تعرف على أمراض الرئة الخطيرة الأكثر انتشارا

ربما تكون قد سمعت عن أمراض الرئة الخطيرة مثل مرض السل أو التليف الكيسي، لكن هل عرفت كيف يمكن أن تكون هذه الأمراض ضارة ومؤثرة على جسمنا؟

هناك خمسة من أمراض الرئة الخطيرة والقاتلة التي يمكن أن نعاني منها. وفيما يلي قائمة تتضمن هذه الأمراض بالإضافة إلى خصائصها ومعلومات عن أعراضها وطرق علاجها، وما الذي يجب علينا توقعه إذا تأثرت أنت أو أحد أفراد عائلتك بها.

أمراض الرئة الخطيرة

مرض السل (TB)

السل هو مرض ينتج عن عدوى بكتيرية غالبًا ما تصيب الرئتين، ولكنها يمكن أن تؤثر أيضًا على الجهاز اللمفاوي والأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم، مما يتسبب في موت الأنسجة الموجودة في مناطق الإصابة.

معظم الأشخاص الذين يتعرضون لمرض السل لا تظهر عليهم أعراض أبدًا، وذلك لأن البكتيريا المسببة لمرض السل يمكن أن تعيش بصورة غير نشطة في الجسم لفترة طويلة دون أن تظهر أي علامات أو أعراض مميزة على وجودها. تُعرف هذه الحالة بالسل الكامن.

لكن مع التقدم في المرض، يعاني المريض من ضعف في جهاز المناعة، وهذا يساعد على إعادة تنشيط البكتيريا وتطوير مرض السل الحقيقي الذي يتميز بالأعراض التي سنذكرها أدناه. يمكن أن يكون السل النشط حالة خطيرة قد تسبب الوفاة إذا تركت بدون علاج.

أعراض مرض السل

قد تختلف أعراض السل باختلاف الأعضاء المصابة. ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا هي ما يلي:

·        السعال الذي يدوم ثلاثة أسابيع أو أكثر.

·        ألم في الصدر.

·        السعال مع الدم أو البلغم (البلغم الصادر من داخل الرئتين).

·        ضعف أو تعب.

·        فقدان الوزن.

·        فقدان الشهية.

·        قشعريرة برد.

·        حمى.

·        التعرق الليلي.

علاج السل

هناك عدة أنواع مختلفة من العلاجات التي أثبتت فعاليتها ضد مرض السل. ويعتمد الاختيار بين هذه العلاجات على حالة كل مريض ونسبة العدوى والمرحلة التي وصل إليها المرض.

وعلى الرغم من توفر كل هذه العلاجات المختلفة والناجحة، يشير الخبراء إلى أنه بمجرد أن يعاني المريض من مرض السل، فإن هذا المرض سوف يبقى في جسمه دائمًا لبقية حياتك، وحتى بعد العلاج والشفاء منه، يمكن للمريض أن يعاني منه ومن تفشي العدوى مرة أخرى في بعض الحالات، وخصوصًا عندما يعاني الشخص من مشكلات تتعلق بالتعب والإجهاد والضغط. لكن ولحسن الحظ، معظم المرضى الذين يستمرون في الرصد الدقيق وإجراء الفحوصات الروتينية لهذا المرض يمكنهم أن يبقوا الأعراض الحادة تحت السيطرة.

ارتفاع ضغط الدم الرئوي

الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم الرئوي هو الشخص الذي يعاني من ارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم ضمن شرايين الرئة. في هذه الحالة، يسبب ارتفاع الضغط في الشرايين الرئوية إلى عمل ومجهود إضافي في الجانب الأيمن من القلب، يكون هذا المجهود أكثر من الطبيعي لدفع الدم، وبالتالي، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فشل وظيفة القلب.

الأعراض

قد تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي:

·        ألم في الصدر.

·        تعب.

·        إغماء مفاجئ.

·        تورم الساقين (الوذمة).

العلاج

ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو مرض رئوي خطير للغاية في حال لم يتم إدارته وعلاجه، ويكون معدل البقاء على قيد الحياة بالنسبة للمرضى منخفض للغاية في هذه الحالة. ومن بين العلاجات الأكثر شيوعًا استخدام العلاجات الموسعة مثل العمليات الجراحية وفغر الحاجز الأذيني وزراعة الرئة.

التليف الكيسي (CF)

التليف الكيسي هو مرض وراثي يؤثر على الغدد التي تنتج المخاط والعرق. تتسبب الحالة في أن يصبح المخاط سميكًا ولزجًا في الرئتين. ومع تراكم المخاط، يمكن أن يسد المسالك الهوائية ويخلق بيئة أكثر عرضة للنمو البكتيري.

كما يمنع التليف الكيسي الأنزيمات الهاضمة الضرورية من الوصول إلى الأمعاء. يحتاج الجسم إلى هذه الإنزيمات لهضم العناصر الغذائية الموجودة في الطعام الذي نأكله، وهذا هو السبب في أن معظم المصابين بالتليف الكيسي يعانون من سوء التغذية.

الأعراض

قد يكون لدى المرضى مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك:

·        تصبح البشرة ذات طعم مالح جدًا.

·        السعال المستمر، وأحيانًا مع البلغم.

·        التهابات الرئة المتكررة.

·        الصفير أو صعوبة في التنفس.

·        ضعف النمو أو انخفاض الوزن على الرغم من وجود شهية جيدة.

·        صعوبة في تشكيل البراز أو البراز الكبير والدهني.

العلاج

التليف الكيسي هو مرض مميت لا يوجد له علاج معروف ومضمون وفعال يضمن الشفاء منه. وكثير من المصابين بهذا المرض لا يعيشون أكثر من 30 سنة بعد تشخيص إصابتهم.

العلاج الذي يستخدمه الأطباء في معظم الحالات هو العلاج الداعم بشكلٍ رئيسي، والذي يشمل على سبيل المثال العلاجات النفسية وبعض الأدوية والمكملات الغذائية. بالإضافة إلى التركيز على أهمية اتباع نمط حياة صحي والتغذية السليمة وممارسة تمارين رياضية معتدلة ليستطيع المريض البقاء بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة.

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)

يصاب الشخص بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة عندما تتراكم السوائل في أكياس هوائية مرنة صغيرة توجد ضمن الرئتين. وجود هذه السوائل المتراكمة في الأكياس الهوائية للرئتين يعني أن المريض لن يتمكن من الحصول على كمية كافية من الأوكسجين في مجرى الدم، وهذا يدوره يحرم أعضاء الجسم المختلفة وأنسجته وخلاياه من غاز الأكسجين التي يحتاج إليه كل جزء من الجسم.

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عادةً ما يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من مرض خطير أو الذين تعرضوا مؤخرًا لإصابات أو حوادث مباشرة. وعادةً ما تظهر الأعراض بعد عدة ساعات أو بعد أيام قليلة من الإصابة بالمرض أو التعرض للحادث.

الأعراض

فيما يلي أهم الأعراض المميزة الأكثر شيوعًا لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة والتي تساعد في التعرف عليها وتشخيصها، لذا لا ينبغي الاستهانة إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض:

·        ضيق حاد وشديد في التنفس.

·        صعوبة أو عدم القدرة على التنفس.

·        التنفس بسرعة أو بشكلٍ غير طبيعي.

·        انخفاض في ضغط الدم.

·        الارتباك والتعب الشديد.

العلاج

حتى الآن، لا يتوفر علاج ناجح وفعال 100% لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ويعتمد العلاج الأساسي على دعم المريض حتى تختفي الحالة الالتهابية التي يعاني منها. قد يستغرق ذلك أيامًا أو أسابيعًا حسب حالة كل شخص وحسب طريقة العلاج المستخدمة في علاج هذا المرض.

بما أن هذا المرض لا يمكن التنبؤ به تمامًا. فكثير من الناس الذين يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة لا يستجيبون للعلاج جيدًا ويمكن أن تؤدي متلازمة الضائقة التنفسية الحادة إلى خطر الموت مع التقدم في العمر وشدة المرض. من أولئك الذين ينجون يتعافى بعضهم تمامًا لكن آخرين يتعرضون لأضرار دائمة في رئتيهم وأجزاء أخرى من الجسم بحيث لا يمكن علاج هذه الأضرار أو المشكلات.

هل يمكن الوقاية من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة؟

نظرًا لعدم وجود سبب معروف ومحدد لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، لا يمكن التنبؤ بهذا المرض أو تجنبه من خلال اتباع مجموعة نصائح معينة.

سرطان الرئة

يبدأ سرطان الرئة عندما تنمو الخلايا الشاذة (السرطانية) بشكلٍ خارجٍ عن السيطرة في الرئتين. وغالبًا ما يكون هذا المرض وعادة التدخين متلازمان، لكن الدراسات الحديثة قد بينت أن عددًا متزايدًا من حالات الإصابة بسرطان الرئة تحدث عند الأشخاص غير المدخنين، وخاصةً من النساء.

يفسر بعض العلماء سبب ازدياد عدد الأشخاص غير المدخنين بمرض سرطان الرئة إلى التعرض الدائم للغازات الناتجة عن تدخين الأخرين (تعرف حالة العيش مع أشخاص مدخنين واستنشاق الدخان بالتدخين السلبي أو التدخين تحت الإكراه) أو نتيجة العيش في الأماكن التي تتميز بتلوث ملحوظ في الهواء، كالمدن الكبيرة أو المناطق التي تكون بالقرب من المعامل الصناعية الكبرى. فالغازات الضارة والملوثات التي تنتشر في الهواء هي السبب الرئيسي في معظم حالات سرطان الرئة التي تم تشخيصها.

أعراض سرطان الرئة

السبب الرئيسي الذي يجعل مرض سرطان الرئة حالة قاتلة وخطيرة جدًا هو عدم إمكانية التنبؤ بالمرض والتعرف عليه في المراحل المبكرة، فلا يوجد أي أعراض أو علامات تظهر في بداية الإصابة وخلال المراحل المبكرة الأولى. لكن مع تقدم السرطان وانتشاره، قد تظهر مجموعة من الأعراض المميزة التي قد تساعد في تشخيص الإصابة والكشف عنها من قبل الأطباء، وتشمل هذه الأعراض السعال وضيق في التنفس وخروج المخاط الدموي.

علاج سرطان الرئة

كما هو الحال مع جميع أنواع السرطان الأخرى، من الممكن علاج سرطان الرئة باستخدام مجموعة من العلاجات المتاحة والتي تشمل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وفي حال فشل العلاجات هذه قد يلجأ الأطباء إلى إجراء عمل جراحي لاستئصال الورم السرطاني إذا كان ذلك ممكنًا. ومع ذلك، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الرئة منخفض.

العلاقة بين أمراض الرئة وأمراض القلب

إحدى أهم الجوانب التي يجب تذكرها عند الحديث عن أي مرض أو اضطراب يمكن أن يصيب الرئة هو أنه عندما تتأثر الرئتين، سيتأثر القلب على الفور أيضًا. وبنفس الطريقة، إذا كنت تعاني من مرض أو اضطراب ما في القلب، يمكن أن تنشأ نتيجةً لذلك مشاكل في الرئة. فالقلب والرئتين عضوان يعملان معًا بشكلٍ وثيق وأي مشكلة في عضو سوف تؤثر بشكل مباشر على العضو الأخر.

نصائح للوقاية من أمراض الرئة

تعتبر الرئة إحدى أهم الأعضاء في الجسم ويتأثر بعملها كل خلية من خلاياه، ومن أجل المحافظة على الرئتين، يمكن اتباع بعض النصائح مثل:

·        توقف عن التدخين على الفور، فالتدخين هو السبب الرئيسي لمعظم حالات سرطان الرئة، يمكنك اختيار طريقة الإقلاع عن التدخين التي تناسبك، حيث تتوفر عدة طرق للقيام بذلك، ننصحك بالتقليل التدريجي لعدد السجائر التي تدخنها يوميًا حتى تستطيع التخلص من هذه العادة نهائيًا وتجنب أعراض الانسحاب.

·        تجنب البقاء في الأماكن التي فيها نسبة عالية من الملوثات وخاصة الأماكن التي يجتمع فيها المدخنون وتعرضك لخطر التدخين السلبي.

·        اتباع نمط حياة صحي يتضمن الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنوم الكافي يساهم في جعل جميع الأعضاء – بما في ذلك الرئتين – بحالة صحية جيدة.

·        وأخيرًا، يجب التركيز على أهمية العامل النفسي، فإذا كنت تعاني من أحد أمراض الرئة الخطيرة، فإن حالتك النفسية ستؤثر بشكلٍ مباشر على سير خطة العلاج، تفاءل دائمًا حتى في أصعب الحالات، فهناك الملايين من المرضى الذين تعافوا بشكلٍ نهائي بعد أن ظنوا أنهم في حالة لا يمكن علاجها. وتذكر أن الدعم الذي تتلقاه من الأصدقاء والعائلة هو من أهم خطوات العلاج. وحتى في حالات المرض المتقدمة، يساهم نمط الحياة الصحي في تحسين فرص الشفاء والتعافي.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله