ما هي أضرار ومخاطر كثرة تناول المسكنات والاعتماد عليها؟

يتوفر في الصيدليات أنواع مختلفة من مسكنات الألم التي تختلف في خواصها ومفعولها واستخداماتها وتفاعلها مع الألم أو استجابتها لتخفيفه أو التخلص منه. وفي الغالب يقبل الناس على تناول مسكن ألم ما دون وصفة طبية، وحتى في الأساس تبيعه الصيدليات دون أي وصفة طبية، وهذا ما أدى إلى كثرة تناول المسكنات في الفترة الأخيرة من قبل الكثيرين كونها تساعد في التخلص من الألم وبالتالي عودة الشخص إلى ممارسة روتين حياته المعتاد بسرعة.

ما هي أضرار ومخاطر كثرة تناول المسكنات والاعتماد عليها؟

ويختلف الناس في إقبالهم على استخدام أي من مسكنات الألم بين من يقبل على استخدامها كلما دعت الحاجة وأخرين يكونون أكثر حذرًا وبين من يرفض استخدامها كليًا، وهذا غالبًا دون معرفتهم أو تحديدهم لأسباب فعلهم لذلك سواء تجنب تناول المسكنات أو تناولها عند الضرورة أو تناولها بكثرة ولمجرد شعور بسيط بالألم.

ما هي مسكنات الألم؟

مسكنات الألم هي الأدوية والعقاقير الطبية التي تستخدم للحد من الشعور بالألم في جزء ما من جسم الفرد، وعلى الرغم من إن كل نوع منها له طريقة عمله المختلفة إلا إنها عمومًا تقوم في مبدأ عملها على التأثير على الأجزاء العصبية الناقلة للألم وذلك بهدف تخفيف الشعور به، وبذلك لا تكون كما الأدوية المخدرة التي تعمل على تغييب الإحساس والشعور لدى الفرد طيلة فترة مفعول الدواء.

وحسب نوع الألم وشدته، فبعض الناس يتناولون مسكن الألم لعدة أيام وبعضهم الآخر لأسابيع وفي بعض الحالات تظهر النتائج بعد عدة ساعات فقط من تناول المسكن. أما أنواعه فهي تنقسم إلى مسكنات يتم تناولها دون وصفة طبية مثل الأسبرين والأبوبرفين والنابروكسين والباراسيتامول، والقسم الثاني الذي يتم تناوله وفق وصفة طبية مثل الترامادول والمورفين والهيدروكدون وقد تختلف التسميات التجارية بين مناطق وأخرى.

قسمي المسكنات سواء التي تكون وفق وصفة طبية أو تلك التي تؤخذ دون وصفة طبية يكون لها الكثير من الأضرار والتأثيرات الجانبية وخاصة في حال الأفراط في تناولها كما يفعل البعض، وتختلف هذه الأضرار بحسب نوع المسكن وخواصه.

أضرار كثرة تناول المسكنات

سواء كنت قد حصلت على المسكنات من جراء وصفة طبية أو من الصيدلية دون وصفة دكتور فأن الأضرار المحتملة لتناول المسكنات موجودة، ولا تقتصر على الإفراط في تناول المسكنات بل حتى في حال كنت تتناول هذه الأدوية عند الضرورة فقط فأن هذا لا يمنع من ظهور التأثيرات الجانبية هذه أو شيء من أضرارها على الصحة. وتشمل أضرار كثرة تناول المسكنات التالي

أضرار الأسيتامينوفين للكبد

واحد من الأكثر الأخطار التي يمكن أن تتسبب بها كثرة تناول المسكنات هي التلف والضرر الذي تسببه للكبد؛ وذلك بسبب أحد المكونات الأساسية لمسكنات الألم والذي يدعى الأسيتامينوفين وهو أمن ويستخدم في العديد من المستحضرات الطبية، إلا إنه يسبب تسمم في الكبد في حال تناول أكثر من 40 ميللي غرام في اليوم الواحد.

وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يشربون الكحول بكميات زائدة يمكن أن يتسبب تناول الأسيتامينوفين بضرر للكبد حتى في حالة تناوله في جرعات عادية ودون إفراط.

أضرار مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على المعدة

ماهي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية؟

مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هي احدى أنواع مسكنات الألم والتي تستخدم بجرعات خفيفة أو متوسطة على نطاق واسع لتخفيف الألآم المختلفة في الجسم مثل الصداع والطمث وألام المفاصل والرضوض والأنفلونزا وخفض الحرارة أيضًا، وتستخدم بجرعات كبيرة لمعالجة الالتهابات.

وهي تتواجد بأنواع مختلفة على شكل أقراص وكبسولات دوائية وشراب وحقن وكريمات، وتستخدم في كثير من الأحيان دون وصفة طبية وتعرف في الصيدليات بأسماء تجارية مختلفة أما أنواعها فهي

  • الأبوبرفين.
  • النابروكسين.
  • الديكلوفينك.
  • السليكوكسيب.
  • الأندوميتاسين.
  • حمض الميفناميك.
  • الأندوميتاسن.

أما أضرارها على المعدة فقد تتسبب ببعض الأضرار لبطانة المعدة أو تقليل في كمية الدم أو ألام في المعدة وحتى قد تسبب في بعض الحالات قرحة المعدة. تناول أي نوع واحد من هذه الأدوية التي تدخل في تركيب معظم مسكنات الألم قد يسبب التأثيرات التي ذكرناها على المعدة، وفي حال تناول أثنين من هذه الأنواع أو أكثر فأن إمكانية الضرر تصبح أكبر.

وبناءً على ذلك، فأنه في حال توفر أكثر من نوع من مسكنات الألم في المنزل يتوجب عليكم الحذر من مزج أو تناول أكثر من نوع معتقدين إن ذلك سيخفف من الألم وسيكون مفعوله أقوى أو أفضل، لأنه سيكون خطر على الصحة عمومًا وخاصة المعدة كما أوضحنا.

أضرار مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على الكلى

من النادر أن يحصل ذلك ولكنه ممكن الحدوث وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون في الأصل من أمراض في الكلى أو مرضى السكر أو ضغط الدم المرتفع، الإفراط في تناول الأبوبرفين أو النابروكسين قد يؤدي إلى تعقيد المشاكل في الكلى وربما الوصول لحالة الفشل الكلوي.

أضرار مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية للحوامل

دراسة كانت قد نشرت في المجلة الطبية الكندية بينت إن النساء الحوامل اللواتي تناولن أي من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في العشرين أسبوع الأول من الحمل تضاعفت لديهن نسبة احتمالية الإجهاض بمقدار الضعف عن النساء اللواتي لم يتناولن أي من مسكنات الألم تلك خلال هذه الفترة.

الباحثين في هذه الدراسة أكدوا إن مسكنات الألم هذه تؤثر لدى الحامل على مستويات هرمون “بروستاجلاندين” وهو المسؤول بشكل كبير عن عملية الولادة. وبالتالي إن كنتِ من الحوامل أو تخططين للحمل عما قريب يجب الحذر في التعامل مع أي من مسكنات الألم، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية.

 مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ومضادات الاكتئاب

دراسة أخرى كانت قد بينت إن تناول أي من مسكنات الألم المعروفة كمضادات التهاب غير ستيروئيدية بالتزامن مع تناول أدوية مضادات اكتئاب، فأن هذا يقلل من مفعول مضادات الاكتئاب بشكل كبير.

مسكنات الألم وموانع تخثر الدم

معظم مسكنات الألم في الغالب تحوي وبكمية معتدلة جدًا مانع لتخثر الدم وهذا لا يسبب أي ضرر حتى للأشخاص الذين لا يحتاجون أدوية لهذه الغاية، ولكن الأشخاص الذين يتناولون أي من موانع مخثرات الدم قد يسبب لهم مشاكل عند تناول مسكنات الألم، قد يؤدي ذلك إلى زيادة في تمييع وسيولة الدم مما ينتج عنه خطر الإصابة بالنزيف. وكذلك قد يؤدي تناول مسكنات الألم مع موانع التخثر إلى زيادة في معدل ضغط الدم، إلا إن هذه الزيادة في الغالب تكون طبيعية ولكن يجب الحذر من ارتفاعها أحيانًا.

أعراض الإفراط بتناول مسكنات الألم

بعد أن تعرفت إلى أضرار ومخاطر الإفراط في تناول مسكنات الألم، كيف يمكنك معرفة إن كنت قد تجاوزت الحد الطبيعي في الجرعة أو أفرطت في ذلك؟

بحسب منظمة الصحة العالمية فأنه هناك ثلاثة أعراض رئيسية تظهر على معظم الأشخاص عندما يفرطون بتناول المسكنات، وتختلف مستوى ظهور هذه الأعراض بين الأشخاص والحالات، بين من تظهر عليهم بشكل أكثر من أخرين، إضافة إلى إمكانية ظهور أعراض إضافية في بعض الحالات. وهذه الأعراض هي

  • فقدان للوعي بشكل كلي أو جزئي، وعدم القدرة على التركيز.
  • صعوبة أو ضيق في التنفس.
  • ضيق في حدقة العين.

أما الأعراض الإضافية فقد تكون

  • شعور بالبرد مع رطوبة جلدية.
  • خمول ونعاس.
  • انخفاض بمعدل ضغط الدم وضربات القلب.
  • غثيان وقيء.

مسكنات الألم والإدمان

بحسب عدة دراسات فأن تعاطي المسكنات وخاصة التي تحتوي على أي من مشتقات الأفيون ليست بالضرورة تؤدي إلى الإدمان، صحيح هي تساعد في الحد من الشعور بالألم وربما القضاء عليه كليًا وبالتالي العودة إلى مزاولة أعمالنا بشكل طبيعي، إلا أن الاعتماد عليها بصورة مستمرة شيء غير جيد.

الاعتماد على المسكنات بصورة متكررة يؤدي إلى اعتيادها من قبل الجسم وبالتالي يغدو من الصعب التوقف عنها، وفي حال التوقف عنها يظهر رد فعل سلبي، تمامًا مثلما يعتاد الجسم على التدخين ويصبح من الصعب على الفرد التوقف عنه.

ويختلف الإدمان عن الاعتماد على المسكنات كون الاعتماد عليها يكون بصورة استخدام هذه الأدوية لتحسين الحالة الصحية للجسم ودون الإفراط في تناولها، أما الإدمان فهو تعاطيها بصورة مفرطة وبغض النظر عن الحالة الصحية وتصبح بذلك أداة هدامة لصحة الفرد وجسمه.

ولتجنب الإدمان والاعتماد على مسكنات الألم ينصح بالابتعاد عنها إلا في الحالات الضرورية، وكذلك الالتزام بتعليمات الطبيب في حالة كانت المسكنات بحسب وصفة طبية. أما إن كنت تناولت المسكنات دون وصفة طبية فلا ينصح الإطالة بفترة تناولها حتى ولو لم تتحسن الحالة الصحية، الأفضل في هذه الحالات استشارة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.

نصائح عند تناول أي من مسكنات الألم

لضمان الاستخدام الأمثل لأي نوع من مسكنات الألم وبالتالي تجنب سوء الاستخدام وأي تأثيرات جانبية قد تظهر كنتيجة لتناول مسكن الألم الذي تريد، هذه مجموعة من النصائح التي يتوجب عليك اتباعها لذلك

  • أقرأ النشرة المرفقة مع الدواء بعناية قبل البدء بتناول العلاج لتعرف طريقة الاستخدام والحالات العلاجية المخصص لها الدواء، من حيث الأعمار المناسبة لهذا الدواء وفي حال كان مخصص للاستخدام الموضعي أو غير ذلك.
  • تأكد إنه النوع المناسب لك، فبعض مسكنات الألم لا تناسب أعمار معينة أو أشخاص لديهم أمراض معينة أو حساسية ما.
  • تأكد من إن هذا النوع لا يتداخل مع أي أدوية أخرى في حال كنت تستخدم أي علاجات أخرى.
  • لا تتناول أكثر من الجرعة الموصى بها من قبل الطبيب، أما في حالة تناول الدواء دون وصفة من الطبيب فيمكنك معرفة الجرعة المناسبة من التعليمات المرفقة مع الدواء وكذلك عدد الجرعات في اليوم.
  • لا تخلط بين نوعين من مسكن الألم بهدف الحصول على فعالية أفضل، لأن ذلك قد يعرضك لمخاطر كما وضحنا.
  • أعرف متى يجب تناول الجرعات المحددة من حيث الوقت وإن كانت قبل الطعام أو بعده، كون بعض المسكنات قد تسبب اضطرابات في المعدة.
  • في الحالات التي تتناول فيها الدواء دون وصفة طبية أو دون استشارة الطبيب، من الأفضل التعامل بحذر مع المسكن وكذلك من الضروري استشارة الصيدلي الذي تشتري منه الدواء على الأقل ليعطيك المسكن المناسب للحالة التي تعاني منها.
  • يجب تجنب المشروبات الكحولية أو أي مواد تحتوي على الكحول في مكوناتها خلال فترة تناول المسكنات؛ نظرًا لتفاعل أنواع المسكنات المختلفة مع الكحول وزيادة التأثيرات الجانبية التي قد تظهر.

هذا كان كل ما يخص مسكنات الألم من حيث أضرار كثرة تناول المسكنات والتأثيرات الجانبية المحتملة للإفراط فيها وأعراضها، في حال كان لديك أي استفسارات أخرى سيسعدنا الإجابة عنها بقدر المستطاع.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله