أسباب حساسية الأنف وطرق العلاج والوقاية المختلفة

هل تُعاني من الرشح المـستمر في أنفك؟ هل لديكَ سعال مستمر عـلى مـدار العـام؟ إذا كنت تُعاني مـن مـثـل هـذه الأعـراض طـوال العـام، وتشعر بأنك الأكثر عرضـة لها عن مَـن حولـك من أفراد عائلتك أو أصدقائك؛ فقد تكون مصاب بحـساسية الأنف.

وحساسية الأنف هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعًا، وهي أيضًا من الأمـراض المشابهة لمرض الربو، ومرتبطة به إلى حدٍ كبـير؛ لأن الذي يعاني من داء الربو، أيضًا يعـاني من مـتاعـب الأنف فـي كثير من الأحوال، وكي يتحسن مريـض الربو؛ لا بد من علاج الأنف أولًا؛ لذلك هما مرضان مرتبطان ببعضهما البعض.

حساسية الأنف .. الأسباب وطرق العلاج المختلفة

كما أن حساسية الأنف تُعتبر مرض وراثي إلى حدٍ كبير، كما أنه مرض مزمـن ومنتشر ويُصيـب خُمـس البـشر تقريبًا. فإليـكم هـذا المـقال، الذي نحاول من خلاله أن نوضح ما هي حساسية الأنف، وأسبـابها، بالإضافة إلى طرق علاجها.

أنواع حساسية الأنف

حساسية الأنف المزمنة

وهي ناتجة عن التـعرض إلى أجسام غريبة باستمرار (طوال العام) وليـس في موسم مـعين.

حساسية الأنف الموسمية

وهي ناتجه عن التعرض إلى حبوب اللقـاح، على سبيل المثال، في مـوسم الربـيع، ويُقاس على هذا باقي مواسم السـنة.

أسباب حدوث حساسية الأنف

عندما يتنفـس الشـخص أو يستنشق شيء غريب أو أي نوع من الروائح المسببة للحساسية مثل:

  • الغـبار والأتربة.
  • العوامل الوراثية.
  • أنواع معينة من العطور.
  • أدخنة المصانع.
  • ملوثـات للبـيئة كأبخرة الأسمنت والفـسفات أو غيرها من الأبخرة والأدخـنة.
  • ضعـف التهـوية والرطـوبة.
  • كثرة التعرض للتكيفات الباردة.
  • استنشاق العـفن وحبوب اللقـاح.
  • مخـالطة الحيوانـات الأليـفة؛ بسبب وبرهـا الكثـيف.
  • الصـراصير.
  • التدخـين.

فأن جسمه يُفرز مادة الهستـامين ومواد كيمائية أخرى؛ فيحدث إنتاج للمخاط في الأنف، مما يؤدي إلى ظهور أعراض حساسية الأنف.

أعراض حساسية الأنف

  • الحكة بالأنف.
  • العـطاس المستمر خاصةً في الصباح عند الاستيقاظ من النوم.
  • الرشح المـائي من الأنـف.
  • انـسداد في الأنف.
  • تغـير الصوت إلى صوت مخشوم (أخنف).
  • احـتقان الأنف.
  • فقـدان الشـم.
  • الألم في الأذن.
  • الصداع.
  • الاحمرار في العـين مع كثـرة الدموع.

وهناك أعراض عـامة

  • الضعف العام مع الدوخة والغثيان.
  • الضعف في إنـتاج العـمل بالنسـبة للموظفين.
  • الضعف في الأداء بالنسبة للطلاب وقت المذاكرة.

مضاعفات مُحتملة تنتُج عن حدوث حساسية الأنف المزمنة

  • حساسية والتهـاب الجـيوب الأنفـية.
  • حساسية والتهاب الأذن الوسـطـى.
  • الخلل في عـمل قـنـاة استاكيوس.
  • الشخير أثناء النوم مع عدم القدرة على النوم سريعًا.

أمراض مصاحبة لحساسية الأنف المزمنة

  • الأزمات الصدرية.
  • اللحمية الأنفـية.
  • التحـسس في الجلد.
  • التهاب الحـلق واللوز.

ما هي العلاقة بين الأزمات الصدرية وحساسية الأنف؟

توجد علاقـة وثيقـة بين حساسـية الأنف وحساسـية الصـدر (الربـو) وحساسـية الجـلـد أيضًا، فهناك 20% ممن يعـانـون من حساسية الأنف قد يعانـون أيضًا من الأزمات الصدرية المزمنة؛ لأن حساسية الأنف تزيد من حدوث الأزمات الصدرية وإفراز المخاط الذي ينزل إلى القصـبات الهـوائية بسبب وجود انسداد في الأنف؛ فيؤدي إلى تضييق القصبـات وتهيجها، وتحدث الأزمة الصدرية، وقد يكون علاج حساسية الأنف يسـاعد على الحد من حدوث الأزمات الصدرية وبشـكل كبيـر.

ما هي العلاقة بين حساسية الأنف والتهاب الحـلق واللوز؟

قد جعل الله الأنـف مناسـبًا للغـرض الذي خلقه لأجله، وهو التنـفس، وجعـل به نظـام لتدفئة الهواء الـذي يتنفسه الإنسان، وفي حال حساسية الأنف أو الزكام يحدث انسداد الأنـف، ويضطر الشـخص إلى التنفس عـبر فـمه وليـس عـبـر أنفـه، ولا يوجـد هذا النظام التعقيمي والترطيبي العظيم للهواء المستنـشق من الفم كما في الأنـف.

مما يؤدي إلى أن الهواء الذي يدخل عبر الفم يكون هواء جـاف وبـارد وملوث بالجراثيم والأتربة، ولأن الحـلق واللـوز هما أول ما يتقابل مع هذا الهـواء؛ فيؤدي إلى الجفاف في الحلق وتلوثه، وهذا تفسير لمن يصـحوا من نومه وهو يشكي من انسـداد الأنف فيجد جفاف في حلقة وفمـه؛ لأنه طيلة الليل يتـنفس من فمـه وليس أنـفه.

كيفية التفرقة بين أعراض حساسية الأنف وأعراض الزكام والأنفلونزا؟

قد يكون من الصعب التفرقة بين أعراض حساسية الأنف، وأعراض الزكام أو الأنفلونـزا؛ لتشابه أعراضهم، ولـكننا نستطيع أن نُميز أعراض الزكام أو الأنفلونـزا؛ فهناك أعراض بالإضافة إلى أعراض حساسية الأنف، على النحو التالي:

  • الارتفاع في درجـة الحرارة.
  • الإرهاق العام.
  • آلام الجـسم والمـفاصل.

مدى أنتشار حساسية الأنف على مستوى العالم

تُعتبر مشكلة حساسية الأنف من المشاكل العامة التي تنشر على مستوى العالم، وفي الكثير من البلدان، وبين الملايين من النـاس، وتُعتبر سبب رئيسي في تغيب الكثير من المـوظفين عن أعمالهم، والكثير من الطلاب عن الذهاب إلى مدارسهم في أغلب الأيام.

وقـد تـزداد الإصابة بحساسية الأنف أكثر في المـناطق الأكـثر عرضة للأبخرة، والغازات الناتجة عن المصانع، وعوادم السـيارات، أما المناطـق الريفية فقد تقل فيها حالات حسـاسية الأنـف؛ لوجود الأشجار والهـواء النـقـي، وهُناك مرضى بحساسية الأنف قد قلت أصابتهم بها بل واختـفت تمامًا عند انتقالهم من المناطق التي بها هواء ملوث، إلى المناطق الريفية ذات الهواء النـقي.

وقد أثبتت الدراسـات الطبية والأبـحاث أن لحساسية الأنف عامل وراثي واضـح؛ حيث إذا كان أحـد الوالديين أو كلاهمـا يعاني من حساسية الأنف؛ فيصاب الأبناء أيضًا بحساسية الأنف، فيجعل مرض حساسية الأنف ينتشر بين أفراد العـائلة الواحدة.

علاج حساسية الأنف

العلاج الدوائي لحساسية الأنف

أساس علاج مرض حساسية الأنف هو معرفـة المواد أو الروائح المسببة للحساسية، ثم الوقـاية منها، كما أن هناك علاجات طبيـة كثيرة متـوفرة لحساسية الأنف، تختـلف باختلاف حالة المريض وشدتـها ومدى تحمله، مثل:

مضـادات الهـستامين ومزيـلات الاحـتقان

وهي متوفرة في شـكل أقراص وكـبسولات وسوائـل وتشـمل: (برومينيرامين) (كلورفينيرامين) (كليماستين).

مضادات الهيستامين الطويلة المفعول

(اللوراتادين)، (فيكسوفينادين).

بخـاخ الأنف

هناك عدة أنواع من البخاخ لسيلان الأنـف
  • رذاذ الأنـف الصـوديوم كـرومولين.
  • رذاذ الأنـف الستـيرويد مثـل: (فلونسيسوليد)، (بيكلوميثالسون)، (دي بروبيونات)، (أسيتونيد)، (التريامسينولون)، وقد يحدث التحسن من حساسية الأنف بعد أسبوع أو اثنان من بداية العلاج ببخاخ الأنف.

فيتامين C

يُعتبر فيتامين سي من العلاجات القوية لحساسية الأنف حيث يحتوي على الخصائص المضادة للهيستامين التي تقـلل من أعراض حساسية الأنف، كما أنه يعزز الجهـاز المناعي.

ويجب أولًا استـشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية خاصة طبيب الأنف والأذن والحـنجـرة؛ حتى لا تسبب أي مضاعفات إذا تم تناولها بشكل خاطئ.

العلاج المـناعي لحساسية الأنف

العلاج المـناعي هو إعطاء الجرعات التي تتزايد تدريجيًا من مادة المضـاد (حساسيـة)، وتزداد تدريجًا هذه الكمية كل ثلاثة أو أربع أسابيع؛ حيث يعمل العلاج المـناعي على جعـل النظام المـناعي أقـل حسـاسية لهذه المادة، وعرقـلة الأجسام المضـادة، ويقلل من أعـراض حساسية الأنف عـندما توجه هذه المـادة فـي المـستقبل.

ويجب قبل بداية العـلاج المنـاعي عمل اختبار للجلد للتعـرف على المادة التي تسبب حساسية الأنف المخـالفة، وهذا شـرط أساسـي للعلاج المـناعي.

ويستخدم العلاج المـناعي للمرضى الذين لديهم المشكلات الأتية

  • لا يستجيبون إلى العلاج الطبي.
  • لديهم أثار جـانبية من بعض الأدوية، أو غير قادرين على استخدام الأدوية.
  • من يعانون من التهاب الأذن.
  • من يعانون من التهـاب الجـيوب الأنفية.
  • الحساسية المزمنة التي لا تستجيب لأي علاج.

العلاج الطبيعي المنزلي لحساسية الأنف

الماء المالح

الماء المالح يُعد من أفضل أنـواع علاج حساسية الأنف طبيعيًا؛ وذلك من خلال الاستنشاق أو غـسـل الأنـف بالماء المالح للتـخلص من الإفرازات والمـخاط داخل الأنف.

البـخار

طريقة العلاج بالبخـار تُعتبر من الطرق السهلة والفعالة جدًا للتخلص من المـخاط الزائـد في الأنف، وتنظيف مـمر الأنف؛ لأن معظم مسببات الحساسية تتراكم وتستـقر في ممـر الأنف، ومنه تتجه إلى الحـلق، مسببه حساسية الأنف، والعلاج بالتـبخير يـساعد في التـخلص من مسببات الحساسية.

الزنـجبيل

الزنجـبيل بطبيعته مضاد للفيروسات ومضاد للالتهابـات وللجراثـيم ومقوي للمنـاعة أيضًا، ومن خلال تلك الخصائص فهو يخفف من أعراض حساسية الأنف من صداع وسعال وسيلان الأنـف، واحتـقان الأنف والحـلق.

زيت الزيتون الطـبيعي

يتم تقـطير زيت الزيتون ثلاث مرات يوميًا في الأنف حـتى يـنزل في الفـم، كما يمكن دهان الأنـف بزيت الزيتون بـواسطة عصاة الأذن.

الكـركم

غير أن الكـركم واحد من أهم التـوابل يستخدم في الطعام، فهو أيضًا علاج فعّال لحساسية الأنف، ويخفف من أعراضها؛ لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة، ومضاد قوي للالتهابات، ومقوي للمناعة بشكل كبير أيضًا.

الثـوم

الثـوم علاج قوي لحساسية الأنف؛ حيث أنه مضاد فعال للجراثيم، ويحتوي على مادة الكيرسيتين، غير أنه يُعتبر من مضادات الهيستامين، ويدعم الجهاز المـناعي، فالثوم أقوى من المضاد الحيوي.

خـل التفـاح:

استخدام خـل التفاح يقلل من أعراض حساسية الأنف من عطس وصداع واحتقان؛ لأنه يحتوي على مضادات الهسيتامين، وخصائص المضـادات الحـيويـة.

نبـات القـراص

هذا النبات منتشر في مـعـظم البلدان، أما موطنـه الأصـلي فهو أسـيا وأروبا، ويحتوي على خصائص مضـادة للالتهابات، ومضادة للهستـامين، ويُستخدم في الطـب البـديل، ويخفف من أعراض السـعال والعطـس والحـكة واحتقـان الأنف.

كيفية الوقاية من مسببات حساسية الأنف

عدم التعرض المـفرط إلى مسـببات حساسية الأنف مثل:

  • عدم التعـرض لقوالب الهـواء الطـلق.
  • عدم استخدام المواد الصـناعية.
  • الحفاظ على نظافة السجاد والمفروشات وتعرضها لإشاعة الشمس قدر المستطاع.
  • الابتعاد عن عوادم السيارات وأدخنة المصانع.
  • محاولة التواجد في الأماكن التي يوجد بها أشجار لتنقية الهواء.
  • الابتعاد عن تربية القطط والكلاب أو أي حيوانات في المنزل تسبب حساسية الأنف.
  • التخـلص من الأشياء القديـمة الموجـودة في غرفة النوم؛ حتى لا تكون أتربة.
  • عدم التواجد في الأماكن الرطبة.
  • استخدام مراتب إسفنجية بدلًا من القطنية.
  • تغيير فرش السرائر باستمرار حتى لا تتكون أتربة عليه.
  • شفط الأتربة بالمكنسة الكهربائية من على السجاد والمراتب.

وأخيرًا فالوقاية خيرٌ من العلاج؛ حيث الابتعاد عن العـناصر التي تسبب حساسية الأنف يُعتبر تحكم في المـحيط الذي نعـيش فيه، وأن نقي تلك الهبة التي وهبنا الله أيها ألا وهي الأنف، فسـبـحان الله والحـمد والشـكـر له على هذه النعمة، كواحدة مـن نعمه علينا التـي لا تـعد ولا تـُحصى.

وفي حال الإصابة بحساسية الأنف نلجأ أولًا إلى العلاج الطبيعي قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي أو الطبي، محاولةً منا بعدم استخدام الأدوية والكيماويات التي تضر بأجسامنا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله