أضرار الملح والكمية المسموح بتناولها يوميًا ونصائح للحد من تناول الملح

إن ملح الطعام الذي نستعمله اليوم في طعامنا يعرف كيميائيًا بكلوريد الصوديوم، وكان منذ أقدم العصور موجودًا في الطبيعة في مياه البحر أو في السبخات الملحية المنتشرة في البراري، استخدمه الأنسان منذ أقدم العصور في تاريخٍ غير معروف في طعامه بالدرجة الأولى لإضافة النكهة واللذة لبعض أصناف الأغذية وحفظها، بالإضافة الى ذلك فأن الملح يحتوي على مكون الصوديوم المفيد والهام للجسم البشري.

ومن المعروف كثيرًا ما ينصحنا الأطباء والمهتمين بالأغذية وكذلك المنظمات الصحية من مشاكل ومخاطر زيادة تناول الملح على صحة الأنسان بسبب وجود مادة الصوديوم في تركيب الملح، فكثرة تناول الملح تعني كثرة تناول مادة الصوديوم التي تتحول في هذه الحالة الى مادة مضرة بغض النظر عن منافعه وفوائده.

أضرار الملح

فوائد عنصر الصوديوم

الصوديوم مادةٌ مفيدة في الحالة الطبيعية وهي موجودة في الكثير من المواد مثل الملح والأجبان والبيض والجوز واللحوم والأسماك، وفي مواد أخرى عديدة، والصوديوم يتفاعل مع بعض المعادن كالبوتاسيوم بتنظيم عملياتٍ حيويةٍ في جسم الإنسان حيث ينظم عملية توازن السوائل والأحماض فيه ويرتب حركة الجهاز الهضمي ويساعد في نقل الإشارات العصبية وحفظ حرارة الجسم، ويقي الجسم من ضربات الشمس.

تختلف كمية تناول الأنسان لمادة الصوديوم من البيئة الباردة عن البيئة ذات الخرارة العالية، ففي البيئة الأخيرة يتعرض الأنسان لإفراز كمية كبيرة من الصوديوم مع العرق والبول لذا يحتاج الجسم لكمية إضافية من هذه المادة، إلا أن العلماء والأطباء يقدرون بشكل عام حاجة الأنسان من الصوديوم إلى ما يتروح بين 1 الى 1.5 غرام في اليوم الواحد مع العلم أ ن ملعقة واحدة من الملح تحتوي على 2 غرام من الصوديوم.

أضرار الملح والصوديوم على الصحة

بعد أن عرفنا الحاجة اليومية للإنسان من مادة الصوديوم فإن أي زيادة عن هذه الكمية يمكن أن تعود بالضرر على جسم الإنسان ومنعه من امتصاص بعض المواد وتعطيل، وظائفه ومن أهم أضرار الملح على الصحة العامة نذكر ما يلي:

ارتفاع ضغط الدم

من أهم المشاكل التي تظهر وتتطور نتيجة تناول كمية زائدة من الملح هي ارتفاع ضغط الدم عند الإنسان. حيث يتشكل خلل كبير من توازن المعادن وتزداد كمية الصوديوم في الجسم الأمر الذي يؤدي الى احتباس الماء وزيادة حجم الدم وضغطه، والأن أصبح معروفًا للقاصي والداني أن ارتفاع ضغط الدم بدرجة عالية من الخطورة وكثيرًا ما يسبب العديد من الأمراض الخطيرة للإنسان مثل أمراض القلب والكثير من السكتات والجلطات في القلب والدماغ، هذه الأمراض في أيامنا أصبحت شائعة ومن الملاحظ أنها زادت في نسبة الوفيات.

أمراض الكلية

هناك في الكلية أنابيب صغيرة ودقيقة تعرف باسم النيفرونات وظيفتها الأساسية تنقية الفضلات من الجسم وتصفية الدم عن المعادن، ومن بين هذه المعادن تصفية الكمية الزائدة للصوديوم عن حاجة الجسم، وعند زيادة كمية الملح والصوديوم تتم عملية الضغط على الكلية، ومع مرور الزمن تتجمع وتتشكل كمياتٌ من الحصى في الكلية، كما أن ارتفاع ضغط الدم يضر بالشعيرات وأوردة الكلية ويشل من فاعلية وظيفتها.

تأثير زيادة الملح على القلب

بما أن زيادة تناول الملح تؤدي الى ارتفاعٍ في ضغط الدم لدى الأنسان فهناك احتمالٌ كبير للإصابة بأمراض القلب وكذلك بأمراض الشرايين، حيث تزداد كمية الدم في القلب وهذا بدوره يؤدي الى تضخم وزيادة حجم القلب فيصبح القلب ضعيفًا ومتعبًا ومعرضًا للجلطات والسكتات.

مشاكل للجهاز الهضمي

للجهاز الهضمي أيضًا مشاكله في حال تناول كمية زائدةٍ من الملح من قبل الأنسان، حيث أن الصوديوم الموجود في الملح يلعب دورًا أساسيًا في توازن الحمض في الجسم والإفرازات المهمة في الجهاز الهضمي، فالصوديوم يؤثر على الجهاز الهضمي ويزيد من احتمالات الاصابة بالقرحات والحروق في المعدة، بالإضافة الى ذلك، يرتبط مرض سرطان المعدة في الكثير من الحالات بتناول الملح بكميات كبيرة.

الجفاف

إن من أهم مخاطر زيادة الصوديوم على الجسم هو سحب السوائل من الخلايا وفق الخاصية التي تسمى بالاسموزية، فيزداد الجسم تعطشًا بسبب جفاف خلاياه وبالتالي يحتاج الجسم بصورة دائمة الى السوائل لإعادة التوازن لنفسه.

كما أن زيادة تناول الملح تتسبب بعملية انحباس الماء في الجسم، ووجود كميات كبيرة من الصوديوم في الدم تحدث خللًا في عمل بعض الهرمونات والمعادن الأمر الذي يؤثر على الأعصاب ويخلق أمراضًا كالدوخة والتشوش والاكتئاب.

يؤدي إلى الربو

الربو، الذي يمكن أن يؤثر على كلٍ من الأطفال والبالغين، يمكن أن يقلل كثيرًا من قدرتنا على التمتع بالحياة. لإدارة الربو، النظام الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا.

يمكن أن يؤدي تناول الملح إلى نشوء الربو. أيضاً، كما مرضى الربو هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والعظام وغيرها من الأمراض، لذلك فإن اتباع نظامٍ غذائيٍ قليل الملح سوف يفيد بشكلٍ غير مباشر.

وجدت دراسة نشرت عام 2010 في مجلة الطب والرياضة أن الحفاظ على نظام غذائي منخفض الصوديوم لمدة 1-2 أسابيع يقلل من ضيق الشعب الهوائية عند الأشخاص الذين يعانون من الربو.

وخلصت الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الملح يمكن اعتباره خيارًا علاجيًا لكبار السن المصابين بالربو. ومع ذلك، ينبغي أن ينظر إليه على أنه تدخل مساعد لتكملة العلاج الدوائي الأمثل، وليس كبديل.

رجع أيضًا زيوت عطرية تساعد في علاج الربو وتخفيف أعراضه

يضعف العظام

الإفراط في تناول الملح يمكن أن يكون سيئًا لعظامك. فالكثير من الملح يمكن أن يسبب فقدان الكالسيوم من العظام. الكالسيوم هو عنصر أساسي ضروري لتبقى العظام قوية وصحية.

كلما تفقد العظام الكالسيوم، فإنها تصبح أضعف ويمكن كسرها بسهولة. كما أن زيادة تناول الملح يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام.

وجدت دراسة أجريت عام 2013 من قبل جمعية الغدد الصماء أن اتباع نظام غذائي عالي الملح يزيد خطر كسر العظام عند النساء بعد انقطاع الطمث، بغض النظر عن كثافة العظام لديها. وتفيد هذه الدراسة اليابانية أن النساء الأكبر سنًا اللواتي استهلكن أعلى كمية من الصوديوم كانت معرضة لخطر حدوث كسر غير فقري أكثر بأربعة أضعاف من النساء اللواتي لا يتناولن الملح بكمياتٍ كبيرة.

ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2016 نشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي أن انخفاض تناول الصوديوم في حد ذاته ليس من المرجح أنه مفيدٌ للعظام.

يؤدي إلى السمنة

يرتبط النظام الغذائي عالي الملح أيضًا بالسمنة، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الصوديوم يميلون عادةً إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية وعادات الأكل السيئة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن تناول الصوديوم نفسه مرتبط بالبدانة.

وتفيد دراسة أجريت عام 2006 نشرت في مجلة “التقدم في أمراض القلب والأوعية الدموية” أن زيادة تناول الصوديوم تسبب زيادة تدريجية في العطش. وهذا يؤدي إلى زيادة تناول المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية، مما يتسبب في نهاية المطاف بالسمنة.

ووجدت دراسةٌ أخرى نشرت في عام 2015 في مجلة ارتفاع ضغط الدم أن تناول الملح بكميات كبيرة يرتبط ارتباطًا كبيرًا مع ارتفاع كتلة الدهون في الجسم عند كلٍ من الأطفال والبالغين، وتشير الدراسة إلى أن تناول الملح هو عامل خطر يمكن أن يؤدي إلى البدانة، بغض النظر عن السعرات الحرارية.

نصائح للحد من تناول الملح

  • يجب أن تضغط على نفسك وتقلل من تناول كميات كبيرة من الملح لكي تحافظ على صحتك.
  • عليك اختيار الأطعمة غير المجهزة أو المعالجة بالحد الأدنى. فعادة ما يتم تحميل الأطعمة المعلبة والمصنعة بالملح المضاف.
  • عند التسوق من البقالة، عليك قراءة مكونات الطعام بدقة واختيار منتجات قليلة الصوديوم.
  • تجنب البيتزا والخبز الأبيض والجبن المصنع والهت دوغز والسباغيتي مع الصلصة، ولحم الخنزير، والكاتشب، والأرز المطبوخ لأنها عادة محملة الملح.
  • لا تضيف الكثير من الملح إلى الأطعمة عند الطهي. بدلًا من ذلك، استخدم الفلفل والتوابل لإضافة نكهة إلى الأطباق الخاصة بك.
  • لا تبقي علبة الملح على طاولة الطعام الخاصة بك.
  • استهلك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم للمساعدة في كبح آثار الصوديوم على ضغط الدم.

نصيحة أخيرة

يمكن الاستغناء عن ملح الطعام واستخدام ملح هيمالايا الوردي بدلًا من ذلك، والذي فيه الكثير من الفوائد، فهو يقلل من الشد العضلي وينظم وظيفة عضلة القلب ويحافظ على السوائل والماء داخل الجسم ويكافح العطش والالتهابات ويقتل البكتريا الخطيرة، كما أن له تأثيرًا فغالًا كمضاد للاكتئاب ومن مميزاته قلة عنصر الصوديوم فيه لذا فانه مقبول للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ويقاوم ارتفاع الضغط ولديه مزايا مفيدة في عملية طهي الطعام كونه يحتوي على الكثير من المعادن المفيدة والضرورية كالزنك والحديد والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم ومعادن أخرى عديدة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله