أضرار المسكنات على الكبد وما تسببه من تأثيرات جانبية

كنا تحدثنا في العديد من المواضيع السابقة عن أضرار المسكنات والتأثيرات الجانبية السلبية التي يمكن أن تنتج عن الأفراط بتناول أنوع مختلفة منها، كما في هذا الموضوع حول أضرار المسكنات على الكلى، أو هذا المقال حول مخاطر الاعتماد على المسكنات.

وطالما تحدث الأطباء والمتخصصون مرارًا عن وجوب التقليل من تناول المسكنات قدر الإمكان لما في ذلك من تأثير على مختلف أعضاء الجسم ووظائفه، هنا سنتعرف على أضرار المسكنات على الكبد والمخاطر التي يمكن أن تلحق بها من جراء أي من أنواع المسكنات المختلفة.

أضرار المسكنات على الكبد

أضرار المسكنات على الكبد وما تسببه من تأثيرات جانبية

أنواع مختلفة من المسكنات مثل الاسيتامينوفين والإيبوبروفين والباراسيتامول تعد من العقاقير الضرورية والمتواجدة في كل منزل، إذ تستخدم كمسكنات ومهدئات للألآم المختلفة التي يعاني منها الشخص بين الحين والآخر كآلام العظام والمفاصل والصداع وغيره. الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى المبالغة في الاعتماد على هذه المسكنات بداع ودون داع وحتى تجنبًا لزيارة الطبيب المختص.

وهذا دون وعي منهم بأن لهذه العقاقير تأثيرات جانبية عدة تؤثر على أعضاء الجسم المختلفة. تضرر الكبد واحد من أبرز التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تنشأ عن تناول المسكنات والأفراط بالاعتماد عليها، يمكن أن تكون أضرار المسكنات على الكبد عبر تسمم الكبد الذي يمكن أن ينتج عن الاسيتامينوفين في حال الإفراط بتناوله، إذ تشير بعض التقارير إلى أن تسمم الكبد يحصل في حال تجاوز الشخص جرعة 4000 ميللي جرام في اليوم الواحد.

يمكن أن يكون الضرر الذي يلحق الكبد على شكل فشل في وظائفه، خاصة بالنسبة لمتعاطي الكحول والذي يمكن أن يتضرر الكبد لديهم حتى في جرعات صغيرة أقل من 4000 ميللي جرام من الأسيتامينوفين، وهذا ينطبق أيضًا على الأشخاص الذين سبق وعانوا من أمراض في الكبد من قبل مثل التهاب الكبد C.

من الأضرار الأخرى للمسكنات على الكبد التلف الذي يمكن أن يلحق بأنسجته وخلاياه في حال الاعتماد على المسكنات لفترات طويلة وبشكل مستمر، وهذا سواء كان الاسيتامينوفين أو غيره من الأنواع الأخرى. بالإضافة إلى تأثيرها على عمل وظائف الكبد وأنزيماته الأمر الذي يمكن أن يصل حد الالتهاب.

الكميات الكبيرة من المسكنات وعلى فترات طويلة قد تؤدي لدى البعض إلى التسبب بالفشل الكبدي التام، والذي هو عبارة عن هبوط حاد في أداء الكبد بوتيرة بطيئة أو سريعة حسب الحالة ترافقه أعراض مختلفة تشمل تليف أو تشمع الكبد والفشل الكلوي.

المسكنات ومرضى الكبد

سواء بالنسبة لمرضى الكلى أو حتى الأشخاص الأصحاء فأنه كما أوضحنا لا ينصح بتاتًا الإفراط بالاعتماد على المسكنات وإنما يفضل دائمًا الاعتدال بتناولها وعند الحاجة فقط، هذا بالإضافة إلى استشارة الطبيب.

بالنسبة لمرضى الكبد أو الأشخاص الذين سبق وعانوا من أية أمراض في الكبد فأن الباراسيتامول هو المسكن الأنسب لهم، لأنه يعد أخف أنواع المسكنات وأقلها تأثيرًا على الجسم من بين كافة أنواع المسكنات الأخرى، بل ويسميه البعض بالعلاج الوهمي، ولكن هذا لا يعني إنه لا يحتوي على أية تأثيرات جانبية في حالة الإكثار منه. وبالتالي حتى الباراسيتامول يفضل تناوله باعتدال وعند الضرورة فقط.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله