علامات الشفاء من الجلطة الدماغية والعناية اللازمة للتعافي كليا

تحصل الجلطة الدماغية نتيجة خلل في وصول الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ أو جزء منه، وهذا الخلل قد يكون للعديد من الأسباب، مثل انسداد الشرايين الواصلة إلى الدماغ أو تصلبها، أو نتيجة تخثر الدم وغير ذلك من الأسباب.

الشفاء من الجلطة الدماغية ليس دائمًا مضمون، إذ هناك عدد من العوامل التي تؤثر على إمكانية التعافي الكلي أو الجزئي من الجلطة، لذلك هنا سنتعرف إلى علامات الشفاء من الجلطة الدماغية والرعاية التي قد يحتاجها المريض بعد حصول الجلطة لضمان وصوله إلى التعافي الكلي.

علامات الشفاء من الجلطة الدماغية

علامات الشفاء من الجلطة الدماغية والعناية اللازمة للتعافي كليا

التعافي من الجلطة الدماغية يعتمد على العديد من العوامل التي تؤثر على مدى قدرة الشخص على الشفاء التام والتخلص من تبعات الجلطة التي تحصل، مثل أسباب الجلطة والطريقة التي تم التعامل معها ومدى فعالية العلاج، بالإضافة إلى صحة المريض ذاته وإذا ما كان يعاني من أي مشاكل صحية سابقًا، هذا إلى جانب الاضرار التي سببتها الجلطة في الدماغ وما ألحقته من أذى فيه.

تشير الإحصائيات الطبية إلى أنه نحو 15% من إجمالي الإصابات بالجلطة الدماغية تنتهي بوفاة المريض، خاصة في الحالات التي يكون فيها سبب الجلطة انسداد أحد الشرايين التي تنقل الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ. أما بالنسبة للحالات التي لا تنتهي بوفاة المريض فيكون نسب التعافي منها مختلفة تبعًا للعوامل التي ذكرناها بدايةً، ولكن هذا لا يعني بالضرورة إمكانية التعافي التام، إذ بعض المرضى يلزمهم عناية طيلة فترة حياتهم بعد الجلطة.

إذًا بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض، فأن قدرته على التكلم بشكل طبيعي واستخدام كافة أطرافه بصورة سليمة ودون أي ارتباك تعد في مقدمة علامات الشفاء من الجلطة الدماغية وتبعاتها. كذلك فأن القدرة على التحكم بعضلات الوجه والفم والفكين واستخدام اللسان في التحدث بصورة طبيعية أيضًا من علامات الشفاء من الجلطة الدماغية لأن عجز عضلات الوجه أو جزء منها من أعراض الجلطة عند حصولها.

القدرة على القيام بالأنشطة المختلفة والتي تتطلب قدر من التركيز والمتابعة مثل الكتابة والقراءة واستخدام الأجهزة الإلكترونية تشير بوضوح إلى مدى التعافي الذي وصل له المريض. طبعًا هذا بالإضافة إلى المشي والقدرة على موازنة الجسم عند الوقوف والقيام بالأنشطة التي تتطلب جهد بدني دون الحاجة لمساعدة.

الرعاية بعد الجلطة الدماغية

لأن الفترة اللاحقة لحدوث الجلطة الدماغية لها الدور الأكبر في مقدار التعافي الذي يمكن أن يحصل للمريض، دائمًا ما تتطلب هذه الفترة رعاية خاصة للمريض من حيث العناية الطبية والنفسية والمتابعة العلاجية على أكمل وجه.

من الضروري خلال هذه الفترة متابعة العلاجات التي وصفت للمريض والتأكد من إنه يحصل عليها تماما كما حدد الطبيب وبموجب الإرشادات والتعليمات التي حددها، هذا من شأنه أن يعزز من عملية التعافي ويحد من احتمالية تعرض المريض لجلطة ثانية، خاصة إذا ما عرفنا إن الذين سبق وعانوا من جلطة دماغية يكونون أكثر عرضة للمعاناة منها مرة ثانية حتى بعد التعافي.

هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على المريض في هذه الفترة وعلى مدى التعافي الذي يمكن أن يصل إليه، مثل مقدار الضرر الحاصل في الدماغ ومكانه، الاستعداد النفسي لدى المريض للعلاج، جودة العناية الطبية التي يتلقاها، وإذا ما كان يحتاج أي شكل من المعالجة الفيزيائية أو العضوية.

في بعض الظروف قد يحتاج المريض إلى العلاج الفيزيائي، هناك العديد من العلامات التي قد تشير لحاجة المريض لهذا النوع من العلاج، مثل إذا ما واجه صعوبة في المشي، أو تحريك الأطراف، أو إذا ما كان يحتاج للمساعدة للقيام بأنشطة روتينية من المفترض قدرته على تنفيذها بنفسه.

قياس حالة التقدم على صعيد الانتعاش والشفاء من الجلطة أيضًا من الأمور الضرورية الواجب الاهتمام لها من قبل من هم قريبين من المريض أو ذويه خلال هذه الفترة، ومناقشة ذلك مع الطبيب لتحديد إن كانت الأمور ضمن الطبيعي أو يحتاج للمزيد من المتابعة والعناية.

توفير الدعم النفسي خلال الفترة اللاحقة للجلطة الدماغية من الأمور الضرورية، تقول بعض الإحصائيات إلى أنه بين 30 إلى 50% ممن يحصل لهم جلطة دماغية يعانون من الاكتئاب في المراحل اللاحقة، لذلك من الضروري توفير الدعم النفسي للمريض خلال هذه الفترة وحتى الاستعانة بالطبيب النفسي إذا لزم الأمر، خاصة وإن الاكتئاب يحد من استجابة المريض للعلاج وبالتالي الشفاء.

وأخيرًا، فأنه من الضروري الأخذ بالحسبان إن الشفاء كليًا من الجلطة الدماغية قد يحتاج لبعض الوقت، إذ غالبية الحالات لا تظهر عليها أعراض الشفاء إلا بعد مرور ثلاث إلى أربعة أشهر، وبعض الحالات قد تحتاج بين العام إلى العامين للشفاء كليًا.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله