معلومات حول اختبارات تقييم الشخصية

يستخدم علماء النفس مجموعةً متنوعةً من الطرق من أجل إجراء التقييمات والتوصل إلى التوصيات، إن مفتاح التقييم المختص للأفراد هو ما يشار إليه بالتقييم المتعدد الوسائط حيث ينطوي التقييم متعدد الوسائط على استخدام أساليب مختلفة من نطاقات مختلفة (على سبيل المثال فئات مختلفة من الاختبارات والمقابلات واستعراض السجلات ومصادر الضمان مثل أفراد الأسرة).

هذا النهج وحده يضمن استخلاص الاستنتاجات الأكثر صحةً وكما قال الأستاذ غريغوري ماير من جامعة توليدو “تشير الأدلة إلى أن الأطباء الذين يستخدمون طريقة واحدة للحصول على معلومات المريض بانتظام سيكونون استنتاجات خاطئة” ويرجع ذلك إلى ما يشير إليه علماء النفس بأنه “أسلوب التباين” وهو حقيقة أن الأفراد يمكن أن يظهروا بشكلٍ مختلفٍ عند استخدام أساليب مختلفة لجمع المعلومات.

هكذا على سبيل المثال قد يبدو المريض الذي يكون غير مستقرٍ تمامًا خلال المقابلة أن لديه أمراض كبيرة على مستوى جرد الشخصية، وقد يحدث هذا على سبيل المثال عندما يكون الفرد مترددًا في الاعتراف بأعراض معينة أو لديه انزعاج من طرح الأفكار في اللقاء وجها لوجه ولكنه أكثر تكشفا ذاتيا عند ملء اختبار بالورق وقلم الرصاص.

ما هي نتائج الاختبارات؟

تقييم الشخصية

قد يعطي المرضى حتى نتائج مختلفة على اختبارات مختلفة فالشخص الذي يخفي إجاباته بشكل دفاعي في اختبار “صح أم خطأ” قد يكشف الكثير عن نفسه في اختبارات الاستجابة الحرة مثل اختبار رورشاش Rorschach (الذي يعتبر من أكثر الاختبارات المسماة بالإسقاطية شهرة وذيوعا وتستخدم فيه لطخ من الحبر على الورق لقياس مستوى الذكاء والابتكار وقد ابتكره العالم الفريد بينيه وطوره الطبيب النفسي السويسري هرمن روشاخ لقياس خصائص الشخصية).

وبطبيعة الحال يجب أن ننتبه أن العكس هو أيضا في الكثير من الأحيان صحيح كذلك

وعليه فانه عندما نقوم بجمع المعلومات من مصادر متعددة ومن ثم دمج هذه المعلومات في صياغة شاملة نكون أكثر احتمالًا لاستخلاص النتائج المناسبة وتقديم التوصيات والإحالات الى (الأطباء الآخرين والمحاكم والمدارس وما إلى ذلك) الذين سوف يجدون الفائدة الأكثر من المعلومات المقدمة لهم.

أنواع اختبارات تحليل وتقييم الشخصية

بعد هذه المقدمة سوف نورد وصف لبعض الطرق الشائعة التي يستخدمها علماء النفس لإجراء التقييمات:

1 – المقابلة

إن أبسط أداة لجمع المعلومات هي بطبيعة الحال المقابلة حيث يتم تدريب علماء النفس على إجراء المقابلات بطريقة تشجع على الصدق والصراحة والتفكير الذاتي.

قد تكون المقابلات منظمة (كقائمة محددة بالأسئلة التي لا تختلف) أو شبه منظمة (على غرار المقابلات المنظمة ولكن مع مزيد من الفرض لأسئلة المتابعة وما إلى ذلك) أو غير منظمة (المقابلات المفتوحة التي موضوعها غالبا ما تمليه أهداف وطلبات خاصة تفرض الاتجاه الذي تتخذه المقابلة).

لإن أيًا من هذه التقنيات المستخدمة عادة ما تعتمد على الغرض من التقييم فهناك مثلًا ما يسمى “التقييمات عالية المخاطر” (على سبيل المثال القضايا الجنائية، فحص موظفي السلامة العامة) ويمكن استخدام نهج أكثر تنظيما من أجل الحد من إمكانية التحيز.

ومن ناحية أخرى في الحالات السريرية، كثيرًا ما يشار الى النهج غير المنظم أكثر من أجل تعزيز علاقة علاجية أكثر وتشجيع المريض على التفكير في نفسه أو نفسها.

2 – اختبارات التقرير الذاتي

هذه الاختبارات الورقية مع قلم الرصاص والتي يشار إليها أحيانًا بأدوات الاختيار القسري لأن الموضوع يجب أن يختار بين عدد محدود من الإجابات المحتملة (مثل خطأ أم صح أو مقياس من 1-3 وما إلى ذلك) حيث تحتوي النماذج على أسئلة أو عبارات تعبر بالنتيجة عن الأفراد الذين يخضعون للاختبار هل هم صادقون أم لا عن أنفسهم بعض هذه الاختبارات صممت لتكون اختبارات لقضية واحدة مثل تلك التي صممت لتقييم مستوى الاكتئاب أو القلق الذي يعاني منه الشخص والبعض الآخر عبارة قوائم شاملة تعطي درجات على مستويات متعددة تقيس جوانب مختلفة لشخصية الفرد وقد وضعت هذه القوائم تجريبيا.

وهذا يعني أن مختلف المقاييس وجدت لتمييز مجموعات مختلفة من المرضى (على سبيل المثال الاكتئاب من الفصام) أو للتنبؤ بأنماط سلوك معينة.

عادة ما ينطوي التفسير على تحليل اللمحات ورسم صورة جانبية للفرد وهذا لا يعتمد فقط الدرجات على المقاييس الفردية ولكن بالعلاقة بين الدرجات على مختلف المقاييس.

أمثلة عن اختبارات التقرير الذاتي

على الرغم من أن هناك برامج حاسوبية تقوم ببعض أعمال التفسير إلا أن علماء النفس المدربين تدريبا عاليا يمكنهم التفسير بشكل صحيح لملف قوائم الجرد مثل قوائم ” MMPI-2 ” Minnesota multiphasic personality inventory-2 وهو اختبار يستخدمه علماء النفس وغيرهم من المهنيين في مجال الصحة العقلية بإصدارات مختلفة منه للمساعدة في وضع خطط العلاج والتشخيص التفريقي والمساعدة في الأجوبة على الأسئلة القانونية في علم النفس الشرعي وترشيح المؤهلين خلال عمليات اختيار الموظفين أو كجزء من إجراءات التقييم علاجي.

وكذلك نموذج “The Personality Assessment Inventory” أو اختصارا ” PAI” أو ما يسمى بجرد تقييم الشخصية الذي هو اختبار يدار ذاتيا من اجل تقييم متلازمات المرض النفسي وتوفير المعلومات ذات الصلة للتشخيص السريري وتخطيط العلاج والفحص لعلم النفس.

وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم هذه المخزونات لديها جداول صلاحية متطورة وهي مؤشرات مصممة للكشف عن أو تحت الإبلاغ عن الأعراض أو المحاولات الواعية في إدارة الانطباعات.

3 – الاختبارات القائمة على الأداء

تسمى الفئة الرئيسية الأخرى من الأدوات النفسية بالاختبارات القائمة على الأداء أو اختبارات الاستجابة الحرة وتتميز هذه الاختبارات عن قوائم جرد التقارير الذاتية حيث يطلب عادة من الشخص المجرى عليه الاختبار القيام مبهمة مثال تفسير صور لطخات حبر على الورق او إخبار قصة حول صورة أو مشهد مصور أو إكمال جمل ما ويمكن استخلاص استنتاجات مختلفة عن شخصية الفرد من الطريقة التي يشارك فيها في هذه المهمة والاختبارات تعتمد على “الرد الحر” حيث لا توجد قيود على ما يمكن للشخص أن يقول ردا على الاختبار.

هذه الاختبارات كانت تسمى “الإسقاطية” لأنه كان يعتقد أنه يمكن توقع شخصية الشخص وفق ردوده وأجوبته غير أن هذا المصطلح لم ينجح لأن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن عملية الاستجابة أكثر تعقيدا من مجرد إسقاط شخصية الفرد وبالإضافة إلى ذلك هناك القليل من الاتفاق بين علماء النفس على تعريف مصطلح الإسقاط.

مثال عن الاختبارات القائمة على الأداء

الأكثر شهرة من هذه الاختبارات هو اختبار رورشاش Rorschach test الذي شرحنا لمحة عنه في بداية المقال وعادة ما يشار إليها باسم طريقة إنكسبل رورشاش.

وفي السنوات الأخيرة كان هناك بعض الجدل حول طريقة رورشاش التي أخذت طريقها إلى الصحافة الشعبية وعلى الرغم من أن هناك بعض علماء النفس الذين يشككون في ذلك فإن الغالبية العظمى من علماء النفس المختصين في التقييم يجدون أنها وسيلة صالحة ومفيدة لتقييم الشخصية لأنها ليست جرد التقرير الذاتي فإنها لا تخضع لبعض أنواع التلاعب في الأجوبة وقد أثبتت البحوث أن الاستنتاجات المستمدة من رورشاش لها نفس صحة تلك المستمدة من قوائم الجرد المصادق عليها جيدا ويبدو أن رورشاش أكثر صحة لأنواع معينة من الأسئلة وقوائم جرد التقرير الذاتي للآخرين ومن المرجح أن ينتج عن التقييم  الشامل الذي يستخدم أدوات من كل من فئتي الاختبارات السابقة معلومات موثوقة حول شخصية الفرد الذي تجرى عليه الاختبارات تشرح شخصيته.

مقالات أخرى قد تهمك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله