أسباب التهاب البروستاتا والأعراض وطرق العلاج

قبل مناقشة التهاب البروستاتا وأعراضه وأسبابه وطرق العلاج والوقاية، لنتعرف أولًا إلى البروستاتا هذه ووظيفتها ومكانها في الجسم. غدة البروستاتا هي جزء من الجهاز التناسلي الذكري وتكون متموضعة تحت المثانة، وهي غدة صغيرة الحجم بالكاد تكون بحجم ثمرة الجوز، وظيفتها إفراز سوائل من ضمنها السائل المنوي.

أسباب وأعراض وعلاج التهاب البروستاتا

تكون في البداية غدة البروستاتا صغيرة الحجم عند الأطفال ولا تتجاوز كونها عدة خلايا، إلا إنها تبدأ بالنمو ويزداد حجمها تدريجيًا مع دخول الفرد سنين المراهقة وبدء ازدياد مستويات هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة لدى الرجال) حتى تصل إلى حجمها الكامل بوصول الفرد إلى سن العشرين، لتستقر في النمو بعد هذا العمر تقريبًا أو يكون النمو بمعدل بطيء جدًا.

في سنوات الشيخوخة يبدأ بعض الرجال يعانون من تضخم في البروستاتا، وتصل نسبة الرجال الذين يشتكون من تضخم البروستاتا وتكون أعمارهم بين 40 إلى 60 عام نحو 50%، في حين نحو 90% من الرجال فوق 80 عام يعانون من تضخمها.

بسبب تموضع البروستاتا بمحيط مجرى البول (الإحليل) فأن الغدة بعد سن الأربعين تبدأ تنمو من جديد بشكل غير متوازن، وبالتالي بنموها تشكل ضغط على مجرى البول مما يجعل عملية التبول صعبة على الفرد، وهذا هو سبب مشكلة البروستاتا في عمر الشيخوخة في الغالب.

إلا إنه من المحتمل أن تظهر مشاكل أخرى للبروستاتا غير مشكلة التضخم وما ينتج عنها، من هذه المشاكل التهاب البروستاتا والذي لا يكون حكر على كبار السن وإنما قد يحصل في أي مرحلة عمرية من بداية سن المراهقة حيث تبدأ غدة البروستاتا بالنمو وحتى عمر الشيخوخة المتأخر.

تشخيص التهاب البروستاتا

هناك عدة أعراض تظهر على المريض الذي يعاني من التهاب البروستاتا والذي قد يكون التهاب حاد ومزمن يستمر لفترة طويلة تصل لأشهر أو التهاب خفيف قد يحدث بشكل مفاجئ، وفيما يخص الأعراض الذي قد تظهر على مريض التهاب البروستاتا

  • ألم في منطقة المثانة، وهو ألم في الغدة ذاتها نتيجة الالتهاب الحاصل.
  • تبول متكرر بشكل أكثر من المعتاد، وشعور بالحاجة للتبول بشكل مفاجئ.
  • ألم عند التبول أو عند ممارسة الجماع أو عند القذف.
  • قشعريرة وحمى ووهن عام، أو ظهور الأعراض التي تظهر عند نزلات البرد.
  • قد تشمل الأعراض أيضًا خروج نقط لزجة من فتحة البول وخاصة خلال النوم، وقد تسد فتحة البول بفعل هذه النقط وتصبح عملية التبول صعبة في الصباح. وهي ذاتها الخطوط البيضاء اللزجة التي قد يراها المريض تخرج مع البول.

وقد يشمل التشخيص بعد ملاحظة هذه الأعراض، تحليل للدم والبول وفحص سريري وفحص شرجي مع تدليك منطقة المثانة للتأكد من وجود أي انتفاخ أو تورم لتحديد حالة الالتهاب من عدمه، وقد يقوم الطبيب باختبار البروستاتا باستخدام الموجات الفوق صوتية إن دعت الحاجة.

أسباب التهاب البروستاتا

هناك عدة أسباب يمكن أن تكون مسؤولة عن حدوث الالتهاب للبروستاتا، إلا إنه من الصعب تحديد الأسباب بدقة ومعرفتها على وجه التحديد، حيث يرتبط ذلك ببنية الجهاز التناسلي لدى المريض والعادات المتبعة من قبل الشخص، إضافة إلى ذلك فأن الأسباب قد تكون

  • العدوى البكتيرية التي تصيب المسالك البولية لدى الرجال يمكن أن تسبب الالتهاب.
  • الفيروسات التي تصيب المثانة مما يؤدي إلى التهاب البروستاتا.
  • الإكثار من ممارسة العادة السرية أو الكبت الجنسي المفرط مع الإثارة.
  • الجنس الشرجي قد يكون أحد الأسباب.
  • الممارسة الجنسية مع شريك مصاب بأحد الأمراض الجنسية.
  • تضخم البروستاتا الذي يحصل مع التقدم بالسن قد يؤدي إلى الالتهاب.
  • الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي يكونون عرضة لالتهاب البروستاتا أكثر من غيرهم.
  • التهاب البربخ (قناة ناقلة للحيوانات المنوية) قد يؤدي إلى التهاب البروستاتا.

مضاعفات التهاب البروستاتا

  • صعوبة في التبول وقد يصل الأمر حد عدم القدرة على التبول بشكل كامل (احتباس البول)
  • في حالات الالتهاب المتقدمة قد يصل الأمر إلى التهاب المثانة أو التهاب البربخ (قناة تجري فيها الحيوانات المنوية) وحتى تسمم الدم أيضًا.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة هم أكثر عرضة لظهور المضاعفات عليهم، وقد تتطور هذه المضاعفات إلى أمراض أخرى ولا تقتصر على الالتهاب ومضاعفاته.

علاج التهاب البروستاتا

ليس من السهل علاج الالتهاب الذي يحصل للبروستاتا بسبب طبيعة المكان الذي تتوضع فيه وبالتالي صعوبة وصول مضادات التهاب إليها في بعض الحالات، في حين إن الأدوية التي يمكنها الوصول إلى غدة البروستاتا ليست قوية المفعول وبالتالي الجراثيم أو البكتيريا المسببة يمكنها مقاومتها.

وعلى الرغم من ذلك، هذا لا يعني عدم تناول أي مضادات حيوية حيث إنه ليس من المستحيل وصول المضادات ولكنه صعب وقد يحتاج بعض الوقت. أيًا كانت أسباب الالتهاب فأن المضادات الحيوية ضرورية، يقوم الطبيب بتحديد نوع المضاد المناسب بناءً على نوع البكتيريا التي ظهرت في تحليل البول. يطلب من المريض عادةً استمرار تعاطي مضاد الالتهاب لأربعة أسابيع على الأقل مع الإكثار من السوائل بالإضافة للحصول على قسط من الراحة.

في حال رافق الالتهاب ألم أو ارتفاع للحرارة فأنه من الممكن أن يأخذ المريض مسكن ألم وخافض حرارة حتى يستقر وضع المريض تدريجيًا. وبعد استكمال فترة العلاج هذه التي يحددها الطبيب لا بد من إجراء فحوصات مرة أخرى للتأكد من حالة الشفاء وخلو البول من البكتيريا أو الجراثيم المسببة.

في حال لم يتم الشفاء بشكل كلي فسيقوم الطبيب بتمديد مدة العلاج باستخدام المضادات الحيوية والذي قد يستمر لنحو ثلاثة أشهر إن دعت الحاجة، مع وصف المزيد من الأدوية للمريض التي من شأنها ترخية عضلات المثانة وتسهيل عملية التبول لتكون سلسة وبدون ألم.

في بعض الحالات الاستثنائية قد يرى الطبيب ضرورة لاستئصال جزئي أو كلي لغدة البروستاتا وبالتالي التخلص من الالتهاب الحاصل، إلا إنه عملية استئصال البروستاتا ليس من الضرورة أن تكون بسبب الالتهاب فقط، وإنما من الممكن أن تكون بسبب تواجد حصى في الغدة أو تضخمها لدرجة انسداد مجرى البول. ومع ذلك فأن العمليات الجراحية للبروستاتا ليست مضمونة النتائج دائمًا وليست الخيار الأفضل.

وسائل علاج أخرى

تشمل وسائل العلاج الأخرى فيما يخص التهاب البروستاتا بعض التمارين الرياضية التي تعتمد على زيادة لياقة عضلات الحوض وأسفل البطن وذلك لإراحة تلك المنطقة التي تتواجد فيها غدة البروستاتا وبالتالي تخفيف الآلام الحاصلة ولكن هذا ليس مضمون النتائج ويعتمد على الحالة المرضية ومسبباتها.

قد يشمل العلاج نصائح للمريض بالحد من العادة السرية إن كان يمارسها بشكل مفرط، حيث الإفراط في هذه العادة يؤدي إلى مشاكل في المثانة ومجرى البول وقد تؤدي إلى صعوبة في تحكم الشخص بالبول بالإضافة إلى الإضرار التي قد تلحق بالصمام العضلي والإحليل.

وكذلك ضرورة تنظيم النشاط الجنسي للشخص وتجنب العادات الجنسية الغير سليمة والغير صحية، إضافة إلى فحص الزوجة للتأكد من خلوها من أي أمراض منقولة جنسيًا قد تنتقل للزوج.

إذا كان سبب الالتهاب هو تضخم البروستاتا وبالتالي تشكيل ضغط على المثانة، فقد يعطى المريض نوع من مثبطات مستقبلات ألفا والتي تقلل من تضخم البروستاتا وترخي العضلات في هذه المنطقة وينتج عن ذلك تخفيف الضغط عن المثانة وتسهل عملية التبول.

التهاب البروستاتا والعلاقة الجنسية

في حال كانت أسباب التهاب البروستاتا بكتيرية أو جرثومية فأنه من الممكن أن تنتقل هذه البكتيريا إلى الشريكة عند الجماع لا سيما إن كانت البكتيريا هي الكلاميديا أو البكتيريا المسببة للسيلان. في الحالات الأخرى لا يوجد إمكانية لحصول العدوى بين المصاب والشريكة.

في حالات أخرى وأثناء وجود الالتهاب قد تتسبب ببعض الألم أثناء الجماع مما يؤدي ذلك إلى عدم اكتمال شعور اللذة أثناء العلاقة الجنسية.

الوقاية من أمراض البروستات

من الضروري الحفاظ على صحة غدة البروستاتا لتقوم بوظائفها في الجسم على أكمل وجه وتجنبيها أية أمراض يمكن أن تحصل، وفي سبيل الوقاية إليك هذه الخطوات

  • العديد من الدراسات كانت قد بينت علاقة التدخين بأمراض البروستاتا بما فيها سرطان البروستاتا، لذا من الضروري تجنب التدخين لسلامة البروستاتا
  • ينصح بإفراغ المثانة البولية قبل عملية الجماع لتجنب انتقال أي شكل من البكتيريا.
  • تجنب العلاقات الجنسية المتعددة والغير مشروعة كونها تزيد فيها نسبة انتقال الأمراض.
  • عدم إطالة مدة العلاقة الجنسية.
  • من الضروري تناول الأغذية المحتوية على اللايكوبين ومركبات الآليوم كونها تساهم في مقاومة الشوراد الكيميائية المسؤولة عن نشوء السرطانات ومن ضمنها سرطان البروستات، ومن هذه الأغذية الثوم والبصل والطماطم والكراث.
  • من الضروري تخفيض كمية الدهون الحيوانية والدسم في الجسم للحفاظ على سلامة غدة البروستاتا وباقي أعضاء الجسم، حيث أثبتت الدراسات أضرار هذه الدهون، في المقابل التعويض عن هذه الدهون بالدهون النباتية لفوائدها المتعددة.
  • بعض الدراسات بينت إن الذين يشربون الشاي الأخضر بشكل منتظم أقل عرضة لأمراض البروستات المختلفة من غيرهم ممن لا يشربون الشاي الأخضر.
  • الإكثار من الأغذية التي تدعم جهاز المناعة وتزيد من مقاومته للأمراض مثل أحماض الأوميجا 3 الموجود في عدة أصناف من السمك أهمها السلمون والتونا.
  • عصير الرمان غني بمضادات الأكسدة التي تساعد في الحد من نشوء أي خلايا سرطانية.
  • تجنب الخضروات المستخدمة عليها المبيدات الزراعية، حيث بينت دراسة أمريكية إن المزارعين الذين يستعملون المبيدات الحشرية هم أكثر عرضة لأمراض البروستاتا.
  • كذلك فيتامين C يساعد على منع تضخم البروستاتا.
  • تناول الزنك بكميات معتدلة يساعد على الحد من الإصابة بالكثير من الأمراض منها التهاب البروستاتا، يجب أن تكون الكمية بين 10 حتى 45 ملغ يوميًا ولا تزيد عن ذلك حتى لا تظهر أي مضاعفات من جراء الإفراط بتناول الزنك، المكسرات والزنجبيل ولحوم الأبقار غنية بالزنك.

كلمة أخيرة

من المعروف إن غدة البروستاتا يحصل لها ثلاثة أنواع من الأمراض التهاب البروستاتا والذي يصيب الرجال في مرحلة الشباب بين 25 حتى 45 عام غالبًا ونحو 50% من الرجال يعانون منه في فترة ما من حياتهم، النوع الثاني من الأمراض التي تحصل للبروستاتا هو التضخم والذي يحصل للرجال بعد سن 55 عام، وسرطان البروستاتا الذي يحصل في الغالب بعد سن الخمسين أيضًا.

وبناءً على هذه المعطيات فأنه من الضروري الفحص الدوري للبروستاتا ابتداءً من أربعينيات العمر وذلك بغية الكشف المبكر عن أي التهابات أو أمراض تحصل لها ومعالجتها فور حدوثها وقبل تفاقم الوضع وصعوبة معالجته.

وكذلك في المراحل العمرية المبكرة قبل الأربعين ينصح بعدم إهمال أي أعراض لأمراض أو إصابات في منطقة المثانة أو مشاكل في التبول ومراجعة الطبيب فور حصول أي من هذه الأعراض للكشف المبكر وبالتالي سهولة المعالجة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله