كيف ومتى يشفى مريض الجلطة الدماغية؟

الشفاء والتعافي الكلي من الجلطة الدماغية من الأمور التي تحتاج للكثير من الوقت وتتم بصورة تدريجية، إذ يكون الهدف منها هو إصلاح الخلل الحاصل في الدماغ بفعل الجلطة التي حدثت للمريض ومحاولة التخلص أو التخفيف على الأقل من آثار الجلطة، لجعل المريض قادر على العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي.

إلا أنه من الصعب الإجابة على التساؤل متى يشفى مريض الجلطة الدماغية لأن مرحلة التعافي وإعادة تأهيل المريض للعودة إلى أنشطته الحياتية تختلف بين حالة وأخرى وبحسب حدة الجلطة وآثارها. ولكن يشير الباحثون والمتخصصون في هذا الشأن إلا أن المرضى الذين يلتزمون ببرنامج تأهيل صحي بعد التعرض للجلطة يكونون أكثر قدرة على التعافي من المرضى الذين لا يشتركون في أي من هذه البرامج.

ماذا تتضمن برامج التأهيل الصحي بعد الجلطة

لأن برنامج التأهيل الصحي هو العامل الأبرز المؤثر في مدى التعافي الذي يمكن أن يصل إليه المريض بعد الإصابة، فأننا سنتعرف لكيف ومتى يشفى مريض الجلطة الدماغية من خلال التعرف على برامج التأهيل الصحي الخاصة بمرضى الجلطة الدماغية ومراحلها والمدة التي يستغرقها المريض للتعافي.

 إذ عادة ما تختلف أشكال ومراحل هذه البرامج ومدتها بحسب الحالة الصحية للمريض ومدى الضرر الحاصل لديه بفعل الجلطة. ويمكن أن يشمل البرنامج التالي

الأنشطة البدنية

الأنشطة البدنية هي أول ما يمكن أن يتضمنه برنامج التأهيل الصحي وتتضمن تمارين رياضية من شأنها أن تساعد على زيادة قوة العضلات والقدرة على استخدامها بشكل طبيعي في أجزاء الجسم المختلفة مع إعادة المرونة إليها، ويكون ذلك بالعديد من التمارين مثل المشي وتمارين الركبة وركوب الدراجة بالإضافة إلى التمارين الخفيفة التي من شأنها تحسن من قدرة العضلات على تنفيذ المهام المختلفة.

المحفزات التقنية والكهربائية

هناك أجزاء من عضلات الجسم قد لا تنفع معها التمارين البدنية السابق ذكرها ولا تظهر أي استجابة لتلك الأنشطة، فيلجأ الأطباء بمثل هذه الحالات إلى استخدام بعض التقنيات الكهربائية لتحفيز تلك الأجزاء والمناطق من الجسم، تقنيات مثل الواقع الافتراضي من شأنها تنشيط الدماغ وتحفيزه أكثر على العمل والتواصل مع باقي أجزاء الجسم. ويمكن استخدام تقنيات أخرى طبعًا مثل الأشعة فوق الصوتية والمحفزات الكهربائية لتنشيط العضلات.

المحفزات الذهنية والعاطفية

في حال كان من آثار الجلطة الدماغية اضطرابات ومشاكل ذهنية معرفية يمكن لبرنامج التأهيل الصحي أن يشمل أنشطة من شأنها معالجة الخلل المسبب لهذه المشاكل. وهذا يشمل علاج المشاكل في الكلام والنطق والمشاكل النفسية إن وجدت واضطرابات التواصل.

طبعًا هذا بالإضافة إلى أساليب أخرى من العلاج يمكن أن تتوافر في برنامج التأهيل الصحي الذي يخضعه له المريض وذلك بحسب الحالة وآثار الجلطة وما يعاني منه. قد يحتاج المريض أشكال من العلاج الدوائي والعلاجات البديلة مثل المساجات والأعشاب ربما.

متى يجب أن يبدأ برنامج التأهيل الصحي؟

بالتأكيد كلما أسرع المريض ببدء الأنشطة والعلاجات المتعلقة ببرنامج التأهيل الصحي المناسب له كلما كان ذلك أفضل والوصول إلى نتائج التعافي والتحسن الصحي أسرع. في غالب الأحوال ينصح الطبيب مريض الجلطة الدماغية ببدء برنامج التأهيل المناسب بعد 24 إلى 48 ساعة من حدوث الجلطة.

متى يشفى مريض الجلطة الدماغية؟

مدة برنامج التأهيل الصحي تختلف بحسب حالة المريض وشدة الجلطة الدماغية لديه وما خلفته من أثار سواء في الدماغ أو أجزاء الجسم الأخرى. فبعض المرضى ممن يتعرضون للجلطة يتعافون سريعًا، وأخرين قد يتطلب الأمر لديهم بعض الوقت ريثما يتمكنون من استعادة قدراتهم كاملة والعودة لمتابعة حياتهم بشكل طبيعي، وهذا قد يستمر بين عدة أشهر لدى البعض إلى سنوات ربما لدى أخرين.

وتتغير الأنشطة التي يتضمنها برنامج التأهيل الصحي طيلة فترة العلاج بحسب استجابة المريض وما ينقصه من قدرات كانت قد تأثرت عند حصول الجلطة. ولا بد من الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد لا يتمكن المريض من استعادة كافة قواه على أكمل وجه. وبالتالي قد يتعين عليه التعايش مع بعض المشاكل والاضطرابات الصحية.

كيف و متى يشفى مريض الجلطة الدماغية

ما هي العوامل التي تؤثر في نتائج برنامج التأهيل؟

تختلف النتائج التي يمكن أن يتوصل لها المريض من برنامج التأهيل الذي يخضع له بحسب الحالة ومن شخص لأخر وبحسب العديد من العوامل الأخرى. ولكن بشكل عام فأن العوامل الأبرز التي يمكن أن تؤثر في برنامج التأهيل هي

  • شدة الجلطة الدماغية التي تعرض لها الشخص والآثار التي نتجت عنها وما سببته من ضرر في الجسم والدماغ.
  • العوامل النفسية، مثل مدى استعداد المريض لتقبل الخضوع لبرنامج التأهيل والحالة النفسية والمزاجية له وإذا ما كانت تساعد على التعافي أم لا.
  • العوامل الاجتماعية، وهذه تشمل الدعم والمساعدة التي يتلقاها المريض طيلة فترة العلاج من العائلة والأصدقاء والأشخاص المحيطين حوله، بالإضافة إلى الأطباء الذين يشرفون على برنامج التأهيل لديه.

قد يهمك أيضًا: كل ما تود معرفته حول عدم وصول الدم للمخ

هذه أبرز العوامل التي يمكن أن تؤثر في برنامج التأهيل الصحي الذي يخضع له مريض الجلطة الدماغية والنتائج الذي يمكن أن يتوصل لها، عادة ما تبدأ النتائج بالظهور في الأسابيع اللاحقة لبداية البرنامج. ويشير الأطباء إلى أنه في غالب الأحوال يحتاج المريض إلى نحو 12 إلى 18 شهر حتى يظهر تحسن جيد على حالة المريض.

أما عن طريقة تنفيذ برنامج التأهيل فأنه في الغالب يبدأ بعد حدوث الجلطة مباشرة كما قلنا، أي يبدأ منذ تواجد المريض في المستشفى ويستمر لاحقًا. في الغالب يستمر خضوع المريض للبرنامج مع تواجده في منزله دون الحاجة للتواجد بشكل دائم في المستشفى أو المركز العلاجي، ولكن هذا لا يمنع من ضرورة تواجد المريض في المركز العلاجي مرة على الأقل في الأسبوع لعدة ساعات أو أكثر من ذلك بحسب الحاجة.

وهذا يكون لعدة أسباب مثل حاجة المريض لبعض العلاجات أو الأنشطة التي تتطلب أجهزة ومعدات طبية ما، أو حاجته لمعالجة فيزيائية أو للتعرف إلى بيانات حالته الصحية وتسجيلها، وربما كل هذه الأمور مجتمعة.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله