أسباب عدم الحمل رغم سلامة الزوجين

إنها حالة نسمع عنها كثيرًا، زوجان تزوجا منذ عدة سنوات ولم يتمكنا من إنجاب طفلٍ، حاولا ذلك مرارًا وتكرارًا لكن دون فائدة، قاما بإجراء فحوصٍ عديدة وكلها كانت سليمة ولا تشير إلى أي مشكلة تؤثر على خصوبتهما، ورغم ذلك، لا يحدث الحمل أبدًا.

فما هي أسباب عدم الحمل رغم سلامة الزوجين؟ وما هي العوامل التي تؤثر على الخصوبة والتي يجب أخذها في الاعتبار؟ وما هي الحيل التي ينصح بها الأطباء للتعامل مع هذه الحالة؟

الحمل قد لا يكون بهذه السهولة

يعتقد معظم الأزواج أنهم بعد الزواج بفترةٍ قصيرة، وعند ممارسة الجنس دون أي موانع للحمل، فإن الزوجة ستحمل على الفور، هذا يحصل في كثير من الحالات، لكن في حالاتٍ أخرى، لا يحصل.

يقول الأطباء أن الحمل في كثير من الحالات يكون أكثر صعوبة مما يفترض البعض، خاصةً إذا تقدم الزوجان ​​في السن.

يوافق الدكتور روبرت ستيلمان، وهو المدير الطبي لمراكز خصوبة في العاصمة الأمريكية واشنطن ذلك ويقول: “يعتقد الكثير من الناس أن التكاثر هو عملية فعالة ستؤدي إلى الحمل بسهولة”.

لهذا السبب، قد يخيب أمل الأزواج إذا لم يحدث الحمل بعد ممارسة الجنس عدة مرات، لكن لا داعي للقلق، إليكم بعض المعلومات التي ستفيدكم بكل تأكيد.

كل الاحتمالات في صالحك

أول شيء يجب أن تعرفه هو أن الاحتمالات تقف إلى جانب الزوجين في معظم الحلات، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 85% من جميع الأزواج ينجحون في الحمل خلال عام، لذا كن واقعيًا، وتوقع احتمال 15% بأن لا يحدث الحمل في العام الأول، وهذا أمر طبيعي.

يقول الدكتور ستيلمان: “يجب على النساء دون سن الخامسة والثلاثين من العمر أن يمارسن الجنس بشكلٍ طبيعي لمدة عام قبل التفكير في الاتصال بطبيب أو أخصائي الخصوبة”.

بالنسبة للنساء فوق الخامسة والثلاثين من العمر، يختلف الوضع. فلا يجب الانتظار لمدة سنة، لأن كل شهر يمر يقلل من احتمال حدوث الحمل.

يقول الدكتور مايكل زينامان، وهو مدير طب الغدد الصماء التناسلية في المركز الطبي بجامعة لويولا في شيكاغو: “النساء البالغات من العمر 35 عامًا أو أكبر اللاتي يعتقدن أن الأمور ليست على ما يرام، أو اللواتي يلاحظن خللًا في الدورة الشهرية لديهن، يجب عليهن التوجه مع شريكهن إلى أخصائي الخصوبة في حال عدم حدوث الحمل بعد ثلاثة أشهر من ممارسة الجنس بشكلٍ طبيعي”.

ويضيف قائلًا: “وإذا بدت الأمور على ما يرام تمامًا، فعليهن التوجه إلى أخصائي الخصوبة في حال عدم حدوث الحمل بعد ستة أشهر من ممارسة الجنس بشكلٍ طبيعي”.

التقدم في العمر قد يكون سبب تأخر الحمل

هناك مشكلة منتشرة في عصرنا، وهي أن كثير من الأزواج يقررون تأجيل إنجاب الأطفال من أجل العمل وتأسيس حياة مناسبة للعائلة المستقبلية، لكن الكثيرين لا يدركون أنه حين تتجاوز المرأة سن الخامسة والثلاثين، ينخفض معدل خصوبتها، وهذا يقلل من احتمال حدوث الحمل.

يصف بعض الأطباء قيام النساء بتأجيل إنجاب الأطفال إلى أواخر الثلاثينات من العمر بتأثير سوزان ساراندون، سوزان ساراندون هي ممثلة أمريكية تمكنت من إنجاب أول طفل لها في عمر 39 سنة، ثم أنجبت طفلين في عمر 42 و 45 على التوالي.

حين ترى النساء امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا وتحمل، يعتقدن أنه لا توجد مشكلة في التأجيل والانتظار، لكن الحقيقة المثبتة علميًا هي أن الانتظار بعد سن الخامسة الثلاثين من العمر سيجعل احتمال الحمل أقل، ومع التقدم في العمر أكثر، قد يصبح احتمال الحمل معدومًا.

هل هناك أي طرق لزيادة احتمال حدوث الحمل؟

حين لا يجنح الأزواج في الحمل لفترة طويلة، فإنهم يحصلون على العديد من النصائح، مثل أن تبقى الزوجة مستلقية على ظهرها لعدة ساعات بعد ممارسة الجنس أو حتى الخضوع لجلسات التنويم المغناطيسي، كل هذه الخيارات غير فعالة ولا تفيد على الإطلاق.

حتى أن دراسة بريطانية نُشرت مؤخرًا وصدمت المجتمع الطبي بالادعاء أن فترة ما بعد الظهيرة هي الفترة الأفضل لممارسة الجنس إذا كان الهدف هو الحمل، وذلك لأن الهرمونات الأنثوية التي تؤثر على الخصوبة وعدد الحيوانات المنوية تكون في الذروة.

يقول الخبراء أنه حتى الآن، لا توجد أدلة كافية لإثبات أن وضعية معينة أو وقت معين لممارسة الجنس له تأثير على احتمال حدوث الحمل. وبحسب الدكتور ستيلمان: “أن تبقى المرأة مستلقية لمدة دقيقتين هو وقت أكثر من كافٍ”.

توجد طريقة واحدة يحدث من خلالها الحمل، وهي أن تقوم الحيوانات المنوية للرجل بتلقيح بويضة الأنثى، هذا التلقيح يحدث بعد الإباضة بحوالي 12 – 24 ساعة، ومن المعروف أن الإباضة تحدث تقريبًا قبل 14 يومًا من نهاية الدورة الشهرية، لذلك، يمكن في معظم الحالات ضمان حدوث الحمل من خلال ممارسة الجنس بعد 12 – 24 ساعة من الإباضة.

لكن المشكلة هي أن الكثير من النساء لا يستطعن التنبؤ بموعد الإباضة لأن الدورة الشهرية لديهن تكون غير منتظمة، كما أن الدورة الشهرية يمكن أن تصبح أقصر حين تتقدم المرأة في العمر، وقد تصبح أطول حين تقترب المرأة من سن اليأس.

العلامات الأكثر شيوعًا التي تشير إلى حدوث الإباضة هي زيادة الإفرازات المهبلية والشعور بالانزعاج في البطن على جانبي الحوض، لكن هذه العلامات قد لا تحدث عند الكثير من النساء. لذلك، ولكي تتمكن المرأة من معرفة موعد الإباضة بشكلٍ دقيق، يمكن شراء اختبار منزلي بسيط وسهل الاستخدام يُعرف باسم اختبار توقع الإباضة، تتراوح تكلفة هذا الاختبار بين 15 – 40 دولار أمريكي، وهو يباع في الصيدليات أو على الإنترنت.

الاختبار هذا بسيط للغاية ولا يتطلب سوى عينة من البول، حيث يقيس مستوى الهرمون اللوتيني (LH) الذي يزداد بشكلٍ كبير قبل حدوث الإباضة، وبمجرد تحديد موعد الإباضة، تكون الفترة من يوم أو يومين بعدها هي الفترة الأكثر خصوبة بالنسبة للمرأة واحتمالات الحمل فيها تكون الأعلى.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة اختبار أخرى تعرف باسم Clearplan Easy للتنبؤ بالإباضة، وهي أداة أكثر دقة تمنح الأزواج تحديد ستة أيام تكون فيها احتمالات الحمل كبيرة. تختبر هذه الأداة مستويات الهرمون اللوتيني وهرمون الأستروجين عند النساء في عينة من البول، وتعطي معلومات عن فترات الخصوبة المنخفضة والعالية والعالية جدًا. لكن الجهاز مكلف بعض الشيء، سعره حوالي 200 دولار، بالإضافة إلى 50 دولارًا لحزمة من 30 عصا اختبار.

حيل أخرى لزيادة فرص الحمل

يمكن أن تؤثر بعض العوامل على خصوبة الرجال والنساء وتؤدي إلى عدم حدوث الحمل، من بين هذه العوامل زيادة أو نقص الوزن أو اضطرابات الأكل، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية المكثفة والمجهدة أو شرب الكحول أو التدخين.

بالنسبة للرجال، يمكن أن يؤدي التدخين وشرب الكحول إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية بشكلٍ كبير، كما أن لتدخين الماريجوانا نفس التأثير، فيما يمكن أن تؤدي بعض العادات إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية أو قتلها أو تشويهها، مثل الاستحمام بالماء الساخن جدًا أو ارتداء الملابس الضيقة.

لا ننسى أيضًا تأثير التوتر والإجهاد، فالكثير من الأزواج يواجهون صعوبة في الحمل بسبب التوتر الناجم عن ضغوطات الحياة اليومية والعمل والقلق من بعض الأمور مثل الانتقال إلى منزل جديد. حتى أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن معاناة المرأة من الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية قد تمنع الحمل.

أضف إلى ذلك أن مجرد تفكير الأزواج باستشارة الطبيب أو أخصائي الخصوبة هو أمر مقلق وقد يعني مزيدًا من التوتر بالنسبة لهم.

يمكن أن تساهم إجراءات الحد من التوتر والإجهاد والقلق وتخفيف الضغط النفسي لكل من الرجل والمرأة في تعزيز فرص الحمل بشكلٍ كبير.

إذا كان أحد الزوجين يعاني من مشكلة نفسية أو عاطفية أو غير قادر على السيطرة على ضغوطات الحياة، فإن من الحكمة التفكير في استشارة أخصائي نفسي، فالراحة النفسية تنعكس بشكلٍ مباشر على الراحة الجسدية وتساهم في تحسين الصحة العامة وقد تعزز من فرص الحمل.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله