قراءة سريعة لكتب وروايات لا غنى عن قراءتها

قراءة سريعة لكتب وروايات لا غنى عن قراءتها مقال أدبي، مقال يسلط الضوء على بعض الروايات العالمية ذات الشهرة والتأثير الكبيرين في عالم الأدب والفن، فكانت الأيقونة الأدبية الأولى رواية (الخيميائي) والأيقونة الأدبية الثانية رواية (مدام بوفاري).

يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي: أعز مكان في الدنى سرج سابح… وخير جليس في الأنام كتاب، وعلى هذا القول أبني مقالي قراءة سريعة لكتب وروايات، علّنا نستطيع أن نقدم ما يفيد القراء الأعزاء.

فيما يلي قراءة سريعة لعدد من الكتب مرفقة بنبذة عن مؤلفيها العظام مما يغني الذائقة الأدبية لديهم.

رواية الخيميائي THE AL CHEMIST))

رواية الخيميائي

المؤلف باولو كويلو  (Paulo Coelho)

كاتب برازيلي الجنسية، ولد في (ريو دي جانيرو Rio de Janeiro)، في عام 1947، وهو كاتب اغنيات مشهورة في ستينيات القرن الماضي، (القرن العشرين)، ويقول عن هذه الرواية أنها كناية عن حياتي فقد كتبتها في العام 1988، وقد كنت حينها أشعر بالسعادة من الأشياء التي كنت أقوم بها.

قراءة سريعة في رواية الخيميائي THE AL CHEMIST))

تدور أحداث الرواية في (اسبانيا) وفي الريف تحديدًا، حيث يسكن الراعي الصغير (سانتياغو Santiago)، وكان يحلم بكنز مخبأ في باطن الأرض بجانب أحد الأهرامات في مصر، وقد كان حلمه من الدقة بحيث كان متأكدًا من معرفة موقع الكنز بدقة متناهية، ومن اليوم الذي حلم بذلك الكنز والصراع دائر بينه وبين نفسه (فهل يذهب للبحث عن الكنز، أم يبقى ويداوم على عمله في رعي الأغنام)!

ويحلم أنه قابل شخصًا غامضًا يخبره بأن عليه أن يبحث عن حلمه فهو سبيله الذي يجب أن يتبعه في هذه الحياة، وعليه ان يحقق هدفه من الحياة، فكر (سانتياغو) بحديث الرجل الغامض مليًا وقرر أن يتبع ما يمليه عليه حدسه.

القرار بالبحث عن الكنز المدفون

باع سانتياغو قطيعه من الغنم، واتجه نحو إفريقيا للبحث عن الكنز بجوار الأهرامات الفرعونية، ولم يمض عليه وقت في رحلته حتى سرقت القطع الذهبية التي كانت معه وبقي مفلسًا بدون مال، فخطر بباله كم أنه كان أحمقًا عندما باع قطيع الغنم ورحل للبحث عن الكنز، التحق بالعمل عند تاجر قطع كريستالية ليجمع بعضًا من المال ليتابع الرحلة إلى المجهول (رحلة البحث عن الكنز)، فجمع مبلغًا محترمًا من المال فقرر العودة إلى بلاده والبدء بعمل جديد، لكنه عدل عن رأيه ذاك وقرر أن يواصل الرحلة التي كان قد بدأها، وليجرب مرة أخرى علّه ينجح هذه المرة ويستطيع العثور على الكنز.

اللقاء مع الخيميائي

وبمتابعة قراءة سريعة للرواية نجد أن سانتياغو عند وصوله إلى إحدى الواحات يلتقى بفتاة جميلة يقع في هواها مباشرة، كما قابل شخص غامض آخر كان يعمل خيميائيًا، والخيميائي بالتعريف هو من يقوم بتحويل النحاس إلى ذهب أو الحديد إلى فضة، أي المعادن الرخيصة إلى معادن ذات قيمة عالية، وقد ذكّره الخيميائي بالرجل الغامض الذي واجهه من قبل وأقنعه باتباع حلمه والعمل على تحقيقه، تعلم سانتياغو الشيء الكثير من الخيميائي لدرجة أن سانتياغو قد أصبح حكيمًا.

وقرر أن يتابع الرحلة مهما واجهته من ظروف سيئة أو جيدة، حتى يحقق حلمه، وصل إلى جانب الأهرامات، فغمرته السعادة والفرح لأن نصف الحلم قد تحقق وأنه بات قريبًا من تحقيق حلمه الأكبر.

بدأ الحفر والتنقيب عن الكنز، وفي غمرة عمله تفاجأه عصابة من اللصوص، وأشبعوه ضربًا قبل أن يدعوه إكمال الحفر، وسلبوه كل ما كان معه من نقود، وبعد معاناة طويلة بالحفر لم يجد شيئًا، وأيقن اللصوص من عدم العثور على الكنز تركوه وذهبوا، وقد همس أحد اللصوص في أذنه ما جعله يقهقه من الضحك بشدة، ثم يقول لنفسه الآن عرفت مكان الكنز الحقيقي بالضبط.

ترك سانتياغو الحفر وغادر عائدًا إلى بلاده، حيث وصل إلى الشجرة التي حلم بالكنز وكان نائمًا تحتها، فبدأ الحفر تحت الشجرة وبعد عناء طويل وجد صندوقًا مليئًا بالجواهر والذهب، وكانت رحلته الجديدة باتجاه الواحات كي يلاقي الفتاة التي أحبها هناك، تلك كانت قراءة سريعة للرواية لكنها لا تغني عن قراءة الرواية المتأنية.

كلام عن الرواية

قيل في وصف رواية الخيميائي:

  • إن الرواية عمل ضخم، قد عالج الكثير من القضايا الخطيرة بأسلوب بسيط وذكي.
  • إن الرواية هي عبارة عن ماسة أدبية يشع نورها باتجاه الواحات والكنوز.
  • إن الأمر الذي يفرح أن هذه الرواية عبرت إلى أكثر من مائة وخمسين بلدًا عبر أنحاء الكرة الأرضية، حيث ترجمت إلى أكثر من مائة وخمسين لغة.

رواية مدام بوفاري(Madame Bovary)

رواية مدام بوفاري

مؤلف الرواية غوستاف فلوبير(Gustave Flaubert)

كاتب فرنسي الجنسية ولد في الثاني عشر من شهر أيلول لعام 1821، وتوفي في الثامن من شهر ايار لعام 1880، أولى الروايات التي ألفها كانت (التربية العاطفية) في العام 1845، ورواية (مدام بوفاري) في العام 1857، ورواية (تجربة القديس أنطونيوس).

قراءة سريعة لرواية مدام بوفاري (Madame Bovary)

اسم الرواية مدام بوفاري (Madame Bovary) تقع في ثلاثمائة وتسع صفحات من القطع الكبير، تبدأ الرواية بدخول الفتى الريفي (شارل بوفاري (Charles Bovare إلى مدرسة (روان الداخلية) وكان بعمر أكبر من سن زملائه الطلاب، مما جعله عرضة لاستهزاء الطلبة والأساتذة به على حد سواء، ويدخل بعدها إلى كلية الطب ليتخرج منها طبيبًا، ويتزوج من امرأة أرملة وأكبر منه سنًا، بعد أن يفتتح عيادة له في مدينة (توست)، ويتعرف على الفتاة (إيمّا) ابنة القسيس عندما يمرض القسيس ويذهب لمعالجته، تموت زوجة الطبيب ويتزوج من (إيمّا) ابنة القسيس لتصبح الفتاة (مدام بوفاري) التي تدور أحداث الرواية حولها.

شخصية مدام بوفاري

نجدها من النساء اللواتي تتوق إلى الحياة المترفة، مما جعلها تسّلم روحها للهوى، فذبلت كوردة خارج تربتها، تزوجت من الطبيب (شارل بوفاري) لكنها لم تحصل من الزواج على السعادة التي قرأت عنها في الكتب والقصص الرومانسية، بل تساءلت بينها وبين نفسها ما معنى الكلمات التي تصف العاطفة والمحبة والعشق والهيام، والنشوة، الأمر الذي دفعها إلى استرجاع ذكرياتها عندما كانت في الدير.

سقوطها الأخلاقي

تنجرف نحو الإنحراف رويدًا رويدًا، وتبدأ أولى خيانتها لزوجها حيث تبدو كامرأة طائشة لم تنضجها السنوات، وكانت تعمل بجهد لتتمسك بالحياة التي حلمت بها واعتقدت أن الزواج سيحققها لها، وعقدها النفسية بدأت تظهر،  وسرعان ما أقدمت على الخيانة الزوجية مع أكثر من عشيق، وكانت في علاقاتها هي التي تغدق العطايا على عشاقها بدلًا من أن تتلقى هي الهدايا، فكانت تمشي عكس المنطق والطبيعة في العلاقات العاطفية، حيث أنه ارتبطت برجل على النقيض من صفاتها تمامًا فهي محبة وشغوفة وحالمة ونشيطة، وهو على العكس منها بسيط التفكير بليد لا يعرف معنى للرومانسية في حياته مطلقًا مع كونه طبيبًا.

وقراءة سريعة للرواية تأخذنا إلى رؤية الكاتب للتمايز الطبقي في المجتمع، وتركيزه على تلك المظاهر الخادعة فكان يلقي بنا في بداية كل فصل من الرواية بين جموع غفيرة من الأفراد يحضرون حفلات صاخبة، وكل يغني على ليلاه غير عابئين بالحالة النفسية للمدام بوفاري، فالحياة ستستمر رغم كل شيء.

أثر الرواية

إن رواية (مدام بوفاري) قد تركت اثرًا كبيرًا في عالم الفن والأدب، فقد قدمت كعمل درامي في أكثر من انتاج سينمائي، وعدة مرات كمسلسلات تلفزيونية، مما جسد قوة التأثير لهذه الرواية الخالدة حتى يومنا هذا.

الخاتمة

كان ذلك مقالًا أدبيًا عن قراءة سريعة لروايتين من أفضل الروايات في الأدب العالمي من حيث قوة التأثير والخلود، وهذه القراءة ما هي إلّا شعاع نور يسلط على تلك الروايتين فيضيؤهما، علّ القراء ينجذبوا لهما فيقوما بالإطلاع عليهما مباشرة ولا يكتفوا بالمقال فقط.

قد تكون مهتم:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله