10 أسباب تجعلك تتحمل المرض وأنت سعيد

في هذا الوقت من السنة تكثر الأمراض؛ بسبب انخفاض درجة الحرارة، وتمتلئ العيادات والمستشفيات بالمرضى، ولهذا سوف أخبرك بعشرة أسباب تجعلك تتحمل المرض وأنت سعيد.

المرض ابتلاء من الله تعالى، ولكن هل تعلم أن للمرض فوائد؟ لن تتخيل أنه عند تحملك المرض أن هذا يعود عليك بفائدة كبيرة، ولكن يجب أن تعرف أولًا، ما الحكمة من المرض؛ حتى تستشعر فوائده.

أسباب تجعلك تتحمل المرض

نبذة صغيرة عن معنى المرض

المرض أو الداء هو أن يكون الجسم في حالته الغير طبيعية، وهذا قد يحدث للمريض إزعاجًا، أو ضعفًا في الوظائف الحيوية لديه، وقد يكون بسبب إصابة بأذى جسدي أو إعاقة أو أعراض غريبة أو تغيرات.

المرض هو إحساس بالألم في مكان في جسدك، هو إحساسك أنه لا تقدر على فعل شيء يؤثر على كل أفعالك، وعلى سلوك حياتك كلها ولهذا فأنت تحتاج إلى معرفة أسباب تجعلك تتحمل المرض وأنت سعيد.

أنواع الأمراض

المرض الجسدي

المرض الجسدي قد يسبب ألم أو خلل وظيفي أو ضيق أو تغيرات شاذة في الوظائف الحيوية، ويكون بسبب إصابة أو إعاقة أو سلوكيات غريبة أو متلازمات أو عدوى.

وتكون هذه الأمراض، مثل أمراض القلب والرئتين والرشح والأنفلونزا والسرطانات وغيرها، وهذا النوع قد يصيب الجسم بأضرار -من الممكن- أن تؤدي إلى الوفاة.

أما عن طريقة علاج المرض الجسدي فتكون عن طريق تناول العقاقير التي تحتوي على مواد كيميائية؛ حتى يصل المصاب إلى مرحلة الشفاء.

المرض النفسي

قد يكون المرض النفسي مؤلم أكثر من المرض الجسدي، وأكثر وجعًا و تأثيرًا على تغير سلوك حياتك بأكملها، ولا يشعر بنفسيتك إلا الله، لهذا من أقوى علاجات المرض النفسي الدعاء لله والتضرع له.

المرض النفسي هو حالة شعور الإنسان، مثل مرض الانفصام والاكتئاب، وقد تؤدي هذه الحالات من المرض إلى الانتحار، وتملأ حياة المصاب بالمرض، ومن حوله بالتوتر والخوف الدائم.

ومن الأمراض النفسية الشائعة مرض الفوبيا اعرف ما هي الفوبيا وأعراضها وما هي أشهر أنواعها؟

أما طريقة علاج المرض النفسي فهي غالبًا لا تحتاج إلى طبيب، رحلة بسيطة، أو العلاج عن طريق الضحك أو تغيير جو قد يكون العلاج الأمثل، ولكن إذا كانت الحالة مستعصية فيجب الذهاب إلى الطبيب النفسي.

الحكمة من المرض

لا يفعل الله شيء إلا بحكمة، حتى المرض يصيب الله به عباده لحكمة ما، قد تكون أن يرفعه درجة، أو يحط عنه خطيئة، أو أن الله -سبحانه وتعالى- يشتاق إلى سماع صوتك بالدعاء.

وقد يكون لاستخراج أحسن ما فيك من رضا وعبودية وشكر الله على نعمه، وامتحان مدى صبرك، ويقينك بأن الله هو الشافي لك من مرضك.

والدليل على ذلك قوله تعالى:” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

إن أعظم الناس بلاء هم الأنبياء، هل قارنت بلائك في مرضك بما مر به سيدنا محمد في حياته من أنه يتيم الأب والأم، ووفاة زوجته وابنه، ومعاملة أهل مكة له، وغيرها من الشدائد التي مر بها.

يجب أن تستقبل أي بلاء بالحمد والصبر، ويجب أن تعود نفسك على ذلك، عن طريق لفظ الحمد لله حتى في المشاكل الصغيرة.

 مثل إذا وقع منك كوب الشاي أحمد الله، إذا وقع ابنك احمد لله، واقنع بمقولة لعله خيرًا، وهكذا تعود لسانك على الحمد، حتى إذا ابتلاك الله بالمرض مثلًا، لن تجد على لسانك إلا الحمد لله.

وهذا فيديو يوضح الحكمة من المرض

أسباب تجعلك تتحمل المرض وأنت سعيد

عادةً ما يشعر المريض بأن مرضه هو نهاية العالم، ولا يوجد ما يجعله سعيد، أو أن الحياة ليس لها طعم، قد تصل إلى حالة الاكتئاب أو تمني الموت، ولكن أنظر إلى الجوانب الإيجابية لمرضك.

من الطبيعي أن يشعر بعض المرضى أنه لا توجد أي جوانب إيجابية لمرضهم، أو جدوى لحياتهم، ولا يفكر أن بذلك المرض قد تتغير حياته للأجمل إذا نظر لمرضه من منظور آخر.

1-تعلم الصبر

أسباب تجعلك تتحمل المرض

إن الله قد ابتلاك بمرضك، فإذا حمدته ورضيت فقد فزت، أما إذا سخطت وتضجرت فقد خسرت ومع خسارتك لم تنل الأجر، ولم ترفع عنك مرضك.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا لمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خير له”.

وقال تعالى:” إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” تخيل أن يكون الله معك دائمًا كل ما صبرت على مرضك وتحملت ولم تسخط أو تقنت من قدرك.

كما يبشر الله تعالى الصابرين أن أجرهم يكون بغير حساب، بحيث يزداد أجرهم فلا ينالون ثواب عملهم فقط، والدليل على ذلك قول الله تعالى:” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.

هل تعلم أن الصبر على المرض في الدنيا جزاءه الجنة في الآخرة؟ نعم، والدليل على ذلك أنه عندما أتت امرأة إلى رسول الله، وقالت:” إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي” قال رسول الله:” إن شئت صبرتِ ولكِي الجنة، وإن شئتِ دعوت الله تعالى أن يعافيكِ” فقالت” اصبر ولكني أتكشف، فادع الله لي ألا أتكشف” فدعا لها.

2- تكفير للذنوب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غمٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه”

الوصب هو المرض، والنصب هو التعب، أما الأذى فكل ما لا تستطيع النفس التأقلم عليه، والغم هو إحساس أشد من الحزن بكثير، قد يؤدي إلى فقدان الوعي من شدة وقعه على القلب.

تخيل أن كل شيء قد يصيبك -حتى الشوكة التي تشكك- تكفر عنك سيئاتك، وتمحوها من صحيفتك، فأنت بذلك أفضل بكثير من الأصحاء.

ولكن بعض الذنوب لا تكفر بالمرض، مثل أن تجور على حقوق الناس، فالله يقتص منك في الدنيا أو الآخرة، ومثل الكبائر فإن الله يعذب من يفعلها، إلا إذا تاب عنها توبة نصوحة.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة”.

وروى أبو داود قال جلست إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الأسقام، فقال” إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم عافاه الله منه، كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وموعظة فيما يستقبل”.

وهذا فيديو يوضح أن المرض تكفير للذنوب

https://youtu.be/aQoXDvs0PSo

3- علامة لحب الله تعالى لك

إن الله تعالى يحبك إذا ابتلاك بمرضك، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم”إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه” وقد يكون البلاء بالمرض، بل هو أشد البلاء بلاء النفس.

وقال صلى الله عليه وسلم:” من يرد الله به خيرًا يصب به”، ومعنى يصب منه أي يصيبه بمصيبة في بدنه، أو ولده أو في من يحب.

كما أن الله لا يبتلي مسلم إلا أنه يعلم أنه قادر على تحمل هذه المحنة، وذلك رحمةً به؛ لأن الله رحيم بنا، لا يبتليك بشيء إلا؛ لمقدرتك على التحمل والصبر.

4- تقربك إلى الله أكثر عند مرضك

قد يكون ابتلاك الله -سبحانه وتعالى-؛ ليقربك له بالدعاء، كي يستمع إليك في نجواك، وأنت تطلب منه التخفيف عنك.

إصابتك بالمرض قد يفرغك لعبادة الله تعالى، وقد يجعلك أكثر تدبر للقرآن، وأكثر تضرع، وأكثر خشوعًا في الصلاة، وأكثر حرصًا على كل ما يرضي الله تعالى؛ حتى يستجيب دعائك بالشفاء.

5- تعلم الرضا

أسباب تجعلك تتحمل المرض

الرضا معناه هو اطمئنان القلب، وتسليمه بأن كل ما يفعله الله خير، وأن قضاؤه كله عدل وحكمة، وأنه لن يفعل لك إلا كل الخير.

قد تتعجب من قدرتك على الرضا بما قسمه الله لك، وإيمانك بقضاء الله وقدره، بعد الصبر على ما أصابك، الرضا يجعل حياتك أجمل، ونفسيتك أهدى، وتقبلك لمرضك بصدرِ رحب.

الرضا من أساس الدين، فحتى تكون مسلمًا صادقًا، لابد أن ترضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا.

الإحساس بالألم ليس معناه أنك غير راض بما كتبه الله لك؛ لأنه حتى رسول الله بكى عندما شعر بالحزن والألم عند موت ابنه إبراهيم.

الرضا يمنع الإصابة بالأمراض النفسية، لأن السخط والضجر من البلاء يجعل القلب مليء بالغم والهم والحزن، أما الرضا ففيه راحة القلب، والسعادة بما قسم لك.

كما أنه يبعد عنك الحسد والغل والحقد على من حولك؛ ليقينك بأن الله يرفعك درجات بمرضك ورضاك بذلك، وهذا يبعد عنك أمراض القلب، ويحسن من نفسيتك.

6- رفع درجتك في الجنة وزيادة حسناتك

ابشر يا صاحب المرض، فقد يكون هذا المرض سبب؛ لرفع منزلتك بالجنة، ومن الممكن ألا تصل إليه إلا بمرضك، وهذا قد يسعدك كثيرًا، فلا تقنت من روح الله أبدًا.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله تعالى يبتليه بما يكره حتى يبلغها إياها”.

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:” إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة بالدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه؛ حتى يوافى به يوم القيامة”.

7- الإفاقة من غفلتك

قد تكون عاصيًا، أو ترتكب ذنبًا ولا تقدر أن تقلع عنه، قد يساعدك مرضك عن عدم فعل هذا الذنب مرة أخرى؛ خوفًا من الله؛ لأنك وأنت مريض تكون أقرب إلى الله، وخوفك من الموت يكون أكثر، وهذا ما يجعلك تتوقف عن أي ذنب تفعله.

8- الاستشعار بنعم الله التي لا تحصى

عند فقدك لنعمة من النعم التي أنعم الله بها عليك فهذا يزيد من إحساسك أنك كنت بنعم كثيرة لا تحصى ويساعدك ذلك على شكر الله ومعرفة قيمة صحتك حتى إذا تعافيت لن تتوقف عن شكر الله على ما أعطاه لك.

 قد يجعلك هذا البلاء أن تلتقي بمن هم أشد منك مرضًا وابتلاءًا، وهذا يجعلك تشعر أنك بنعمة، وأن مرضك شيء ضئيل جدًا لما يشعر به هؤلاء المرضى، فاحمد الله كثيرًا؛ لأنك بنعم لا تحصى.

عند استشعارك بهذه النعم فسوف تزيد منزلتك عند الله؛ لأنك تكون من الشاكرين الحامدين وهذه من أعظم فوائد الإصابة بالمرض.

9- زيادة اليقين بالله

عندما يصيبك المرض سوف يزيد من يقينك بالله تعالى أنه هو الشافي، وأن الشفاء من عند الله، وأن الأطباء والدواء ليسوا غير أسباب للشفاء.

وقال الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم:” وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”، وليس معنى ذلك ألا نبحث عن الدواء، حيث أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالبحث عن الدواء، حيث قال:” إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواء، فتداووا، ولا تداووا بالحرام”.

كذلك بيَّن الله لنا بعض الأدوية مثل العسل، والعلاج بالقرآن، حيث قال في العلاج بالعسل:” يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ”.

كما قال تعالى:” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”، كما تجد الشفاء أيضًا في ماء زمزم؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” زمزم لما شرب له”، والصيام أيضًا لقوله تعالى:” وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ”.

ومن أهم أسباب الشفاء الدعاء، ويجب أن تدعي وأنت موقن بأن الله سيستجيب لك؛ لقول رسول الله:” ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”، كما قال تعالى على لسان سيدنا أيوب:” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”، فكان الرد” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ”.

10- الإحساس بحب الأهل والأقارب

أسباب تجعلك تتحمل المرض

قد يقرب مرضك الأهل منك، وقد تجد من باعدت الأيام بينكم؛ بسبب مشاغل الحياة، يسأل عنك ويزورك، ويسأل قد يصبح مرضك سبب في رجوع صلة الرحم التي قطعت من قديم الزمن.

المريض هو أكثر شخص يحتاج إلى وجود أهله بجانبه، ومساندته؛ كي يرفعوا من روحه المعنوية، وتحسين حالته النفسية التي تساعد على شفاءه العاجل.

أنت أيضًا إذا سمعت عن مرض أحد من أهلك، يجب عليك أن تزوره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من عاد مريضًا نادى مناد من السماء طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلًا”.

كما يمكنك التعرف على دعاء للمريض بالشفاء وحكم وآداب زيارة المريض وذلك بقراءة هذا المقال، الذي سوف يفيدك جدًا بخصوص هذه الفكرة.

الوقاية خيرٌ من العلاج، ابتعد عن أي مسببات للأمراض، حافظ على صحتك، ابتعد عن أي مسببات للعدوى، تناول الغذاء الصحي المفيد، اتبع السلوكيات الصحية السليمة بالابتعاد عن التدخين، وكل ما يضر مناعة جسمك.

قد تجد علاجك في الطب البديل، ابحث كثيرًا واقرأ عن هذا الموضوع، وسوف تجد أن بعض الأعشاب والنباتات قد تكون بها علاج لجميع الأمراض، أو عن طريق عادات وطرق تؤدي بإذن الله إلى الشفاء، مثل تسخين الزيت ودهن المفاصل بها لآلام المفاصل.

وأخيرًا قد يبتليك الله بالمرض، ولكن هذا؛ لحبه لك، انظر لمرضك من ناحية أخرى، سوف يكون مرضك سبب لدخولك الجنة، وزيادة حسناتك، ومحو سيئاتك، فلا تقنت من روح الله أبدًا، وقابل مرضك بالحمد والرضا؛ حتى تفوز بمنحة مرضك، وحول محنتك إلى منحة يستفاد منها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله