى أنه من غير المرجح أن يكون حساسًا لهذا الطعام. فبعد ظهور النتيجة الإيجابية في اختبار الجلد، قد يحتاج أخصائي الحساسية إلى إجراء اختبار من خلال جعل الطفل يتناول المادة للوصول إلى التشخيص النهائي.

كيف يمكن الوقاية من الحساسية الجلدية الناجمة عن الغذاء؟

لا توجد طريقة فعالة لمنع الحساسية الناجم عن الطعام. والتوصية الرئيسية لتجنب الأعراض هي تجنب استهلاك المواد المسببة للحساسية الغذائية.

يشترط القانون في معظم الدول أن تحدد ملصقات الطعام أسماء المصادر الغذائية لجميع المواد المسببة للحساسية الغذائية الرئيسية المستخدمة لتصنيع المنتج. يتم استيفاء هذا الشرط إذا كان الاسم الشائع لمكون يعد واحد من مسببات الحساسية الغذائية الرئيسية.

في هذه الحالات ينبغي على الأبوين تجنب شراء المواد المسببة للحساسية بشكل نهائي واستشارة الطبيب حول هذا الموضوع.

ولكن السؤال الذي يطرحه أغلب الآباء هو: هل سيبقى طفلي يعاني من الحساسية الجلدية الناتجة عن مادة معينة طوال حياته أم يمكن الشفاء منها؟

الإجابة هي أنه من غير المعروف مدة استمرار معاناة الطفل من الحساسية للطعام، وكل حالة مختلفة عن الأخرى، فبعض الأطفال يعانون من ذلك طوال حياتهم فيما تكون حالات أحرى محدودة بفترة زمنية.

هل يمكن إعطاء الطفل العامل المسبب للحساسية بكميات صغيرة؟

نعم يمكن ذلك طالما أن الطفل لا يعاني من أعراض ولا يبدي أي انزعاج، لكن تحديد كمية المادة المسببة للحساسية يجب أن تتم تحت إشراف الطبيب المختص.

في معظم الحالات، ليس هناك داعٍ إلى إعطاء الطفل أي مادة مسببة للحساسية حتى بكميات صغيرة، وذلك بسبب وجود بدائل صحية متوفرة في أغلب الأسواق التي يجب الاعتماد عليها طالما أنها لا تحتوي المادة المسببة للحساسية.

علاج حساسية الجلد عند الأطفال بسبب الأكل

حاليا العلاج الوحيد ضد الحساسية الغذائية وأعراضها هو القضاء على المنتج من النظام الغذائي. قد تبدو هذه التوصية بسيطة، لكنها ليست كذلك، فالنظام الغذائي الخالي من مسببات الحساسية يعني أن المريض يجب أن يراقب غذائه بشكلٍ مستمر من أجل تجنب التعرض للحساسية.

لهذا السبب، يوصي المتخصص بمراقبة وقراءة ملصقات الطعام والتكوين الدقيق للوجبات في حال صنعها خارج المنزل لتجنب حالات التحسس الجلدي.

وفي العقود الأخيرة، يتم تطوير علاجات محددة لمحاولة تعديل استجابة جهاز المناعة، تُعرف هذه المعالجات باسم العلاج المناعي الفموي أو اللقاحات المضادة للحساسية، والتي يمكن أن تكون واعدة للحساسية الناجمة عن الحليب والفول السوداني والبيض.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله