الولادة القيصرية .. متى ولماذا تلجئين للولادة القيصرية؟

كثر في الآونة الأخيرة إجراء عملية الولادة القيصرية، فأصبحت التساؤلات تزداد حول أسباب اللجوء إلى هكذا نوع من العمليات ومتى يتم اللجوء إليها عوضًا عن الولادة الطبيعية.

لذا إن كنتِ ممن يرغبن في الحصول على أهم المعلومات المتعلقة بالولادة بنوعيها، وما يخصها من احتياطات وعواقب. تابعي معنا وتعرفي في هذا المقال المميز عن الولادة الطبيعية ومتى تلجئين للولادة القيصرية؟

متلى تلجأين للولادة القيصرية

ما معنى كلمة الولادة؟

الولادة بكل تسمياتها، طبيعية أو قيصرية، هي عملية خروج الجنين الناضج القابل للحياة، خارج رحم الأم، كما تُعرّف الولادة باسم المخاض، فهي إنما تكون ثمرة فترة الحمل مع ولادة طفل أو أكثر من رحم الأم.

الولادة الطبيعية

تعتبر الولادة الطبيعية الطريقة الأمثل والأكثر أمانًا للمرأة، وسميت بالولادة بالطبيعية حيث يبدأ المخاض بعد انتهاء أشهر الحمل التسعة، وبدون أي تدخل جراحي حين خروج الجنين، باستثناء بعض الحالات التي يتم فيها استخدام بعض الأدوات الجراحية المساعدة على إخراج الجنين من قناة الولادة، بأن يقوم الطبيب المختص بعمل شق جراحي لتوسيع فتحة المهبل، وهو ما يسمى (شق العجان)، حيث يتم علاجه بعد خروج الطفل ببعض الغرز.

مراحل الولادة الطبيعية

عادةً ما تحدث الولادة الطبيعية، بين الأسبوع (36) والأسبوع (40) من الحمل، وهي أن يخرج الجنين من رحم الأم، وينفصل عن أمه، وهي الطريقة الطبيعية لولادة الطفل، بدون جراحة، وتبدأ بالمخاض الذي يأتي على شكل انقباضات لرحم الأم، تزداد مدتها وقوة تحملها، وتزامنها مع بعضها، كلما اقتربت ساعة الولادة.

وبما أن الرحم ينقبض لتسهيل خروج الجنين من جسم الأم، فالجنين كذلك يتحرك بما يشبه السباحة عبر قناة الولادة، التي تتسع حتى يصل قطرها إلى 10 سم، وهذه تكون الولادة الفعلية، حيث يخرج الطفل من رحم أمه إلى الحياة الكبيرة.

والولادة هذا الحدث العظيم والمليء بالعواطف، منها الإيجابي ومنها السلبي، فهي تتجلى بالخوف غير العادي من الولادة، وهذه الظاهرة تحدث للمرأة التي ستلد للمرة الأولى، أو أنها مرّت بها بولادة سابقة، حيث يطلق عليه اسم فوبيا الحمل والولادة.

ما هو المخاض؟

موجات من التقلص القوية التي تساعد على نقل الرضيع لوضعية الولادة، وتترافق بآلام، وهذه التقلصات يمكن وصفها كتشنجات الحيض القوية جدًا، حيث من شدة الألم، تصرخ الحامل بقوة مع أنين، وتختلف ردّات فعل الحوامل لألم المخاض، فالبعض يُظهرن ردّات فعل حادّة، من صراخ عالٍ وتشنج، والبعض الآخر تخفّ لديهنّ هذه الحالة.

وإن موعد الولادة الطبيعية لا يمكن التنبؤ به، بل يتم حسابه بشكلٍ تقريبي يعتمد فيه الطبيب المختص على موعد آخر دورة شهرية للمرأة الحامل، وتختلف علامات الحمل وعلامات الولادة من مرحلة لأخرى في الحمل.

مزايا الولادة الطبيعية

الكثيرات من الحوامل يفضلنّ الولادة الطبيعية لما لها من مزايا:

  • إن الفترة التي تتعافى فيها الأم بعد الولادة أقل في حالات الولادة الطبيعية، وبشكلٍ أسرع.
  • كما أنها تغادر المشفى بعد الولادة مباشرةً، أو بعد 24 ساعة.
  • احتمال الإصابة بالعدوى أقل، وذلك لعدم التدخل الجراحي واستخدام الأدوات الجراحية، ولعدم تعرض أنسجة جسم الحامل للهواء بعكس الولادة القيصرية.
  • المواليد الذين تتم ولادتهم بالطريقة الطبيعية، محميون من عدوى أمراض الجهاز التنفسي.

ماذا تفعلين عند إحساسك باقتراب موعد الولادة؟

  • عليك بأخذ حمامًا دافئًا، لأن ذلك يساعدك على الاسترخاء، كما أنه عليك التنفس ببطء وبشكلٍ عميق.
  • احصلي بمساعدة زوجك أو إحدى القريبات لك، على تدليك لظهرك وكتفيك.
  • حاولي أن تتحركي وتمشي برفق، لتسهيل الانقباضات التي تسهل الولادة.
  • دائمًا فكري جيدًا بموضوع تخفيف ألم المخاض، لا أن توتري نفسك بالقلق والخوف.
  • استعدي جيدًا للولادة قبل موعدها، وأنها ستأتي الساعة التي تحصلين على ثمرة حملك لتسعة شهور مضت، بولادتك لطفلك.
  • كلي وجبة خفيفة مكونة من التمر أو الأناناس، لأنها تساعدك في تخفيف ألم المخاض، وتسهيل الطلق.
  • حاولي أن تكوني هادئة تمامًا، فالقادم يستحق ذلك.
  • يجب أن تكوني مطمئنة، فأنت في حالة جيدة، ما دمت تحت استشارة طبيبك المختص، فلا تخافي.
  • اشربي ما يكفي من الماء والسوائل، لأن الماء يبقي جسمك رطبًا.
  • حاولي ألا تقومي بأي عمل من الدفع والضغط، حتى تصلي إلى المشفى، ويفحصك الطبيب المختص، ويطلب منك ذلك.

الولادة القيصرية أو ما يسمى (تحفيز المخاض)

ولكن ولحالات معينة، لا تتحقق الولادة بشكلٍ طبيعي، بخروج الطفل من خلال المهبل، بل بخروج الطفل عن طريق شق جراحي في بطن الأم، وهذا ما يسمى بالولادة القيصرية.

تعريف الولادة القيصرية:

شكل من أشكال الولادة غير الطبيعية، حيث يلجأ الجراح المتخصص إلى القيام بعملية جراحية، يتم فيها شق البطن والرحم من أجل استخراج الجنين، وذلك في حال تعسر الولادة الطبيعية. ويتم إجراء هذا النوع من العمليات بالاستعانة بالتخدير العام أو الموضعي وبإشراف الطبيب المختص، ولكل حالة صحية على حدي.

في البداية تُخير المرأة بنوع الولادة الأنسب لها، وحينما تتعرف على الأسباب، وعلى حالتها الصحية، قد تلجأ الأم إلى الولادة القيصرية.

أقرأ  أيضًا: أنواع التخدير في الولادة القيصرية وتجارب واقعية.

متى تلجئين للولادة القيصرية؟

الولادة القيصرية 2

في بعض الأحيان، توجد حالات تمنع من اكتمال عملية الولادة بشكلٍ طبيعي عبر قناة المهبل، وهذه الحالات عادةً ما يتم اكتشافها قبل الولادة، وبالتالي يلجأ الطبيب المختص للولادة القيصرية مسبقًا. بمعنى آخر موعد الولادة يكون محدد ومنسق بين المرأة الحامل وطبيبها.

وفي أحيان أخرى، يتم اكتشاف أن الولادة بشكلٍ طبيعي عبر قناة المهبل لم تكتمل، وذلك أثناء المخاض، فيتم تجهيز الأم للولادة القيصرية في حينها.

الشروط الصحية التي تستدعي الولادة القيصرية

من الأسباب التي تضطر المرأة للجوء إلى العملية القيصرية في ولادة جنينها تتجلى في عدة أمور:

  • أن تكون الأم الحامل مصابة بمرض السكري، أو أن تصاب وهي حامل بسكري الحمل أو تسمم الحمل، أو أحد أمراض الكلى المزمنة.
  • أن تكون الأم الحامل مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، قبل فترة الحمل، أو أنها تصاب به أثناء الحمل.
  • تمزق الأغشية المبكر.
  • الحمل بعد فترة زمنية طويلة، أو الحمل بعمر متقدم.
  • إصابة الأم بفيروسات معينة (كنقص المناعة البشرية/الإيدز).
  • تشوه الجنين في الرحم.
  • أن يكون الجنين في وضعية القعود. أو وجوده في وضعية خاطئة، لا تسمح بنزوله إلى الحوض وبدء المخاض بشكلٍ طبيعي.
  • تعدد حالات الحمل لدى الأم.
  • انفصال المشيمة الباكر. أو وجود المشيمة في الجزء السفلي من الرحم، مما تعيق نزول رأس الجنين بشكلٍ طبيعي إلى الحوض ليبدأ المخاض.
  • تحلل كريات الدم الحمراء لدى الجنين، أو قلة السائل الأمنيوسي.
  • وفاة الجنين في الرحم.
  • كبر حجم رأس الجنين، مما يصعب نزوله من قناة الولادة.
  • حالات ولادة التوائم.
  • وجود عدوى في القناة المهبلية لدى الأم، مما يخشى انتقالها إلى الجنين في حالة الولادة الطبيعية، كإصابة الأم بفيروس الحليمي البشري، أو عدوى الهربس التناسلي.
  • ضيق مساحة حوض الأم، مما يعيق نزول رأس الجنين بسهولة، وبدء المخاض بشكلٍ طبيعي.
  • أن تكون الأم مصابة بأحد الأمراض المزمنة: كمرض القلب، والتي يكون خطر تعرضها لمجهود الولادة الطبيعية كبير، لا تتحمله.
  • وهناك بعض الحالات يتم اكتشافها في وقت المخاض، تستدعي الولادة القيصرية، كعدم حدوث انقباضات كافية في الرحم، فتستغرق عملية المخاض وقت لا بد خلاله من التدخل الجراحي، خوفًا على الأم والجنين، مثل انفصال المشيمة المبكر، أو عقد الحبل السري.
  • إذا كانت المرأة الحامل، قد تعرضت لعمليات قيصرية من قبل.

إن العملية القيصرية ممكن أن تكون ذات فائدة تعود على الأم وطفلها من عدة جوانب، وبكل الأحوال، يجب على الأم الحامل أن تعلم بأن الولادة القيصرية كأي إجراء جراحي، تحمل في ثناياها بعض المخاطر، والتي يمكن تجنبها باختيار الطبيب المؤهل والموثوق به، وبالفريق الطبي الكفء الذي سيرافقها أثناء العملية، وأولًا وأخيرًا التوفيق من الله بولادتها وجنينها بالسلامة والصحة.

 ما هي مشاكل الولادة القيصرية؟

الولادة القيصرية

  • في حال عدم اكتمال نمو الجنين في حالة الولادة قبل الوقت الطبيعي (الولادة القيصرية) الذي قام الطبيب المختص بتحديده، يؤدي إلى تعرض الجنين لاضطرابات في الجهاز التنفسي الخاص به.
  • قد تتعرض الأم لالتهابات ومخاطر العدوى نتيجة استخدام الأدوات الجراحية غير المعقمة، فتصاب الأم بالحمى، أو بإفرازات مهبلية كريهة الرائحة، كما أنها قد تشعر بآلام في الرحم بعد الولادة.
  • من الممكن تعرض الأم الحامل للنزيف نتيجة فقدانها كمية كبيرة من الدم، أثناء العمل الجراحي.
  • كما أن الأم قد تتعرض لمخاطر التخدير، كالصداع الذي يرافقها عند أي حركة تقوم بها، بعد إجراء العملية القيصرية ولعدة أيام.
  • من الممكن تعرض الجرح بعد الولادة للالتهاب بسبب عدم تنظيف الجرح في الأيام التي تلي الولادة مباشرة.
  • نتيجة المكوث فترة طويلة في السرير، فتصبح أكثر عرضة لتكون الجلطات، فالكثير من الأطباء ينصحون المرأة التي تمت ولادتها قيصريًا، التحرك، وعدم البقاء في السرير دون حركة لفترة طويلة.
  • كما أن من مخاطر الحمل بعد الولادة القيصرية، حدوث شق في الرحم، مما يجعل نسيجه أضعف، وبالتالي تعرضه للنزيف أو التمزق في الحمل التالي.
  • تحتاج المرأة التي تعرضت لولادة قيصرية لفترة نقاهة طويلة نسبيًا، حيث تحتاج الأم في هذه من 3 إلى 5 أيام، للخروج من المشفى، كما تحتاج إلى ثلاثة أسابيع تقريبًا، ليتم اكتمال التئام الجرح، وتتمكن من ممارسة حياتها العادية.
  • تنصح الأم بعد الولادة القيصرية بالتزام الراحة بضعة أيام وخلال فترة التئام الجرح، كما تُنصح بتجنب رفع الأجسام الثقيلة، والقيام بالتمرينات الرياضية العنيفة، أو القيام بأعمال المنزل المرهقة، كما يُطلب منها ارتداء حزام ضاغط لتجنب حدوث أي فتق نتيجة ضعف عضلات البطن على مكان الجرح.

في النهاية

مهما يكن نوع الولادة التي تلجئين إليها (طبيعية أو قيصرية) نتمنى لك يا سيدتي، ولادة موفقة، والصحة الدائمة لك ولطفلك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله