غثيان الحمل – الأوقات والأسباب والعلاجات

ملاحظة هامة: يمكن التخفيف من الشعور بالغثيان خلال فترة الحمل من خلال إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة والنظام الغذائي، أو من خلال الأدوية التي قد يصفها الطبيب، لا يجب أخذ أي دواء – بما في ذلك الأدوية التي تباع بدون وصفة طبية – خلال فترة الحمل دون إشراف الطبيب، فهذا قد يعرضكِ لمخاطر عديدة تشمل التشوهات الخلقية ومخاطر الإجهاض والولادة المبكرة أو حدوث مضاعفات الحمل.

غثيان الحمل والتقيؤ والذي غالبًا ما يعرف باسم غثيان الصباح هو حالة شائعة جدًا تعاني منها النساء في بداية الحمل. كما يمكن أن يؤثر عليكِ في أي وقت من النهار أو الليل، وبعض النساء يشعرن به طوال اليوم.

غالبًا ما يشار إلى الغثيان الذي تعاني منه النساء خلال فترة الحمل باسم “غثيان الصباح”، لكن الأطباء يفضلون استخدام مصطلح “غثيان الحمل”، لأن هذا الغثيان يمكن أن يظهر في أي وقت من اليوم وحتى عدة مرات في اليوم.

يمكن أن يكون غثيان الحمل مزعجًا جدًا، وعند بعض النساء، قد يؤثر بشكلٍ كبير على حياتهن اليومية. ولكنه لا يؤثر على الجنين إطلاقًا ولا يسبب أي خطر، وفي معظم الحالات، تزول وتختفي أعراض غثيان الحمل تدريجيًا.

تبدأ المرأة الحامل في الشعور بالغثيان عادةً بين الأسبوع السادس والسابع من الحمل، ثم يختفي تلقائيًا في غضون الأسبوع الرابع عشر. ولكن إذا استمر لفترة أطول من ذلك، يجب عليكِ أن تطلبي الرعاية الطبية.

متى يجب طلب الرعاية الصحية؟

إذا كنتِ تتقيئين ولا تستطيعين الاحتفاظ بأي طعام أو شراب، فقد يكون هذا عرضًا لشكلٍ حاد من غثيان الصباح يُسمى hyperemesis gravidarum.

هذا يمكن أن يكون خطيرًا، وهناك فرصة لأن تعاني من الجفاف أو سوء التغذية.

اتصلي بطبيب أمراض النساء أو الممرضة فورًا في الحالات التالية:

  • لون البول لديك داكنًا جدًا أو لا تتبولين لأكثر من 8 ساعات
  • غير قادرة على الاحتفاظ بالطعام أو السوائل في جسمك لمدة 24 ساعة
  • إذا شعرتِ بضعف شديد أو دوار أو إغماء عند الوقوف
  • تعانين من المغص (ألم في البطن)
  • في حال ارتفعت درجة حرارتك لأكثر من 38 درجة مئوية (الحمى)
  • إذا لاحظتِ وجود قطرات دماء في القيء
  • في حال فقدان الوزن

قد تحتاجين إلى علاج متخصص، وأحيانًا في المستشفى.

إذا كنتِ تعانين من أي ألم عند التبول لاحظتٍ وجود دماء في البول، فهذا قد يشير إلى أنكِ تعانين من التهاب في المسالك البولية. وهذه حالة قد تكون سببًا في معاناتك من غثيان الحمل والتقيؤ بين الحين والأخر، لذا يجب استشارة الطبيب لعلاج هذه الحالة على الفور.

في حال كنتِ تعانين من التهاب المسالك البولية، سيكون من المفيد شرب الكثير من السوائل والمشروبات المختلفة، هذا سيجعلكِ ترغبين في التبول كثيرًا، مما يساهم في طرد البكتيريا التي تسبب الالتهاب.

علاج غثيان الحمل

للأسف الشديد، لا يتوفر علاج واحد مخصص للتعامل مع حالة الغثيان خلال فترة الحمل، وذلك لأن كل حالة حمل تكون مختلفة على الأخرى وعادةً ما تكون الأسباب عديدة ومتنوعة.

لكن العديد من التغييرات في نمط الحياة اليومية والتغييرات في النظام الغذائي للحمال يمكن أن يساعد إلى حدٍ كبير في تخفيف الأعراض بدرجة كبيرة، لذا ننصحكِ باستشارة الطبيب المختص الذي سيرشدكِ إلى أفضل الخيارات المتاحة للتخفيف من هذه الحالة المزعجة.

إذا لم تكن التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي الخاص بكِ كافية لتخفيف أعراض غثيان الحمل، وفي حال كانت الأعراض مستمرة أو تزداد، فإن الطبيب قد يصف لك بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد.

فيما يلي بعض الإجراءات التي يمكنكِ فعلها بنفسك:

إذا لم يكن مرضك الصباحي سيئًا للغاية، فسيقترح طبيبك أو ممرضة التوليد في البداية تجربة بعض التغييرات في نمط حياتك:

  • الكثير من الراحة، فإذا كنت تشعرين بالتعب، يمكن أن يكون الغثيان أسوأ
  • عدم تناول الأطعمة أو المشروبات التي قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان أو تزيده
  • أكل شيء مثل خبز محمص جاف أو بسكويت عادي قبل النهوض من السرير
  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة من الأطعمة العادية التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات وقليلة الدهون (مثل الخبز والأرز والبسكويت والمعكرونة)
  • تناول الأطعمة الباردة بدلًا من الأطعمة الساخنة إذا كانت رائحة الوجبات الساخنة تجعلك تشعرين بالغثيان.
  • شرب كثير من العصائر والسوائل مثل الماء.
  • تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل، فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الزنجبيل قد يساعد على الحد من الغثيان والقيء (راجعي الصيدلي قبل تناول مكملات الزنجبيل أثناء الحمل)
  • جرّبي العلاج بالإبر، هناك بعض الأدلة على أن الضغط على معصمكِ، باستخدام شريط خاص أو سوار على الساعد قد يساعد في تخفيف الأعراض

الأدوية لعلاج غثيان الصباح عند الحامل

إذا كان الغثيان والقيء شديدان ولا يتحسنان بعد تجربة تغييرات نمط الحياة المذكورة أعلاه، قد يوصي الطبيب العام الخاص بك بدورة قصيرة الأمد من دواء مضاد لهذه الحالة، وهي أدوية مضادة للتقيؤ، وتعتبر آمنة ويمكن للنساء الحوامل أخذها بدون أي قلق على صحتها أو صحة الجنين.

توصي المبادئ التوجيهية الجديدة لأطباء التوليد وأمراض النساء (التي تصدرها الجمعية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء) أنه في حال معاناة المرأة من الغثيان الشديد، خاصة إذا تسبب الغثيان في فقدان الوزن وسوء التغذية. بإعطاء الدواء الأكثر شيوعًا (ميتوكلوبراميد) الذي لا يرتبط بزيادة خطر التشوهات الخلقية الرئيسية أو الإجهاض.

غالبًا ما يكون هذا نوعًا من مضادات الهيستامين، والتي تستخدم عادة لعلاج الحساسية، ولكنها تعمل أيضًا كأدوية لوقف المرض (مضاد للقيء).

عادةً ما يتم إعطاء مضادات القيء على شكل أقراص لتتمكني من ابتلاعها.

ولكن إذا لم تستطيعي الاحتفاظ بها، فقد يقترح عليك الطبيب حقنة أو نوع من الدواء يتم إدخاله من فتحة الشرج (تحاميل).

راجعي طبيبك العام إذا كنتِ ترغبين في التحدث عن تناول الأدوية المضادة للمرض.

عوامل الخطر التي تزيد معاناة المرأة من غثيان الصباح

يُعتقد أن تغيرات هرمونية مثل تلك التي تحصل في الأسابيع الأولى هي ما يسبب معاناة المرأة من الغثيان أثناء الحمل.

ولكنكِ يمكن أن تعاني من غثيان الحمل بشكلٍ أكبر في الحالات التالية:

  • إذا كنت تحملين بأكثر من جنين واحد (توأم)
  • إذا كان الغثيان أحد الأعراض التي عانيتِ منها خلال الحمل السابق
  • إذا كنتِ ممن يعانون من الدوار في كثير من الأحيان، مثل الدوار عند ركوب السيارة.
  • إذا كنت ممن يعانون من الصداع النصفي بشكلٍ متكرر
  • غثيان الصباح يمكن أن يكون حالة وراثية تنتقل بين أفراد العائلة
  • في حال أخذ حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين
  • يمكن أن يكون غثيان الحمل مميزًا للحمل الأول
  • في حال كنت تعانين من زيادة الوزن (أي إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديكِ أكثر من 30)
  • في حال التعرض للتوتر والإجهاد

كلمة أخيرة

غثيان الحمل هي حالة شائعة وتعاني منها كثير من النساء في بداية مرحلة الحمل، تكون هذه الحالة غير خطيرة ولا تؤثر على الجنين، لكنها قد تسبب مشاكل للأم والجنين في حال استمرارها حيث يمكن أن تؤدي إلى خسارة الوزن ونقص الشهية.

يمكن إجراء بعض التغييرات الصحية في نمط الحياة والنظام الغذائي من أجل تخفيف أعراض الغثيان. لكن في حال استمرار الغثيان أو ازدياده، ينبغي استشارة طبيب أمراض النساء الذي قد يصف لكِ الأدوية المضادة للغثيان والإقياء، هذه الأدوية تكون أمنة للاستخدام ولا تسبب أي ضرر على الأم أو جنينها، لكن لا يجب أخذها بدون استشارة الطبيب.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله