خريطة الدولة العثمانية حسب التسلسل الزمني

تأسست الدولة العمانية عام 1299 في منطقتي بيلجيك وكوتاهية بالأناضول، وذلك بعد أن انهارت سلطنة سلاجقة الروم. وعلى الرغم من كونها ضعيفة، فإنها توسعت بسرعة كبيرة.

شهدت خريطة الدولة العثمانية تغيرات كثيرة خلال عدة قرون، وفي أوج مجدها، كانت تسيطر على معظم مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنها بدأت تتراجع في القرن التاسع عشر، حتى انهارت نهائيًا بعد الحرب العالمية الأولى.

بداية توسع الدولة العثمانية

العامل الرئيسي الذي ساهم في تقوية الدولة العثمانية هو ضعف الإمبراطورية الرومانية، وقد استغل السلاطين العثمانيون المؤسسون هذه الفرصة الذهبية وقاموا بتحركات استراتيجية وناجحة للغاية.

تزوج أورهان باي، وهو السلطان العثماني الثاني، من ابنة الإمبراطور البيزنطي، وتمكن بعد فترة من الاستيلاء ” قلعة تشيمبي”. أصبحت هذه القلعة أول منطقة تسيطر عليها الدولة العثمانية في الجانب الأوربي، وشكلت مكانًا للانطلاق والسيطرة على منطقة البلقان فيما بعد.

في عهد السلطان مراد الأول، السلطان الثالث للدولة العثمانية، أنشأ ما يعرف باسم “الجيش الإنكشاري“، ضم هذا الجيش الرجال الأقوياء الذين تم تجنيدهم من المناطق الريفية في البلقان، وحصلوا على تدريب عسكري مكثف ليصبوا نخبة القوات العثمانية.

كان الجيش الإنكشاري ناجحًا في بداياته، وساهم بشكلٍ فعال في توسع الدولة العثمانية وتحولها إلى إمبراطورية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.

عهد محمد الفاتح

بعد فتح القسطنطينية، آخر معقل للإمبراطورية الرومانية، قام العثمانيون بتغيير اسم المدينة إلى إسطنبول وجعلوها عاصمة لهم، وتم كتابة أول دستور للإمبراطورية العثمانية.

خريطة الدولة العثمانية عام 1453

عهد السلطان سليم الأول

في عهد السلطان العثماني سليم الأول، تمكن العثمانيون من التوسع وسيطروا على الأماكن المقدسة للمسلمين، بما في ذلك القدس والمدينة المنورة ومكة المكرمة، كما وصلوا إلى مدينة الإسكندرية في مصر.

بهذا أصبحت الدولة العثمانية تسيطر على أهم طرق التجارة العالمية، بما في ذلك طريق الحرير وطريق التوابل، استمرت هذه السيطرة على الطرق التجارية بين الشرق والغرب لعدة قرون، وشكلت مصدر دخل كبير للدولة العثمانية.

خريطة الدولة العثمانية في نهاية عهد السلطان سليم الأول

عهد السلطان سليمان القانوني

في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، سيطرت الدولة العثمانية على مساحات واسعة، ولم تقتصر السيطرة على اليابسة فقط، بل شملت أيضًا إنشاء أسطول بحري قوي سيطر على جنوب البحر الأبيض المتوسط. من بين البحارة العثمانيين المشهورين في عهد السلطان سليمان القانوني الريس بيري وخير الدين بربروس.

خريطة الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني

خريطة الدولة العثمانية في ذروة توسعها

استمر توسع وصعود الإمبراطورية العثمانية بعد عهد سليمان القانوني. رغم من أن السلاطين الذين اعتلوا العرش بعده (السلطان سليم الثاني – السلطان مراد الثالث – السلطان محمد الثالث – السلطان أحمد الأول) لم يمتلكوا نفس الشخصية القوية التي كانت لدى السلطان سليمان القانوني.

خريطة الدولة العثمانية في أوج توسعها

انحدار الإمبراطورية العثمانية

خاضت الدولة العثمانية ما يعرف باسم الحرب التركية العظمى (1683 – 1699) بينها وبين القوى الأوربية المعاصرة لها، انتهت هذه الحرب بهزيمة الدولة العثمانية وتوقيع معاهدة كارلوفجة، والتي تنازل بموجبها العثمانيون عن معظم أراضي المجر وترانسلفانيا وسلافونيا لإمبراطورية هابسبورج في حين عادت بودوليا إلى بولندا.

أراد السلطان سليم الثالث أن يجري إصلاحات وتغييرات حقيقية لاستعادة قوة الدولة، لكن الجيش الإنكشاري وبعض المسؤولين المحافظين رفضوا ذلك، وقد أفتى مفتي الدولة العثمانية بأن أي سلطان يدخل أنظمة الغرب وطرقهم في الدولة يجب عزله، وبالفعل، تم عزل السلطان سليم الثالث وولي من بعده السلطان مصطفى الرابع، حاول الصدر الأعظم “مصطفى البيرقدار” استعادة السيطرة على إسطنبول وإعادة السلطان سليم الثاني للحكم، لكن مصطفى الرابع أمر بإعدام سليم الثالث وأخ آخر له هو محمود الثاني عام 1808. الأمر الذي جعل من مصطفى الرابع الذكر الوحيد المتبقي من السلالة الحاكمة.

تمت الإطاحة بالسلطان مصطفى الرابع واستبداله بالسلطان محمود الذي نجا من الإعدام مختبئًا.

كان السلطان محمود الثاني الذي تولى العرش مصممًا على القضاء على الجيش الإنكشاري، الذي أصبح بمثابة دولة داخل دولة، وتمكن من ذلك بالإرادة المشتركة بينه وبين الشعب. وهكذا تم حل الجيش الإنكشاري وإنشاء جيش جديد استطاع تحقيق نجاحات محدودة.

بسبب الثورة الصناعية التي كانت في أوروبا والتطور الذي حصل بفضلها، أصبحت الدولة العثمانية متخلفة، ومع صعود روسيا كتهديد، كانت الدولة العثمانية ضعيفة مقارنة بالإمبراطوريات الأخرى.

استمر فقدان الأراضي تدريجيًا من بداية القرن التاسع عشر حتى بداية القرن العشرين، وفي بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، لم تبقى سوى الأجزاء البنية الداكنة الظاهرة في الخريطة فقط تحت سيطرة الدولة العثمانية (الأجزاء البنية الفاتحة هي التي خسرتها الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر).

تراجع خريطة الإمبراطورية العثمانية من عام 1800 إلى عام 1914

سقوط الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى

في عهد السلطان أنور باشا، أعلنت الدولة العثمانية دخولها في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا والنمسا. وهكذا أصبحت هذه الدولة الضعيفة في حرب دموية استمرت أربع سنوات.

في هذه الحرب، تكبدت الدولة العثمانية خسائر فادحة على جميع الجبهات، حيث استعملت الدول الأخرى تقنيات متطورة شملت الطائرات والبابات، وبعد دفاع مستميت في معركة جاليبولي عام 1416، خسر العثمانيون عاصمتهم إسطنبول التي سيطر عليها الحلفاء.

أجبر الحلفاء السلطان العثماني على توقيع معاهدة استسلام فيها شروط قاسية، شملت المعاهدة تسليم ما تبقى من الأراضي العثمانية لقوات الحلفاء واستلام الجيش العثماني.

رفض الجنرال العثماني مصطفى كمال معاهدة الاستسلام وقرر العودة وبدأ حرب التحرير.

تأسيس تركيا الحديثة

أعلن مصطفى كمال أتاتورك حرب الاستقلال التي استمرت بين عامي 1919 و 1922 انطلاقًا من الأناضول. وتمكن من تحرير الأراضي التركية تدريجيًا.

وهكذا من الأناضول، التي كانت في يوم من الأيام مكان نشوء الدولة العثمانية، تأسست جمهورية تركيا الحديثة. وتم إعلان أنقرة عاصمة لها، لكن إسطنبول لا تزال العاصمة الاقتصادية.

خريطة تركيا الحديثة
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله