التدابير الوقائية عند التعرض لمخاطر المبيدات

يستخدم العديد من عمال الزراعة والبستنة وصيانة المساحات الخضراء والطرق والمباني وحتى الأشخاص العاديين وربات المنازل المبيدات الحشرية (مثل مبيدات الفطريات ومبيدات الحشرات ومبيدات الأعشاب وسم الفئران) بطريقة مكثفة وطويلة الأمد مما يؤدي إلى ظهور خطر التسمم الحاد أثناء التعرض العرضي لهذه المبيدات والذي يتجلى في اضطرابات الجلد والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والعضلي والعصبي والقلب والأوعية الدموية.

وفي مقالنا سنتعرف على أكثر التدابير الوقائية عند التعرض لمثل هذه المبيدات فتعالوا معنا:

التدابير الوقائية عند التعرض للمبيدات

إن الأكثر ضررًا لأجسامنا هو مخاطر التسمم المزمن الناتج عن التعرض المتكرر والمطول لجرعات منخفضة من المبيدات المختلفة حيث يمكن أن تسبب اضطرابات الجهاز العصبي والتأثيرات المسببة للسرطان والطفرات واضطرابات الغدد الصماء، وهذه المخاطر ناجمة عن التعرض المباشر أو غير المباشر لمبيدات الآفات والتي لها آثار ملحوظة على تواتر بعض أنواع السرطان والأمراض العصبية التنكسية وتطور الأجنة، كما يمثل بالتالي مخاطر كبيرة على صحة العمال المعرضين لهذه المبيدات ضمن مجال عملهم بها.

كما هو الحال مع أي نشاط من المحتمل أن يشكل خطر التعرض لعوامل كيميائية خطرة لذلك يجب على صاحب العمل إجراء تقييم للمخاطر التي تتعرض لها سلامة وصحة العمال، كما أنه على كل شخص يتعامل مع هذه المبيدات اعتماد الممارسات الجيدة والنظافة أثناء استخدامها وتدريب الموظفين وتزويدهم بمعدات الحماية الشخصية المناسبة (مثل المعاطف والقفازات والأحذية والأقنعة) لتجنب أي اتصال واستنشاق للمبيدات.

تصنيف وتكوين المبيدات:

تنقسم المبيدات إلى عدة عائلات رئيسية تستخدم لمحاربة الكائنات الحية الضارة بالمحاصيل والصحة أو ضمان الحفاظ على المنتجات النباتية أو حماية الأخشاب:

مبيدات الأعشاب المستخدمة للقضاء على الأعشاب الضارة التي تخنق النباتات المزروعة.

المبيدات الحشرية التي تهدف إلى القضاء على الحشرات التي تتغذى أو تضع البيض على المحاصيل أو الخشب أو تسبب مشاكل صحية (مثل خنافس كولورادو، حشرات المن، عث الفاكهة، البعوض، الصراصير، النمل الأبيض… إلخ).

مبيدات الفطريات التي تقتل أو تمنع نمو الفطريات المجهرية المسؤولة عن الأمراض الفطرية (كتجعد أوراق الشجر، العفن الفطري، الجرب، البياض الدقيقي، المونيليا …)

مبيدات النيماتودا التي تقتل الديدان الطفيلية التي تتطفل على النباتات والأشجار.

الليماسيدات التي تقتل أو تبعد البزاقات والقواقع التي تدمر محاصيل الخضر.

مبيدات القوارض (أو سم الفئران) وتستخدم لقتل القوارض التي تلتهم المحاصيل أو تسبب مشاكل النظافة العامة (الجرذان، الفئران، إلخ).

من هم المعرضون لخطر المبيدات؟

بداية فإن كل إنسان يكون على تماس مباشر لهذه المبيدات يمكن أن يكون من الأشخاص المعرضين لخطرها:

  • يتعرض السكان للمبيدات بسبب تلوث طعامهم وبيئتهم، فيما يتعرض العاملين الذين ينتجون مبيدات الآفات أو يستخدمونها.
  • المزارعون، البستانيون، الأشخاص الذين يشتغلون بالأشجار والحدائق، المشتلون، الحراجيون.
  • العاملون في المتنزهات والمقابر والحدائق في القطاع الخاص أو السلطات المحلية.
  • منسقو الحدائق في الملاعب الرياضية أو الترفيهية.
  • وكلاء خدمة الطرق لصيانة شبكة الطرق والسكك الحديدية والمطارات.
  • وكلاء خدمات الصرف الصحي للمباني (أعمال التطهير المتخصصة، مكافحة الآفات أو مكافحة الجرذان للمباني).

يتوافق خطر التلوث المباشر مع خطر تعرض الشخص مباشرة للمنتجات أثناء المعالجة عن طريق نثر المبيد أو رشه، وأيضًا أثناء تحضير المنتج وتنظيف الخزانات وتفريغها من أي عطل في آلة الرش.

مخاطر الآفات:

المبيدات هي أساس عدد معين من أمراض الأنف والأذن والحنجرة واضطرابات العيون أو الجهاز التنفسي إضافة إلى ظهور الآفات الجلدية واضطرابات الجهاز الهضمي والاضطرابات العصبية (الصداع والغثيان والتهيج) كما يمكن أن تكون مصادر للسرطان أو الاضطرابات الوراثية أو تغيير في الوظائف الإنجابية.

كما أن لمبيدات الآفات آثار مرضية محلية وجهازية حيث إن العديد من المبيدات الحشرية لديها القدرة على عبور أنسجة الجلد الدهنية ومن خلال الدم تنتشر في جميع أنحاء الجسم ولها تأثير نظامي حيث يمكن أن تكون السمية الجهازية:

  • فورية (بضع ساعات) بعد التعرض الفردي لمادة سامة رئيسية.
  • أو متأخرة على المدى المتوسط ​​(بضعة أسابيع).
  • أو طويلة المدى (بضع سنوات) للتعرض المعتدل والمتكرر (على وجه الخصوص حالات السرطانات المهنية).

كيف تدخل المبيدات إلى جسم الإنسان؟

تدخل مخاطر المبيدات إلى جسم الإنسان من خلال ثلاث طرق:

  • عن طريق الفم (الفم، المريء، الجهاز الهضمي): حيث يتم الاختراق إما عن طريق الابتلاع العرضي للمنتج أو عن طريق ابتلاع منتج أو عن طريق الاتصال المباشر، وعن طريق وضع اليدين أو الأشياء المتسخة في الفم.
  • عن طريق الجهاز التنفسي (الأنف والقصبة الهوائية والرئتين): وهذا النوع من الاختراق يتم عن طريق استنشاق الغبار أو الأبخرة أو الغازات والجزيئات الدقيقة المنبعثة أثناء تحضير المبيد وأثناء رش رذاذ المنتج.
  • عن طرق الجلد (بما في ذلك العيون والأغشية المخاطية): وهذا هو المسار الرئيسي لاختراق المنتج فالجلد هو حاجز غير كامل ضد منتجات المبيدات المختلفة التي يمكن أن تعزز امتصاصها من خلال تأثير التهيج ومن المحتمل أن تمر بعض المنتجات عبر الجلد ثم تنتقل إلى الدم لتلتصق ببعض الأعضاء (الكبد والطحال وما إلى ذلك) أو الأنسجة (العصبية والدهنية) وبالتالي تؤدي إلى التسمم الذي يكون أحيانًا خطيرًا جدًا.

التدابير الوقائية لمنع مخاطر المبيدات

كما هو الحال مع أي نشاط يحتمل أن يشكل خطر التعرض لعوامل كيميائية خطرة، يجب على صاحب العمل إجراء تقييم للمخاطر التي تتعرض لها صحة العمال وسلامتهم، كما يجب تجديد هذا التقييم بشكل دوري.

ويشمل تقييم المخاطر جميع أنشطة الشركة بما في ذلك الصيانة.

تعتبر ملصقات المنتجات وصحيفة بيانات السلامة إلزامية وتسمح بتحديد المخاطر الرئيسية.

اعتمادًا على المخاطر المذكورة على الملصق قد يكون ارتداء أنواع معينة من الحماية إلزاميًا.

بالإضافة إلى وضع العلامات يجب على جميع أصحاب العمل الحصول على صحيفة بيانات السلامة (SDS) أكثر اكتمالاً من مورديهم لقياس المخاطر بشكل أفضل.

اعتماد الممارسات الجيدة في استخدام منتجات مبيدات الآفات:

من الممكن الحد من استخدام المبيدات عن طريق تقليل أوجه القصور في المزارع:

يُنصح بالحد من استخدام منتجات الصحة النباتية إلى ما هو ضروري تمامًا وتحسين الجرعات وعدد العلاجات وفقًا لمعايير الطقس والحالة الصحية والمرحلة.

علاوة على ذلك فإن التخلص من المنتجات أو العمليات الخطرة أو استبدالها بأخرى أقل خطورة هو تدبير الوقاية ذي الأولوية الضروري على سبيل المثال:

  • في البيوت المحمية يفضل تعقيم التربة بالبخار على التبخير لأنه بالإضافة إلى القضاء على غالبية الآفات فإنه ليس له آثار جانبية سامة.
  • يجب أن تتم صيانة التربة في كثير من الأحيان عن طريق الحرث الميكانيكي بدلاً من إزالة الأعشاب الضارة بالطرق الكيميائية.

التدابير التقنية الأساسية للوقاية الجماعية هي كما يلي:

  • تصميم الغرفة الفنية ومنطقة إعداد وتنظيف معدات العمل: بالتهوية الفعالة، وفصل المنتجات وفقًا للمواصفات الصحية وما إلى ذلك.
  • ضبط وصيانة جيدة للرشاشات (فقد تكون الفوهات مسدودة).
  • استخدام خزان استعادة محكم الغلق لمنع الفيضانات عند تحضير الخليط.
  • احرص دائمًا على إغلاق العلب والحاويات الكيميائية الأخرى بإحكام وامسح السوائل أو التقط الحبيبات فورًا بعد أي انسكاب.
  • يؤدي تخزين مبيدات الآفات إلى خطر سقوط العبوات أو انقلابها مع تسرب المنتج أو انسكابه.
  • ترشيح مكيفات الهواء وصيانة دقيقة للكبائن (حشوات ونوافذ وغيرها) لضمان ضيقها.
  • في نهاية الرش يجب شطف الفوهات الموجودة فوق الحقل لتجنب إدخال أي بقايا من المنتج إلى مباني المزرعة.
  • أي عودة لمياه الغسيل الملوثة للشبكة يجب أن تكون مستحيلة لذلك من الضروري تركيب جهاز خاص (على سبيل المثال: صمام عدم الرجوع، مانع التدفق العكسي، إلخ).
  • المراقبة الصارمة لطريقة استخدام هذه المنتجات.
  • يجب وضع علامات الأمان عند مدخل قطعة الأرض المعالجة للإشارة إلى أن العلاج قيد التقدم ووقت العودة.
  • النظافة الصارمة في التطبيق أو عند إعادة الدخول ضرورية: اغسل يديك بعد كل عملية، واستحم فورًا بعد العلاج، واستبدل أي ملابس ملوثة بالبقع.

معدات الحماية الشخصية لمستخدمي منتجات المبيدات:

الهدف من استخدام معدات الحماية الشخصية هو تجنب قدر الإمكان أي تعرض جلدي أو تنفسي أو هضمي لذلك من الضروري أن يعرف المستخدم لهذه المبيدات (أيًا كان عمله سواء عامل أو ربة منزل) المراحل الأكثر خطورة وأن يرتدي أدوات الحماية (القفازات، القناع، المعاطف) في هذه اللحظات المهمة أثناء (التحضير، التنظيف، وأثناء الرش).

يجب ألا تترك معدات الحماية الشخصية دون حماية حيث من المهم أن تتذكر أنه يجب تخزين الملابس الواقية من (الأحذية، المآزر، القناع، القفازات) خارج غرفة تخزين منتج وقاية النبات لتجنب تشبعها بأي أبخرة سامة قد تنطلق من المنتجات.

وتشمل ملابس العمل ومعدات الحماية الشخصية التي يتم توفيرها وصيانتها من قبل صاحب العمل: بدلات واقية، وأقنعة مع مرشح الغاز أو نظارات واقية حسب الاقتضاء، والقفازات، وأحذية السلامة أو الحماية.

يجب على صاحب العمل التأكد من ارتداء معدات الحماية الشخصية هذه بالفعل.

يجب شطف الثوب الذي لا يزال يرتديه العامل بالماء النظيف مباشرة بعد المعالجة ثم إزالته وتجفيفه فقط.

أما بالنسبة للمعاطف التي تستخدم لمرة واحدة، والتي تستخدم بكثرة في الزراعة فيجب تغييرها في الوقت المناسب وفقًا لتعليمات الشركة الصانعة.

القناع والنظارات: ارتداء القناع ضروري لأن بعض المنتجات الأكثر تطايرًا يتم استنشاقها بقوة، وأيضًا عند التعامل مع المساحيق، كما يجب صيانة الأقنعة وتنظيفها بالماء والصابون وشطفها بالماء النظيف.

القفازات: ارتداء القفازات ضروري للغاية فهي غير منفذة للمواد الكيميائية كما تحمي الساعدين، ويتم تقليل الاختراق الجلدي لمنتجات الصحة النباتية بنسبة 90٪ عن طريق ارتداء قفازات مناسبة مقاومة للمخاطر الكيميائية.

من الضروري عدم تلويث داخل القفازات لأن العديد من حالات التعرض الجلدي هي نتيجة التلوث الداخلي لهذه القفازات عندما يخلعها المستخدم ويعيد ارتدائها لذلك من الضروري غسل الجزء الخارجي من القفازات بالماء النظيف قبل إزالتها، وعدم استخدام القفازات المتشققة أو الممزقة.

يجب غسل اليدين مباشرة بعد استخدام المبيدات.

أحذية السلامة أو الحماية: من الضروري ارتداء أحذية مقاومة للماء مخصصة لعلاجات الصحة النباتية وفقًا لمعايير صحية وصناعية.

يجب أن يتم ارتداء الأفرولات فوق الأحذية وليس على الحذاء لتجنب تغلغل السائل فيها.

الغذاء والماء وتعرضه للمبيدات

يعتبر الغذاء المصدر الرئيسي للتعرض لمبيدات الآفات ومع ذلك فإن متوسط ​​مساهمة مياه الشرب في إجمالي التعرض الغذائي من مبيدات الآفات أقل من 5٪. حيث يمكن أن يتعرض السكان أيضًا لمبيدات الآفات من خلال تلوث الهواء الخارجي والداخلي، أو من التربة والغبار.

كما يمكن أن يكون هذا التلوث البيئي ناتجًا عن استخدام مبيدات الآفات في المنزل أو في الحديقة أو على الحيوانات الأليفة، أو يكون نتيجة للاستخدامات الزراعية (نشر المنتجات الصيدلانية النباتية).

لا يزال من الصعب تحديد حصة هذه المصادر المختلفة في تعرض عامة السكان لمبيدات الآفات اليوم.

التدابير الوقائية عند الاستخدام المنزلي للمبيدات

هناك أكثر من 75٪ من الأسر تستخدم مرة واحدة على الأقل كل عام مبيدات حشرية أو أدوية بيطرية لمكافحة طفيليات الحيوانات الأليفة ومبيدات أعشاب ومنتجات ضد الآفات ومبيدات للتخلص من الفئران والجرذان وطاردة للبعوض.. إلخ) لذلك لا بد من التوصيات التالية:

  • إطلاع الجمهور بشكل أفضل على شروط استخدام مبيدات الآفات في المنزل وجميع المنتجات والاستخدامات مجتمعة.
  • إعلام عامة الجمهور بشكل أفضل بالحاجة إلى إنزال المنتجات المستعملة أو القديمة أو المحظورة في مركز إعادة التدوير أو في الموقع الذي يوفره مجلس المدينة أو مجتمع البلديات أو التكتل وكيفية التخلص من هذه المنتجات وعدم رميها في سلة المهملات أو تفريغها في الحوض.
  • تخزين المبيدات في خزانات مغلقة بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
  • قراءة الملصق بالكامل قبل استخدام أي مبيد حشري في المنزل أو حوله واتباع جميع إرشادات الملصق.
  • ضع في اعتبارك ممارسات الاستخدام الآمن حتى تكون مستعدًا في حالة وقوع حادث.
  • إبقاء الأطفال والحيوانات الأليفة بعيدًا عن المناطق المعالجة بالمبيدات الحشرية.
  • التأكد من أن حاويات المنتج بعيدة عن متناول اليد بأمان أثناء تطبيقها.
  • اغلاق عبوات المبيدات فور استخدامها لتجنب الانسكابات العرضية.
  • لا تخلط أبدًا أو تخزن المبيدات في عبوات طعام أو شراب.
  • لبس قفازات للحماية من تماس المبيد بالجلد.
  • هناك بعض المبيدات تتطلب عند رشها لبس كمامة حتى لا تتسرب الغازات المنبعثة عند الرش وتؤثر على التنفس.
  • غسل اليدين والوجه مباشرة بعد استخدام المبيد بشكل جيد.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله