الأشياء العشرة التي يجب معرفتها عن شلل الأطفال

شلل الأطفال هو مرضٌ معدٍ يصيب الجهاز العصبي المركزي وخاصة الخلايا العصبية الحركية في الحبل الشوكي.

كان شلل الأطفال مرضًا مخيفًا في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. والكثيرون يتذكرون الخوف الذي تسبب فيه، ففي ذلك الوقت، تم إغلاق المسابح العامة وأماكن الاختلاط الأخرى وكان الجميع يخشون الإصابة به. في الحالات الشديدة، يسبب هذا المرض في شلل العضلات والموت، ويمكن أن يسبب شللًا في عضلة الحجاب الحاجز، وبالتالي، يصبح المريض غير قادرٍ على التنفس.

شلل الأطفال

على الرغم من عدم وجود علاج فعلي لشلل الأطفال، لكن بفضل الطبيب جوناس سالك Jonas Salk، هناك طريقة لمنع الإصابة به. فقبل أن يبتكر سالك لقاح شلل الأطفال، اضطر العالم للعيش في خوف من هذا المرض الفيروسي المعدي الذي جعل الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” يعيش على كرسي متحرك.

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال هو مرض فيروسي كان يسبب معدلات عالية من الشلل والوفاة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، لقد كان فيروس شلل الأطفال مسؤولًا عن التسبب في شلل العضلات والموت. والأن، تم الحد من انتشار المرض بشكلٍ كبير بفضل اللقاحات والتوعية.

ما يثير الاهتمام هو أن فيروس شلل الأطفال قد اكتسب شهرة مؤخرًا في مكافحة السرطان، ويقترح بعض الأطباء إمكانية استخدامه في علاج المرضى الذين يعانون من سرطان الدماغ.

ما هو سبب شلل الأطفال؟

شلل الأطفال هو مرض ناجم عن فيروس شلل الأطفال، وهو فيروس معوي بشري وأحد أعضاء عائلة الفيروسات البيكورناوية. ويكون الجسم البشري هو المكان الطبيعي الوحيد لحياة فيروس شلل الأطفال. في الواقع، يوجد على الخلايا البشرية مستقبلات بروتينية محددة يمكن لفيروس شلل الأطفال الارتباط بها، وبالتالي يتمكن من غزو الخلايا. يصيب الفيروس خلايا البلعوم واللوزتين والغدد الليمفاوية في الرقبة والأمعاء الدقيقة. يوجد حاليًا ثلاثة أنماط مصلية لفيروس شلل الأطفال.

تاريخ المرض

يعود الوصف الأول لمرض شلل الأطفال إلى أواخر القرن الثامن عشر، وذلك من قبل الطبيب البريطاني مايكل أندروود. ثم بعد ذلك، انتشر شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم كوباء خطير. خاصةً في الولايات المتحدة عام 1952 حين تم الإبلاغ عن أكثر من واحد وعشرين ألف حالة، وفي إيطاليا في عام 1958، تم الإبلاغ عن أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة، منها 8377 حالة تسببت بالشلل.

كيف ينتقل الفيروس؟

يمكن أن يحدث الانتقال عن طريق مواد ملوثة بالبراز تدخل عن طريق الفم، من خلال شرب الماء أو تناول الطعام الملوث. يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق اللعاب والسعال والعطاس بين الأشخاص المرضى والأصحاء. تتطور العدوى من خلال دورات التكاثر الفيروسي، والتي تؤدي إلى تدمير الخلايا المصابة. بمجرد إنشاء العدوى، يمكن أن يصل الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق الحاجز الدماغي الدموي من خلال مجرى الدم إلى الألياف العصبية. وبالتالي، يؤدي تكاثر الفيروس إلى تدمير الخلايا العصبية المصابة، والتي من المعروف أنها لا تتجدد، مما يؤدي إلى تلف وظيفي وشلل.

كيف يعبر المرض عن نفسه؟

تتراوح فترة الحضانة من 4 إلى 35 يومًا، وتكون عمومًا من 7 إلى 14 يومًا. الأعراض السريرية للإصابة بالفيروس تشمل الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وآلام في البطن وآلام في الأطراف والعمود الفقري في منطقة العنق.

يمكن أن تكون الأعراض السريرية متغيرة. 90٪ من المرضى يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا فقط. وفي حالات قليلة، يمكن أن تظهر أعراض أكثر تعقيدًا، 5 – 10 ٪ قد تشكل شكلًا من أشكال التهاب السحايا. وفي 1 ٪ من الحالات يتم تدمير الخلايا العصبية الحركية غير القابلة للتجدد، مما يسبب حدوث عجز وظيفي في العضلات المصابة. في هذه الحالات، يمكن أن يتطور المرض إلى شلل، مما يتسبب في حدوث شلل يمكن أن يصبح خطيرًا، بشكلٍ عام، يكون لشلل الأطفال تأثيرات مدمرة على عضلات الساق، مع فقدان التحكم بالعضلات. نتيجة لذلك، تصبح الأرجل رخوة، ومن هنا جاءت تسميته الطبية “الشلل الرخو” الذي يتميز به هذا المرض عمومًا. إذا كانت العدوى تتضمن شلل أو ضرر في عضلات كل من الأطراف العلوية والسفلية، سيعاني المريض من خطر تطوّر المرض إلى حالة شلل نصفي. الذي في أشد أشكاله، سيسبب شلل العضلات المرتبطة بالأعصاب القحفية، مما يضعف القدرة على التنفس والبلع والكلام. في هذه الحالة، سيكون دعم الجهاز التنفسي ضروريًا على الأغلب، وذلك من خلال أدوات معينة. من بين أولئك الذين يعانون من هذه الحالة، يموت 5 – 10 ٪ منهم بسبب حدوث شلل في عضلات الجهاز التنفسي.

من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض شلل الأطفال؟

شلل الأطفال يمكن أن يؤثر على المرضى من جميع الأعمار. الأطفال دون سن الخامسة يعتبرون الأكثر عرضة للخطر. وتعتبر النساء الحوامل والمعرضات للضغط من بين أكثر النساء عرضة لخطر تطور الأشكال المعقدة من هذا المرض.

طريقة التشخيص

يمكن للطبيب تشخيص مرض شلل الأطفال من خلال أعراضه وإجراء اختبارات تصلب الرقبة وتقييم الآلام غير الطبيعية، بالإضافة إلى خلل في عمل الجهاز التنفسي وصعوبة في البلع ومشاكل انعكاسية.

لتأكيد التشخيص، من الضروري أخذ عينة من البلغم أو السائل النخاعي للتحليل. ويمكن أيضًا أخذ عينة من البراز لإجراء اختبار تشخيصي للكشف المحتمل عن فيروس شلل الأطفال.

كيف يتم علاج شلل الأطفال؟

لا توجد أدوية يمكنها علاج هذا المرض، لا يوجد حاليًا سوى علاجات للأعراض التي يمكن أن تقلل من آثار المرض جزئيًا فقط. تتمثل الإمكانية الوحيدة بالوقاية من خلال التطعيم.

ما هي طرق الوقاية؟

هناك نوعان مختلفان من اللقاحات المتاحة للوقاية من مرض شلل الأطفال:

  • اللقاح “غير المعطل” الذي يجب أن يعطى عن طريق الحقن العضلي.
  • اللقاح “الموهّن الحي”، الذي يُعطى عن طريق الفم.

لقد أتاح اللقاح القضاء على شلل الأطفال في أوروبا وتوصي به منظمة الصحة العالمية دائمًا في حملتها العالمية للقضاء على الأمراض. إن هدف منظمة الصحة العالمية هو في الواقع القضاء التام على المرض نهائيًا، خاصة بعد النجاح الذي حققته المنظمة في القضاء على مرض الجدري في عام 1980.

هل لا يزال شلل الأطفال منتشرًا؟

ساعدت المبادرة العالمية التي قادتها منظمة الصحة العالمية من أجل القضاء على مرض شلل الأطفال في الحد من انتشاره وتقليل عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال على مستوى العالم بأكثر من 99٪، كما انخفضت حالات الوفاة بسبب فيروس شلل الأطفال من 350،000 حالة في عام 1988 إلى 12 حالة فقط في عام 2017، وذلك بفضل التطعيمات والتوعية، وفقًا للبيانات المقدمة من منظمة الصحة العالمية. تم إعلان أن القارة الأوروبية رسميًا هي منطقة خالية من شلل الأطفال في عام 2002. وذلك بفضل التطعيم.

يعتبر التطعيم ضد شلل الأطفال إلزاميًا في معظم الدول منذ عام 1966، ففي إيطاليا، تم الإبلاغ عن أخر حالة إصابة في عام 1982. ومنذ عام 2001، تم الإبلاغ عن ثلاث حالات لأطفال مهاجرين من الهند ومن بلغاريا.

حتى الأن، يتم تسجيل حالات إصابة بمرض شلل الأطفال في بعض البلدان مثل نيجيريا وأفغانستان وباكستان. لذلك، من المهم التأكد من حصول كافة الأطفال على التطعيم ضد الفيروس لتجنب “عودة” مرض شلل الأطفال.

المصادر

www.epicentro.iss.it

www.salute.gov.it

www.sip.it

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله