كوكب نبتون – حقائق عن مداره وأقماره وحلقاته

كوكب نبتون هو ثالث أكبر كوكب في المجموعة الشمسية بعد كوكبي المشتري وزحل، وهو الكوكب الثامن من حيث البعد عن الشمس، أي أنه أبعد كوكب عن الشمس، في الماضي، كان بلوتو يعتبر الكوكب الأبعد، لكن علماء الفلك قرروا في عام 2006 تصنيف بلوتو ككوكب قزم. فأصبح نبتون هو الكوكب الأخير والأبعد عن الشمس.

كوكب نبتون هو عملاق غازي، كتلته ضخمة للغاية، وهو أكبر من كوكب الأرض بـ 17 مرة، كما أنه أضخم من كوكب أورانوس.

بسبب بعده الكبير، لا يمكننا أن نراه بالعين المجردة من الأرض، الطريقة الوحيدة لرؤيته هي عن طريق التلسكوبات، والتي تظهره بلون أزرق مائل إلى الخضرة، هذا اللون ناجم عن وجود كميات هائلة من غاز الميثان في غلافه الجوي.

كوكب نبتون

خصائص كوكب نبتون

وفقًا لما يقوله العلماء، تشكل كوكب نبتون قبل 4.5 مليار سنة، أي في المراحل الأولى لتشكل نظامنا الشمسي، حيث تجمعت سحب من الغازات والغبار والصخور الكونية مع بعضها البعض بفعل قوى التجاذب بينها، مما أدى إلى تشكل الكوكب.

يعتقد بعض العلماء أن هذا الكوكب كان أقرب إلى الشمس، لكنه بدأ يبتعد منذ حوالي 4 مليارات سنة، ثم استقر في مداره بعد كوكب أورانوس.

كوكب نبتون كغيره من الكواكب الخارجية في النظام الشمس التي تعرف باسم العمالقة الغازية (المشتريزحل – أورانوس – نبتون)، كل هذه الكواكب تتكون في الأساس من الهيدروجين والهليوم والقليل من الهيدروكربونات بالإضافة إلى النيتروجين.

ما يجعل نبتون وأورانوس مختلفان عن كوكبي زحل والمشتري هو وجود نسبة أعلى من الجليد الذي يتكون من الماء والأمونيا والميثان، إضافة إلى قلب الكوكب الذي يتكون من الصخور والجليد، لهذا يطلق العلماء على كوكبي أورانوس ونبتون “العملاقان الجليديان”.

طبقات كوكب نبتون الداخلية ليست مختلفة أو مميزة، قلبه صخري وكتلته تعادل تقريبًا كتلة كوكب الأرض، وقوة جاذبيته تبلغ حوالي 110% من قوة جاذبية الأرض.

على الرغم من حجمه الكبير إلا أن كثافته قليلة بسبب طبيعته الغازية، هذه الطبيعة الغازية تتسبب في هبوب رياح قوية عليه والتي تعتبر الأسرع في مجموعتنا الشمسية، تصل سرعة هذه الرياح إلى 2000 كم في الساعة.

على الرغم من أن كوكب نبتون هو الأبعد عن الشمس، يصدر هذا الكوكب حرارة أكثر مما يتلقى من الشمس.

المناخ والغلاف الجوي

غاز الهيدروجين يشكل النسبة الأكبر من الغازات المكونة للغلاف الجوي، كما توجد نسبة أقل من الهيليوم والميثان، يتميز غلاف كوكب نبتون الجوي بدرجة حرارته الباردة جدًا، والتي قد تصل إلى 225 درجة مئوية تحت الصفر، كما أن نشاط الرياح الشديدة يؤدي إلى تقلب في درجات الحرارة على الكوكب، هذه الرياح تكون سريعة للغاية، والغيوم التي تغطيه باردة وسريعة الحركة.

رصدت مركبة فوياجر 2 بعض الظواهر المثيرة على سطح كوكب نبتون، منها السحب السمحاقية Cirrus Clouds، وهي عبارة عن سحب تكونت من بلورات الميثان الجليدية وتتميز بارتفاعها، تدور هذه السحب حول الكوكب دورة كاملة كل 16 ساعة.

في الغلاف الجوي للكوكب، تظهر بقعة تسمى البقعة المظلمة العظيمة Great Dark Spot، بعد مراقبتها لفترة طويلة من قبل العلماء استطاعوا استنتاج أنها عبارة عن ثقب في سحابة من غاز الميثان، وهي تشبه تمامًا ثقب طبقة الأوزون على كوكبنا، ولكنها مختلفة بعض الشيء، فقد رأى العلماء من خلال تلسكوب هابل أنها اختفت تمامًا وظهرت في مكان أخر قريب بقعة بيضاوية الشكل ومظلمة.

المجال المغناطيسي

المجال المغناطيسي لنبتون يشبه تمامًا المجال المغناطيسي كوكبنا الأرض، إلا أنه يمتد لمسافة أكبر بمئات ألاف الكيلومترات، يمكن التعبير عنه بأنه مغناطيسي ذو قطبين، هذا المجال يعد أقوى بـ 27 مرة من مجال الأرض المغناطيسي، ويميل عن محوره ا 47 درجة تقريبًا، ما يعرضه لعديد من التغييرات أثناء الدوران.

قامت مركبة الفضاء فوياجر 2 برصد ظاهرة مشابهة تمامًا للشفق القطبي التي نلاحظها على كوكبنا، ولكن هذه الظاهرة تعتبر أكثر تعقيدًا وهذا يعود إلى مجال كوكب نبتون المغناطيسي الغريب.

حلقات كوكب نبتون

كما هو الحال مع كل الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية، عثر العلماء على 5 حلقات تدور حول الكوكب:

  • حلقة Galle تعتبر أقرب حلقة لكوكب نبتون وتبتعد عن مركزه مسافة 41.900 كم
  • حلقة Leverrier تبعد عنه حوالي 53.200 كم
  • حلقة Lassell فتبتعد عنه بحوالي 55.400 كم
  • حلقة Arago تبعد عن مركز الكوكب حوالي 57.600 كم
  • حلقة Adams التي تبعد عن المركز مسافة 62.830 كم

أقمار كوكب نبتون

يدور حول كوكب نبتون 14 قمرًا، قام العلماء بتسمية هذه الأقمار بأسماء آلهة وحوريات يونانية قديمة لتشكل ترابطًا مع أسم نبتون وهو اسم “إله البحار” عند الرومان القدماء، أكبر قمر يدور حول كوكب نبتون هو “ترايتون Triton” الذي اكتشفه العالم ويليام لاسيل عام 1846، هذا القمر هو القمر الوحيد الذي يدور حول الكوكب في مدار معاكس لجهة دوران الأقمار الأخرى، يرجح العلماء أن السبب في ذلك يعود إلى أن هذا القمر لم يكن قمرًا، بل كان كويكب قام نبتون بجذبه.

هذا القمر الكبير بارد للغاية، تبلغ درجة حرارة سطحه 235 درجة مئوية تحت الصفر، ولكن ما حير العلماء هو اكتشافهم لينابيع ساخنة تقوم بقذف مواد جليدية نحو الأعلى إلى ارتفاع قد يبلغ 8 كيلومترات، وأن غلافه الجوي يصبح دافئًا أكثر فأكثر مع مرور الوقت دون معرفة سبب ذلك.

الأقمار الأخرى التي تدور حول كوكب نبتون هي:

نيريد Nereid، ناياد Naiad، ثالاسا Thalassa، دديسبينا Despina، غالاتيا Galatea، لاريسا Larissa، بروتيوس Proteus، هاليميد Halimede، ساميثي Psamathe، ساو Sao، لاوميديا Laomedeia، نيسو Neso، هيبوكامب Hippocamp.

تاريخ استكشاف نبتون

في عام 1612، قام العالم غاليليو غاليلي برصد كوكب نبتون للمرة الأولى في السماء عن طريق تليسكوب صغير، أعتقد في ذلك الوقت أن الكوكب عبارة عن نجم ثابت. ولم يتم تصنيفه ككوكب.

في عام 1846، عرف العلماء أن نبتون ليس نجمًا، وتم اعتباره الكوكب الثامن في المجموعة الشمسية منذ ذلك الوقت.

استطاع مسبار بايونير 10 أن يدخل إلى مدار كوكب نبتون عام 1983 ليصبح أول مسبار يصل إلى الكوكب الثامن، ثم تمكن العلماء من اكتشاف حلقات نبتون بعد عام.

في عام 1989، التقطت المركبة فوياجر 2 صورًا لكوكب نبتون من مسافة 4800 كيلومتر فوق القطب الشمالي.

توالت الاكتشافات لاحقًا حيث تم العثور على 5 أقمار تدور حوله.

من المثير للفضول معرفة أن مدار كوكب نبتون كبير جدًا، حيث يحتاج إلى أكثر من 165 سنة لإتمام دورة واحدة كاملة حول الشمس، لذلك، استطاع الكوكب منذ اكتشافه أن يكمل دورة واحدة فقط، كان ذلك في عام 2011.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله