أسباب متلازمة المبيض متعدد الكييسات وطرق العلاج

مشكلة متلازمة المبيض المتعدد الكييسات أو تكيس المبايض (Polycystic Ovariansyndrome) هي من المشكلات التي تصيب النساء كثيرًا، وهي الحالة التي تكون فيها الهرمونات الجنسية مثل هرمون الأستروجين والبروجسترون عند المرأة خارج حدود التوازن، أي في حالة خلل، الأمر الذي يُحدث مشكلةً في منطقة المبيض وبالتالي يؤدي ذلك إلى نمو كييسات على المبيض، كما أنه يمكن أن يؤثر على دورة الطمث للمرأة وعلى خصوبتها (من حيث عدم تطور البويضات وعدم خروجها في فترة الإباضة) كما تؤثر على وظيفة القلب وكذلك المظهر الخارجي للمرأة .

ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، فإنه 1 من 10 أو 1 من كل 20 امرأة في سن الإنجاب لديها متلازمة تكيس المبايض، وقد انتشرت هذه المشكلة حاليًا إلى ما قد يصل لحوالي الـ 5 ملايين امرأة وهن في العشرينيات والثلاثينيات من العمر في الولايات المتحدة وحدها.

المبيض متعدد الكييسات

ما الذي يسبب متلازمة المبيض متعدد الكييسات أو الـ (PCOS)؟

على الرغم من أن السبب الرئيسي لمشكلة تكيس المبايض غير معروفٍ حتى الآن، يعتقد الأطباء أن الاختلالات الهرمونية والعوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكل الكييسات، وتختلف نسبة الإصابة بها أو تطورها من امرأةٍ إلى أخرى وأيضًا إن كانت ما تزال فتاةً أم متزوجة.

هرمون الأندروجين

الإفراط في إنتاج هرمون الأندروجين قد يكون عاملًا مساهمًا في تشكيل الكييسات، وذلك لأن الأندروجين من الهرمونات الجنسية الذكرية، وأجسام النساء تنتج هذا النوع من الهرمون بنسبٍ منخفضة جدًا، ولكن النساء اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض غالبًا ما ينتجن كمياتٍ أكبر من الأندروجين وكمياتٍ أقل من الأستروجين بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يعانين من هذه المشكلة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على تطوير وإطلاق البويضات الناضجة أثناء فترة الإباضة.

هرمون الأنسولين

الأنسولين عبارة عن هرمون يساعد على تحويل السكريات والنشاء إلى طاقة، والنساء اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض يكون لديهن ما يسمى مقاومة الأنسولين، الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وقد يسهم أيضًا في زيادة نسبة الأندروجين في الجسم.

هل حقًا لا أستطيع الحمل إن كنت مصابة بتكيس المبايض؟

إن تكيس المبايض لا يعني أنكِ لا تستطيعين الحمل، فتكيس المبايض واحدٌ من أكثر الأمراض شيوعًا والذي يمكن علاجه بسهولة، وذلك لأن السبب الرئيسي هو الاختلال الهرموني والذي يؤثر بدوره على نمو وإطلاق البويضات من المبايض (الإباضة)، فمن دون الإباضة لا يحدث الحمل، لكن يمكنك التحدث مع طبيبك عن طرق العلاج الفعالة لمساعدتك على التبويض وزيادة فرصك في الحمل.

ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض؟

أعراض مشكلة تكيس المبايض

عادةً ما تبدأ أعراض مشكلة تكيس المبايض بالظهور في فترة البلوغ أي عند الحيض للمرة الأولى عند الفتاة، كما أن نوع وشدة الأعراض تختلف من امرأة لآخري، ولكن السمة الأكثر شيوعًا لمتلازمة تكيس المبايض هي فترات الحيض غير النظامية، حيث أن بعض النساء تقل فترات الحيض لديهن أو قد تأتي فترات الحيض كل 21 يومًا أو أكثر، كما قد يختفي الطمث نهائيًا عند بعض النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة.

ونظرًا لأن متلازمة تكيس المبايض تتميز بانخفاضٍ في نسبة إفراز الهرمونات الجنسية للإناث، فإن هذا الشرط قد يتسبب في تطور بعض الخصائص الذكورية للمرأة، مثل:

  • ظهور الشعر الزائد على الوجه والذقن والصدر والمعدة والإبهام وأصابع القدم.
  • تضاؤل في حجم الثدي.
  • يصبح الصوت خشنًا.
  • تساقط الشعر وفقدانه وقد تصل إلى مرحلة الصلع.
  • اسوداد الجلد وخاصةً في منطقة طيات الرقبة والفخذ وتحت الثدي.

قد تشمل الأعراض أشكالًا أخرى مثل:

  • ظهور حب الشباب على الوجه والمنطقة العلوية من الصدر.
  • زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن.
  • آلام في منطقة الحوض.
  • الكآبة والشعور بالملل.
  • العقم (عدم القدرة على الحمل).

في حين أن الأعراض قد تتفاقم عند بعض النساء لتأتي مصاحبةً لأمراض معينة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم، وترتبط هذه الأعراض بزيادة الوزن أيضًا.

كيف يمكن تشخيص مشكلة تكيس المبايض؟

شكل الكييسات على المبيض

ليس هناك اختبارٌ أساسي للكشف عن الإصابة بالكييسات على المبيض، ولكن التشخيص يتم من قبل الطبيب عن طريق مراجعة التاريخ الطبي للمريضة والأعراض التي ظهرت، وإجراء بعض الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى الممكنة، كإجراء الاختبار البدني حيث سيقوم الطبيب بقياس ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (BMI) وحجم الخصر، كما سيقوم بإجراء فحصٍ لكامل الجسم لملاحظة وجود شعرٍ إضافي على الوجه أو الصدر أو الظهر أو ظهور حب الشباب على الوجه أو تلون الجلد، كما قد يبحث عن أي علامة تدل على وجود مشاكل صحية أخرى (مثل تضخم الغدة الدرقية).

ثانيًا سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي وحوضي للبحث عن علامات مرض متلازمة تكيس المبايض، مثل المبايض المنتفخة أو البظر المنتفخ.

ثالثًا يتم إجراء اختبارات (تحاليل) الدم لقياس مستوى الهرمونات الجنسية، مثل اختبارات الدم لتحديد مستويات هرمون الأندروجين.

إجراء أنواع أخرى من الاختبارات والتي تشمل:

  • إجراء اختبارات لوظائف الغدة الدرقية لتحديد مقدار هرمون الغدة الدرقية الذي يقوم الجسم بإنتاجه.
  • إجراء اختبارات لتحديد مستوى الجلوكوز لقياس مستويات السكر في الدم.
  • إجراء اختبارات لتحديد مستوى الدهون لتقييم كمية الكولسترول في الدم.
  • استخدام أجهزة تعمل على الموجات فوق الصوتية (Sonogram) تسمح لأخصائي أمراض النساء بالتقاط بعض الصور للأجهزة التناسلية للتأكد من سلامتها.
  • إجراء تنظير لمنطقة الحوض وهو عبارة عن إجراء جراحي بسيط يتم من خلال عمل شق صغير في منطقة البطن وإدخال كاميرا صغيرة من خلاله للتحقق من وجود نمو للأكياس على المبايض، وإذا تبين وجودها فقد يأخذ الطبيب عينة صغيرة (خزعة) من الأنسجة لإجراء الفحوصات اللازمة عليها.

هل مشكلة تكيس المبايض تنتهي مع التقدم في السن؟

الجواب صعبٌ هنا، حيث أن تكيس المبايض يؤثر على العديد من الأنظمة الموجودة في الجسم، فالعديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تجد أن دورات الطمث لها تصبح أكثر انتظامًا مع التقدم في السن وذلك لأنها تقترب من انقطاع الطمث نهائيًا، ومع ذلك فإن مشكلة اختلال التوازن الهرموني لا تتغير مع التقدم في السن حتى أن أعراض متلازمة تكيس المبايض قد تستمر في الظهور.

كما أن مخاطر الإصابة بمشاكل صحية مثل السكري والسكتة الدماغية والنوبات القلبية تزداد مع تقدم النساء في السن خاصةً اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض.

كيف يتم علاج متلازمة تكيس المبايض؟

لا يوجد علاج نهائي لمشكلة تكيس المبايض ولكن يمكن أن نعالج المشكلة عبر السيطرة على الأعراض وتحديد المشكلة لمنع حدوث مضاعفات، تختلف المعاملة وطريقة العلاج من امرأةٍ إلى أخرى، وذلك اعتمادًا على الأعراض التي حُددت.

إليكم بعض النصائح التي تساعد على التحكم بالأعراض

  • يُنصح باتباع نظام غذائي صحي والإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام بالنسبة لجميع النساء اللاتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض، وخاصة اللواتي يعانين من زيادة الوزن. الأمر الذي يمكن أن يساعد في تنظيم دورة الطمث الخاص بكِ وخفض مستويات الجلوكوز في الدم.
  • يُنصح بتناول حبوب منع الحمل للنساء اللواتي لا يرغبن في الحمل، وذلك لأن حبوب منع الحمل التي تم وصفها تساعد على التخلص من مشكلة حب الشباب وعدم انتظام الدورة الشهرية وتخفيض مستويات الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون في الجسم، ويمكن وصف الأدوية التي تزيد الخصوبة للمساعدة في عملية الإباضة.
  • يُنصح بتناول الأدوية المضادة لهرمون الأندروجين وذلك للتقليل من مستويات هرمونات الذكورة في الجسم الأمر الذي يساعد على إيقاف نمو الشعر الزائد وتقليل حب الشباب.
  • يُنصح بتناول الأدوية اللازمة لخفض مستوى السكر في الدم ومستويات هرمون التستوستيرون.
  • قد يُنصح بإجراء الجراحة لبعض النساء اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض عن طريق تقنية حفر المبيض (عبارة عن إجراء ثقب في منطقة المبيض وبوساطة إبرة صغيرة تعمل على تدمير جزء من المبيض عن طريق إمرار تيار كهربائي عبرها)، يعتبر هذا الإجراء من الحلول التي يمكن أن تعزز عملية الإباضة على المدى القصير وتحد من ارتفاع مستويات هرمون الذكورة.
  • نذكر دومًا بعدم تناول أي نوع من الأدوية دون استشارة الطبيب المختص، وذلك لأن التهاون في استخدام الأدوية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى نحن بغنى عنها.

أهم الأطعمة لحماية المبايض من تشكل الكييسات؟

تعتبر الأطعمة الغنية بالألياف من أهم الأطعمة التي يمكن أن تساعد في مقاومة الأنسولين وذلك عن طريق إبطاء عملية الهضم والحد من تأثير السكر على الدم، الأمر الذي يعد مفيدًا بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض، وتشمل الخيارات الرائعة للأطعمة الغنية بالألياف ما يلي:

  • الخضروات الصلبية مثل القرنبيط وبراعم بروكسل.
  • الخضراوات بأنواعها بما في ذلك الخس الأحمر والجرجير.
  • الفليفلة الحمراء والخضراء.
  • الفاصولياء والعدس.
  • اللوز.
  • التوت.
  • البطاطا الحلوة.
  • اليقطين.

التوفو والدجاج والأسماك لا توفر الألياف ولكن تعتبر من الخيارات الغذائية الصحية للنساء اللواتي يعانين من مشكلة تكيس المبايض.

ما المضاعفات المحتمل حدوثها في حال الإصابة بمشكلة تكيس المبايض؟

النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض لديهم احتمال أعلى لظهور مضاعفات، ومن أشكالها:

كيف يمكن تقليل خطر حدوث المشاكل أثناء الحمل؟

  • من خلال الوصول إلى وزن صحي قبل الحمل.
  • من خلال الوصول إلى مستويات صحية من السكر في الدم ويتم ذلك عبر اتباع العادات الصحية السليمة من تناول طعامٍ صحيٍ وممارسة الرياضة وفقدان الوزن وتناول أدوية مثل (الميتفورمين) الذي يعالج مرض السكري من نوع 2.
  • تناول حمض الفوليك، وذلك بعد استشارة الطبيب عن المقدار الذي تحتاجينه.

لكن لا داعي للقلق فمعظم حالات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يتم الكشف عنها بوقتٍ مبكر، وذلك بسبب الأعراض الواضحة التي تظهر على النساء وبالتالي وصف العلاج المناسب والحد من خطر ظهور المضاعفات.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله