هل تعتقد أنك تعاني من وسواس قهري OCD؟ إذن إليك كل ما يخصه وكل ما عليك معرفته

تتأكد من قفل الأبواب وإطفاء الموقد وفضل الأجهزة من الكهرباء وتغسل يديك وتعيد ترتيب وتنظيم الأشياء أكثر من 20 مرة؟ قد يكون وسواس قهري

أن تعود لتتأكد من فصل جميع الأجهزة الكهربائية قبل خروجك من المنزل وتتحقق من إقفال الباب، أو أن تتأكد من إغلاق الماء، إنها أمور طبيعية ولكن عندما تكون هذه التصرفات مبالغ بها بدون قدرة منك على التحكم بها بحيث تؤثر على حياتك عندها من المحتمل أنك تعاني من وسواس قهري

الوسواس القهري أن تعلق في فكرة معينة كأن تعود لتتأكد من إطفاء الغاز 20 مرة وأكثر لأنك تخشى احتراق المنزل، وأن تغسل أيديك 100 مرة لأنك تخشى الجراثيم، أو أن تركز على التفاصيل غير المهمة ومثل هذه التصرفات لا تعطيك السرور ولكنها تمنحك القليل من الراحة والرضا وسيستمر قلقك بدونها.

ما هو الوسواس القهري

ما هو وسواس قهري

هو عبارة عن اضطراب منتشر وشائع وفي معظم الأحيان يكون طويل الأمد يعاني بسببه المريض من الأفكار والأحاسيس المزعجة وغير المرغوب فيها، ما يدفعهم للقيام بشيء ما أو التركيز على أمر ما بشكل مبالغ فيه أو متكرر ويكونون مكرهين على هذا الأمر، ومثل هذه الأمور والتصرفات تتداخل بشكل كبير مع حياة الشخص اليومية.

غالبًا ما يبدأ الوسواس القهري في سن صغيرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فيظهر قبل عمر العشرين، ونادرًا ما يظهر بعد سن الـ 35، كما أنه أكثر انتشارًا عند النساء بالمقارنة مع الرجال.

الهواجس والإكراهات التي تميز وسواس قهري

يقسم الوسواس القهري إلى قسمين أساسيين هما:

الهواجس أو الدوافع

وهي عبارة عن الأفكار أو الصور التي تتكرر وتستمر في دماغ الشخص وتسبب له القلق ومشاعر غير مريحة مثل الخوف أو الاشمئزاز، وبشكل عام تكون هذه الأفكار والصور كثيرة ومفرطة بشكل لا يمكن تحمله أو التعامل معه وهي تكون من صنع أدمغتهم وعلى الرغم من ذلك فلا يكون من الممكن إيقافها أو تسويتها.

معظم الأشخاص الذين يعانون من وسواس قهري يعملون ويحاولون تجاهل هذه الهواجس وقهرها وقمعها أو تغييرها إلى أفكار مختلفة أو ترجمتها إلى سلوكيات، وعادة ما تكون هذه الأفكار حول التلوث أو التنظيم أو القلق من عواقب أمر معين أو البحث عن المثالية في الأمور البسيطة كالحاجة إلى تحقيق التناظر والدقة في الأشياء التي تحيط بالمريض.

الإكراهات أو السلوكيات

وهي عبارة عن السلوكيات التي يكون مكره الشخص على القيام بها ومدفوع على ذلك بسبب الهواجس والمشاعر المزعجة التي تسببها، والهدف من هذه السلوكيات يكون في إيقاف الهواجس والتخفيف منها ومنع مشاعر الضيق والقلق والخوف.

يمكن أن تتمثل في المبالغة بالتركيز على التفاصيل الثانوية في أمر معين بحيث يضيع الأمر الرئيسي، أو تكرار القيام بشيء معين عدد مبالغ فيه من المرات.

أمثلة على الدوافع والسلوكيات

  • الخوف من الجراثيم والأوساخ يدفع الشخص لتكرار غسل الأيدي عدد كبير من المرات ويمكن أن يقضي ساعات في ذلك الأمر بالإضافة إلى اتباع نمط معين وأسلوب خاص يضمن معه التخلص من الجراثيم.
  • الخوف من وقوع حادثة أو مكروه يدفع الشخص إلى تكرار عبارات تعبر عن القلق والتحذير وإعادتها عدد من المرات على الرغم من أنهم يعلمون أن هذه العبارات لن تمنع الحادث ولكنها تمنحهم بعض الرضا وتخفف المسؤولية والقلق عنهم.
  • الخوف والقلق من التسبب بحادث ما أو إيذاء النفس أو الآخرين يمكن أن يدفع المريض إلى إعادة التأكد مرارًا وتكرارًا من إغلاق الباب بإحكام – إطفاء الموقد – فصل الأجهزة الكهربائية – عدم تسرب الغاز – عدم ترك الأدوات الحادة بطريقة ظاهرة وغير آمنة…
  • الخوف من رد فعل الآخرين أو التعرض للسخرية منهم ما يدفع المريض للعزلة والابتعاد عن الجميع.
  • الخوف من التحدث بطريقة غير لبقة ما يدفعه لتكرار ما سيقوله في دماغه عدد من المرات قبل التفوه به.
  • البحث عن المثالية في كل ما يقومون به ويمكن أن يتمثل ذلك بترتيب الأشياء بطريقة ونمط معين والشعور بالكثير من القلق والانزعاج عند تغيير ذلك النمط، أو تضيع الكثير من ساعات العمل على التفاصيل الثانوية غير المهمة ما يؤدي إلى الفشل بالمهمة ككل.

كيف تبدو الحياة مع وسواس قهري ؟

الجميع يعاني من بعض الهواجس البسيطة إلا أنها لا تتداخل مع حياة الشخص وتؤثر عليها بشكل سلبي ولكن بالنسبة لـ مرض الوسواس القهري فإن الأمر سيملك تأثيره الكبير ولا تكون الحياة سهلة.

  • تأثر على الحياة اليومية فيمكن أن يستغرق الشخص الكثير من الوقت وساعات عديدة في تكرار سلوك معين، ويمكن أن تدفعه بعض الهواجس إلى تجنب الذهاب إلى مكان معين أو تناول طعام ما أو الالتقاء بأشخاص آخرين.
  • القلق والشكوك والأفكار التي يعاني منها المريض تجعل من الصعب استمرار العلاقات الاجتماعية والعاطفية.
  • يمكن أن يسبب مرض الوسواس القهري فقدان الثقة بالنفس والخجل الشديد والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى محاولة إخفاء هذه السلوكيات.
  • الشعور المستمر بالقلق والخوف أو الشعور بأن المريض قد أصبح تحت سيطرة هواجسه وأفكاره التي يعرف أنها غير واقية وغير منطقية.
  • عدم وعي الأشخاص المحيطين بالمريض بتفاصيل الإصابة والمعاناة من وسواس قهري وتوجيه النقد أو اللون أو الاستهزاء.

أعراض الوسواس القهري وعلامات المعاناة منه

أعراض الوسواس القهري وعلامات المعاناة منه

توجد مجموعة من الأعراض والعوامل التي تشير إلى المعاناة من وسواس قهري مدفوع من هاجس واحد أو أكثر، وهذه الأعراض هي:

  1. وجود الهواجس بشكل مبالغ فيه وأهمها:
    • الخوف الشديد من الجراثيم.
    • التأكد من وجود الأشياء والأدوات ضمن ترتيب معين.
    • الأفكار غير المرغوب فيها.
    • الأفكار العدوانية ويمكن أن تكون اتجاه النفس أو الآخرين.
    • البحث عن المثالية والكمال.
  2. علامات امتلاك هواجس الوسواس القهري:
    • تجنب الاقتراب ومصافحة أو لمس أشياء الآخرين بسبب الخوق من الأوساخ والجراثيم.
    • الشعور بالقلق والتوتر في حال وجود خلل في تنظيم وترتيب الأشياء.
    • تجنب المرور بالمواقف التي تسبب المشاعر المزعجة وتثير الهواجس، مثل: تجنب لقاء أشخاص آخرين – تجنب الخروج من المنزل – اتباع روتين معين…
    • شكوك دائمة حول قيامك وإنجازك للمهام التي قمت بالفعل بتكرار التأكد منها، مثل: تكرار إغلاق الباب أو إقفال السيارة أو إطفاء الموقد…
  3. سلوكيات تقوم بتكرارها لأجل التعامل مع الهواجس والتغلب عليها على الرغم من أنها لا تمنح إلا القليل من الراحة المؤقتة ولكنك تشعر بأنك مجبر عليها:
    • تكرار الأمر عدد من المرات.
    • عد مرات التكرار وعدم الشعور بالرضا إلا بعد الوصول لعدد معين من التكرارات.
    • التدقيق بشكل مبالغ فيه.
    • التأكد من الحفاظ على إجراءات صارمة.
    • العمل على ترتيب وتنظيم الأشياء بشكل مبالغ فيه.
    • القيام بالأشياء التي من شأنها أن تمنحك الطمأنينة.
  4. أعراض الوسواس القهري الأكثر شيوعًا:
    • تكرار غسيل الأيدي عدد كبير من المرات.
    • تكرار التأكد من إطفاء الموقد.
    • التحقق من الأبواب بشكل متكرر.
    • تجنب المصافحة ولمس الأشياء والآخرين.
    • تناول الأطعمة بطريقة معينة وتجنب لمس الأكل بالأيدي.
    • تخزين وجمع الأشياء.
    • التركيز على القيام بالأعمال بدقة وعدم الشعور بالراحة إلا في حال كنت أنت من يقوم بها أو يشرف على ذلك.

تشخيص الإصابة بـ وسواس قهري

عندما تعاني من السلوكيات والهواجس التي تؤثر بشكل سلبي على حياتك فإنه من الضروري استشارة الطبيب أو خبير الصحة النفسية والعقلية، وبشكل عام يمكن أن يكون المرضى البالغين مدركين للأعراض ويمكنهم ملاحظتها ولكن بالنسبة للأطفال فإن المهمة تقع على عاتق الأهل والمعلمين في المدارس.

يتطلب التشخيص وجود حالة من التركيز أو التكرار بشكل مبالغ فيه لأكثر من ساعة واحدة في اليوم بحيث يتداخل هذا الأمر مع نشاطات الشخص وحياته العملية والاجتماعية وغيرها، ويتم ذلك من خلال ملاحظة الأعراض والعلامات التي تعاني منها واستبعاد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسبب القلق والخوف أو مثل تلك الأفكار، إجراء تحاليل للدم وصور مقطعية للدماغ، وبناءً على التشخيص يتم اتخاذ سبيل العلاج.

قد يهمك: اختبار ما هي صفات المريض النفسي ؟ وكيف يمكنك التعرف إليه؟

أسباب الوسواس القهري OCD

أسباب وسواس قهري

حتى الآن لا يزال السبب الدقيق الذي يسبب وسواس قهري غير معروف بالنسبة للأطباء والمتخصصين في مجال الصحة العقلية ولكن بشكل عام هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دور مهم، وهي:

  • العوامل الوراثية فقد وجد زيادة في احتمال تطور وسواس قهري في حال كان أحد الأقرباء من الدرجة الأولى يعاني منه.
  • العوامل البيئية كالتعرض للإيذاء والاعتداء البدني أو الجنسي أو الصدمة وخاص في مرحلة الطفولة.
  • في حال ظهور أول العلامات في سن مبكرة.
  • وجود اختلاف في تركيب دماغ الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون منه، فالدراسات تشير إلى وجود تشوه في القشرة الدماغية الجبهية والبنية تحت القشرية للمخ لدى المرضى.
  • اضطرابات في الصحة العقلية ومشاكل نفسية أخرى يمكن أن ترافق الوسواس القهري أو أن تكون السبب في تطوره، مثل: البارانويا – الرهاب الاجتماعي وغيرها…
  • التعرض للضغوط النفسية والكثير من الإرهاق والإجهاد والتعب وعدم القدرة على التعامل مع ذلك.
  • رد فعل على خطأ تم ارتكابه أو حادث وقع وكانت نتائجه كبيرة بحيث شكل هاجس كبير عند المريض.

قد يهمك: أسباب البارانويا والأعراض وطرق العلاج

علاج مرض الوسواس القهري OCD

علاج مرض الوسواس القهري

يمكن من خلال الأمور والخطوات التالية التعامل مع أعراض الوسواس القهري OCD والتغلب عليه وعلاجه:

  • تحديد الدوافع والهواجس التي تسبب لك القلق من خلال تسجيلها ومتابعتها على مدى أيام ومن ثم قم بتقييمها وتقييم سلوكك المحكوم بها، فتتبع الدوافع يمكن أن يساعدك في إدارة الاستجابة، ففي حال كان قلقك يدور حول إطفاء الموقد فقم بهذا الأمر باهتمام وتركيز أكبر.
  • اعمل على التعامل مع تلك الهواجس والتغلب عليها ولكن ليس من خلال مقاومتها فكلما قاومتها كلما زادت وكلما شعرت بالحاجة للقيام بتلك السلوكيات وتكرارها، ولكن يمكنك التعامل معها من خلال تكرار التعرض لها فهذا الأمر سوف يجعلك أقل رغبة في تكرار الاستجابة.
  • الحصول على الدعم والمساعدة من قبل خبير الصحة النفسية بالإضافة إلى الدعم من قبل الأشخاص القربين منك.
  • اعمل على جعل نفسك أكثر هدوء وقلل من الضغط النفسي والإجهاد فذلك يلعب دور مهم للغاية بمنح دماغك الاسترخاء.
  • اتباع نظام غذائي صحي، ومارس التمارين الرياضية بانتظام واحصل على القدر الذي تحتاجه من النوم وتجنب المنبهات والعادات غير الصحية أهمها الكحول والمخدرات والتدخين وذلك لضمان صحة عقلية أفضل.
  • افهم الوسواس الذي تعاني منه عن قرب وتقبله ولا ترفضه أو تتجاله بل تعامل معه.

للأسف يمكن أن يكون الوسواس القهري حالة مزمنة ومستمرة، ولا توجد هناك إجراءات يمكن لها الوقاية منها، ولكن العلاج المبكر والتعامل مع الأعراض والعلامات يمكن أن يكون فعال في التغلب على الهواجس وضبط السلوكيات والعوادة إلى الحياة اليومية العادية وعودة القدرة على القيام بالمهام والأعمال بدون تلك التأثيرات التي يملكها الوسواس.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله