من مكتشف البنسلين (المضاد الحيوي)؟

لقد أصبح البنسلين في عصرنا هذا من أهم المضادات الحيوية المستخدمة تجاه الجراثيم والبكتيريا التي تصيب الإنسان، وقد كان اكتشافه من الناحية الطبية العلاجية بمثابة نهاية مرحلة سابقة وبداية مرحلة جديدة حيث يعتبر بوابة الدخول إلى عالم المضادات الحيوية، وهو موجود في الصيدليات بشكل كبسولات أو شراب أو إبر.

يدخل البنسلين في كثير من الأدوية التي يصفها الطبيب، ولما كان له هذه الأهمية في حياتنا فلا بد من أن نسأل أنفسنا من مكتشف البنسلين الذي يستحق التقدير والتكريم لأهمية أعماله الطبية التي كان لها شأن في خدمة البشرية والإنسانية.

من مكتشف البنسلين ؟؟

فليمنغ ألكساندر

لقد تم اكتشاف البنسلين على يد العالم الصيدلاني “ألكساندر فليمنغ” الأسكتلندي الأصل، ولد في اليوم السادس من الشهر الثامن عام 1881 في ريف لوكفيلد والتي تقع في اسكتلندا، درس في مجال علم الأحياء وعلوم النباتات في أكاديمية كليرمانوك  ومن ثم في جامعة لندن ثم انتقل إلى مشفى سانت ماري، وقد كان الطالب الأميز والمتفوق الأكثر لذا حاز على الميدالية الذهبية، وبعد ذلك أكمل دراسته في كليات وندوات علمية أخرى.

طموح فليمنغ والطريق الذي سار فيه

 كان طموحه نحو إتقان علوم وفنون الجراحة مع أنه ركز أبحاثه في مجال الوقاية من مسببات الأمراض المختلفة عن طريق تعقيم الأشياء والموجودات بالشكل الصحيح، وقد أتقن هذه الأشياء والمهارات على يد العالم “ألموروث إدوارت رايت” الرائد في تطوير الاتجاه الطبي العلاجي بوساطة إتقانه العمل في مجال علوم التلقيح، وكان له دور في معالجة المرضى أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث كان مشاركًا مع الجيش الاسكتلندي ولاحظ أثناء العلاج أن الأدوية المعطاة مساوئها أكثر من منافعها في معالجة الجنود، فقد كانت تسبب تهتك وتمزق في الخلايا وتخفض مناعة الجسم، وهذا ما ولد داخله دافعًا للبحث عن اكتشافات أخرى وبدائل أقل ضررًا من الأدوية الشائعة في ذاك الحين.

ألكساندر فليمنغ والليزوزيم

انتهت الحرب العالمية الأولى ولكن لم ينته في مخيلة العالم فليمنغ الأثر السلبي للأدوية المستخدمة في الحرب، أُصيب فليمنغ بالزكام ليقوده هذا المرض إلى اكتشافٍ فريد من نوعه في عام 1928، حيث اختلطت مستعمرات بكتيرية كان يجري عليها تجاربًا مع بضع قطرات مخاطية من أنفه نتيجة إصابته بالزكام، فقرر فليمنغ دراسة التأثير على هذه البكتيريا المستزرعة، لاحظ بعد فترة الأثر المدهش لهذه القطرات المخاطية في إزالة هذه المستعمرات البكتيرية من الأطباق، لقد كان سبب ذلك أنزيم الليزوزيم الذي يفرزه جهاز المناعة في جسم الإنسان، وكان هذا أول تميز طبي علاجي من الأمراض البكتيرية يقوم به فليمنغ.

كيف اكتشف ألكساندر فليمنغ البنسلين؟

مكتشف البنسلين

بالرغم من اكتشاف الليزوزيم فمازال فليمنغ يحلم ويطمح بدواء يوقف انتشار المسبب المرضي دون أن يؤذي الخلايا، وبينما هذه الفكرة حية في بال فليمنغ لاحظ أن بعض البكتيريا التي يجري عليها تجاربًا في أطباق قد توقف نموها وكانت تنتمي إلى العنقوديات الذهبية، ووجد أنه يوجد نمو لمستعمرة فطرية بالقرب من هذه الأطباق، وكل هذا حدث بسبب الفوضى العارمة في المخبر الأمر السلبي الذي اشتهر به عالم نشيط وعملي وذكي مثل فليمنغ، قام بزراعة وتصنيف هذه المستعمرة الفطرية للتعرف عليها فوجد أنها تتبع تصنيفيًا لفطر البنسيليومpenicillium notatum ، أجرى تجاربًا على هذا الفطر فوجد أن المفرزات الناتجة عن مسحوقه هي التي تسبب القضاء على البكتيريا دون أن تؤثر على الجنس البشري.

إدخال البنسلين إلى عالم الأدوية الطبية العلاجية

عدم تقبل البنسلين وإصرار فليمنغ

 لم يجد العالم فليمنغ تقبلًا لهذا الدواء الجديد، بسبب فكرة أنه مستخرج من فطور تسبب أعفان ممرضة وإن كانت لا تصيب الإنسان بشكل مباشر، ولكن فليمنغ لم يتوقف عند ذلك وقد قام باستخراجه والقيام بعملية التنقية بالمشاركة مع مجموعة من العلماء والباحثين في جامعة أكسفورد، وأبرزهما العالم “إرنست تشين” والعالم “هوارد فلوري”، اللذان أجريا تجاربًا حول ذلك وقاما بتأييد ألكساندر فليمنغ باتخاذ البنسلين كدواء رسمي للعلاج من الأمراض البكتيرية، وبذلك زادت فرصة فليمنغ في إدخال البنسلين كدواء رسمي للعلاج من الأمراض البكتيرية.

استخدام البنسلين في الحرب العالمية الثانية

قام الكساندر فليمنغ باستخدام البنسلين في الحرب العالمية الثانية وكانت النتائج ممتازة تجاه جرحى الحرب، وأصبح من أفضل الأدوية المستخدمة في الحروب والمشافي الميدانية، وبذلك يكون البنسلين قد أنهى مرحلة سابقة في تاريخ الأدوية وبدأ مرحلة جديدة مُدخلًا استخدام المضادات الحيوية في الأدوية الطبية العلاجية.

الجوائز والامتيازات التي نالها ألكساندر فليمنغ

ولما كان لألكساندر فليمنغ هذا الدور الرائد في اكتشاف البنسلين، والذي كان سببًا في الحفاظ على حياة الكثير من المرضى وخصوصًا جرحى الحرب، استحق بذلك نيل شهادات دكتوراه في كثير من جامعات أوروبا وأمريكا، كما نال جائزة نوبل عام  1945 مع زملاؤه في هذا العمل من جامعة إكسفورد وهما “هوارد فلوري” و”إرنست تشين”، وبالرغم من ذلك فقد ظهرت مشكلة حقيقية وسلبية في الأفضلية باستحقاق هذه الجائزة وقد كانت الأفضلية لفليمنغ بسبب امتلاكه على أرض الواقع تجاربًا أكثر ودلائل أقوى حول اكتشاف البنسلين، تغير اسم مشفى سانت ماري بعد ذلك ليصبح معهد رايت فليمنغ، وأصبح رئيس قسم التلقيح فيها بعد الموروث إدوارت رايت أستاذه السابق، وقد انتسب إلى معظم الندوات العلمية والطبية العالمية منها ندوة الأحياء الدقيقة العامة، كما انتسب لقسم العلوم في الأكاديمية البابوية، ووُضع في قائمة أهم الأشخاص المئة في القرن العشرين.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله