كل ما تود معرفته عن مرض بيروني الذي يصيب الرجال

مرض بيروني هو أحد الأمراض التي تحصل للرجال وتسبب لهم الكثير من القلق عند الإصابة لما له من تأثير على قدرات الرجل الذكورية، وما ينتح عنه من مشاكل بهذا الخصوص قد تعيق المصاب عن القيام بأنشطته الجنسية كما يجب.

حيث يظهر هذا المرض على شكل انحناء أو تغير غير طبيعي في شكل القضيب لدى الرجل، وينتج هذا الشكل من الانحناء عن خلل في الأنسجة المحيطة بهيكل القضيب الذكري من الداخل.

تطمئن بعض الاحصائيات الرجال بأن نسبة انتشار هذا المرض بين الذكور حول العالم لا تزيد عن 8% من جميع الرجال، وبل بعض الاحصائيات تشير إلى رقم أقل من ذلك بكثير. على العموم يحصل هذا المرض في الغالب مع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 حتى 70 عام، ولكن هذا لا يعني إنه من غير الممكن حصوله مع من هم أقل من ذلك بأعمارهم.

كل ما تود معرفته عن مرض بيروني الذي يصيب الرجال

سنتعرف في هذا التقرير على أسباب هذا المرض وأشكاله والطرق والوسائل المستخدمة في علاجه.

ما الذي يسبب داء بيروني؟

لا يوجد حتى الآن أسباب معروفة وواضحة لداء بيروني، وإنما يرجع العلماء أسباب حدوث هذا الاعوجاج في القضيب للعديد من العوامل التي يرجحون مسؤوليتها عن ذلك، من هذه العوامل التي يعتقد بتسببها مرض بيروني نقص فيتامين E، أدوية حاصرات بيتا، تغيرات في مستويات هرمون السيروتونين، بالإضافة لأسباب وراثية أخرى قد تكون مسؤولة عن ذلك.

كذلك يعتقد بعض المتخصصين في هذا المجال بأن شكل من الصدمات أو الإصابات التي تحصل للقضيب خلال الممارسة الجنسية مثلًا أو عند القيام ببعض التمارين الرياضية قد تؤدي إلى حصول خلل في أنسجة القضيب ويظهر بأثر ذلك الاعوجاج فيه.

أعراض مرض بيروني

يمكن أن يظهر على من يعانون من مرض بيروني أي من الأعراض التالية

  • انحناء في شكل القضيب أما في حالة الارتخاء أو الانتصاب أو في الحالتين معًا.
  • الشعور بآلام عند الانتصاب أو خلال الممارسة الجنسية.
  • ظهور ندبات أو خشونة على القضيب مكان الانحناء.
  • مشاكل في الانتصاب وينتج عن ذلك صعوبة في القيام بالأنشطة الجنسية المعتادة.

ليس بالضرورة أن تظهر جميع هذه الأعراض على المصاب، أما العرض الرئيسي فهو حدوث الانحناء في العضو الذكري. مقدار الاعوجاج الذي يحصل يختلف بين حالة وأخرى، لدى بعض الرجال يعيقهم هذا الاعوجاج عن الممارسة الجنسية بشكل كامل، أخرين قد يقتصر الأمر على بعض الألآم خلال الممارسة، وأخرين قد لا يؤثر على حياتهم الجنسية بتاتًا.

كذلك من المحتمل ألا يعرف الرجل بإصابته على الرغم من وجود الحالة لديه، في مثل هذه الحالات يكون مقدار الاعوجاج بسيط، وبالتالي التأثيرات التي تظهر يظن الرجل إن لها علاقة بمشاكل الانتصاب مثل ضعف الانتصاب ويسعى لعلاج هذه المشكلة دون أن يدرك إنه يعاني من مرض بيروني.

التشخيص

التاريخ الطبي للمريض والألآم التي يشعر بها في القضيب أو عند الانتصاب وظهور أي شكل من الانحناء أو التقوس على العضو الذكري بالإضافة إلى الفحص السريري للشخص كل هذه الأمور تساعد في تشخيص الحالة وتحديد إذا ما كان الشخص يعاني من مرض بيروني أم لا.

يتم التشخيص عادةً عبر الأطباء اختصاصي المسالك البولية، ولا يتطلب الأمر فحوصات مخبرية مثل تحليل دم أو غير ذلك للتشخيص، وإنما في بعض الحالات يمكن أن يطلب الطبيب صور أشعة للعضو حتى يتم تحديد شكل الخلل الحاصل في الأنسجة الليفية داخل القضيب.

اقرأ أيضًا: أسباب دوالي الخصية والأعراض وطرق العلاج

العلاج

هناك العديد من الوسائل والتقنيات التي تستخدم في علاج مرض بيروني، معظم هذه العلاجات تعمل على التخفيف من الأعراض والتأثيرات لهذا المرض على حياة الشخص قدر الإمكان، أما العلاج النهائي فقد يتعذر في غالب الأحوال.

في بعض الحالات قد يشفى الشخص تلقائيًا دون الاعتماد على أي شكل من العلاجات المتاحة، حيث يتلاشى الانحناء والألم تدريجيًا ليختفي تمامًا بعد مرور عدة أشهر على الإصابة، ولكن ليس دائمًا هذا قابل للحدوث.

ولكن بشكل عام في الغالب سيطلب الطبيب بعد تشخيص الحالة التأقلم مع الأمر لفترة من الزمن بسبب وجود احتمالية للشفاء تلقائيًا، لذا يفضل الانتظار لفترة من الوقت قبل الخضوع لأي من شكل من العلاجات المتاحة.

في حال لم يتم الشفاء تلقائيًا يتوفر العديد من الخيارات لعل أولها فيتامين E كونه مضاد أكسدة جيد، بالإضافة إلى بنزوات البوتاسيوم، وحقن الكولاجين التي تعمل على الحد من تكتل الألياف النسيجية.

كل ما تود معرفته عن مرض بيروني الذي يصيب الرجال

بالإضافة إلى العلاجات السابقة ظهر مؤخرًا حقن خاصة لمن يعانون من مرض بيروني وهي حقن طبية تكون عبارة عن خليط من الأدوية التي يتم حقنها في القضيب عند الانحناء تمامًا، ويكون الهدف من هذه الحقن إصلاح الانحناء الحاصل في العضو الذكري أو التخفيف من حدته قدر الإمكان حتى لا يؤثر على حياة المريض.

العلاج بالصدمة

وفيه يتم استخدام جهاز أشبه بجهاز تفجير حصى الكلى، يستخدم الجهاز على العضو الذكري مباشرة، حيث يقوم الجهاز بالتعديل من وضع الانحناء الحاصل بشكل معقول ولا يتم تعديل الانحناء بشكل كلي. تستخدم مثل هذه الأجهزة فقط مع الأشخاص الذين لم يظهروا أي تجاوب أو تحسن مع الأدوية والحقن التي أشرنا لها. كذلك هناك أجهزة أخرى يمكن أن تستخدم مثل أجهزة الفاكيوم والأجهزة التي تعتمد على الإشعاعات الصناعية.

العلاج الجراحي

يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية لمعالجة مرض بيروني في حالات محددة ويجب أن تنطبق عليها المعايير التالية:

  • عندما يتم الانتظار لفترة كافية من الوقت قد تصل حتى عام كامل ولا يظهر أي تحسن على الحالة.
  • وعندما يتم اللجوء إلى كل أشكال العلاجات السابقة ولا يظهر أي شكل من التجاوب.
  • وعندما تكون الحالة التي يعاني منها المريض تؤثر على حياته بشكل مباشر كأن تعيقه عن ممارسة أنشطته الجنسية، وفي حال لم تنطبق هذه الشروط على الحالة ينصح الطبيب المريض بتجنب العمل الجراحي.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى جعل العمل الجراحي أخر الخيارات المتاحة لعلاج مرض بيروني فالنتائج بعد العملية الجراحية غير مضمونة ولا يمكن الوثوق بنتائج العمل الجراحي.

فضلًا عن العديد من الأثار الجانبية التي قد تظهر على الشخص بعد خضوعه للعملية مثل تأثر القضيب أو حصول ضعف في قوة الانتصاب أو قصر في القضيب بعد العملية الجراحية. حيث يتم خلال العملية إزالة الكتلة النسيجية التي سببت الانحناء.

بعض المرضى يحتم عليهم الأمر بعد العمل الجراحي استخدام جهاز للمحافظة على قواهم الجنسية فيما يخص الانتصاب، وإلا قد لا يتمكنون من استعادة قدراتهم الجنسية بعد العملية دون الجهاز.

يذكر أخيرًا إن بعض الحالات يقتصر فيها العلاج على بعض التمارين البسيطة التي تساعد على التخفيف من الانحناء الحاصل، وبالتالي ليتمكن الشخص من استعادة قدراته الجنسية بشكل طبيعي أو شبه طبيعي دون عوائق.

وبذلك نكون تعرفنا إلى كل ما يخص مرض بيروني الذي يصيب الرجال ويؤثر على العضو الذكري وبالتالي القدرات الجنسية للفرد. يذكر إنه في كثير من الأحيان تكون الإصابة بهذا المرض بسيطة مع غالبية الرجال ولا تؤثر على حياتهم أو قدراتهم الجنسية بتاتًا، وبالتالي لا داعي للقلق منها في حال كانت الإصابة بسيطة بالكاد يمكن ملاحظتها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله