أسباب التهاب الحوض عند النساء والعلاج طرق الوقاية منه

يقصد بالتهاب الحوض التهاب أي من الأعضاء التناسلية الموجودة في منطقة الحوض عند النساء، وهي قناتي فالوب والرحم والمبيض وعنق الرحم. والنساء هن أكثر عرضة لالتهاب الحوض من الرجال الذين من الممكن أن يحصل لهم ولكن بنسب قليلة جدًا في مقابل النساء.

هناك عدة أسباب يمكن أن يؤدي أي منها إلى معاناة المرأة من التهاب الحوض سنتعرف هنا على هذه الأسباب والعوامل المؤثرة فيها والمضاعفات وطرق العلاج الممكنة.

أسباب التهاب الحوض عند النساء والعلاج طرق الوقاية منه

أسباب التهاب الحوض

أي يكن السبب الذي يؤدي إلى التهاب الحوض فأنه في الغالب تكون البداية من المهبل ومنه تنتقل العدوى إلى باقي الأعضاء في الحوض. عنق الرحم عادةً يشكل نوع من الحماية للأعضاء المتواجدة في الحوض، وعند الإصابة بأي من الأمراض وخاصة الأمراض المنقولة جنسيًا فأنه تضعف قدرة عنق الرحم على حماية الأعضاء في الحوض، وبالتالي يسهل وصول البكتيريا إليها وحدوث الالتهاب.

 في الغالب تكون أنواع معينة من البكتيريا هي السبب الرئيس لالتهاب الحوض، مثل البكتيريا التي تسبب الكلاميديا والسيلان حيث يمكن اعتبارهما من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الحوض (نحو 90% من حالات التهاب الحوض تكون مسؤولة عنها هذه الأنواع من البكتيريا)، ولأن الأمراض المنقولة جنسيًا في الغالب لا تلاحظ المرأة إصابتها بها لعدم وجود أي أعراض لها في الغالب فأن عدم معالجة هذه الأمراض يفاقم الوضع في الحوض ويؤدي إلى الالتهاب.

من الأسباب الأقل شيوعًا التهاب الزائدة الدودية الذي قد يؤدي إلى انتقال الالتهاب إلى أعضاء أخرى في الحوض وبالتالي العدوى وحصول الالتهاب، كذلك من الممكن وصول أي نوع من البكتيريا العادية إلى الأعضاء في الحوض عن طريق اختراق الحماية التي يحدثها عنق الرحم لهذه الأعضاء، وهذا من المرجح حصوله أكثر بعد الولادة وبعد عمليات الإجهاض.

عوامل تزيد من احتمالية التعرض لالتهاب الحوض

  • الممارسة الجنسية قبل سن الخامسة والعشرين.
  • الممارسة الجنسية مع أكثر من شخص واحد.
  • الممارسة الجنسية مع شخص مصاب بأحد الأمراض المنقولة الجنسية.
  • النساء اللواتي يستخدمن اللولب الرحمي لمنع حصول الحمل أكثر عرضة لالتهاب الحوض.
  • النساء اللواتي سبق وأصبن بالتهاب الحوض معرضات أكثر من غيرهن للإصابة ثانيةً.

اقرأ أيضًا: آلام الحوض وأسفل البطن والظهر التي تعاني منها غالبية النساء

الأعراض

تتنوع أعراض التهاب الحوض ويمكن أن تشمل التالي

  • الشعور بآلام في منطقة المعدة وأسفل البطن.
  • إفرازات مهبلية مختلفة عن الحالات الطبيعية العادية وقد تصاحبها رائحة كريهة.
  • تشنجات وشعور بعدم الراحة.
  • تقيء وغثيان.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الشعور بآلام عند الممارسة الجنسية.

هذه الأعراض ليست بالضرورة أن تظهر على كل النساء اللاتي يعانين من التهاب الحوض، وكذلك ظهورها لا يعني بشكل مؤكد إن المرأة تعاني من الالتهاب في الحوض، ولكن في حال ظهورها أو ظهور أي منها ينصح بمراجعة الطبيب للتأكد من الحالة.

المضاعفات

عدة مضاعفات قد تظهر على النساء ممن يصبن بالتهاب في الحوض وتشمل هذه المضاعفات

  • آلم مزمن ودائم في الحوض.
  • في حال الإصابة بالالتهاب عدة مرات من المحتمل أن يؤدي إلى العقم، وهذا يعتمد على الحالة وشدة الإصابة.
  • قد يؤدي إلى الحمل خارج الرحم، حيث تستقر البويضة الملقحة في إحدى قناتي فالوب بدلًا من الرحم وفي الغالب هذا الحمل لا يستمر.

ليس من الضروري أن تظهر هذه المضاعفات على النساء اللواتي يعانين من التهاب الحوض، ولكن تقول بعض الإحصائيات إنه واحدة من كل ثمانية نساء مصابات بالتهاب الحوض يؤدي لديهن هذا إلى العقم.

التشخيص

التشخيص الطبي يعتمد بشكل رئيسي على استفسار الطبيب عن التاريخ الصحي للمريضة وأسلوب الحياة الجنسية المتبع وبعض الاختبارات للحوض. حيث يقوم الطبيب بسؤال المريضة عن تاريخها المرضي وعما إذا ما كانت قد أصيبت بأي أمراض شبيهة بما يحصل معها في الوقت الحالي، إضافة إلى سؤالها عمومًا عن الأنشطة الجنسية وصحتها عمومًا والتأكد من عدم وجود أي عدوى بكتيرية وخاصة تلك المسببة للسيلان والكلاميديا، حيث كما أشرنا هما السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب الحوض.

أسباب التهاب الحوض عند النساء والعلاج طرق الوقاية منه

وقد يطلب الطبيب بعض التحاليل والصور بالموجات فوق الصوتية لأعضاء الحوض للتأكد من سلامتها أو في حال وجود أي إصابة بها. وفي الحالات التي تستعصي التشخيص على الطبيب قد يطلب أخذ خزعة من بطانة الرحم حيث يتم اقتطاع جزء صغير من أنسجة بطانة الرحم بغرض فحصها وتحليلها.

وكذلك التنظير للبطن قد يكون مفيد بغرض تشخيص الحالة بشكل جيد، ويتم عبر إدخال أنبوب صغير إلى التجويف البطني ويكون الأنبوب محمل بكاميرا تساعد على تصوير كامل التجويف البطني بما في ذلك الأعضاء التناسلية والمهبلية في الحوض.

العلاج

عادةً ما يبدأ العلاج فورًا بعد التشخيص وعندما يتأكد الطبيب من وجود التهابات في الحوض، يشمل العلاج بدايةً عقاقير طبية ومضادات حيوية ومضادات التهاب يتم تناولها عبر الفم، في الحالات التي لا يظهر هذا النوع من العلاج فعالية أو كان الالتهاب الحاصل متفاقم بعض الشيء فأنه قد يلزم العلاج في المشفى وعبر الحقن الوريدية.

كذلك في حال كان سبب التهاب الحوض نتيجة الأمراض المنقولة جنسيًا فهنا يجب على الزوج شريك الحياة الجنسية المعالجة أيضًا، كونه يكون مصاب بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا، وإلا ستكون المرأة معرضة للإصابة ثانيةً بالالتهاب.

أحيانًا تسبب البكتيريا المسببة للالتهاب شكل من الندبات والخراجات على جدران قناة فالوب وقد تؤدي هذه الندبات إلى إغلاق القناة كليًا، في هذه الحالة يضطر الطبيب إلى إجراء عمل جراحي لإزالة الندبات والخراجات المتشكلة على جدران القناة وبالتالي إصلاح الضرر الحاصل.

أما بالنسبة للعلاقة الجنسية، في العادة ينصح الطبيب الزوجين بتجنب إقامة أي شكل من الجماع أو العلاقة الجنسية طيلة فترة العلاج؛ منعًا لحصول العدوى وانتقال البكتيريا ثانيةً إلى أحد أطراف العلاقة.

ما الذي يجب فعله لتجنب الإصابة بالتهاب الحوض؟

باعتبار إن الأمراض المنقولة جنسيًا هي أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب الحوض عند النساء فهذا يحتم على الزوجين معًا العمل للمحافظة على حياتهم الجنسية صحية ونظيفة لتجنب الإصابة بأي نوع من الأمراض المنقولة جنسيًا، ويتم ذلك بتجنب إقامة علاقات جنسية متعددة وخارج إطار الزواج وهذا بالنسبة للزوجين.

كذلك استخدام الرجل للواقي الذكري عند الضرورة يضمن عدم انتقال أي شكل من العدوى إلى الطرف الأخر، وحتى مع استخدام المرأة لوسائل منع الحمل فأن الواقي الذكري يبقى طريقة أمنة مفضلة لمنع انتقال الأمراض.

مما يساعد على تجنب الإصابة بالالتهاب في الحوض أيضًا هو زيارة الطبيب فور ملاحظة أي علامات لمرض أو إصابة في الحوض والأعضاء التناسلية مثل اضطراب في موعد الدورة الشهرية أو إفرازات مهبلية غير طبيعية.

امتلاك أجهزة الفحص الخاصة بأمراض النساء واستخدامها عند الحاجة يساعد على الكشف المبكر للكثير من الأمراض والالتهابات فور حصولها وبالتالي معالجتها قبل انتشارها إلى باقي الأعضاء في الحوض.

هذه كانت أبرز وأهم ما يمكن فعله للوقاية من الإصابة بالتهاب الحوض، بالإضافة إلى ما عرفناه عن أسباب الالتهاب في هذه المنطقة من الجسم ومضاعفات ذلك في حال لم تتم معالجة الأمر طرق العلاج الممكنة، في حال لديك استفسارات أخرى حول هذا الموضوع أخبرنا عنها في التعليقات.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله