لمحة عن نزار قباني ومقتبسات من أشعاره

هو شاعر من أكبر شعراء العرب، ولد في دمشق، وكان يحب العديد من الهوايات كالرسم والتخطيط، وفي عمر صغير بدأ بكتابة الدواوين الشعرية والقصائد، وبعد تخرجه من كلية الحقوق عمل في السلك الدبلوماسي، وتنقل حول عدة مدن منها لندن وأنقرة.

استقال نزار عن العمل ليتفرغ إلى الشعر، كما أنه أسس دارًا للنشر، وكان يلقب بشاعر المرأة لأنه كان يتميز في أسلوب العاطفة سواء في الشعر أو النثر، إلا أنه قد تغير نوع شعره بعد النكسة، وصار يحتوي على عناوين السياسية والمقاومة.

حياة نزار قباني وزواجه

حياة نزار قباني

ولد نزار توفيق قباني في دمشق في حي “مئذنة الشحم” في الواحد والعشرون من آذار عام 1923، ونشأ في منزل دمشقي عريق، ولدى نزار أختان هما: وصال وهيفاء، وثلاثة أخوة هم: معتز ورشيد وصباح قباني. انتحرت أخته وصال بعد أن أجبروها على الزواج من رجل لم تحبه، وهذا ما ترك أثر في نفسه، وربما ساهم في صياغة فلسفته العشقية أنه يجب على المرآة الصراع من أجل تحقيق ذاتها وأنوثتها، لكنه تأخر عن كشف هذه الحقيقة قال إنها توفيت في مرض القلب، لكن كوليت خوري أظهرت قصة الانتحار، وكتب هذا في مذكراته “إن الحب في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره”.

حياة نزار قباني

في عام 1941 درس في كلية الحقوق في جامعة دمشق وتخرج عام 1945، وعمل في وزارة الخارجية السورية، وعين في سفارة السورية في القاهرة كان عمره اثنان وعشرون عامًا، وكان من شروط العمل الدبلوماسي التنقل وعدم الاستقرار، لم تكن إقامة نزار في القاهرة طويلة لأنه انتقل إلى عدة أماكن، حيث أنه عام 1952 عين سفيرًا لسورية في لندن مدة عامين، وتعلم خلال هذه الفترة اللغة الإنكليزية ثم عين في أنقرة، وعين في الصين سفيرًا لسورية عام 1958 لمدة سنتين، وفي عام 1962 عين في المدريد سفيرًا لسورية لمدة أربع سنوات. إلى أن استقر في بيروت حيث أعلن تفرغه التام للشعر عام 1966.

زواج نزار قباني

تزوج نزار قباني زوجتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله زهراء آقبيق، حيث أنجب منها ولدين هدباء وتوفيق، وتوفي ابنه توفيق في عام 1973، كان طالبًا في العام الدراسي الخامس في كلية الطب بالقاهرة. ترك توفيق في حياة أبيه أثرًا كبيرًا فرثاه أباه بقصيدة “الأمير الخرافي توفيق قباني”. ماتت أول زوجة لنزار في عام 2007، فتزوج من امرأة أخرى اسمها بلقيس الراوي التقى بها في بغداد بأمسية شعرية، لكن توفت في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بسبب انفجار استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل عام 1982، وقد نعاها نزار بقصيدة بلقيس وقد قال إن الجميع كان له دور بقتلها، وكان عنده منها ولدان عمر وزينب ولم يتزوج بعدها. غادر نزار بيروت بعد مقتل زوجته بلقيس راح ينتقل بين باريس وجنيف حتى استقر في لندن.

هوايات نزار قباني

هوايات نزار قباني

قال نزار أنه أخذ من جده حبه للفن بأشكاله ومن أبيه أدب شعر، وذكر نزار قباني أنه كان يحب الرسم ما بين عمر الخامسة وثانية عشر وجد نفسه غارق في بحر الألوان، وقال إن سر حبه للألوان ولون الأخضر خاصة أي كان في منزلهم أغلب أنواع الزرع الشامي ومنه الزنبق والورد الجوري والياسمين، وفي عمر الخامسة عشر والسادسة عشر احتار في ما يفعله، فتعلم التخطيط على يد خطاط يدوي ماهر وبعد ذلك اتجه للرسم لأنه مازال يعشقه حتى أنه ألف ديوان سماه “الرسم بالكلمات”، ومنه إلى حب الموسيقى، تعلم العزف والتلحين على آلة العود على يد أستاذ خاص، لكن خلال دراسته المرحلة الثانوية الخاصة جعلته يبتعد عن الموسيقى. حتى أن نزار وقف عند الشعر وبدأ بحفظ أشعار عمر بن ربيعة، وقيس بن الملوح، وجميل بثينة وتعلم على يد الشاعر خليل مردم بك وعلمه أصول النحو الصرف والبديع.

الأعمال الأدبية للشاعر نزار قباني

في عام 1939 ذهب نزار في رحلة مدرسية بحرية إلى روما حيث كتب قصائده الأولى متغزلًا في الأمواج والأسماك، كان في عمر السادسة عشر عامًا، وتاريخ الخامس عشر من آب يعتبر تاريخًا لميلاد نزار الشعري. نشر نزار أولى دواوينه خلال دراسته الحقوق وهو ديوان” قالت لي السمراء” قام بطباعته على حسابه الخاص، وأثارت قصائد ديوانه الأول جدلًا في الجامعة، وكتب منير العجلاني مقدمة الديوان أي أنه أحب القصائد ووافقه عليها، وقيل عنه بعد نشر الديوان أنه شاعر أباحي. في عام 1966 أسس دار النشر الخاصة وسماها “منشورات نزار قباني” بدأ نزار في كتابة الشعر العمودي بشكل واضح ثم بعدها انتقل إلى شعر التفعيلة، حيث ساعد في تطوير الشعر العربي الحديث، وكانت الكثير من قصائده تحتوي عن قضية حرية المرأة، حيث كانت دواوينه الأربعة الأولى قصائداً رومانسية. ثم تحول إلى الشعر السياسي بعد نكسة حرب 1967، وأصدر قصائد عدة للإذاعة ضد الأنظمة العربية عامة وحكم البعث في سورية ومنهم: هوامش على دفاتر النكسة، عنترة، يوميات سياف عربي.

مقتبسات نزار قباني

  • الرسم بالكلمات “لا تطلبي مني حساب حياتي إن الحديث يطول يا مولاتي”.
  • نهر الأحزان “عيناكِ.. كنهري أحزانِ نهري موسيقى حملاني لوراءِ.. وراءِ الأزمانِ نهري موسيقى قد ضاعا سيدتي”.
  • شؤون صغيرة “شؤون صغيره.. تمر بها أنتَ.. دون التفاتِ تساوي لدي حياتي جميع حياتي”.
  • طوق الياسمين “شكرًا.. لطوق الياسمين وضحكتِ لي.. وظننت أنكِ تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك.. ظننت أنك تدركين”.
  • صديقتي وسجائري “واصل تدخينك.. يغريني رجل.. في لحظة تدخين ما أشهى تبغك.. والدنيا تستقبل أول تشرين والقهوة.. والصحف الكسلى ورؤى”.
  • لوليتا “صار عمري.. خمس عشره.. كل ما في داخلي غنى وأزهر كل شيء صار أخضر شفتي خوخ.. وياقوت مكسر وبصدري.. ضحكت قبة مرمر وينابيع وشمس”.
  • اختاري “إني خيرتك.. فاختاري ما بين الموت على صدري.. أو فوق دفاتر أشعاري”.

وفاة الشاعر نزار قباني

قضى نزار قباني ما تبقى من حياته في لندن، حيث أكمل عمله خلال التسعينات في نشر دواوينه وأشعاره المثيرة للجدل ومنها “متى يعلنون وفاة العرب؟” و “المهرولون”، وقد كان نزار قباني يعاني من سوء وضعه صحي عام 1997 وبعد أشهر توفي بسبب أزمة قلبية في 30 نيسان 1998 كان عمره 75 عامًا. كتب في وصيته عندما كان في المشفى في لندن بأن يدفن في دمشق، وقد خطف الدمشقيين تابوته وحملوه على أكتافهم إلى جامع الأموي… وصلوا عليه ثم حملوه إلى المقبرة مشوا دمشق من شمالها إلى جنوبها مشيًا، ثم تم دفن نزار قباني في دمشق إلى جانب والده توفيق خليل قباني وابنه توفيق نزار قباني، بعد جنازة حاشدة كان فيها مختلف أطياف الشعب السوري وكان فيها فنانين ومثقفين عرب وسوريين.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله