ما هي أعراض الشيزوفرينيا أو فصام الشخصية والأسباب والمخاطر وماذا عن العلاج؟

اضطراب عقلي يؤثر على القدرات الفكرية ويغير من طريقة إدراك المريض، أعراض الشيزوفرينيا تضم الهلوسات والأوهام كما أنه يمكن أن يكون خطير

مرض عقلي شائع إلى حد ما فنسبة الإصابة به هي 1% أما عن أعراض الشيزوفرينيا فهي تضم الهلوسات والأوهام وتراجع في قدرات الدماغ كما أنه يمكن أن يكون مرض خطير على المريض نفسه وعلى من حوله في بعض الأحيان، لذا إليك كل ما يخصه وما عليك معرفته.

يمكنك اختبار ما يستمع إليه مرضى الشيزوفرينيا من خلال المقطع التالي، لذا ضع سماعات الأذن ولا تخاف فهذه محاكاة للهلوسات السمعية.

ما هو الشيزوفرينيا أو فصام الشخصية؟

ما هو الشيزوفرينيا أو فصام الشخصية؟

الشيزوفرينيا أو فصام الشخصية هو عبارة عن مرض عقلي يؤثر في الطريقة التي يفكر فيها الشخص ويدرك ما حوله من خلالها، وهو مرض شائع فشخص واحد من بين كل 100 شخص يعاني من الشيزوفرينيا.

يمكن أن يتطور الشيزوفرينيا خلال عمر الشباب أو البلوغ يمكن أن يظهر بشكل متأخر بعد عمر الـ 40 وفي بعض الأحيان يظهر بشكل متأخر جدًا بعد الـ 60، عامةً يتطور على مراحل المرحلة الأولى منه هي (مرحلة البادئة) وخلالها فإن كل من نومك وعواطفك ودوافعك وأهدافك تتغير وتختلف وتنخفض القدرة على التواصل مع العالم المحيط وتتراجع القدرة على الإدراك والتفكير بوضوح.

قد يهمك: كل ما يخص مرض الرهاب الاجتماعي وعلاجه وأسبابه وأعراضه المزعجة

فهم خاطئ عن الشيزوفرينيا (فصام الشخصية)

توجد بعض المعتقدات والفهم الخاطئ حول الشيزوفرينيا ولا بد من تصحيحها، وهي:

“انفصام الشخصية والشخصيات المتعددة”

لا يوجد ما يسمى بـ “انفصام الشخصية” الشيزوفرينيا هي فصام الشخصية ولا ينطوي على شخص لديه مجموعة من الشخصيات المجزئة بل هو يعاني من اضطراب عقلي يؤثر على طريقة إدراكه وتفكيره ولا يظهر بشخصية مختلفة كل فترة، بينما الشخص الذي يعاني من شخصيات مجزئة لديه اضطراب تعدد الشخصيات وهو مختلف تمامًا عن الشيزوفرينيا.

“فصام الشخصية يجعل الشخص عدواني أو عنيف أو خطير”

بشكل عام الشخص الذي يعاني من الشيزوفرينيا ليس بشخص عدواني أو عنيف أو خطير ولكن يمكن لدى بعض الأشخاص أن تتطور أعراض عنف أو عدوانية نتيجة للهلوسات البصرية والسمعية والتي تدفعه للقيام بتلك الأفعال.

أما عن خطورة الشيزوفرينيا فذلك لأنها تملك أعراض تؤثر بشكل سلبي وبليغ على حياة الشخص بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الانتحار عند الأشخاص الذين يعانون من الفصام، وبالتالي من المرجح أن يكون المرضى عنيفين أو خطرين على أنفسهم أكثر من غيرهم.

أنواع فصام الشخصية الشيزوفرينيا

يمكن تمييز عدد من الأنواع التي تختلف فيما بينها بكل من أعراض الشيزوفرينيا والعلامات المميزة، وهي:

1 – وهام الشيزوفرينيا \ بارانويا الشيزوفرينيا Paranoid schizophrenia

وهو شكل شائع من الشيزوفرينيا يتميز بالوهم والهلوسة حول خطط ومؤامرات سلبية وخطيرة من قبل الآخرين، قد يتطور في عمر متقدم أكثر من الأنواع الأخرى.

قد يهمك: أسباب البارانويا والأعراض وطرق العلاج

2 – الهيبفرينيا الشيزوفرينيا Hebephrenic schizophrenia

تتركز أعراض الشيزوفرينيا في هذا النوع على السلوك غير المنظم والمنتظم بالإضافة إلى الأفكار غير الواضحة، وغالبًا يجد الأشخاص المحيطين بالمريض صعوبة في فهمه، يتطور عادةً بين عمر 15 – 25 سنة.

3 – فصام الشخصية الكاتاتونيك Catatonic schizophrenia

يعتبر من أندر أنواع الشيزوفرينيا يتميز بحركة غير منتظمة وغير موجهة مع صعوبة في التنسيق والاتساق، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في التحدث وترتيب الأفكار.

قد يهمك: فرط الحركة ونقص الانتباه Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD

4 – فصام الشخصية غير المتمايز Undifferentiated schizophrenia

في هذا النوع يعاني المريض من أعراض الشيزوفرينيا لأكثر من نوع دون أن يكون هناك نوع بحد ذاته تنتمي إليه حالته.

5 – الشيزوفرينيا المتبقية Residual schizophrenia

يتم التشخيص في حال وجود تاريخ مع الذهان ولكن يتميز بأن الأعراض تقتصر على الأعراض السلبية والتي تكون واضحة من البداية وتتطور بوتيرة سريعة، بينما أعراض الشيزوفرينيا الإيجابية تكون نادرة.

6 – فصام الشخصية غير المحدد Unspecified schizophrenia

وفي هذا النوع تفي أعراض الشيزوفرينيا بمعايير العامة ولكنها لا تتناسب مع أي من الأنواع.

7 – سنثوباتيك شيزوفرينيا Cenesthopathic schizophrenia

يعاني فيه من المريض من مشاعر غير عادية.

أعراض الشيزوفرينيا

أعراض الشيزوفرينيا

يضم فصام الشخصية مجموعة متنوعة من العلامات التي قد تختلف من شخص لآخر ولكن في معظم الحلات تنطوي على الهلوسات السمعية والبصرية بالإضافة إلى تراجع القدرات الفكرية والمعرفية وأما عن علامات الشيزوفرينيا فهي:

  • الأوهام والمعتقدات غير الصحيحة والتي لا تستند على أساس منطقي كأن يعتقد المريض أنه يتعرض للأذى أو التنمر، أو أن يعتقد بأنه يمتلك قوة وقدرات خارقة وموهبة استثنائية.
  • الهلوسات السمعية والبصرية أي أن المريض يختبر رؤية أشياء غير موجودة ويستمع إلى أصوات مزعجة أو غير واضحة بدون وجود أي مصدر لها في الخارج، في بعض الأحيان قد تكون هذه الهلوسات ودية ولطيفة ولكنها في أغلب الحالات تكون مزعجة وقحة وناقدة.
  • افتقار التفكير للتنظيم وعادةً ما يظهر بأن المريض يتحدث بطريقة غير واضحة وغير مفهومة ويكون كلامه بدون ترابط منطقي.
  • السلوك والحركات غير المتسقة أي أن المريض يبدي ردات فعل سلوكية أو يتحرك بطريقة غير هادفة وغير منتظمة.
  • تغيرات في الشخصية والمزاج بشكل عام وعادةً ما يلاحظ ذلك الأشخاص المقربين من المريض.
  • العزلة والانسحاب من المجتمع.
  • وجود اختلاف وتغير في المنطقة المسؤولة عن النطق في الدماغ.

إن أعراض الشيزوفرينيا تندر تحت تصنيفين: أعراض الشيزوفرينيا الإيجابية والأعراض السلبية، وهذا لا يعني أنها جيدة أو سيئة والتصنيف يقوم على طبيعة ونمط الأعراض وليس على تقييمها وهي:

  • أعراض الشيزوفرينيا الإيجابية: وهي الأعراض التي تتمثل في تغيرات السلوك والأفكار مثل الغرق في الأوهام أو الهلوسات السمعية والبصرية،
  • أعراض الشيزوفرينيا السلبية وهي الأعراض التي تتمثل في العزلة والانسحاب من المجتمع وعدم الاهتمام بالأشياء التي كانت تهم المريض في السابق بالإضافة إلى الشعور بعدم المسؤولية وباللا مبالاة.

مخاطر الشيزوفرينيا

مخاطر أعراض الشيزوفرينيا

الأبحاث تشير إلى أن متوسط عمر الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا أقل من غيرهم بـ 10 – 15 سنة، وذلك نتيجة لمجموعة من المشاكل الصحية التي يمكن أن ترافقهم، أهمها زيادة الوزن وأمراض القلب بالإضافة إلى السكري والتي يمكن التعرض لها نتيجة للعوامل الوراثية أو بسبب نمط الحياة غير الصحي من التدخين وتناول الأطعمة الضارة وغير المتوازنة أو يمكن أن تكون من الآثار الجانبية للأدوية.

ونتيجة لذلك فإنه من الضروري إجراء الفحوص الشاملة بالتزامن مع علاج الشيزوفرينيا والتي تتضمن قياس ومتابعة الوزن وضغط الدم والتحاليل المختلفة وغيرها، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي.

كما أن احتمال الانتحار يزداد مع الشيزوفرينيا والخطر يكون عادة مرتبط بالأعراض السلبية وأهم العوامل التي تزيد من الخطر: الشعور باليأس – الاكتئاب – الإدمان – التعرض لصدمة ما – عدم تلقي المساعدة.

قد يهمك: أعراض الاكتئاب الجسدية 11 علامة غير متوقعة تشير إلى أنك تعاني من الاكتئاب

أسباب مرض الشيزوفرينيا فصام الشخصية

أسباب مرض الشيزوفرينيا فصام الشخصية

إن السبب الدقيق خلف الشيزوفرينيا أو فصام الشخصية لا يزال غير محدد ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة به والتعرض له، وهذه العوامل هي:

  • التاريخ العائلي مع فصام الشخصية أي إصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى.
  • العوامل الوراثية وزواج الأقارب والاستعداد الجيني.
  • العوامل في المرحلة الجنينية والتي تتمثل في سوء تغذية الأم أو التعرض لأنواع معينة من السموم أو الإصابة بالفيروسات وذلك يمكن أن يملك تأثير سلبي على نمو الدماغ.
  • إدمان الكحول وتعاطي المخدرات أهمها الماريجوانا والـ LSD بالإضافة إلى الحشيش وخاصةً في حال كان ذلك في مرحلة المراهقة أو في سن صغير.
  • يمكن أن يكون نتيجة لتناول دواء معين لأجل علاج حالة نفسية أو عقلية معينة.
  • كما يمكن أن يحدث فصام الشخصية نتيجة مرور الشخص بحدث معين كان له وقع كبير عليه أو التعرض لصدمة حادة مثل وفاة أحد أفراد العائلة أو خسارة الوظيفة، أو نتيجة للمرور بتجارب جديدة معينة ومواجهة صعوبة فيها مثل الانتقال من مكان لآخر تغيير العمل بشكل مفاجئ….
  • العوامل البيئية والاجتماعية واتسام الحياة بالقلق والتوتر والتعرض للكثير من الضغوط النفسية المختلفة أو المعاناة من اضطرابات نفسية مثل البارانويا.

قد يهمك: كلنا يمكن أن نتعرض له ولكن هل أنت تحت تأثير الضغط النفسي الآن حقًا؟

كيف يتم علاج الشيزوفررينيا

كيف يتم علاج الشيزوفررينيا

العلاجات يمكن أن تعمل على الحد بشكل كبير من الأعراض إلا أن نسبة من المرضى يعانون من الاضطرابات ويتوجب عليهم التعامل مع أعراض الشيزوفرينيا مدى الحياة إلا أنهم يستطيعون العيش حياة صحية عادية وليس عليهم البقاء في المستشفى، وبشكل عام فإن العلاج الأفضل لفصام الشخصية هو مزيج من: العلاج بالأدوية – الإرشاد النفسي – العلاج الذاتي.

علاج الشيزوفرينيا بالدواء

يتم آخذ الدواء وفق لتعليمات الطبيب أيضًا من المحتمل أن يكون من الضروري الالتزام بالدواء لفترات طويلة، حتى عملية إيقاف الدواء تحتاج لإشراف الطبيب المختص، أما عن الأدوية الأكثر انتشارًا لعلاج والتعامل مع أعراض الشيزوفرينيا فهي:

Risperidone (Risperdal)

يتمتع بتأثير متوسط إلا أن الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها هي زيادة في الوزن بالإضافة إلى السكري ولكن احتمال ذلك يعتبر الأقل بالمقارنة مع الأدوية الأخرى.

Olanzapine (Zyprexa)

يعمل على التخفيف من أعراض الشيزوفرينيا السلبية إلا أن خطر زيادة الوزن والسكري مرتفع.

Quetiapine (Seroquel)

يعتبر من الأدوية الفعالة مع احتمال قليل للتعرض لزيادة الوزن أو تطور مرض السكري.

Ziprasidone (Geodon)

أيضًا احتمال التعرض لمرض السكري أو زيادة الوزن منخفض إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى خلل في انتظام معدل ضربات القلب.

Clozapine (Clozaril)

يعتبر من الأدوية الفعالة بالنسبة للمرضى الذي يبدون مقاومة اتجاه العلاج، كما أنه يعمل على التخفيف من سلوكيات الانتحار بشكل واضح، ومع هذا فإن التعرض لزيادة الوزن وتطور السكر هو احتمال مرتفع بشكل كبير.

Haloperidol

مضاد ذهان إلا أنه يستخدم لعلاج فصام الشخصية ويتميز بتأثير طويل الأمد قد يستمر لأسابيع.

الإرشاد النفسي

ويتم من قبل خبير في الصحة النفسية ويتضمن الإرشاد النفسي للمريض حتى يتمكن من التعامل مع الأعراض، بالإضافة إلى الجزء الأهم وهو إرشاد الأشخاص المحيطين بالمريض وتعريفهم عن قرب إلى الحالة والأعراض التي يعاني منها والطريقة التي يجب التصرف وفقًا لها.

العلاج الذاتي

وهو عبارة عن مجموعة من الطرق التي تمكن المريض من التعايش والتعامل مع الأعراض بحيث يحيى حياة طبيعية، وأهم هذه الطرق هي:

  • العمل لتحقيق هدف ترغب به مثل الحصول على عمل في مكان معين أو الحصول على حياة اجتماعية أفضل…
  • الحصول على الأمل والتفاؤل من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين مع فصام الشخصية.
  • من المفيد بشكل كبير قبول المرض والأعراض وذلك يمكنك من التعامل معها بشكل أكثر عقلانية ووضوح.
  • تعامل مع الأشخاص الذين يتمتعون بالوعي ويمكنهم مساعدتك وفهمك.
  • اعتمد نمط حياة صحي بالكامل من ممارسة التمارين الرياضية وتجنب الأطعمة غير الصحية والحصول على القدر الكافي من النوم.

فد يهمك: 20 نوع من الأطعمة غير الصحية عليك تجنبها

في النهاية لا بد من الإشارة إلى أن أعراض الشيزوفرينيا يمكن أن تكون غريبة بالنسبة للأشخاص المحيطين بالمريض بينما المريض يجدها منطقية لذا في أغلب الأحيان يتم اكتشاف الحالة من قبل الأشخاص القريبين منه.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله