أساسيات التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين

هل تحب التصوير الفوتوغرافي وتحاول التقاط صور جميلة؟ أو ربما تقرأ العديد من المقالات على المواقع المتخصصة بالتصوير ولا تفهم دائمًا كل ما يقولونه، ربما لأنك تفتقر إلى بعض المفاهيم الأساسية. إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك ولا يوجد شيء عليك الخجل منه. فبعد شراء الكاميرا، ينتهي الأمر بالنسبة لمعظم الأشخاص إلى تركها في درج ويصبح اهتمامهم بالتصوير مجرد حلم.

يعد التصوير تخصصًا مثيرًا ولكنه معقد أيضًا، ولكن هناك العديد من المفاهيم المهمة التي لا يعرفها المبتدئون أو يهملونها عند البدء في تعلم التصوير. لهذا، أنت بحاجة إلى دليل مبسط عن الأشياء الأساسية لتتمكن من تعلم هذا الفن الرائع.

التصوير الفوتوغرافي

اختيار الكاميرا الرقمية

هل لديك بالفعل كاميرا متاحة للاستخدام؟ لا تقلق، فأي كاميرا ستكون جيدة في البداية، وهذا كل ما تحتاجه الآن. أنا جاد، حتى الآن، لست بحاجة إلى أي شيء آخر.

من أهم القواعد التي يجب عليك معرفتها، الكاميرا لا تلتقط الصور، فهي ليست المصور. حتى عند شراء أفضل الكاميرات المتوفرة في السوق، يمكن أن تلتقط صور سيئة، فالصور الجميلة لا تعتمد على المعدات، ولكن على الضوء والتأطير ولحظة التقاطها والتكوين الصحيح واختيار الموضوعات، الخ

إذًا، أي كاميرا تختار؟ هناك الكثير من الكاميرات الرقمية بجميع أنواعها، من الكاميرات المخصصة للمبتدئين إلى تلك المخصصة للمحترفين، لذا ابحث عن كاميرا رقمية تناسب احتياجاتك والميزانية المتوفرة لديك. ولمساعدتك، يمكنك قراءة هذه المقالات المنشورة عن

تعلم التصوير من الأساسيات

مع وجود كاميرا مناسبة، يمكنك البدء في اتخاذ خطواتك الأولى في هذا العالم الرائع. وهناك الكثير لنتعلمه، لكن للاستفادة من شغف التصوير الفوتوغرافي، يمكنك التجربة والتعلم مع مرور الوقت، وتجربة شيء جديد دائمًا. حتى المصور المتمرس لا يتوقف عن تعلم أشياء جديدة.

لكي تتعلم التقاط الصور كالمحترفين، عليك تقسيم العمل إلى جزأين، فني وتقني:

يتعلق الجزء الفني بشكلٍ خاص بتكوين الصورة، مع كل العناصر التي تتكون منها ويتم تقييمها في لحظة التقاطها من وجهة النظر البصرية، حيث يجب عليك الاهتمام ببعض العناصر مثل مكان التصوير وتوجه الإضاءة ووجود الخطوط والأشكال الهندسية التي يمكن أن تساعد في التقاط صورة أفضل، ووجود العناصر التي تعطي حركة في الصورة أو تجعلها ثابتة، والألوان الدافئة أو الباردة، عمق مجال التركيز، استخدام الفضاء وموضع العناصر، الخ

هناك واحدة من أهم القواعد التي يجب عليك تعلمها، وذلك بسبب بساطتها وفعاليتها في النتائج. عندما ترغب في التقاط أي صورة، انظر إليها جيدًا وقم بتقسيمها في عقلك إلى ثلاثة أرباع وهمية، أفقيًا وعموديًا، عندما تقوم بذلك، سيتم تقسيم الصورة إلى تسعة أجزاء متساوية، مع وجود أربع نقاط عند تقاطع الخطوط. تسمى هذه النقاط “نقاط القوة”، وهي النقاط التي يتم فيها تركيز عناصر الصورة، على عكس العادة الشائعة التي تضع أهم عناصر الصورة في المركز.

من خلال تطبيق هذه القاعدة، ستتمتع الصورة بتوازن خاص، وتجذب اهتمام المشاهد، وسيكون فيها العمق أكبر، ومزيد من القوة بشكلٍ عام. ومع ذلك، حتى في التصوير الفوتوغرافي، يمكن كسر القواعد، وهناك العديد من الحالات التي لا يتم فيها تطبيق هذه القاعدة، خاصةً إذا كانت هناك نقاط تلاشي مع خطوط متوازية أو عناصر أخرى يكون من الأفضل التركيز عليها في وسط الصورة.

نصل الأن إلى الجزء التقني، يتعلق هذا الجزء بكافة عناصر التحكم في الكاميرا والطريقة التي يتم بها التقاط الضوء، والتي بدونها لا يمكن للمرء حتى التحدث عن التصوير الفوتوغرافي. بمجرد أن تقرر ماذا وكيف تصور، يقوم المصور الجيد بتحريك أصابعه لتدوير الأوجه والضغط على الأزرار في بضع أجزاء من الثانية، مع تعديل العديد من العناصر التي لها تأثير مختلف على الصورة التي سيتم الحصول عليها.

الميزات التقنية لكاميرات الرقمية

فتحة الكاميرا: وهي الفتحة التي يمر الضوء من خلالها للوصول إلى الصورة، ويتم قياسها من خلال الرقم f أو ⨍ التي ربما يكون مكتوبًا على العدسة، حيث تتم الإشارة إلى الفتحة بالحد الأقصى والحد الأدنى. كلما كانت هذه الفتحة أكبر، زادت كمية الضوء الذي يمكن أن يدخل وقل الوقت اللازم لفتحها من أجل أخذ اللقطة.

يؤثر استخدام فتحة الكاميرا الصغير أو الكبير على وضوح أو عدم وضوح المنطقة التي ستظهر في الصورة، والتي تسمى عادةً عمق المجال. يعتمد العمق الفعلي على مجموعة من العوامل مثل الفتحة والبعد البؤري والمسافة والعناصر التي نركز عليها.

سرعة الغالق: هذه إحدى العوامل الضرورية في التصوير الفوتوغرافي، والتي تؤثر على سرعة إغلاق الكاميرا لحظة التقاط الصورة، وبالتالي مقدار الضوء الذي يدخل للكاميرا.

حساسية ISO: مع فتحة الكاميرا وسرعة الغالق، يعد هذا أحد العوامل الأساسية التي تعتمد عليها وضوح الصورة. إنها مسؤولة عن حساسية الكاميرا تجاه الأضواء القوية والخافتة. بالإضافة إلى منع أي تشويش أو ضوضاء رقمية وجعلها ضمن حدود مقبولة.

مقياس الإضاءة: تقيس الكاميرات الرقمية مقدار الضوء الموجود في المشهد، لضبط مستوى التعرض للضوء في كل عنصر من العناصر ضمن الصورة. تتيح لك الكاميرا تحديد كيفية قياس الضوء، وذلك باستخدام ثلاثة أوضاع مختلفة:

في الوضع الأول، يقيس مقياس التعرض للضوء الإضاءة فقط في النقطة المركزية للصورة التي يتم تأطيرها، متجاهلًا أي قيمة للضوء من بقية المناطق. إنها طريقة ينبغي استخدامها بعناية فائقة، ويفضلها المحترفون الذين يتمتعون بتجربة وخبرة في التعامل مع الإضاءة ومعرفة ممتازة بمعداتهم. في الوضع الثاني، تأخذ الكاميرا في الاعتبار الضوء الموجود على الصورة بالكامل، ولكنها تعطي وزنًا أكبر بكثير للمنطقة المركزية، وبصفة عامة، حوالي 75٪ من الإضاءة تأتي من المنطقة المركزية و25٪ من المنطقة المحيطة.

مقياس الإضاءة الأكثر تعقيدًا هو الثالث، وهو جيد ومفيد في معظم الصور. بهذه الطريقة، يقيس مقياس التعرض للضوء الإضاءة من خلال مصفوفة نقطية فوق الصورة بأكملها، ويحسب قيمة التعريض النهائية بناءً على القيم المقاسة في كل نقطة.

توازن اللون الأبيض: وهو عنصر هام في التحكم بالكاميرا الذي يعمل على تحقيق التوازن بين مستويات الألوان الأساسية (اللون الأحمر والأخضر والأزرق)، بحيث يكون الجزء الأكثر سطوعًا من الصورة أبيضًا فيما يكون الأغمق أسودًا. إذا كان توازن اللون الأبيض صحيحًا، فسيكون اللونين الأبيض والأسود نقيين، بدون تداخل مع ألوان أخرى.

تعتمد الألوان التي تلتقطها الكاميرا على الإضاءة، لكننا نعرف أن الإضاءة المحيطة ليست هي نفسها دائمًا. يمكن أن يكون لدينا مصادر ضوء طبيعية أو اصطناعية، مع درجات مختلفة للون تتراوح من الدرجات اللونية الدافئة إلى الدرجات اللونية الباردة. وأيضًا، لا يتم توزيع الألوان الرئيسية الثلاثة (الأحمر والأخضر والأزرق) بشكل متساوٍ، على سبيل المثال، إذا كنت تريد التصوير في يوم غائم، ستكون الألوان الزرقاء هي الأكثر انتشارًا، بينما في الغالب، تنتشر الألوان الحمراء في الغرف المضاءة.

تتمتع أعيننا بالقدرة على تعويض هذا الاختلاف في اللون بسبب الضوء، لكن الكاميرا لا تستطيع القيام بذلك بنفس الطريقة. لهذا الغرض، يتم استخدام توازن اللون الأبيض للإشارة إلى درجة اللون الموجودة في البيئة، وذلك لضبط اللون الأبيض الصحيح ومنه يتم ضبط بقية الألوان في الصورة.

الممارسة والتدريب

أفضل طريقة لفهم العديد من المفاهيم وإتقان الجوانب الفنية المتعلقة بالكاميرا، هي التدريب والممارسة، ويجب القيام بذلك دون خوف. مع هذه الممارسة الفوتوغرافية، يمكنك التعرف على مختلف جوانب التصوير، مع كل صورة ستقوم بالتقاطها، ستتحسن نتائجك باستمرار.

استخدم الخطوط والعناصر الهندسية

تعتبر الخطوط الأفقية والرأسية والأنماط المتكررة والأشكال الهندسية عناصر ممتازة لتعلم التأليف الفوتوغرافي. تعلم كيفية تحديد هذه العوامل لتحقيق أفضل استخدام لها في الصور والاستفادة من المساعدة التي يمكن أن تقدمها.

استمتع بعمق الصورة

يعد التحكم في عمق الصورة أحد التمرينات الأولى التي يجب على كل مبتدئين القيام بها، يمكنك الحصول على نتائج جيدة واكتشاف شيء سحري، مثل القدرة على طمس الخلفية تمامًا لإظهار جزء من الصورة.

قواعد أساسية للتصوير

قم باختبار معدات التصوير قبل التقاط الصور: هذه طريقة مفيدة جدًا لالتقاط صورة لجسم متحرك، مع خلفية تقريبية تعطي إحساسًا كبيرًا بالديناميكية. هل تريد تصوير راكبي الدراجات أو سيارات السباق؟ للحصول على هذا التأثير، يجب تتبع الجسم المتحرك والتقاط الصور بسرعة مصراع منخفضة نسبيًا تقارب 1/60 في الثانية أو أقل. ومع الكثير من الممارسة وبمرور الوقت، يمكنك الحصول على صور رياضية مذهلة.

التقط صورًا للأشخاص: يعد بدء تعلم التصوير من خلال التقاط صور للأصدقاء أو العائلة طريقة شائعة جدًا لاتخاذ قرار جريء والاقتراب قبل أن تبدأ في المستقبل بتصوير أشخاص غرباء. للحصول على صورة جيدة، لا يكفي اختيار شخص والطلب منه أن يبتسم، فالأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار كثيرة، والأخطاء التي يمكن ارتكابها أكثر من ذلك. يتطلب الأمر صبرًا وممارسةً ومعرفة جيدة بالإضاءة لإبراز التعبيرات والبنية الجسدية التي تجعل بصورة جيدة.

حاول التقاط صور للأشياء الدقيقة: هذا قطاع متقدم وجذاب للمبتدئين يتضمن تصوير أشياء صغيرة للغاية، على الرغم من أن هناك حاجة لبعض الملحقات الإضافية مثل عدسة دقيقة. لكنك يمكن أن تحصل على نتائج مثيرة للاهتمام بمعدات بسيطة، يجب تحسين صورك لاحقًا إذا كان هذا النوع يثير اهتمامنا ويستدعي شراء معدات أفضل.

ما الذي يجب فعله بعد التصوير؟

ينتهي جزء كبير من عملية التصوير الفوتوغرافي في وقت التصوير، بعد ذلك، ستكون هناك حاجة لتعديل الصور وطباعتها ليتم حفظها. قد ترغب في إنشاء عروض تقديمية لإظهارها على الشاشة أو في مشاركتها على الشبكات الاجتماعية وعلى مواقع الويب، لعرضها على العالم بأسره.

إدارة وتخزين الصور

إن حفظ الصور وتنظيمها هو من المهام الرئيسية التي يقوم بها المصور الفوتوغرافي المحترف. يجب أن يكون أرشيف الصور منظمًا بشكل جيد، حتى تتمكن من العثور بسهولة على الصور التي تحتاجها لاحقًا. تسمح العديد من برامج إدارة الصور بتخصيص علامات لكل ملف، ويمكن استخدام العلامات هذه للبحث عن الصور بناءً على المواضيع التي تغطيها، كما هو الحال عند استخدام الهاشتاغ على موقع تويتر، ستتمكن من البحث حسب التاريخ، وتنظيم الألبومات بأسماء واضحة ومفهومة. ولكن الجزء الأكثر أهمية من أجل عدم فقدان الصور هو عمل نسخ احتياطية، إما على أقراص DVD أو غيرها من الوسائط مثل بطاقات الذاكرة أو خدمات التخزين السحابي.

قبل الحفظ النهائي للصورة، من الأفضل تصحيح أو تحسين العديد من العوامل الأساسية الإضاءة الألوان والسطوع والظلال وغيرها.

يوفر لنا التصوير الرقمي إمكانية هائلة لمعالجة الصور حسب الرغبة. وللقيام بذلك، أنت بحاجة إلى برنامج لتحرير الصور أو تحرير الرسوم، الخيارات هنا غير محدود، لكن البرامج الأكثر استخدامًا هي Light room وPhotoshop. هناك أيضًا تطبيقات فوتوغرافية يمكن استخدامها عبر الإنترنت بشكل مباشر دون الاضطرار إلى تحميلها، كما تتوفر تطبيقات احترافية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، مثل تطبيق Snap seed، الذي تم تطويره من قبل شركة غوغل.

المصدر

https://www.fotopost.it

https://www.nationalgeographic.com/photography

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله