بابلو بيكاسو أشهر الرسامين في القرن العشرين

ولد بابلو بيكاسو (Pablo Picasso) في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول لعام 1881 في مدينة (ملقة الاسبانية)، فنان تشكيلي وصاحب المدرسة الفنية في الرسم المعروفة بالمدرسة (التكعيبية).

وهو صاحب اللوحة الجدارية العالمية المعروفة باسم (الغرنيكا) عن الحرب الأهلية الاسبانية، والحائز على الجائزة العالمية (جائزة لينين للسلام) في عام 1962.

نشأة بابلو بيكاسو

لقد أطلق على الرسام الاسباني الشهير منذ مولده عدة أسماء مثل (بابلو دييغو – فرانشيسكو بولا) وحافظ على اسم (بابلو) وأخذ اسم (بيكاسو) من اسم والدته (ماريا بيكاسو) أما والده فاسمه (خوزيه رويز بلاسكو) وكان يعمل مدرسًا للرسم وفن التصوير كما كان مختصًا برسم الطبيعة وطيورها.

بدأت تظهر موهبة (بابلو بيكاسو) في الرسم منذ الصغر، حيث كان يرسم بإشراف والديه، وفي عمر السابعة أتقن الرسم الزيتي، وفاجأ والده بإتمام لوحة كان بدأها الوالد ولم يتم رسمها، فأكملها الإبن، التحق بمعهد الفنون الجميلة بعد أن اجتاز امتحان القبول في المعهد الذي أقل ما يقال عنه أنه امتحان صعب.

وأتم دراسته فيما بعد في كلية (سان فرناندو) للفنون الجميلة، ومن ثم قرر الوالد إيفاد ابنه بابلو إلى انكلترا ليكمل تعليمه الفني هناك، إلّا أنه في طريقه إلى انكلترا توقف في باريس وكان ذلك في سنة 1900، وفي سنة 1904 استقر في فرنسا بشكل نهائي، وهناك كانت انطلاقته الحقيقية في عالم الفن التشكيلي.

ولادة المدرسة التكعيبية في الرسم

يعتبر ظهور المدرسة التكعيبية في الرسم من أهم المراحل الجديدة في حياة الفن التشكيلي المعاصر، وأصبح (بابلو بيكاسو) و(جورج براك) في الاتجاه نفسه من اعتماد المدرسة التكعيبية في الرسم مستلهمين أعمال الفنان (سيزان) التكعيبية، وأول لوحاته التكعيبية كانت لوحة (انسات افينيون) في سنة 1907، من أشهر أعماله الفنية على الإطلاق لوحة (الغرنيكا) عن الحرب الأهلية الاسبانية وأهوالها، و(مأساة كوريا).

انسات افينيون

1 -لوحة المرأة الباكية

هذه اللوحة المسماة المرأة الباكية رسمها الفنان (بابلو بيكاسو) في العام 1937، على قطعة من القماش قياسها تسعة وخمسون سنتي متر ونصف السنتي متر للطول والعرض تسعة وأربعون سنتي متر، ومن أملاك متحف (تات) الانكليزي.

لوحة المرأة الباكية

نرى في هذه اللوحة نوعين من الخطوط المختلفة المتكسرة، ذات الزوايا الحادة والأقواس المنحنية، إضافة إلى قطع من الورق المتناثرة، وكذلك زورقين كأنهما في العينين، ويبدو اللون الأخضر في الناحية اليمنى للمتفرج وبالتوازي معه يوجد لون أصفر، وبينهما لون حيادي، ويشعر المتأمل في اللوحة خشونة في الملمس في وجه المرأة، وهكذا نرى أن بيكاسو استطاع أن يوصل أحاسيس الحزن لدى المرأة، على الرغم من القبعة الأنيقة التي تعتمرها، ونلاحظ أن خطوط الوجه من الترابط والتشابك بحيث نظن أن الرسام قد رسم الوجه بخط مستمر ومتواصل ولم يرفع الريشة عن اللوحة حتى انتهاء رسم الوجه.

 وهذه من سمات وجماليات المدرسة التكعيبية في الرسم التي ابتكرها بابلو بيكاسو رفقة الرسام (جورج براك)، ويبدو وجه المرأة منعكس على سطح ماء قد ألقيت فيه حجارة، فارتسمت تموجات سطح الماء ليظهر اللوحة وكأنها وجه عفريت من البشاعة والحزن بمكان.

إن اللوحة هذه منفذة على خامة قماشية وبالألوان الزيتية وقد رسمها بعد أن انتهى من رسم لوحته الأشهر (الغرنيكا)، وهي من اللوحات المشهورة والتي ترتبط بالإحساس البشري الحزين.

2 – لوحة الغرنيكا

لوحة الغرنيكا

إن اللوحة المسماة الغرنيكا (Guernica) هي لوحة جدارية تم انجازها في عام 1937، يبلغ ارتفاعها 349 سنتي متر ويبلغ عرضها 776 سنتي متر، هي أشهر اللوحات التي رسمها بابلو بيكاسو وتوجد في (متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون) / (Museo National Centro de Regina Sofia).

تحكي اللوحة قصة الدمار والخوف والوحشية التي نتجت عن قصف المدينة من قبل قوات الجنرال (فرانكو) حاكم اسبانيا، وتحتوي اللوحة على تسعة رموز واضحة منها أربعة نساء معهم طفل، ونرى أيضًا صورة الثور والمحارب والحصان والطير، والنساء تبدو وهي تجري وتصرخ من الرعب والهلع، وعلى الجهة اليمينية من اللوحة تظهر صورة رجل مكون من نصف تمثال ونصف انسان، وفي الطرف الآخر يوجد ثور ساكن ولا يتحرك، وإلى الأسفل من الثور صورة امرأة تحمل طفلًا ميتًا، وفي منتصف اللوحة حصان في حالة احتضار، في أعلى رأسه قنديل يمثل شمسًا تخرج من القنديل خطوطًا كالأشعة تنطلق في كل الاتجاهات.

لقد جسد بابلو بيكاسو قصة القرية بالأبعاد الرمزية لمفردات اللوحة ومكوناتها، فنلاحظ ضوء القنديل يدل إلى القوة الكامنة في اسبانيا لكن قوى الظلم والقهر تلجمها، والسبب الذي جعل بيكاسو يرسم هذه اللوحة هو الحادث الأليم الذي تعرضت له القرية، حيث كانت مسالمة آمنة وفوجئ أهلها بالهجوم المباغت من قبل الألمان، تلك القرية التي لم تكن تشكل أي خطر على المانيا وجيشها.

هل تعلم أن

  1. أن الاسم الحقيقي للفنان ليس بابلو بيكاسو وإنما اسمه الحقيقي هو بابلو رويز(Paplo Ruiz). لقد اعتمد اسم بيكاسو لأنه اسم فيه جرس موسيقي أكثر من اسم رويز وهو اسم والدته، وقال عن نفسه لا أتخيل أن يدعوني الناس (بابلو رويز) أو (خوان نيبو رويز).
  2. إن بابلو بيكاسو قد أنهى لوحته الأولى وهو في سن التاسعة فقد كان الفن يجري عروق العائلة.
  3. يحكى أن بيكاسو كان يستخدم يده اليسرى في الرسم أي أنه كان أعسرًا، وكثير من العباقرة كانوا ممن يستخدمون يدهم اليسرى.
  4. لقد اتهم بالمشاركة في سرقة لوحة (المونا ليزا) من متحف اللوفر في باريس لكن تمت تبرئته من التهمة فيما بعد عندما ألقي القبض على اللص وكان يدعى فينشيزو بيرودجيا (Vincenzo Peruggia) وكان حارسًا في المتحف.
  5. والقميص الذي كان يرتديه بيكاسو لم يكن مجرد قميص، فقد كان القميص نيلي اللون وهو اللباس الرسمي والموحد للبحارة في مدينة بريتاني (Brittany) الفرنسية، وكان عليه واحد وعشرون خطًا يرمز بها لعدد المعارك التي انتصر بها (نابليون بونابرت).
  6. إن قصة حبه لم تتكلل بالزواج من حبيبته، حيث كان بيكاسو يقول إن الحب هو أقوى الأشياء التي تمنح الحياة جمالها، فقد تعرف على فتاة شقراء غاية في الجمال هي ماري تيريز والتر (Marie Therese Walter) وبادلته الحب مع فارق العمر بينهما فهو كان في 45 عمره بينما كانت هي في 17 من عمرها، فيا للأسف لم تصبح ماري السيدة بيكاسو حيث رفض طلاق زوجته الراقصة أولغا، لكنه تزوج بعد وفاتها من جاكلين روك (Jacqueline Roque).
  7. لم يكن بابلو بيكاسو رسامًا فقط بل كان مؤلف مسرحي حيث كتب عملين مسرحيين سرياليتين، وقد قالت له والدته مرة ” إذا أصبحت جنديًا ستكون جنرالًا، وإذا أصبحت راهبًا ستصير البابا، ولكن أصبحت رسامًا وصرت بيكاسو”.

لقد تعرفنا في مقالنا هذا على الرسام العبقري بابلو بيكاسو وكيف نشأ ومتى ظهرت موهبته العبقرية في الرسم، وأين تعلم الرسم وعلمنا أنه كان كاتبًا أيضًا فقد ألف مسرحيتين، نعم إن العباقرة يختلفون عن الناس بنظرتهم الشاملة للحياة.

قد يهمك أيضًا

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله