أسرع طريقة لخفض ضغط الدم المرتفع بأمان

إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن الدم في جسمك يضغط بقوة كبيرة على جدران الأوعية الدموية، هذا يعني أن قلبك يعمل بقوة أكبر من اللازم مما يؤدي مع الزمن إلى ضعف في عضلة القلب وتعبها، مما يسبب الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو الأمراض الأخرى المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

يعاني عدد كبير من المواطنين الأمريكيين من ارتفاع ضغط الدم، وتشير إحصائيات “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” إلى أن حوالي 103 مليون شخص في أمريكا يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وأن عددًا كبيرًا منهم لا يعرفون أنهم يعانون من هذه المشكلة إلا عندما تظهر عليهم أعراض أخرى ويقومون بإجراء الفحص عند الطبيب.

إن السبب الرئيسي الذي يجعل مرض ارتفاع ضغط الدم خطيرًا بالنسبة للكثيرين هو أنهم لا يدركون إصابتهم بالمرض مما يؤدي إلى تطور الأعراض مع الزمن بشكل تدريجي وبطيء للغاية، لهذا يطلق الأطباء على المرض اسم “القاتل الصامت”.

إذا كنت تعرف أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن هناك الكثير من الطرق الطبيعية التي يمكن استخدامها لخفض ضغط الدم، تشمل هذه الطرق مجموعة من النصائح والتغييرات في نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية باعتدال.

ما هو معدل ضغط الدم الطبيعي عند الإنسان؟

عند الإنسان السليم، يجب أن يكون الضغط الطبيعي 80 / 120، الرقم الأول يشير إلى ضغط الدم الانقباضي، ويعني مقدار الضغط الذي يحدثه قلبك عندما ينبض، الرقم الثاني يشير إلى ضغط الدم الانبساطي، وهو مقدار الضغط الدموي بين ضربات القلب، وفي حال كانت قراءات ضغط الدم لديك أعلى من هذه الأرقام، فهذا يشير إلى ارتفاع ضغط الدم.

الأرقام التي ذكرناها أعلاه تشير إلى معدل ضغط الدم الطبيعي عند معظم البالغين الذين يتجاوزون سن الثامنة عشر من العمر، لكنها بعض الأسباب تؤثر معدل ضغط الدم مثل العمر والحالة النفسية والتوتر والإجهاد.

بشكل عام، يتم قياس ضغط الدم وتقييم حالة البالغين من خلال الأرقام السابقة سواء كان الشخص بعمر 21 سنة أو بعمل 81 سنة.

عند الأطفال، تختلف هذه الأرقام قليلًا، لكن وحتى الآن، لا يوجد طريقة أو مبدأ يمكن من خلالها تحديد المعدل الطبيعي لضغط الدم عند الأطفال.

ما هو معدل ضغط الدم الخطر؟

قامت جمعية القلب الأمريكية الأكاديمية الأمريكية لأمراض القلب بوضع إرشادات عامة لتحديد وتقييم مدى خطورة قراءات ضغط الدم بالنسبة لجميع المرضى.

معدل ضغط الدم الذي يتراوح من 80/121 إلى 80/129 هو حالة ارتفاع ضغط دم بسيطة وغير خطيرة ولا تحتاج إلى أي علاج، وتعتبر علامة من علامات التحذير التي تشير إلى أن هذا الشخص يمكن أن يعاني في المستقبل من حالات أخطر من ارتفاع ضغط الدم، وكل ما يحتاجه الشخص للتعامل مع هذه الأرقام هي إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي تساعد في السيطرة على معدل ضغط الدم لديه.

عندما يزداد معدل ضغط الدم ويصل 80/130 أو أكثر، فإننا نتحدث عن المرحلة الأولى مرض ارتفاع ضغط الدم، وفي حال كانت القراءة 90/140 فإننا تحدث عن المرحلة الثانية من مرض ارتفاع الضغط، وهي مرحلة خطيرة تتطلب العلاج الطبي.

عندما يزداد معدل ضغط الدم ويتجاوز الرقم 180، فإن هذه الحالة تكون خطيرة جدًا ويمكن أن تسبب الإصابة بنوبة قلبية على الفور أو تؤدي إلى توقف وفشل القلب أو حدوث السكتة الدماغية، ينبغي التعامل معها بجدية وخفض ضغط الدم تحت إشراف طبي.

هل هناك أشياء يمكن تناولها لخفض ضغط الدم؟

يبدو أن النظام الغذائي الذي يحتوي على المواد الغذائية التي تعتبر صحية للقلب والأوعية الدموية يعتبر جيدًا جدًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط، هناك نظام خاص يعرف باسم داش DASH تم وضعه من قبل المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية.

نظام داش الغذائي هو عبارة عن نظام غذائي متوسطي تضاف إليه بعض منتجات الألبان قليلة الدسم، ويقول الخبراء أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم بنفس فعالية الأدوية التي تستخدم لنفس الغرض.

يركز نظام داش الغذائي على تناول الأطعمة التي تكون فيها نسبة عالية من بعض العناصر مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، مع ضرورة تقليل كمية الملح والصوديوم التي يتناولها المريض، فيما يلي بعض الأطعمة التي ينصح بتناولها:

بالإضافة إلى تناول هذه الأطعمة، يجب التقليل من كمية الصوديوم الموجودة في الجسم بحيث لا يتناول الشخص كمية أكثر من 1000 ملغ من الصوديوم يوميًا، كما ينبغي تجنب تناول الأغذية المصنعة والأطعمة السكرية والتوابل التي تكون عادة غنية بالملح والسكر، مع تقليل الاعتماد على الخبز والجبن.

يقول الأطباء أيضًا أن على المرضى الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم تجنب شرب الكحول وتقليل شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قدر الإمكان والاكتفاء بشربها بكميات قليلة ومعتدلة.

هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن شرب فنجان واحد من القهوة الخالية من السكر في اليوم يمكن أن يساعد في تحسين ضغط الدم ونشاط القلب وتدفق الدم في الأوعية الدموية، لكن شرب كميات أكبر يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم.

ما هي أفضل المكملات الغذائية هل يجب تناولها لخفض ضغط الدم؟

بينت الدراسات أن الحصول على كميات كافية من ثلاثة عناصر معدنية رئيسية يمكن أن يساعد بشكلٍ فعال في خفض ضغط الدم، وذلك ضمن نظام غذائي صحي مناسب لمرضى القلب والأوعية الدموية، تكون هذه العناصر الثلاثة ضرورية جدًا للجسم خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية أو يتبعون نظاما غذائيا غير صحي أو عادات غذائية سيئة وينصح بتناولها أيضا على شكل مكملات إذا كان الشخص غير قادرٍ على الحصول عليها من مصادرها الغذائية الطبيعية.

العناصر الغذائية هذه هي الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

ملاحظه هامة: يجب تناول مكملات البوتاسيوم باعتدال وقراءة النشرة المرفقة لمعرفة الجرعة المناسبة بالنسبة للمريض، تناول البوتاسيوم بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى حدوث آثار جانبية قاتلة.

ما الذي يجب فعله لخفض ضغط الدم؟

إليكم مجموعة من النصائح والتعليمات التي يجب اتباعها من أجل خفض ضغط الدم:

ممارسة التمارين الرياضية: يجب أن يكون النشاط البدني جزء أساسي من حياتك وروتينك اليومي، مارس الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة فقط وباعتدال من أجل تعزيز صحتك العامة وتحسين نشاط قلبك وصحته وزيادة مرونة عضلات وأوعيتك الدموية. تساعد التمارين الرياضية أيضًا في المحافظة على وزن صحي، وهذا ضروري جدا إذا كنت تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية. تذكر دائما أن ممارسة التمارين الرياضية هو من أفضل العلاجات غير الدوائية التي تستخدم لخفض ضغط الدم، يمكنك ممارسة الرياضة في العمل أو المنزل أو الهواء الطلق.

تخفيف الوزن: يؤدي تخفيض الوزن إلى خفض ضغط الدم الانقباضي، ويشير الأطباء إلى أن خفض حوالي 5% من وزن الجسم سيحدث تأثيرا كبيرا على معدل ضغط الدم.

تجنب النيكوتين: النيكوتين هو عنصر يؤثر سلبا على عمل الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج ضغط الدم، كما أنه يسبب تأثيرات على الرئتين والصحة العامة، لذلك أنصحك بالإقلاع عن التدخين فورا إذا كنت تدخن وتجنب الأماكن التي يوجد فيها المدخنون.

تحقق من أي دواء تتناوله: جميع الأدوية، حتى لو كانت أدوية طبيعية أو مكملات غذائية أو عشبية، يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على عمل الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج ضغط الدم، لذلك ننصحك باستشارة طبيب قبل تناول أي دواء حتى لو كان يباع بدون وصفة طبية.

تخفيف التوتر والإجهاد: يمكن أن يساعد تخفيف التوتر في خفض ضغط الدم بشكل، فعال من أجل تحقيق ذلك، تجنب المواقف التي تجعلك متوترا قدر الإمكان، ومارس تمارين التأمل والتنفس العميق واليوغا عندما تشعر أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

كيف يمكن خفض ضغط الدم المرتفع بسرعه؟

أولا وقبل كل شيء إذا كنت تشعر أنك تعاني من أي أعراض خطيرة أو مضاعفات مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو توقف أو فشل القلب، عليك طلب العناية الطبية فورا، اتصل بالطوارئ في حال حدوث ذلك ولا تحاول علاج هذه الأغراض بنفسك فأنت ستكون بحاجه إلى رعاية طبية شاملة، وبدون هذه الرعاية، فإنك قد تواجه مخاطر حقيقية يمكن أن تسبب الوفاة.

بخلاف ذلك، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم وتريد خفضه بسرعة، فعليك أولا أن تترك كل شيء تفعله وتجلس في مكان مريح وهادئ وتأخذ نفسًا عميقًا لعدة دقائق حتى ينخفض ضغطك وتعود للحالة الطبيعية، اذا كانت هذه الإجراءات لا تساعد، اتصل بطبيبك على الفور واطلب منه النصيحة.

عند اتباع نظام غذائي خاص لمرضى ضغط الدم، ليس من الضروري أن تشعر بتحسن على الفور، عليك الاستمرار باتباع هذا النظام وغيره من تغييرات النمط لعده أسابيع أو حتى أشهر لتحصل على نتائج جيدة وتشعر بتحسن ملحوظ.

يجب أن تعرف أيضا أن كثير من حالات ارتفاع ضغط الدم لا تكون قابلة للعلاج من خلال التغيرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، وستكون هناك حاجة لعلاج طبي مهني خاص يتضمن أخذ أنواع من الأدوية والعقاقير التي يحددها الطبيب بعد تقييم حالتك وتشخيصها بشكلٍ دقيق. لذلك، ننصحك باتباع تعليمات الطبيب بدقه فهو الوحيد الذي يعرف حالتك، قد يكون الدواء هو العلاج الوحيد المتاح لك لخفض ضغط الدم، وسوف يكون من المفيد أخذ هذه الأدوية التي يصفها الطبيب بالتزامن مع إجراء التغييرات في نمط الحياة.

الخلاصة

يمكن لبعض التغيرات البسيطة في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية باعتدال والإقلاع عن التدخين وتجنب شرب الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر أن يساعد في خفض ضغط الدم بشكلٍ فعال، لكن هذه الإجراءات لا يجب أن تكون بديلًا للعلاج الدوائي في حال وصفه الطبيب لك.

إن الجمع بين الإجراءات الطبيعية في خفض ضغط الدم والأدوية المستخدمة لذلك يمكن أن يحميك من المخاطر والمضاعفات مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

المصدر

https://www.singlecare.com

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله