حرب الخليج الثانية حرب العراق والكويت – حرب بتكلفة 61 مليار دولار أمريكي!

كانت حرب الخليج الثانية نزاعًا عسكريًا بين العراق وتحالف من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة، واحدة من أكثر الحروب تكلفة في تاريخ البشرية. قُتل فيها ما يقرب من 100,000 شخص، وأصيب أعداد كبيرة. كما تسببت الحرب في أضرار مادية واسعة النطاق، وبلغت تكلفتها الإجمالية حوالي 61 مليار دولار أمريكي.

ويطلق على هذه الحرب تسميات عديدة فأطلقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية اسم “عاصفة الصحراء”، وسمتها الحكومة العراقية اسم “أم المعارك”، كما سميت بـ “حرب تحرير الكويت”.

قامت حرب الخليج الثانية بين قوات التحالف والقوات العراقية في حرب دامت قرابة السنة في المجالين البري والجوي من 17 يناير إلى 28 فبراير عام 1991م.

القوى المتحاربة في حرب الخليج الثانية

القوى الأولى

هي قوى التحالف الذي تضمن تجمع عدة دول بلغت 34 دولة وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، باكستان، عمان، قطر، السعودية، سوريا، الكويت، البحرين، مصر، الإمارات، تركيا، كندا، بلجيكا، السنغال، الدانمارك، فرنسا، ألمانيا، اليونان، اليابان، إيطاليا، الأرجنتين، أستراليا، كوريا الجنوبية، إسبانيا، تركيا، هولندا، نيوزلندا، البرتغال، النروج، تشيكوسلوفاكيا ونيجيريا.

القوى الثانية المعادية

هي القوات العراقية التي أيدتها كل من اليمن والأردن. بينما وقفت تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا والسودان وفلسطين موقف الحياد.

أسباب حرب الخليج الثانية

لم يكن هناك سبب واحد لقيام حرب الخليج الأولى وإنما مجموعة من العوامل والمسببات والتي يمكن لنا صياغتها هنا على شكل نقاط محددة كالتالي:

  • يرجع خلاف العراق مع الكويت لعام 1961م حينما عقد الرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم مؤتمرًا ادعى فيه بأن الكويت جزء من العراق وأن الاستعمار البريطاني هو الذي فصلها عن العراق.
  • أزمة العراق الاقتصادية بسبب حربها مع إيران (حرب الخليج الأولى) التي خلفت على العراق الكثير من الديون لعدة دول ومنها الكويت حيث بلغت ديون العراق من دولة الكويت حوالي 14 مليار دولار، ثم مطالبة الرئيس العراقي صدام حسين كل من الكويت والسعودية بالتفاوض معه على الديون أو إلغاؤها بحجة أن حربه مع إيران كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي.
  • تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية للرئيس العراقي صدام حسين للقيام بهجوم على الكويت واجتياحها.
  • ادعاء العراق بأن الكويت بدأت تقوم بأعمال تنقيب عن النفط في الجانب العراقي من حقل الرميلة (حقل نفط مشترك بين العراق والكويت) غير مرخص بها.

بداية حرب الخليج الثانية

بدأت الحرب في 2 أغسطس عام 1990 عندما قامت القوات العراقية بالدخول إلى الأراضي الكويتية والتوغل في أراضيها والوصول إلى المراكز والنقاط الأساسية في الدولة وبسط النفوذ عليها وإلقاء القبض على أعداد كبيرة من المدنيين والقيام بأعمال السلب والنهب والقتل. أعلنت العراق أن الكويت هي المحافظة التاسعة عشر للعراق وتم تعيين عزيز صالح النومان على أنه محافظ الكويت.

التدخل الدولي ضد الاجتياح العراقي للكويت

بعد قيام القوات العسكرية العراقية باجتياح الكويت، سارعت الكويت وتساندها الولايات المتحدة الأمريكية بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، حيث تم عقد عدة اجتماعات ومؤتمرات طالب فيها مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الكويت.

وفي 29 نوفمبر عام 1990 أصدر مجلس الأمن القرار رقم 678 الذي يحدد للقوات العراقية موعدًا للخروج من الأراضي الكويتية وهذا الموعد هو 15 يناير عام 1991 وإلا ستقوم قوات التحالف بالرد باستخدام كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرارات مجلس الأمن للانسحاب من الكويت.

اندلاع حرب الخليج الثانية

الحملة الجوية

انتهت المهلة التي قدمها مجلس الأمن للقوات العراقية للانسحاب والخروج من الأراضي الكويتية فبدأت قوات التحالف في اليوم التالي لانتهاء المهلة في 16 يناير عام 1991م بشن غارات جوية مكثفة على جميع الأراضي العراقية لمدة 43 يوم بمعدل 2.5 غارة جوية في اليوم.

  • واستخدمت في هذه الغارات القنابل التي استهدفت البنى التحتية للدولة ومراكز الاتصال لقطع الاتصال بين القيادة العسكرية العراقية والجيش.
  • كما استهدفت الغارات الجوية لقوة التحالف قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز الأبحاث العسكرية والقطع العسكرية وموانئ السفن الحربية ومراكز تصفية المياه ومراكز الاتصال الهاتفي والجسور والسكك الحديدية.

قام الرئيس العراقي صدام حسين بالرد على ذلك فقام بسكب حوالي مليون طن من النفط الخام في مياه الخليج العربي. كما قامت القوات العراقية في 29 يناير عام 1991م بالهجوم على الحدود السعودية والدخول إلى مدينة الخفجي والسيطرة عليها فقامت قوات الحرس الوطني السعودي بمساندة قطرية بالرد فيما عرف بـ “معركة الخفجي” واستطاعوا إعادة مدينة الخفجي وطرد القوات العراقية منها.

الحملة البرية

بعد أن قامت الضربات الجوية لقوات التحالف بإضعاف البنية التحتية العراقية وإنهاك الجيش العراقي، بدأت قوات التحالف في 24 فبراير عام 1991م بإرسال قوات برية تتكون من ثلاث مجموعات:

  1. المجموعة الأولى لتحرير الكويت.
  2. الثانية مهمتها محاصرة الجيش العراقي جنوب العراق لمنعها من تقديم المساعدة للجيش العراقي في الكويت.
  3. المجموعة الثالثة للدخول في جنوب العراق وضمان عدم دخول أي مساعدات إلى الكويت.

وسرعان ما بدأت القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية في 26 فبراير عام 1991م، فعملت على إحراق عدد كبير من حقول النفط الكويتية لتأمين عملية خروجها على شكل شريط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجند على طول المعبر الحدودي الرئيس بين الكويت والعراق. فقامت قوات التحالف بقصفها وتدمير 1500 عربة عسكرية عراقية وقتل 200 جندي عراقي فسمي هذا الشريط الحدودي بـ “طريق الموت”.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية في اليوم التالي في 27 فبراير عام 1991م بإعلان تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي بعد 100 ساعة من الحملة البرية.

نتائج حرب الخليج الثانية

على الصعيد السياسي

أدت حرب الخليج الثانية إلى حدوث هوة كبيرة في العلاقات العربية عامة والعلاقات بين دولة الكويت والعراق خاصة، ولا تزال آثارها واضحة إلى الآن. كما أدت الحرب إلى إقامة مراكز تواجد دائمة للقوات الأجنبية في الخليج العربي (قطر، الكويت، السعودية، والبحرين).

على الصعيد الاقتصادي

تسببت هذه الحرب بخسارة ضخمة للجانب الكويتي بسبب إحراق حوالي 727 بئر نفط، أي ما يقدر بـ 120 مليون دولار في اليوم. كما تسببت الحرب بانهيار منشآت البنية التحتية الكويتية والعراقية من محطات توليد الكهرباء ومصافي النفط ومراكز تحلية المياه ومراكز الاتصال الهاتفي وغيرها. وقامت هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب بفرض عقوبات اقتصادية شديدة على الحكومة العراقية دامت قرابة 13 عامًا عانى فيها العراق كثيرًا.

على الصعيد الاجتماعي

قام الجيش العراقي بعمليات الأسر والتعذيب والقتل، فقام بأسر حوالي 600 كويتي وقتل الكثير الذين تم العثور على جثثهم فيما بعد في مقابر جماعية.

على الصعيد البيئي

أدى إحراق القوات العراقية ل 727 بئر نفطي كويتي إلى كارثة بيئية أدت إلى تلوث صحراء الخليج بسبب تشكل البحيرات النفطية في الصحراء، كما تسببت الحرب بتفكك التربة الناتج عن حفر الخنادق وزرع الألغام. كما أن قيام العراق بسكب النفط في مياه الخليج العربي سبَّبَ بتشكل 128 بقعة نفطية في مياه الخليج وبالتالي عمل ذلك على تلوثه.

على الصعيد الصحي

أدت حرب الخليج الثانية إلى انتشار مرض سمي بـ “مرض الخليج” بين الجنود الذي هو عبارة عن مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والمتمثلة في:

  • صداع.
  • إسهال شديد.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • فقدان الذاكرة والتوازن.
  • آلام المفاصل.
  • الخمول المستمر.
  • القيء والغثيان.
  • الطفح الجلدي.
  • الحمى.
  • تضخم الغدد وغيرها.

وقد تم نسبة هذا المرض إلى الأسلحة الكيميائية التي استخدمها صدام حسين ضد قوات التحالف.

كما أن استخدام قوات التحالف لمادة اليورانيوم المنضب كان عاملًا رئيسيًا للإصابة بسرطانات الدم والرئة وحدوث تشوهات خلقية في الولادات فيما بعد في العراق.

على الصعيد العسكري

  • بالنسبة لقوات التحالف: بلغ عدد قتلة قوات التحالف قرابة 381 جندي، كما خسرت 75 طائرة.
  • بالنسبة للقوات العراقية: وصل عدد الجنود العراقيين القتلى إلى ما بين 70000 إلى 100000 قتيل و30000 أسير، كما خسرت العراق 4000 دبابة و240 طائرة.

تكلفة الحرب

قدمت الولايات المتحدة الأمريكية نصف مليون جندي مع معداتهم في عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء دون مقابل، كما تحملت التكاليف الأخرى التي قدرت ب 61 مليار دولار أمريكي. فقامت كل من السعودية والكويت والإمارات وألمانيا واليابان بإعطائها 53 مليار دولار منها 48 مليار دولار أمريكي كنقود والباقي على شكل مساعدات عينية.

الأسلحة والمعدات المستخدمة في حرب الخليج الثانية

الأسلحة الجوية

وتتمثل باستخدام أسلحة على جودة وقوة عالية، ونذكر هنا بعض منها:

  • طائرات إف-15 إيغل.
  • طائرات ميغ-29 عراقية.
  • طائرة إف-117 نايت هوك
  • طائرة إف-16 فايتينغ فالكون.
  • طائرات إف-111.
  • طائرات إف-4 جي وايلد ويزل.
  • طائرات كي سي 135، وطائرات كي سي 10 التي استخدمت لتموين الوقود.
  • طائرات سي-5 جلاكسي وسي-141 ستارليفتر لنقل الجنود والمعدات العسكرية.

القنابل والصواريخ

  • استخدام القنابل الذكية من قبل قوات التحالف، وتتميز بأنها توجه إلى أهدافها بأشعة الليزر تجنبًا لإصابة المدنيين.
  • استخدام قوات التحالف صواريخ باتريوت الدفاعية لإسقاط صواريخ سكود العراقية.
  • استخدام القوات العراقية لصواريخ سكود وجهتها إلى إسرائيل والسعودية.

الأسلحة البحرية

وتتمثل باستخدام الولايات المتحدة ل 115 سفينة بحرية، وشاركت باقي دول التحالف بـ 50 قطعة بحرية لإطلاق الصواريخ (بي جي إم 109-توماهوك) على القواعد العراقية، بالإضافة إلى وجود حاملات طائرات في الخليج العربي والبحر الأحمر التي كانت تقوم بالطلعات والغارات الجوية.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله