أسباب ظهور الشيب المبكر وأنواعه وطرق علاجه

من طبيعة الإنسان السوي حبه للحياة وإقباله عليها، ولكن الحياة تتسرب منه كتسرب الماء من بين الأصابع؛ فالصغير سيكبر والكبير سيهرم وهناك علامات تُنبئ الإنسان بدنو أجله ومن أوائل هذه العلامات ظهور الشيب، فمن الناس من يعترف به ويتحسر على ما سلف من عمره ويتمنى عودة الصبا كقول الشاعر:

فيا ليت الشباب يعود يوماً … فأخبره بما فعل المشيب

ومنهم من يعزّي نفسه باكتسائه ثوب الوقار مع ظهور الشيب في رأسه كقول الشاعر:

شيب الرجال لهم عزٌ ومكرمةٌ … وشيبكن لكن الذل فاكتئبيالشيب المبكر ... الأسباب والعلاجفنظرة الإنسان للشيب تختلف من شخص لآخر ولكن علمياً هو أمر طبيعي مع تقدم السن إلا أنه يعد أمرًا غريبًا عند ظهوره بسن مبكر، ويختلف وقت ظهور الشيب باختلاف العرق والجنس فغالبًا البيض يتعرضون للشيب قبل السود والرجال يتعرضون للشيب أكثر من النساء.

الشيب نوعان: الشيب الطبيعي والشيب المبكر

وبناءً على ما سبق نجد أن للشيب نوعان: الشيب الطبيعي – الشيب المبكر

الشيب الطبيعي

فهو الذي يحصل بتقدم العمر حيث اكتشف العلماء سر الشيب في بحث نشرته مجلة ASEB الأمريكية؛ حيث صرح البروفيسور هاينز ديكر من معهد الفيزياء الحيوية التابع لجامعة يوهانس جوتنبيرغ أن البحث الذي شارك فيه باحثون من جامعة برادفورد في بريطانيا تعرف ولأول مرة على آلية شيب الشعر أو تحوله إلى اللون الأبيض.

يقول البروفيسور هاينز “إن سائل بيروكسيد الهيدروجين يتكون بمقدار بسيط في كل أنحاء جسم وشعر الإنسان ثم تأخذ هذه المادة في الازدياد مع تقدم الإنسان في العمر حيث تقل كفاءة الجسم في تحويل هذه المادة إلى ماء وأكسجين”.

وقد أوضح فريق البحث أن “سبب ذلك يرجع إلى نقص حاد في تركيز أنزيم كاتالاز “catalyse”داخل الخلايا وهو الأنزيم المسؤول عن عملية تحويل بيروكسيد الهيدروجين.

إن مادة H2O2 تتمكن في تلك الحالة من التأثير على وظيفة أنزيم آخر يدعى تيروزيناز”tyrosinase” بشكل كبير لدرجة تجعل الخلايا الصبغية عاجزة عن تكوين مادة الميلانين وبهذا يفقد الشعر لونه تدريجياً”.

الشيب المبكر

فهو حدوث هذه الآلية سابقة الذكر بسن مبكر بحيث يظهر الشيب قبل سن الثلاثينات للبيض وقبل سن الأربعينات للسود

أسباب الشيب المبكر

ذكرت أسباب كثيرة له منه ما تم إثباته علمياً ومنه ما يحتاج إلى دراسة وتفصيل

  • العامل الجيني أو الوراثي: هو من العوامل التي أثبت العلم دورها في ظهور الشيب إلا أنها ليست وحدها العامل الرئيسي المتسبب في الإصابة بالشيب كما قال الباحث أندريس رويز ليناريس.
  • العوامل النفسية: فقد أكد أندريس أن التوتر والخوف الشديد والانفعالات النفسية التي يعاني منها الإنسان عوامل ترفع خطر الإصابة بالشيب المبكر.
  • التدخين: في عام 1996 أثبتت دراسات طبية انجليزية نشرت “أن المدخنين هم أكثر عرضة أربع مرات للشيب أو للشعر الرمادي في سن الشباب من غيرهم ولم يتضح السبب بعد”.
  • انخفاض نسبة الكالسيوم وفيتامين D3: أشارت دراسات إلى أن مستويات الكالسيوم وفيتامين D3 كانت أقل بكثير عند المرضى الذين يعانون من الشيب.

أمراض عضوية تسبب حدوث الشيب المبكر

  • مرض فقر الدم والذي ينتج عن نقص في فيتامين B12 يكون له علاقة في بعض الأحيان بنقص إفراز الميلانين.
  • اختلال وظائف الغدة الدرقية أو النخامية.
  • الأمراض المناعية مثل البهاق Vitiligo)) والثعلبة التي تسبب تلف الخلايا الصباغية وتحويل لون الشعر إلى الأبيض.
  • من العلماء من ربط بين هشاشة العظام وشيب الشعر وأكد أن الوهن الذي يصيب العظام مع تقدم السن يؤثر على عمل الخلايا المسؤولة عن صباغة الشعر وبالتالي يسرع في ظهور الشيب إلا أنه نفت دراسة أجريت في كاليفورنيا عام 2007 على عينة من الأشخاص أي شيء من هذا القبيل.
  • ومازالت الأبحاث جارية ومستمرة في هذا المضمار فقد جاء في أحد الأبحاث أنه تم تعيين الجين المسؤول عن هذا الخلل في الجسم وبمعرفة الجين أصبح من الممكن أن يتوصل العلماء لعلاج لهذه المشكلة.

علاج الشيب المبكر

للأسف لا يوجد علاج حتى الآن يقضي على الشيب وإنما علينا اتخاذ التدابير الوقائية من خلال تجنب الأسباب المؤدية للشيب المبكر ما أمكن وهذا ما دفع الكثيرين إلى إخفاء الشيب من خلال استعمال الصبغات المتوفرة في الأسواق فمنها ما هو دائم يبقى لشهور ومنها ما هو آني كالبخاخات التي يزول لونها بمجرد الغسل بالماء.

ولكن في النهاية يبقى الشيب وقاراً ودليلاً على كمال النضج فإخفاؤه عند كبار السن كإخفاء الشمس بالغربال وقال الشاعر في هذا المضمار:

وتذهب للعطار ترجو شبابها … وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر

فحري بنا أن نصحح المفاهيم البالية لمجتمعاتنا والتي فرضت علينا قيودًا منها إخفاء علامات قد أبداها لنا الباري كي تكون لنا موعظة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله