أعراض نقص البكتيريا النافعة … 10 أعراض تخبرك أن ميكروباتك ليست سعيدة

ميكروبات ضئيلة الحجم ولكنك ستعاني الكثير من أعراض نقص البكتيريا النافعة ومن الأمراض المرتبطة بذلك، لذا لا تستهين بها وتأكد من حمايتها.

الأمعاء الصحية تعني توازن جيد في الميكروبات أو البكتيريا ضمن الجهاز الهضمي، وهذه الكائنات المجهرية تساعدك على الحصول على الطاقة من الطعام الذي تتناوله والتخلص من السموم ومحاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة وإنتاج السيروتونين وغيرها من المهام التي لن تكون على ما يرام بدونها لذا انتبه إلى أعراض نقص البكتيريا النافعة

هذه البكتيريا المتواضعة والتي من الضروري أن تتواجد بأعداد هائلة في جهازك الهضمي تلعب دور يفوق حجمها ملايين المرات فأمراض عديدة وضعف الجسم والمناعة بالإضافة إلى الكثير من المشاكل الصحية إما أن تكون من أعراض نقص البكتيريا النافعة أو أن تكون مرتبطة به، وقد تكون أنت السبب في هذا النقص.

الميكروبات أو البكتيريا النافعة – الميكروبيوم البشري

الميكروبات أو البكتيريا النافعة – الميكروبيوم البشري

في جسمك هناك تريليونات الكائنات المجهرية الحية من بكتيريا وفطريات وفيروسات وميكروبات مختلفة أخرى إنها تعيش في كل مكان في جسمك تقريبًا، هذا النظام المزدحم والذي يضج بالكائنات الدقيقة يعرف بـ الميكروبيوم البشري.

تتمركز معظم تلك الكائنات الدقيقة في جهازك الهضمي وبشكل خاص في الأمعاء والقولون وقد تم اكتشاف ما يزيد عن 1000 نوع من البكتيريا، هذه الكائنات تعمل على هضم الطعام الذي تتناوله وتعزز من نظامك المناعي وتحمي الجهاز الهضمي من العدوى وتخلصك من السموم وتنتج مجموعة من الفيتامينات أهمها فيتامين B.

بالطبع لا توجد البكتيريا النافعة وحدها بل هناك عدد من البكتيريا الشريرة (الضارة) والتي تسبب الأمراض في حال تطورها ونموها، من هنا يكون الحفاظ على التوازن بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة أمر في غاية الأهمية.

تحصل على أول كمية من الميكروبات خلال ولادتك وتحديدًا خلال المرور من قناة الولادة وخلال أول عامين لك يتغير الميكروبيوم الخاصة بك وذلك بتأثير البكتيريا في حليب الأم والأطعمة التي تتناولها والأدوية والمضادات الحيوية التي تحصل عليها، وغالبًا ما تستقر بيئة الميكروبيوم لديك في سن الثالثة، وتعتبر رحلة التطور هذه في غاية الأهمية لأنها تحدد مدى صحة جهاز الهضم والقنوات الهاضمة لكامل حياتك.

أعراض نقص البكتيريا النافعة

أعراض نقص البكتيريا النافعة

عندما لا تكون الميكروبات لديك سعيدة أو بحالة جيدة فإنك ستعاني من عدد من أعراض نقص البكتيريا النافعة واضطراباتها، وقد تكون بالفعل تعاني من عدد منها ولكنك لا تعرف أنها ناتجة عن صراخ تلك الكائنات المجهرية.

1 – انخفاض وتقلب المزاج والشعور بالاكتئاب والضيق

يمكن أن تعمل البكتريا المفيدة على إنتاج السيروتونين والذي يعتبر الناقل العصبي المسؤول عن منحنا الشعور بالسعادة والرضى وبالتالي سيكون مزاجك أكثر استقرارًا وأفضل عندما تكون ببيئة الميكروبيوم لديك في أفضل حالتها على عكس وجود الخلل فيها.

إلى جانب ذلك فإن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب واضطرابات الجهاز الهضمي وكل منهما يسبب الآخر فعندما تشعر بالضيق والاكتئاب ستميل لاشتهاء الأطعمة السريعة والفقيرة بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولمثل هذا النظام الغذائي دوره الكبير فير تغيير بيئة البكتيريا النافعة لديك وتعريضها للاضطرابات والنقص.

قد يهمك: أعراض الاكتئاب الجسدية 11 علامة غير متوقعة تشير إلى أنك تعاني من الاكتئاب

2 – الإصابة المتكررة بنزلات البرد والعدوى الفيروسية

الجهاز المناعي ضمن الأمعاء هو خط الدفاع الأول والأهم عن الجسم اتجاه الفيروسات وغيرها من العوامل الممرضة التي تدخل الجسم بطرق عديدة أهمها الأغذية ومن ثم تنتقل عبر مجرى الدم وتشق طريقها لتصل إلى وجهتها وهذا ما يفسر تكرار التعرض للعدوى ونزلات البرد وغيرها.

وتحديدًا في الحال كنت لا تتناول الأطعمة التي تمنح جسمك ما يحتاجه ولا تأكل الكمية الكافية من الخضار والفاكهة والدهون الصحية كالأسماك والبقوليات وغيرها أو في حال كنت تتجاهل شرب الماء وتنسى ذلك الأمر.

قد يهمك: سلسلة كيف يعمل الجسم البشري … كل شيء عن الجهاز المناعي عند الإنسان

3 – اضطرابات المناعة الذاتية التي ترتبط بتهيج الجلدة

نقص البكتيريا النافع سيترافق مع زيادة في البكتيريا الشريرة وهذا بدوره سوف يؤدي إلى تطور الالتهابات وتلف في بطانة الجهاز الهضمي ولأن الجهاز المناعي في الأمعاء يعتبر الخط المناعي الأول الذي يمنع العوامل الممرضة من العبور والوصول إلى مجرى الدم.

وبالتالي في حال كان هناك تلف في الأمعاء فإنه سوف يتوجب على الجهاز المناعي أن يكون في أتم استعداد وحالة قصوى من التأهب وذلك حتى يؤدي دوره ويمنع وصول تلك العوامل إلى الدم، وحالات تهيج الجلد وأهمها الأكزيما التي تعتبر مرتبطة باضطرابات المناعية وبشكل خاص تلك المتعلقة بتلف الأمعاء.

قد يهمك: أمراض المناعة الذاتية الجلدية .. أمراض نادرة وأخرى خطيرة

4 – الجهاز المناعي شديد الحساسية وحمى القش

حمى القش ترتبط بشكل أساسي بالنظام المناعي شديد الحساسية وفي 70% من حالات حساسية الجهاز المناعي توجد في الأمعاء، بالإضافة إلى تأثره بشكل مباشرة بتنوع البكتيريا، وأظهرت الدراسات السريرية أن الأشخاص الذين يعانون من حمى القش أظهروا تحسن كبير عندما تم إعطائهم أدوية لتحسين الميكروبيوم خلال 5 أسابيع.

5 – الشعور بالحرقة أي ارتفاع حمض المعدة إلى المريء

ارتفاع حمض المعدة ووصوله إلى المريء يؤدي إلى الشعور بالحرقة ويحدث هذا الأمر نتيجة لما يلي:

  • إما أن تكون العضلة العاصرة مسترخية (العضلة العاصرة تفصل المعدة عن المريء وتمنع خروج العصارات الهاضمة إلى المريء) وبالتالي عندما يكون هناك خلل في هذه العضلة يصل الحمض إلى المريء.
  • أو يرجع ذلك إلى سوء الهضم الناتج عن نقص البكتيريا المفيدة والذي يؤدي إلى بقاء الطعام لوقت أطول وتخمر في المعدة ما يؤدي إلى تشكيل غازات ترتفع وتصعد وتحمل معها العصارات الهاضمة.
  • أو يرجع إلى نقص في درجة حموضة العصارات الهاضمة فلا تولد استجابة تحفز العضلة العاصرة على منع خروجها من المعدة.

قد يعجبك: علاج حرقان المعدة والحموضة والتخلص من كل هذا الإزعاج والألم

6 – الانتفاخ الذي يشير إلى أن جهازك الهضمي لا يعمل

المعاناة من الانتفاخ والغازات يعني أن الجهاز الهضمي لا يعمل كما يجب وبالتالي فإن الطعام يبقى في الجهاز الهضمي بدون هضم مدة طويلة يتخمر خلالها وتنتج عن ذلك الغازات التي تملأ المعدة.

يمكن اعتبار اضطرابا الهضم هذه من أهم أعراض نقص البكتيريا النافعة فهذه البكتيريا تعمل على تحليل الطعام وإنتاج أنزيمات أهمها الليباز المسؤول عن هضم اللاكتوز (سكر الحليب) بالإضافة إلى تعزيز الحموضة، وبالتالي فإن أي خلل في الميكروبيوم الخاص بك سينتج عنه مثل هذه الاضطرابات وأو تتطور إلى متلازمة القولون العصبي.

قد يهمك: أعراض القولون العصبي بالتفصيل مع التشخيص والعلاج وأهم الأسئلة حوله

7 – اضطرابات في مستويات الميلاتونين ومشاكل النوم

الميلاتونين هو عبارة عن الهرمون المسؤول عن الاسترخاء والحصول على النوم وفي معظم الأحيان يتم إنتاجه في المساء، وبشكل عام فإن المقدار الأكبر من إنتاجه يتم في الأمعاء من هنا يتم اعتبار اضطرابات النوم من أعراض نقص البكتيريا النافعة

ويمكن أن تتمثل الحالة في زيادة كمية الميلاتونين ما يؤدي إلى الشعور المستمر بالإرهاق والتعب والنعاس، أو بنقص كميته وبالتالي المعاناة من الأرق أي في حال كنت تعاني من اضطرابات في النوم يتوجب عليك الانتباه والبحث عن السبب.

قد يهمك: عدم القدرة على النوم … لا تنعس ولا تغرق في النوم وإن نجحت لا تستمر

8 – المعاناة مع عدوى المسالك البولية

إن أكثر من 80% من حالات اضطراب المسالك البولية والمعاناة من الالتهابات فيها ينتج عن البكتيريا، مثل: التهاب المثانة الذي ينتج عن فرط النمو لبكتيريا الكولاي والتي عادةً ما تنشأ في الجهاز الهضمي.

إلى جانب ذلك فإن انخفاض حمضية الوسط في المهبل لدى النساء تعمل على جعله عرضة للإصابة بالالتهابات والعدوى بالإضافة إلى التهاب المسالك البولية.

9 – اشتهاء أنواع معينة من الطعام وتغيرات الوزن

تغيرات الوزن المفاجئة وغير المقصودة يمكن أن تكون من أهم المؤشرات التي تنبه إلى وجود خلل في بيئة البكتيريا المفيدة في الأمعاء وطريقة عملها ومقدار حصول الجسم على الطاقة من الأطعمة التي يتم تناولها.

إلى جانب ذلك فإن تلك البكتيريا تتحكم بما تشتهي وتحب تناوله وفي حال نقص تعداد البكتيريا فهي سوف تدفعك إلى اشتهاء تناول أطعمة معينة تعمل على تعزيزها وزيادة مقدارها وتقويتها وأهم تلك الأطعمة التي ستشتهي تناوله هي السكريات، والتي بدورها ستؤدي إلى زيادة في الوزن عند الإفراط في تناولها.

قد يهمك: 16 خطوة للتخلص من إدمان السكريات والحلويات بسهولة

10 – الحساسية اتجاه أنواع معينة من الطعام

الحساسية اتجاه الأطعمة تنتج عن عدم قدرة الجسم على هضم هذه الأطعمة بصورة صحيحة ما يحفز استجابة مناعية اتجاها في حال وصولها أو وصول تراكيبها إلى الدم وهذه الاستجابة تؤدي إلى مظاهر الحساسية، بشكل عام فإن عدم القدرة على تحمل الطعام يرتبط بنقص في كمية البكتيريا في الأمعاء وجودتها.

أشياء يمكنها أن تجعل البكتيريا المفيدة لديك سعيدة

أشياء يمكنها أن تجعل البكتيريا المفيدة لديك سعيدة

هنا مجموعة من الأشياء التي يمكن من خلالها ضمان بيئة صحية للبكتيريا النافعة لديك، وهي:

1 – التعامل مع توترك وخفض مستوياته

يؤثر التعرض لمستويات عالية ومستمرة من التوتر بشكل سلبي على الجهاز الهضمي، لذا تأكد من:

  • تنظيم وقتك وترتيب المهام التي يجب عليك القيام بها.
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة خلال اليوم.
  • القيام بالأنشطة الترفيهية التي تفضلها وتمنحك الكثير من السعادة.
  • شحن نفسك بالطاقة الإيجابية.

2 – الحصول على القدر الكافي من النوم

الحرمان من النوم يملك تأثير سلبي وكبير على الأمعاء والبكتيريا النافعة، إلى جانب كون اضطراباته من أهم أعراض نقص البكتيريا النافعة لذا من الضروري:

  • الحصول على 7 – 8 ساعات من النوم بشكل يومي.
  • تنظيم ساعات النوم ويفضل أن تكون خلال الليل.
  • لابتعاد عن المنبهات والعمل أمام الشاشات قبل النوم ببضع ساعات.
  • تجنب تناول وجبات كبيرة ودسمة قبل النوم.

3 – تناول الطعام ببطء وتأكد من مضغه جيدًا

تناول الطعام بسرعة وابتلاعه بدون مضغ يعني أن المرحلة الأولى من الهضم (الهضم الميكانيكي بتحطيم الطعام والهضم الكيميائي بفعل اللعاب) قد تم تخطيها ما يؤثر بشكل سلبي على عملية الهضم ككل وعلى الأمعاء، لذا تأكد من:

  • مضغ الطعام بشكل جيد.
  • التركيز على تناول الطعام خلال ذلك وعدم الانشغال بأشياء ومهام أخرى (العمل أو مشاهدة التلفاز….).

4 – تناول كمية كافية من الماء بشكل منتظم

شرب الماء بكميات كافية يملك تأثير مفيد بالنسبة للوسط الداخلي في جهاز الهضم بشكل عام ويعزز من تنوع وتوازن البكتيريا النافعة، لذا عليك:

  • شرب كمية كافية من الماء خلال اليوم بحيث تكون موزعة بشكل منظم: كوب في الصباح – كوب قبل كل وجبة بنصف ساعة – كوب قبل النوم ببضع ساعات…

5 – مكملات بروبيوتيك أو بروبيوتيك لتحسين الميكروبيوم

توجد العديد من الأدوية والمكملات التي تعزز من البكتيريا النافعة في الأمعاء بعضها يمكن تناوله بدون وصفة طبية، ولكن بشكل عام يفضل استشارة الطبيب.

6 – اعتمد نظام غذائي صحي غني ومتوازن

يلعب النظام الغذائي الدور الأهم في خلق بيئة صحية للبكتيريا النافعة لذا تأكد من أن يكون نظامك الغذائي متنوع ومتكامل غني بالأطعمة الصحية والتركيز على الأطعمة التي تعزز من الميكروبيوم مثل الألياف – اللبن – الملفوف المخلل… وتجنب السكريات والأطعمة المصنعة والدسمة.


صحيح أنها ميكروبات متواضعة وضئيلة الحجم إلا أنك سوف تشعر على الفور بـ أعراض نقص البكتيريا النافعة فهي تؤثر على صحتك ومناعة جسمك وقدرة أجهزته والأعضاء والأنسجة وسوف تتلاعب بمزاجك والكثير لذا لا تستهين بها أبدًا وتأكد من حمايتها.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله