دليلك المبسط عن أمراض المعدة النفسية

من الأسئلة التي يمكن أن تُطرح على طاولة الأمراض التي لها سبب نفسي ما هي أمراض المعدة النفسية؟ حيث يمكن أن يتسبب المرض النفسي في ظهور أعراض جسدية وخاصة فيما يتعلق بالجهاز الهضمي بشكل عام والمعدة بشكل خاص لأن المعدة هي بيت الداء وتتأثر بالحالة النفسية التي يعيشها الشخص مما ينعكس عليها في بعض الحالات النفسية المزعجة أو المفرحة في ظهور بعض الأمراض كحرقة المعدة أو التهاب المعدة وحتى يمكن أن تصل إلى النزيف في المعدة.

تعالوا معنا لنتعرف على أمراض المعدة النفسية والأعراض التي تترافق معها مع طرق الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض:

أمراض المعدة النفسية

الحالة النفسية للشخص تنعكس على الجهاز الهضمي كله من معدة وأمعاء (وهذا لأن لوجود ارتباط وثيق بين الدماغ والجهاز الهضمي) فالمعدة عضو حساس جدًا يتفاعل في المواقف العصيبة ويظهر التأثير على شكل الغثيان وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإسهال أو الإمساك حيث تؤثر الحالة النفسية إلى ظهور بعض الأعراض كالغثيان والألم والشعور بالإسهال وهي أمور عادية إذا ما تلاشت هذه الأعراض بعد الحالة النفسية وانتهاء التوتر والاجهاد ولكن إذا استمرت لفترة زمنية طويلة فقد تتطور إلى صور سريرية خطيرة.

ومن بين هذه الأمراض التي تصيب المعدة والجهاز الهضمي بسبب الحالة النفسية:

ارتباط المرض النفسي بالمعدة

قرحة المعدة:

قرحة المعدة من أمراض الجهاز الهضمي التي لها ارتباط قوي بالحالة النفسية للشخص حيث تلعب عوامل مختلفة مثل بكتيريا المعدة (Helicobacter pylori) واستخدام المسكنات دورًا رئيسيًا في حدوثها.

كما ترتبط عوامل مثل الاضطرابات النفسية والقلق العام وتاريخ الاعتداء الجسدي في الطفولة ارتباطًا وثيقًا بقرحة المعدة لذلك كلما زادت حدة اضطراب القلق العام زادت فرصة الإصابة بقرحة المعدة.

يمكن أن يسبب القلق آلامًا في المعدة والغثيان كما يمكن أن يؤدي إلى الإسهال حيث يعاني الكثير من الناس من اضطراب في المعدة عندما يكونوا متوترين أو قلقين.

ويمكن للأشخاص الذين يعانون من القلق أن يشعروا دائمًا أنه مع زيادة القلق والضغوط تزداد هذه الأعراض إلى الإسهال أو الصداع النصفي.

حرقة المعدة:

يتم التحكم في إنتاج العصارة المعدية عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي وبالتالي لا يمكن التأثير عليها بشكل متعمد. ونتيجة التوتر والاجهاد يستجيب بعض الأشخاص لهذا الإجهاد بزيادة إنتاج حمض المعدة مما يسبب دخول الحمض إلى المريء ويهاجم الغشاء المخاطي هناك.

إذا استمرت هذه الحالة يمكن أن تتطور حرقة المعدة إلى التهاب المريء (التهاب المريء الارتجاعي) والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى سرطان المريء.

لذلك فمن المستحسن بالتأكيد علاج حرقة المعدة طويلة الأمد بما يسمى بمضادات الحموضة أو حاصرات مضخة البروتون بغض النظر عما إذا كانت لها أسباب نفسية أو عضوية.

عسر الهضم:

هناك استجابات مختلفة للعوامل التي تسبب التوتر لدى بعض الناس فالبعض من الأشخاص يسبب لهم الإجهاد والتعب والبعض لا يتأثر بالإجهاد والبعض الأقل يعتبر هذا الاجهاد دافع للاستمرار.

ترجع أسباب التفاعلات المختلفة بشكل فردي جزئيًا إلى الجينات. يكون نوع التفاعل فرديًا مثل عتبة التحفيز لرد فعل الإجهاد. بينما يلاحظ بعض الأشخاص خفقان القلب بشكل رئيسي وارتفاع ضغط الدم، يركز البعض الآخر على ظهور مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم والإسهال والإمساك وحرقة المعدة والغثيان وآلام المعدة وحتى متلازمة القولون العصبي.

ومن بين أمراض المعدة النفسية التي يسببها الإجهاد عسر الهضم نتيجة التوتر مما ينعكس على عملية الهضم في المعدة والتي يمكن أن ترافق الشخص لفترة طويلة طالما أن حالة التوتر موجودة مما يسبب اضطرابات مختلفة في الجهاز الهضمي نتيجة هذه الحالة النفسية.

كما يمكن أن ينتج نتيجة تباطؤ عملية الهضم حالة الغثيان والغازات والانتفاخ بسبب تأثير هرمونات التوتر ويبقى الطعام في المعدة لفترة أطول.

آلام المعدة شائعة جدًا خاصة مع الإجهاد المزمن. عادة ما يتم حدوثها من خلال مجموعة من العوامل المختلفة: انخفاض سرعة نقل الطعام إلى الأمعاء، وتهيج الغشاء المخاطي في المعدة، والعوامل الالتهابية.

متلازمة القولون والمعدة العصبية نتيجة الإجهاد:

إذا لم يتمكن الطبيب من العثور على سبب عضوي لأعراض معينة في الجهاز الهضمي فإنه يتحدث عن اضطراب جسدي أو نفسي كالقلق أو التوتر أو حتى الإجهاد. وفي كثير من الحالات يشمل ذلك أيضًا القولون العصبي والمعدة العصبية والتي يشار إليها من الناحية الفنية باسم القولون العصبي وعسر الهضم الوظيفي.

من أعراض عسر الهضم الوظيفي تكرار آلام المعدة والغثيان والقيء والشعور بالامتلاء وأعراض أخرى في الجزء العلوي من البطن.

وهذه من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا دون سبب عضوي نتيجة الحالة النفسية وسرعة الانفعال والتي غالبًا ما تكون ناتجة عن ضغوط نفسية مثل الخوف أو التوتر حيث يعاني المرضى من آلام في البطن لسنوات والتي تنحسر قليلاً بعد التغوط إضافة إلى تناوب بين الإمساك والإسهال بحيث يترافق الألم مع غثيان وحرقة واكتئاب وألم في مناطق أخرى من الجسم.

أمراض مثل التهاب القولون العصبي ومتلازمة المعدة العصبية وداء كرون تسبب أيضًا التهاب في الجهاز الهضمي.

ومن الأعراض الأكثر شيوعًا لهاتين المشكلتين هي الإسهال وآلام البطن وفقدان الوزن حيث يعاني 21 إلى 25٪ من المصابين بهذه الأمراض من اضطرابات الاكتئاب والقلق التي تترافق مع الأعراض.

كما أنه في حالة تكرار الأعراض تتفاقم الأعراض النفسية أيضًا حيث يرتبط الاكتئاب والقلق بنوعية حياة هؤلاء الأشخاص وهذا مما ينعكس سلبًا على الحالة النفسية للمريض وتتفاقم معه أعراض الأمراض المعوية مع انخفاض الدافع للتغلب على المشاكل المرتبطة بهذه الأمراض.

كما ينصح المرضى الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي (متلازمة القولون المتهيج ومتلازمة المعدة العصبية) بمراجعة طبيب نفسي لتقييم التعايش بين الاضطرابات النفسية وعلاج هذه الاضطرابات.

لماذا يسبب الإجهاد النفسي مرضًا جسديًا؟

السبب في الإصابة بالأمراض نتيجة الحالة النفسية يمكن أن نبسطه كالتالي:

عندما نرى الخطر يستعد جسدنا إما لمواجهة هذا الخطر أو الفرار منه، في هذه الحالة جسمنا يتحفز هرموني التوتر (الأدرينالين والكورتيزول) اللذان يرفعان معدل ضربات القلب وضغط الدم ويثبطان الجهاز الهضمي ويؤثران على جهاز المناعة في الجسم ليساعدنا على استخدام الكثير من الطاقة الجسدية، وبمجرد زوال الخطر عادة ما تعود أجسامنا للراحة.

هذه تعتبر استجابة تطورية للحفاظ على سلامة الجسم وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا لأنه يساعدك على تجنب الخطر أو التأقلم معه.

  • على أن مستوى معينًا من القلق يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في تعزيز دافع الشخص.
  • إلا أن الضغط المستمر يعني أن مستويات الكورتيزول والأدرينالين لديك ستكون مرتفعة باستمرار ونادرًا ما تعود إلى الراحة مما يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على أعضاء ووظائف الجسم وخاصة المعدة، علاوة على ذلك قد يقلل القلق والاكتئاب من تحمل الألم.

ترتبط المناطق المسؤولة عن قبول الألم في الدماغ أيضًا بالقلق والاكتئاب ويشارك ناقلان عصبيان هما (السيروتونين والنورإبينفرين) المسؤولان عن نقل الألم إلى الدماغ والجهاز العصبي في القلق والاكتئاب.

وتشمل أعراض الإجهاد المزمن:

الصداع، والصداع النصفي، وتوتر العضلات وآلامها، ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الإسهال، وآلام المعدة وفقدان الشهية، ومشاكل أو اضطرابات النوم، والشعور بالخمول وبعض الأعراض الجسدية للاكتئاب بما في ذلك الألم، مشاكل في الجهاز الهضمي، التعب، مشاكل في العين.

كما يمكن أن يسبب الإجهاد اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية(هاشيموتو) والصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها.

التفكير المبالغ به:

غالبًا ما يخشى أي شخص عانى من مشاكل المعدة الشديدة أو الإسهال من ضعف شديد في صحته قبل إجراء اختبار مهم وغالبًا ما يخشى أن رد الفعل سيتكرر في المرة القادمة.

ونظرًا لأن جسمنا لا يستطيع التفريق بين الموقف المجهد النفسي والعقلي فإن هذا يؤدي في الواقع في كثير من الحالات إلى عبء نفسي مع ردود الفعل الجسدية المخيفة في منطقة الجهاز الهضمي وخاصة المعدة. لذلك يمكن للتوقعات السلبية أن تجعل الوضع أسوأ في الواقع.

تفاعل الجهاز الهضمي والمعدة مع الإجهاد أو الحالة النفسية؟

المعدة والأمراض النفسية

يمر الجهاز الهضمي بأكمله بشبكة دقيقة من الأعصاب وتحت الضغط النفسي يتم إطلاق الأدرينالين وغيره من المواد والإشارات والهرمونات التي تشارك في الاستجابة للتوتر.

نظرًا لأن الجهاز العصبي ونظام الغدد الصماء مرتبطان ارتباطًا وثيقًا يتغير نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي أيضًا.

ونتيجة لهرمونات التوتر عادة ما يتم إطلاق عدد أقل من الإنزيمات الهضمية، كما أنه يقلل من إنتاج اللعاب وإفراز المواد الواقية مثل الصمغ والبيكربونات، كما تتأثر أيضًا الحركات المنسقة بدقة للمعدة وعضلات الأمعاء والتي تعتبر مهمة جدًا لعملية الهضم، بالإضافة إلى ذلك ينخفض ​​تدفق الدم إلى هذه الأعضاء.

من أين يأتي الألم؟

يضمن الإنتاج المتزايد لمواد إشارة معينة فيما يتعلق برد فعل الإجهاد الشعور بآلام المعدة بشكل أكثر كثافة من حالة الاسترخاء. وفي الوقت نفسه تبدأ التفاعلات التي يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب والتي يمكن أن تتلف الغشاء المخاطي في المعدة أو الأمعاء، كما يمكن أن يحدث التهاب مؤلم في الغشاء المخاطي في المعدة مسببًا التهاب المعدة.

يكون تأثير الإجهاد النفسي الاجتماعي قويًا بشكل خاص عند وجود عمليات التهابية أو تهيج في الأغشية المخاطية بالفعل.

نصائح للوقاية من أمراض المعدة النفسية

ما الذي يمكن فعله حيال مشاكل الجهاز الهضمي وأمراض المعدة النفسية الناتجة عن الإجهاد والحالة النفسية السيئة؟

الحد من التوتر:

تمارين الاسترخاء

يتطلب هذا أولاً وقبل كل شيء فهم أن التغييرات في سلوك الفرد ضرورية خاصة إذا كان لا يمكن التخلص من مسببات التوتر في الوقت الحالي لأن الهدف بعد ذلك هو زيادة المقاومة وبالتالي تغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس مع الضغط النفسي ويتفاعلون معه.

هذا يمكن على سبيل المثال عن طريق تعلم تمارين الاسترخاء مثل تدريب التحفيز الذاتي أو استرخاء العضلات التدريجي.

التغذية المتوازنة:

غذاء صحي

يجب فصل الوجبات بشكل واضح عن الأنشطة الأخرى خاصة أثناء العمل حيث يمكن لتناول وجبة طعام ممتعة في جو هادئ والمضغ الواعي أن يساعد بالفعل في منع الآثار السلبية على الجهاز الهضمي وخاصة المعدة لأنه كلما كنت تأكل بوعي أكبر في حياتك اليومية كان من الأسهل أن تكتشف كيف يتفاعل جسمك مع مكونات معينة ومع حالات التوتر والضغوط النفسية.

وخاصة في المواقف العصيبة تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو الحارة وتناول وجبة سهلة الهضم وقليلة الدهون.

العلاجات المنزلية القديمة:

علاج المعدة بالكيس الساخن
  • لحرقة المعدة: قد يساعد مضغ العلكة في تحفيز تدفق اللعاب.
  • كما يساعد الماء الدافئ في تقليل تهيج المريء.
  • الاسترخاء لمنع حرقة المعدة.
  • تناول آخر وجبة قبل النوم بساعتين.
  • النوم على الجانب الأيمن.
  • تجنب القهوة والسجائر والكحول إن أمكن بسبب آثارها المزعجة.
  • يمكن أن يساعد التأثير المريح لزجاجة الماء الساخن أو وسادة الحبوب الدافئة في تقليل الانزعاج والتي يمكن وضعها على البطن لتخفيف أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض المعدة.

ممارسة الرياضة:

ممارسة الرياضة

إن الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية يحفز عمل جميع أعضاء الجسم ويحافظ على حركة عضلات الجسم وخاصة عضلات الجهاز الهضمي مما يحسن الدورة الدموية وتدفق الدم في هذا الجهاز الهام من الجسم.

كما تساعد التمرينات الرياضية وخاصة المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا في الهواء الطلق على تخفيف التوتر والقلق والإجهاد وتخفف من أعراض الاكتئاب وما يرافقه من أعراض تنعكس على المعدة والجهاز الهضمي.

ولتعزيز صحة الجهاز الهضمي والمعدة بشكل خاص ننصح بتناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن الهامة مع ممارسة الرياضة التي تتناسب مع الحالة الصحية. 

العلاج الطبيعي:

شاي الأعشاب
  • أثبتت زهرة الآلام في شكل مستخلص بجرعة عالية قدرتها على تقليل أعراض التوتر.
  • شرب شاي الأعشاب الدافئ يخفف من التوتر والقلق كما يساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ (مثل شاي البابونج أو شاي اليانسون أو شاي النعناع).

متى يجب رؤية الطبيب؟

استشارة الدكتور

بصرف النظر عن الحالة النفسية التي يعاني منها الشخص وتسببها في أمراض الجهاز الهضمي والمعدة يمكن أن يكون لشكاوى الجهاز الهضمي عدد من الأسباب العضوية، لذلك من المهم أن تأخذ الأعراض على محمل الجد وأن تطلب المشورة الطبية في حالة حدوث الأعراض التالية:

  • دم في البراز.
  • الحمى الشديدة.
  • فقدان الوزن المفاجئ.
  • القيء الدموي.
  • الاستيقاظ ليلاً بسبب الأعراض والمشاكل التي تستمر لأكثر من 4 أسابيع.

يجب أيضًا فحص حرقة المعدة وآلام المعدة الشديدة التي تحدث عدة مرات في الأسبوع من قبل الطبيب.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله